فرحة المولد النبوي في دار للمسنات: تنورة وطبل ومزمار برعاية «صناع البسمة»
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
ينتظرن احتفالية المولد النبوى كل عام، ويفرحن باللمة والمعايدات، علّها تعيد عليهن ذكريات الماضى، وتؤنس وحدتهن مع تقدم العمر.. من أجل ذلك حرص فريق صناع البسمة «سمايل ميكرز» على الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى إحدى دور المسنات بمنطقة السادس من أكتوبر، وإدخال الفرحة على النزيلات، من خلال تنظيم عدة فقرات فنية، على رأسها التنورة والطبل البلدى والمزمار.
يحكى فوزى نصيف، منسق الفريق، عن الاحتفالية التى يحرصون على تنظيمها منذ ما يقرب من 7 سنوات، حيث يقومون خلالها بتوزيع حلوى المولد على المسنات، اللاتى بدورهن ينتظرن هذه الزيارة كل عام، مع تقديم عدد من الفقرات الفنية وعزف على العود والناى، بخلاف تصميم ماكيتات لعروسة المولد للتصوير معها، إضافة إلى بعض الأنشطة كتلوين عروسة المولد على «الفوم» للأطفال.
فريق «صناع البسمة» تأسس عام 2010، ويعمل طوال العام لنشر المحبة والفرحة بين المواطنين، من خلال الاحتفال بالأعياد القومية والدينية ورأس السنة وعيد الأم والأيام العالمية التابعة للأمم المتحدة، مثل اليوم العالمى لكبار السن وللطفولة ولذوى الاحتياجات الخاصة، وبحسب «فوزى» ينظمون عدة احتفالات بمناسبة المولد النبوى الشريف، مع كبار السن والأطفال والمرضى «من دار الأيتام لدار المسنين لزيارة المستشفيات ورعاية أطفال الشوارع، بقى لينا ناس كتير بنحب نخدمهم ونشوف فرحتهم».
متطوعون بأعمار مختلفة انضموا للفريق، من بينهم أطفال لم يتجاوزوا الـ6 سنوات، يساعدون مع أسرهم على قدر استطاعتهم، حتى أصبحوا ينتظرون الاحتفالات بفارغ الصبر أكثر من الكبار، وفقاً لـ«فوزى»: «بقينا كتير ولسه بنكبر، وصل عدد المتطوعين بالفريق أكثر من 100 شخص، يعملون جميعاً لخدمة المحتاجين من مختلف الفئات».
40 مسنة شاركن فى الاحتفالية واستمتعن بالأجواء، ومن أكثر المواقف التى أثرت فى «فوزى»: «أم من المسنين حطت إيدها على قلبى، وفضلت تدعيلى ربنا يجعل الخير طريقك وطريق ولادك وشغلك.. جسمى كله قشعر من دعوات الأمهات اللى طالعة من القلب.. هتمنى إيه أكتر من كده».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مولد النبي عروسة المولد حلوى المولد
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: تجنبوا الانشغال بما لا يعنيكم ليصلح الله شأنكم
المدينة المنورة – واس
تحدّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن أهمية انشغال العبد بما ينفعه من أمور دينه ودنياه، والبُعد عن الاشتغال بأخبار الناس، وتتبّع أخبارهم، وما لا يعنيه من أمورهم، مبينًا أن ذلك من المكروهات، ومدخل للخصومات والشرور الذي يورد للمرء الندامة والشقاء.
وأوضح الشيخ الدكتور صلاح البدير أن من صفات أهل العزائم والكمالات ترك ما لا يعني، ورفضُ الاشتغال بما لا يُجدي، وأن ينشغل المرء بما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معادِه، فإذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من أموره، سلِم من شرٍ عظيم، وذلك من حُسن الإسلام، مضيفًا أن ثمرة اشتغال المرء بما يعنيه، وتركُهُ ما لا يعنيه، الرفعة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة، والبركة في العمر والقول والعمل، والأهل والمال والولد.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة وشقاء ً أكثرهم اشتغالًا بما لا يعنيه، مشيرًا إلى أن اشتغال المسلم بما لا منفعة له فيه هو الداءُ العُضال، الجالِبُ لكلّ شرّ، مبينًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه كثرة البحث عن أخبار الناس، والاشتغال باستقصاء أخبارهم، وتتبع أحوالهم، وكشف عوراتهم، والشغف بمعرفة تفاصيل أمورهم، وحكاية أقوالهم، ومعرفة أملاكهم، وضِياعهم، وزوجاتهم، وأولادهم، ومعرفة الداخل عليهم والخارج منهم حتى يُدخل عليهم الحرج والأذى في كشف ما ستروه من أمورهم، وهو فِعلٌ قبيح مكروهٌ، يُدخل في عموم حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال” متفق عليه
وتابع فضيلته قائلًا: كم سَلَب ذلك التهافت المشؤوم بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم الخفية والدقيقة من خيراتٍ وبركات، وكم زرع من عداوات، وكم غرس من خصومات، وكم أوقع من حرج وحزازات، وقد جُبل الناس على بُغض الباحث عن مخبئات أمورهم، المستعلم عن أحوالهم، المتقصّي عن أهلهم وأولادهم وأموالهم، ومن تقصّى أخبار الناس مجّته قلوبهم، وعافته نفوسهم، وكرهته مجالسهم.
وبيّن الشيخ صلاح البدير أن مِن سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه خوضُه في لغو الكلام الذي لا منفعة فيه، فمن ترَكَ من الأقوال والأفعال ما لا ضرورة فيه، ولا منفعةَ له منه، صانَ نفسَه، ومن أراد خِفة الذُّنوب، وقِّلة الأوزار، وراحة القلب، وحُسن الذكر، وصلاح العمل، فليترك الاشتغال بما لا يعنيه، مضيفًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه سؤال العلماء عمّا لا يعنيه من القضايا والوقائع والحوادث، والإكثار من السؤال عمّا لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، تكلفًا وتنطعًا، داعيًا إلى مجاهدة النفس على التمسُّك بهذا الأصل العظيم من أصول الأدب والسلوك.
وأشار إلى أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه، انتصابه للفتوى والأحكام؛ وتصدُّره للإفادة في العلوم الشرعية، وهو ليس بأهلٍ لذلك، فيتَكَلَّم فِي الدّين بِلَا عِلم، ويُحدّث بِلَا عِلم، ويُفتي بِلَا عِلم، داعيًا العباد إلى تنزيه قلوبهم وجوارحهم عمّا لا ينفعهم، فإذا اشتغل العبد بما لا ينفعه، انصرف عما ينفعه، فتحقّقت خسارته، وعظُمت ندامته.
وختم فضيلته خطبة الجمعة؛ مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في كل وقت وحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وأن يجبر كسرهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبّل موتاهم في الشهداء، ويفُكّ أسراهم، ويُعجّل نصرهم على المعتدين الظالمين.