ليس أجمل من الصحة موضوعا للقراءة والمتابعة، لذا فقد سعدت بمتابعة مسلسل تسجيلى من عدة حلقات أذيع مؤخرا على منصة "نيتفليكس" بعنوان " أسرار المناطق الزرقاء" أو "كيف تعيش عمرا أطول".
وربما كان باعثى لهذه المتابعة ما نشرته بعض وسائل الإعلام الأوروبية مؤخرا حول ارتفاع متوسط عمر الإنسان فى اليابان، إذ أظهرت البيانات أن هناك شخصا واحدا على الأقل من كل عشرة أشخاص يزيد عمره على ثمانين عاما.
وبشكل عام، هناك نحو 624 ألف شخص حول العالم تجاوزت أعمار كل منهم مئة عام وفقا لتقرير دولى حديث، كما ارتفع متوسط عمر الإنسان فى اليابان مؤخرا إلى 83 سنة، وسجلت كل من اليابان، وإسبانيا وسنغافورة وسويسرا وكوريا الجنوبية أعلى المعدلات فى طول العمر ليس فقط بسبب تقدم نظم الرعاية الصحية، وإنما أيضا نتيجة وعى صحى واهتمام بشرى للسكان للعيش فى صحة، فضلا عن وجود ميثاق أخلاقى شامل يعيش الناس فى رحابه.
وعودة إلى حلقات نيتفليكس المعنونة بـ"أسرار المناطق الزرقاء" والمأخوذة عن كتاب للباحث الأمريكى متميز هو دان بيتنر والمُعد فى إطار تحليلى للوقوف على أسباب طول العمر، نجد أن هناك كثيرًا من العوامل المشتركة الباعثة على استقرار الصحة وطول العمر فى أماكن مثل إكيناوا، اليابان، سردينيا، إيطاليا، كوستاريكا، وكاليفورنيا، منها مثلا أن مشهد البحر يمثل عاملا مشتركا بين سكان تلك الأماكن، كما أن النشاط الدائم، والحركة المستمرة، والعمل الدؤوب تمثل عادات يومية للسكان فى هذه المناطق، فضلا عن ذلك يُلاحظ الباحث النابه أن طبيعة هذه الأماكن تجعلها قائمة على ارتفاعات وانحدارات فى شوارعها، وهو ما يدفع السكان إلى قضاء معظم تنقلاتهم مشيا على الأقدام. ولا شك أن رياضة المشى متى تحولت إلى عادة يومية، تساهم فى تقوية العضلات، وتقوية القلب، وحرق الدهون، وتنشيط خلايا الجسم، وتفوق الذهاب بشكل معتاد إلى مراكز اللياقة البدنية.
ومن الملاحظ أيضا أن هناك تراجعا واضحا لاستخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة فى هذه الأماكن، وهو ما يُضفى حالة من السكون والهدوء ويقلل أى توتر وليد.
ويؤكد العلماء وجود علاقة واضحة بين طبيعة المواد الغذائية المتوافرة فى هذه الأماكن وبين الصحة، فمعظم هذه الأماكن تنتج أغذيتها بنفسها، بسبب صعوبة شحن سلع أجنبية إليها وارتفاع تكلفة الاستيراد، وفى الغالب لا يستخدم السكان منتجات غذائية تحمل إضافات صناعية أو مكسبات طعم.
ومن الإشارات المهمة فى تلك المناطق السحرية أن هناك روابط اجتماعية قوية تربط أبناء هذه المجتمعات، فضلا عن استناد المجتمعات لقيم مؤسسة من الأخلاق الحميدة مثل معاونة الآخرين، وإتقان العمل، وإرضاء الضمير وبث الأمل، لذا لم يكن غريبا على مؤلف الكتاب ألا يرى أى دور للمسنين فى هذه المناطق، لأن سكان البلاد يتعهدون برعاية كبار السكن وقضاء حوائجهم.
ولاشك أننا فى بلاد الشرق نمتلك بعض مقومات الحياة الصحية الرائعة من نشاط وطبيعة جيدة وقيم أخلاقية وروحية عظيمة، لكننا نُهدرها بالتوتر وضيق الأفق والتشاحن، والبغضاء.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيطاليا هذه الأماکن أن هناک فى هذه
إقرأ أيضاً:
الأمطار تحيي بحيرات عانت طويلاً من سنوات الجفاف (صور)
زنقة 20 | الرباط
أحيت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مؤخرا، بحيرات وبركا مائية كانت قد نضبت لسنوات بسبب الجفاف وارتفاع الحرارة في عدد من مناطق المملكة.
ضاية شيكر ، بمنطقة باب بودير ، إقليم تازة، عادت إليها الروح بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها الإقليم ، و ذلك بعد سنوات طويلة من الجفاف.
عودة ضاية شيكر إلى الحياة بعد أن قضى عليها الجفاف ، بعث الأمل و الراحة في نفوس الساكنة المحلية.
و في القنيطرة ، بعثت التساقطات الروح في بحيرة سيدي بوغابة، التي عانت بدورها من سنوات الجفاف وقلة التساقطات.
وتعتمد بحيرة سيدي بوغابة التي تعتبر متنفسا طبيعيا لساكنة الإقليم، على الأمطار الجوفية بنسبة كبيرة.
و في وجدة ، بثت الأمطار الحياة في بحيرة فرط بجماعة لبصارة بعد سنوات طويلة من الجفاف.