بنك ناصر.. البديل الآمن لـ«دكاكين القروض»
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أجبرت الظروف الاقتصادية، كثيراً من المواطنين على البحث عن شركات الأموال التى تقوم بالإقراض بفوائد خرافية تحت مسمى «مشروعات صغيرة». وهذه الشركات المنتشرة فى ربوع مصر تحمل أسماء عديدة وتتفق جميعها فى غرض واحد وهو تحقيق أعلى فائدة وأكثر ربح.
هذه الشركات أوقعت آلاف الغارمين والغارمات فى شباكها بسبب الحاجة الملحة وغالبًا ما تتعلق هذه الظروف بزواج الفتيات وتجهيزهن فيلجأون إلى هذه «الدكاكين» التى تعمل بعيدا عن «أجهزة الرقابة» وترفع شعار مساعدة الشباب فى إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وفى الحقيقة يذهب بعضها لسداد مديونيات أو للانفاق على المآكل والمشرب والعلاج فى ظل الارتفاع الكبير فى الأسعار والغالبية العظمى توجه القرض إلى زواج الفتيات فتذهب سيدة مغلوبة على أمرها إلى إدارة الشركة وتطلب منهم قرصا بعدة آلاف لتجهيز ابنتهم المقبلة «على الزواج» فيتم تعديل مقصد القرض من زواج إلى مشروع من المشاريع الصغيرة على الورق فقط ويتم استقبالها خير استقبال، ثم يتم تقسيم إيصالات الأمانة بالمبلغ إلى عدة ايصالات، ثم تبدأ مرحلة توريط جيرانها على طريقة «عاوزين ضامن» فتذهب المسكينة لإقناع من تريد أن يوقع معها على القرض وعندما تتوجه بصحبتها إلى الإدارة تقوم باغرائها ومنحها بما يوازى ١٥% عن كل ١٠٠٠ جنيه من قرض صديقتها التى ترغب فى الحصول على قرض آخر بعدة عدة أشهر من تاريخ القرض الأول.
وعندما تتعثر فى السداد تقوم بنفس الطريقة الأولى وتوريط غيرها وبعد أن تتعثر أو تختفى يتم تحرير محاضر وجنح ضد من ضمنوها.
ولدى هذه الشركات جيش من الفتيات وظيفتهن تجريس الضحايا وتهديدهن بالسجن.
ويتولى أهل القرى البسطاء التضامن معهن لسداد هذه المبالغ التى تتضاعف عدة مرات بسبب الفوائد التى تبدأ بنسبة ٣٠٪ وتصل إلى إجمالى قيمة القرض وفى حالة تعرضها للسجن، تقوم الحكومة والجمعيات بسداد مديونيات هؤلاء النسوة تحت بند «الغارمات» وتتسع دائرة دكاكين المرابين لتنتشر فى المدن والقرى ومعظمها لم تحصل على أية موافقات للعمل فى هذا المجال.
وأكد التقرير الذى أصدرته وحدة البحوث والدراسات بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، حول الغارمات فى مصر تحت عنوان «التوقيع على بياض.. الطريق إلى السجن»، أنه لا توجد إحصائية دقيقة بأعداد الغارمات فى مصر ولكن وفقاً لتقديرات رسمية صدرت عام 2021 أن أعداد الغارمات المسجونات يصل إلى 30 ألف سجينة غارمة، وهو ما يمثل نسبته ما بين 20- 25% من السجناء فى مصر.
ومن منطلق الدور الذى تقوم به وزارة التضامن والمتمثل فى دعم المرأة المصرية ماديا ومعنويا باتى دور بنك ناصر الاجتماعى، والذى يعد الذراع الاقتصادية لوزارة التضامن الاجتماعى الذى أقر فى آخر اجتماعاته التى ترأستها وزيرة التضامن الاجتماعى نيفين القباج، أن البنك يقوم على دعم الأنشطة الخدمية والاجتماعية وعلى رأسها دعم وإبراز دور المرأة كشريك أساسى بالتنمية المجتمعية، وقد بلغ رصيد التمويلات الممنوحة من البنك للمرأة على كافة المستويات 14 مليار جنيه.
وفى ظل تنامى قدرات البنك المصرفية والتى وصلت بميزانيته إلى 42.3 مليار جنيه مقارنة بالعام المنتهى والتى بلغت 34.3 مليار جنيه، وعدد فروعه التى تزيد على 100 فرع على مستوى الجمهورية يجب أن يطلع البنك بأولوياته ويحل محل هذه الكيانات التى عششت فى كل شارع وكل حارة وكل زقاق بقرى وأحياء مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بنك ناصر الظروف الاقتصادية أجهزة الرقابة
إقرأ أيضاً:
بنيعيش : العلاقات المغربية الإسبانية تقوم على الإحترام المتبادل والمصالح الاستراتيجية المشتركة
زنقة 20. الرباط
أكدت سفيرة المغرب بمدريد، كريمة بنيعيش، أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا، نظرا لقربهما الجغرافي وعمق روابطهما التاريخية، تقوم على المصالح الاستراتيجية المشتركة. وأضحت السيدة بنيعيش، في كلمة لها أمس الجمعة بمناسبة انعقاد ندوة حول “العلاقات المغربية الإسبانية: أبرز المحطات التاريخية والتحديات الراهنة”، أن “العلاقات بين المملكتين تقوم على التعاون المثمر والحوار المتواصل، المبني على الاحترام المتبادل وخارطة طريق طموحة”.
