دبي في 27 سبتمبر/ وام/ استضاف اليوم الختامي لمنتدى الإعلام العربي، حواراً بين الإعلامي عبدالله المديفر من قناة روتانا خليجية، والإعلامية رابعة الزيات من تليفزيون الجديد، حول البرامج الحوارية والعادات الاستهلاكية للمتلقّي والمشاهد العربي والمحتوى الذي يفضله، وما يتطلع إليه من برامج تناقش قضاياه وتفاصيل حياته اليومية.

كما تناولت الجلسة كيفية جذب الشباب للمحتوى الإعلامي، والتأثر بالمحتوى المعروض على شاشة التلفزيون والمنصات الرقمية أو شبكات التواصل الاجتماعي.
واستعرض عبدالله المديفر تاريخ البرامج الحوارية في المملكة العربية السعودية منذ السبعينيات إلى أن دخلت منصات التواصل الاجتماعي على خط إنتاج المحتوى الذي يناسب مختلف فئات المجتمع.

وأشار إلى أن البرامج الحوارية السعودية مرت بالعديد من المراحل وشهدت تطوراً كبيراً بدأً ببرامج حوارية مهمة قدمها الدكتور عبد الرحمن الشبيلي باستضافة الشخصيات مهمة، لكن تلك البرامج كانت تتسم بـ"الطابع الرسمي" ولم تصل بالشكل المطلوب إلى جموع الناس نظراً للغة الرسمية المستخدمة في الحوار.
وأشار المديفر إلى اخفاق البرامج الحوارية في الوصول إلى شرائح كبيرة من المتابعين في المملكة خلال مرحلة الثمانينات والتسعينات، حيث شهدت هذه الفترة بزوغ مرحلة المذيع النجم، وزيادة شعبية مقدمي الأخبار الذين كانوا يقدمون بعض البرامج الحوارية الضعيفة إلى جانب تقديمهم للفترات الإخبارية، حيث كانت تستخدم لغة نخبوية وغير مفهومة من عامة الناس، إلى أن دخلت البرامج الحوارية مرحلة جديدة في العام 2002 مع مدرسة الإعلامي تركي الدخيل، الذي نقل البرامج الحوارية إلى مرحلة أخرى من التطور مع انتقاله إلى قناة "العربية" بخلفية صحافية ولغة سهلة وصلت إلى الناس وحققت معها البرامج الحوارية نقلة نوعية.
ولفت المديفر إلى ارتفاع سقف البرامج الحوارية، مع تغطية القنوات السعودية لدوري كرة القدم المحلي، وظهور برامج حوارية رياضية استطاعت أن تجمع الناس حول وجبة رياضية نقلت نبض الشارع الرياضي، إلى أن ظهرت المدرسة المهنية التي لم تحصل على فرصتها حتى ظهور قنوات روتانا التي بدأت تقديم برامج حوارية حقيقية تغطي القضايا اليومية للمجتمع.
كما أشار الإعلام السعودي إلى التطور الهائل في البرامج الحوارية مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي، ودخول مجموعة من الموهوبين السعوديين في صناعة المحتوى الإعلامي والبرامج الحوارية، لتصبح مع ظهور منصات البودكاست منتج يومي يقدم لكل فئات المجتمع السعودي.
- التجربة اللبنانية.
من جانبها استعرضت الإعلامية رابعة الزيات، تطور البرامج الحوارية اللبنانية منذ بداية السبعينات مع الحوارات الجريئة التي قدمها الرعيل الأول من الإعلاميين اللبنانيين ومنهم ليلى رستم، وسونيا بيروتي، إلى أن دخل لبنان في مرحلة الحرب ليتوجه العمل الإعلامي بشكل كامل لتغطية أحداثها، مشيرة إلى دخول الإعلام مرحلة جديدة في التسعينيات مع فترة إعادة الإعمار، وازدهار تليفزيون المستقبل، والتليفزيون اللبناني، والجديد، لافتةً إلى الطفرة الهائلة التي صاحبت تلك الفترة على صعيد الصورة المبهرة والإمكانيات الإنتاجية الكبيرة.
وتطرقت الزيات إلى مكانة الإعلام اللبناني على الصعيد العربي، وما اشتهر به من قوة المضمون وتقدم الإمكانيات الفنية والإخراجية وحتى المادية، وظهور برامج حوارية قوية منها: "الليل المفتوح"، و"خليك بالبيت"، و"سيرة وانفتحت" وغيرها الكثير من البرامج التي حققت شهرة ورواجاً كبيراً على المستوى المحلي والعربي.
ولفتت رابعة الزيات إلى دخول البرامج الحوارية في نفق مظلم من قلة الإنتاج مع دخول لبنان مرحلة القنوات الحزبية التي تستخدم سياسياً للتعبير والترويج للمواقف السياسية للأحزاب، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي أثّرت على الإنتاج اللبناني التليفزيوني، بينما ظهرت براعة الإعلاميين واللبنانيين في الحفاظ على جودة المضمون باستخدام أقل الإمكانيات.
يُذكر أن منتدى الإعلام العربي ركز في هذه الدورة على مجموعة من المواضيع الأساسية ومن أهمها تأثير التكنولوجيا على الإعلام، خاصة الذكاء الاصطناعي، وشارك في الحوار نخب إعلامية من مختلف أنحاء العالم العربي، حيث تباينت الآراء حول ما يحمله التطور التكنولوجي من فرص وتحديات، في حين اجتمع المتحدثون على ضرورة الاستعداد الجيد لحسن توظيف التكنولوجيا للاستفادة مما ستأتي به من فرص وما سينجم عنها من تحديات، وذلك مع مواصلة الحدث الأكبر من نوعه على الساحة الإعلامية العربية نهجه في مواكبة أهم الموضوعات المتعلقة بمجال العمل الإعلامي والتطورات المحيطة المؤثرة في مسيرة تطويره، وحرص المنتدى على إقامة حوار هدفه دفع الإعلام العربي إلى الأمام والوصول بمخرجاته إلى أعلى درجات التميز.

