سلطنة عمان تتقدم بخطى ثابتة في قيادة سوق الهيدروجين الأخضر بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
المنطقة الصناعية في صحار قد تسجل أعلى طلب محلي على الهيدروجين الأخضر بنسبة 45% -
700 ألف طن إنتاج العالم من الهيدروجين الأخضر بنهاية 2022 -
محاولة استقطاب الصناعات التي تعتمد على الهيدروجين الأخضر كالحديد والصلب والفولاذ -
من المقرر الإعلان عن الشركات الفائزة في الجولة الثانية من المزايدات العامة على مناطق الهيدروجين الأخضر بسلطنة عمان في مارس القادم، إذ تتنافس الشركات حاليا على 3 فرص استثمارية في محافظة ظفار، وذلك بعد إعلان الحكومة عن تخصيص 50 ألف كيلومتر مربع في محافظتي الوسطى وظفار لمشروعات الهيدروجين الأخضر.
ومع دخول شركات أخرى لإنشاء مشروعات جديدة في قطاع الهيدروجين الأخير تتقدم سلطنة عمان بخطوات ثابتة لقيادة سوق الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط، ولتصبح بذلك سادس أكبر مصدر للهيدروجين في العالم بحلول 2030.
وكانت وزارة الطاقة والمعادن قد وقعت عقودا في يونيو الماضي بقيمة ٣٠ مليار دولار لإنتاج حوالي ٧٥٠ كيلو طن متري من الهيدروجين الأخضر سنويا.
ويرتكز جزء كبير من الاستراتيجية المستقبلية للطاقة في سلطنة عمان على الهيدروجين الأخضر الذي سينتج معظمه من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ نظرا لامتلاك عمان على أعلى كثافات الطاقة الشمسية في العالم، إذ إن نسب سطوع الشمس المرتفعة يمكنها توليد نحو 600 واط/ساعة لكل متر مربع. كما تتميز سلطنة عمان بموقع استراتيجي يمكنها من تحقيق هدفها الرامي إلى أن تكون مركزا مهما لتصدير الهيدروجين الأخضر في العالم، إذ تربط سلطنة عمان بين قارتي آسيا وإفريقيا، كما تقع بالقرب من أوروبا، وتقع في منتصف طرق التجارة العالمية، إضافة إلى امتلاك السلطنة مجموعة من المهارات والبنى الأساسية التي تلبي احتياجات مشروعات الهيدروجين، كونها استثمرت في أصول رئيسة مثل الموانئ وخطوط الأنابيب ومنشآت الإنتاج. وتسعى سلطنة عمان إلى إنتاج نحو مليون طن من الهيدروجين الأخضر في 2030، و8.5 مليون طن في 2050 بهدف الاعتماد على الهيدروجين في تنويع مصادر الطاقة، ورفع إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لتصل إلى 30% بحلول 2030، حتى تصل إلى 39% في 2040 وذلك لتحقيق الحياد الكربوني في منتصف القرن الحالي.
ويحقق إنتاج الهيدروجين الأخضر لسلطنة عمان عوائد مالية جيدة تسهم في الموازنة العامة للدولة بحلول 2030، إذ من المقرر تصدير ثلثي إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ نظرا لسعره المرتفع مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي قد تكون متاحة، ومن المتوقع أن يتم تحويل الهيدروجين إلى أمونيا للتغلب على مشكلة النقل، بحيث يتم تحويله مرة أخرى إلى هيدروجين في البلد المصدر إليه. كما سيوفر 3 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا من خلال استخدام ثلث إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصناعات المحلية، إذ يبلغ إجمالي الطلب المتوقع على الهيدروجين الأخضر 8.8 ألف طن يوميا، إذ قد يسجل أعلى طلب له في المنطقة الصناعية في صحار بنسبة 45%، تليها الدقم بـ 28%، ثم صلالة بـ14%، وصور 9%، فمسقط 4%، وذلك وفقا لدراسة تحليلية أجريت لمعرفة مدى وجود إقبال على الهيدروجين محليا لدعم تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وتنشيط الصناعات المحلية.
وتأتي سلطنة عمان في المركز الثاني عربيا بعد مصر من ناحية عدد المشروعات المعلنة في قطاع الهيدروجين الأخضر بنحو 11 مشروعا، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة بـ10 مشروعات تنوعت بين إنتاج الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق والأمونيا الخضراء والزرقاء. وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز الرابع بـ9 مشروعات، تلتها المغرب بـ7 مشروعات، والجزائر بـ4 مشروعات، ثم موريتانيا بنحو 3 مشروعات، مع مشروعين في كل من جيبوتي والعراق، بجانب مشروع واحد في كل من قطر والأردن.
الاستخدامات
يدخل الهيدروجين الأخضر في بعض الصناعات كمواد أولية مثل: الأسمدة الصناعية المعتمدة على اليوريا، وفي عمليات التكرير، كما يمكن الاستفادة من مشتقاته مثل: الميثانول والأمونيا في وسائل النقل البحري والجوي، والسيارات الثقيلة كالشاحنات. إضافة إلى استخداماته في الصناعات التي تتطلب درجة حرارة مرتفعة، ولا يمكن الوصول إليها بالطريقة الكهربائية مثل الحديد والفولاذ، والصلب والأسمنت والسيراميك والزجاج.