وفي هذا السياق، شددت السفيرة على الدور المحوري للتكامل والتنوع في توطيد هذه العلاقة النموذجية التي تشمل جميع القطاعات الاستراتيجية. ولإبراز قوة وعمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أشارت السيدة بنيعيش إلى أن المغرب هو ثالث أكبر شريك تجاري لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما أكدت أن المغرب يحتضن نحو ألف شركة إسبانية من بين 20 ألف شركة إبيرية تربطها علاقات تجارية منتظمة مع المملكة، باستثمارات تصل قيمتها إلى ملياري يورو، وتسهم في خلق حوالي 20 ألف وظيفة في قطاعات استراتيجية.
وأضافت أن الشركات المغربية، بما في ذلك الشركات الكبرى مثل المكتب الشريف للفوسفاط، ت كثف استثماراتها في إسبانيا، مما يعكس دينامية اقتصادية قائمة على التكامل والمساهمة في الازدهار المتبادل بين البلدين. كما سلطت السيدة بنيعيش الضوء على ازدهار التبادلات بين المغرب وإسبانيا، والتي تتميز بأكثر من 260 رحلة أسبوعية و60 رحلة بحرية يوميا ورقم قياسي بلغ 3 ملايين زائر إسباني في عام 2024، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16 بالمائة عن العام السابق ويؤكد موقع إسبانيا كثاني أكبر سوق للسياح إلى المغرب.
وفي ما يتعلق بالتعليم، أشارت إلى أن “ما يقرب من 12 ألف طالب مغربي يدرسون في إسبانيا، وهو ما يمثل 10 بالمائة من الطلاب الأجانب في البلد الأيبيري”، مضيفة أن المغرب يضم أكبر شبكة معاهد ثيربانتس في العالم، مما يساعد على تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. كما سلطت الدبلوماسية الضوء على الأهمية الكبيرة للمشروع المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030، وهي مبادرة غير مسبوقة تربط بين أوروبا وإفريقيا وكذلك بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وتعكس الثقة المتبادلة والانسجام بين حكومات الدول الثلاث.
وأشارت السيدة بنيعيش إلى أن هذه الحقائق تعكس الأهمية المتزايدة والتكامل بين المغرب وإسبانيا، وتكرس شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد ونموذجية، تساهم في استقرار وازدهار الحوض المتوسطي والمحيط الأطلسي.
من جانبه، سلط المؤرخ الإسباني، فيكتور موراليس ليزكانو، الضوء على عمق الروابط التاريخية التي تجمع المغرب وإسبانيا، مشددا على دورها المحوري في تشكيل العلاقات الحالية بين البلدين.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد أن “التفاهم المتبادل بين البلدين يعتمد على معرفة أعمق لتاريخيهما المتبادل. هذه الخطوة أساسية لإرساء أسس تعاون أقوى وأكثر استدامة”.
كما استعرض السيد ليزكانو أبرز المحطات في التاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا، مبرزا أهمية التبادلات الفكرية والثقافية في تعزيز العلاقات بينهما، وتثمين الروابط التاريخية التي تجمعهما في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية.
من جانبه، أشاد رئيس قسم الدراسات الإسبانية بجامعة محمد الأول بالناظور، حسن العربي، بالدور الأساسي الذي يضطلع به الأكاديميون في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
وأكد السيد العربي أن “الجامعات المغربية والإسبانية، من خلال أبحاثها ومشاركتها في مثل هذه الفعاليات، تسهم بشكل كبير في تعزيز الفهم المتبادل، عبر دحض الأفكار المسبقة وتوعية مختلف مكونات المجتمع في كلا البلدين”.
كما أبرز أهمية الحفاظ على روابط قوية مع الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، بهدف تعزيز التبادل الثقافي والإنساني، وهو عنصر أساسي لترسيخ هذه العلاقات الثنائية.
وحضر هذه الندوة، التي انعقدت في المركز الثقافي المرموق “أتينيو” بمدريد، ثلة من الخبراء والباحثين الذين شددوا على أهمية الفهم المتبادل وتعزيز التبادلات الثقافية والفكرية كأدوات رئيسية لتوطيد العلاقات بين المغرب وإسبانيا.