أحمد البوتلي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الإعلام العربی إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الجمعية الخليجية للإعلام السياحي يشيد بتنظيم الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار في البريمي

مسقط - الرؤية

أشاد الإعلامي خالد آل دغيم، رئيس الجمعية الخليجية للإعلام السياحي ورئيس الجمعية السعودية للإعلام السياحي، بحسن تنظيم الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار الذي استضافته محافظة البريمي بسلطنة عمان، مؤكدًا أن الحدث شكَّل منصة حوارية مهمة جمعت نخبة من المسؤولين والخبراء والمستثمرين والإعلاميين لمناقشة مستقبل السياحة العربية وتعزيز التعاون الإقليمي في هذا القطاع الحيوي.

وفي تصريحاته لوسائل الإعلام، أكد آل دغيم أن الملتقى نجح في تقديم رؤى استراتيجية لصناعة السياحة العربية، من خلال جلسات نقاشية متميزة، تطرقت إلى تحديات وفرص الاستثمار السياحي، ودور الإعلام في دعم القطاع، إضافة إلى أهمية التكامل السياحي العربي لتعزيز السياحة البينية وزيادة التدفقات السياحية داخل المنطقة.

جلسات حوارية ثرية ومناقشات بنَّاءة

وأوضح آل دغيم أن الجلسات التي شهدها الملتقى تناولت أهمية الإعلام الرقمي والتكنولوجيا الحديثة في الترويج للوجهات السياحية العربية، مشددًا على ضرورة الاستثمار في تطوير المحتوى الإعلامي السياحي، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال إنتاج أفلام وثائقية وبرامج تلفزيونية تعكس جمال وتنوع المقاصد السياحية العربية.

كما أشار إلى أن الملتقى أبرز أهمية تحفيز الاستثمار السياحي، من خلال تهيئة بيئة جاذبة للمستثمرين، وتقديم التسهيلات اللازمة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك التي تعزز الطابع الثقافي والتراثي للمنطقة، مثل السياحة البيئية والحرف اليدوية والسياحة الريفية.

توصيات هامة للمستقبل السياحي العربي

وفي ختام الملتقى، أشاد آل دغيم بالتوصيات التي تم اعتمادها، والتي تشكل خارطة طريق لتطوير السياحة العربية، ومن أبرزها:
    •    تعزيز التعاون العربي في الاستثمار السياحي، عبر إطلاق مشاريع سياحية مشتركة بين الدول العربية.
    •    تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية لتقديم تجربة سياحية مميزة وفق المعايير الدولية.
    •    تنفيذ برامج تدريب وتأهيل للعاملين في القطاع السياحي لضمان تقديم خدمات عالية الجودة.
    •    تسهيل إجراءات السفر والتنقل بين الدول العربية لدعم السياحة البينية.
    •    تعزيز الأمن والسلامة في المقاصد السياحية لضمان تجربة سياحية آمنة وجاذبة.
    •    تبني ممارسات سياحية مستدامة تحافظ على البيئة والتراث الثقافي.
    •    دعم ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في المجال السياحي، من خلال إنشاء صندوق عربي مشترك لدعم المشاريع السياحية.

إدراج البريمي ضمن خارطة السياحة العربية الصاعدة

واختتم آل دغيم تصريحاته بالتأكيد على أهمية إبراز محافظة البريمي كوجهة سياحية واعدة، لما تمتلكه من مقومات تاريخية وثقافية وطبيعية، مشيرًا إلى أن إدراجها ضمن خارطة السياحة العربية يعزز مكانتها كمركز جذب سياحي واستثماري مهم في المنطقة.

وأكد أن الإعلام السياحي العربي يلعب دورًا محوريًا في دعم هذا التوجه، من خلال تسويق الوجهات السياحية بأساليب مبتكرة، وعبر التعاون مع المؤثرين الرقميين ووسائل الإعلام المتخصصة، بما يساهم في تعزيز الوعي السياحي وزيادة التدفقات السياحية في الوطن العربي.

مقالات مشابهة

  • عمرو سعد عن مسلسله سيد الناس: يليق بجمهور الوطن العربي كله
  • الاتحاد البرلماني العربي يستنكر “التصريحات العنصرية” التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب.. صالون "صفصافة" الثقافي يستضيف نقاشا حول تاريخ التفاعل الأدبي العربي الأوكراني
  • قومي المرأة يناقش خطة الرصد الإعلامي للأعمال الرمضانية ومبادرات التوعية
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • مدينة الإنتاج الإعلامي تختتم مشاركتها في منتدى الاتصالات السادس عشر بالمغرب|صور
  • دبي للصحافة يدشن النسخة 9 لجائزة الإعلام للشباب العربي " إبداع "
  • رئيس الجمعية الخليجية للإعلام السياحي يشيد بتنظيم الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار في البريمي
  • آل دغيم: التكامل السياحي العربي ضرورة لتعزيز التدفقات السياحية بين الدول
  • تظاهرات كردستان في ظل الصمت الإعلامي.. مصالح سياسية تتحكم بالمشهد