كما يستخدم الهيدروجين الأخضر في إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، وهو هدف استراتيجي لكثير من الدول في الفترة الحالية، إذ وصلت بعض الدول إلى إنتاج 60% من شبكاتها الكهربائية عبر مصادر قليلة الانبعاثات الكربونية، وفي سلطنة عمان فإن النسبة تتراوح بين 2-5% من إنتاج الكهرباء عبر مصادر نظيفة في 2030 أما عن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان فمن المتوقع أن يصل إلى 1.6 دولار لكل كيلوجرام بحلول 2030، بينما يتوقع أن تصل إلى 1.7 دولار في الولايات المتحدة، و1.9 دولار في أستراليا وذلك وفقا لتقرير نشرته وكالة الطاقة الدولية.
إنتاج الهيدروجين عالميا
ووفقا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، فإن إنتاج الهيدروجين الأخضر ينمو بشكل جيد منذ عام 2020 ولكن لا يزال إنتاجه لا يتجاوز 1% من إجمالي إنتاج الهيدروجين العالمي، في الوقت الذي تسعى الدول فيه إلى الوصول بهذه النسبة إلى 50% في 2030 لتحقيق الحياد الكربوني والحفاظ على البيئة. وبلغ إنتاج الهيدروجين الأخضر حوالي 700 ألف طن بنهاية العام الماضي وهو ما يقل بصورة كبيرة جدًا عن الأهداف الإنتاجية المطلوبة بحلول عام 2030، التي تتراوح بين 70 و125 مليون طن سنويًا. ويعود أسباب انخفاض إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون إلى ارتفاع تكلفته مقارنة بالأنواع الأخرى، إذ يحتاج إلى محللات كهربائية تعمل بالطاقة المتجددة وما زالت هذه المحللات غالية الثمن. ولكن تشير التوقعات إلى انخفاض تكلفة المحللات الكهربائية مع تسريع الابتكارات في المجال خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي قد يرفع القدرة التنافسية والاقتصادية للهيدروجين الأخضر في المستقبل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إنتاج الهیدروجین الأخضر على الهیدروجین الأخضر الهیدروجین الأخضر فی سلطنة عمان بحلول 2030
إقرأ أيضاً:
إياتا: قطاع الطيران بالشرق الأوسط حقق أكبر استفادة اقتصادية بسبب الحرب
نشر الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، تقريرًا حول التوقعات الإقليمية لأداء شركات الطيران على مستوى مناطق العالم المختلفة للعام 2025، مقارنة بالعام الذي أوشك على الانتهاء 2024.
قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إنه من المتوقع أن تظهر جميع المناطق الإقليمية على مستوى العالم تحسنًا في الأداء المالي في عام 2025 مقارنة بعام 2024، وأن تحقق جميع المناطق أرباحاً صافية في كل من عامي 2024 و2025. ومع ذلك تختلف الربحية بشكل كبير حسب الناقل والمنطقة، فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يكون هامش الربح الصافي الجماعي لشركات الطيران الأفريقية هو الأضعف بنسبة 0.9%، بينما من المرجح أن تكون شركات الطيران في الشرق الأوسط هي الأقوى بنسبة 8.2%.
الشرق الأوسط الأكثر ربحًا من الحربأوضح “إياتا”، أن شركات الطيران على مستوى الشرق الأوسط، حققت أقوى أداء مالي في عام 2024 كما يتضح من تحقيه أعلى صافي ربح لكل راكب بين المناطق. واستفادت شركات الطيران من الأداء الاقتصادي القوي للمنطقة، والاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية، والسياسات الحكومية الداعمة، ومن إغلاق المجال الجوي الروسي أمام شركات الطيران الأوروبية والأمريكية وبعض شركات الطيران الآسيوية. كانت منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الوحيدة التي شهدت زيادة في عائدات الركاب في عام 2024، مدعومة بأعمال طويلة المدى قوية.
تابع: "قد تستقر العائدات في عام 2025 بسبب التوسع المتوقع في السعة. ورغم الصراع الجيوسياسي في المنطقة، إلا أن شركات الطيران الخليجية ظلت غير متأثرة إلى حد كبير، فيما قد تتأثر الأهداف الطموحة للنمو لعام 2025 بمشاكل سلسلة التوريد مع تأخير تسليم الطائرات ومحدودية توافر المحركات.
نقص الدولار يضرب الطيران في أفريقياأما شركات الطيران في أفريقيا.. قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، “تواجه شركات الطيران في أفريقيا تكاليف تشغيلية عالية، مع وجود ميل منخفض للإنفاق على السفر الجوي. وتعتبر مشكلة نقص الدولار الأمريكي في بعض الاقتصادات، إلى جانب تحديات البنية التحتية والربط الجوي، من العوامل التي تعيق توسع وأداء صناعة الطيران. ورغم من هذه العقبات فأن هناك طلباً مستمراً على السفر الجوي، مما من المتوقع أن يحسن الربحية في المنطقة بشكل طفيف في عام 2025”.
في أوروبا، واجهت شركات الطيران العديد من التحديات التي تؤثر على التنافسية في عام 2024، بما في ذلك ارتفاع الأجور، وإيقاف الأساطيل، والقيود المتعلقة بالضوضاء على الرحلات الجوية، وزيادة رسوم المطارات، واللوائح المرهقة، والضرائب الوطنية العالية. لا تزال الحرب المستمرة في أوكرانيا تؤثر على شركات الطيران في القارة مع إغلاق 20% من مجالها الجوي، مما يؤدي إلى طرق أطول إلى بعض وجهات آسيا حيث لا يزال المجال الجوي الروسي محظورًا على شركات الطيران الأوروبية. ومع ذلك من المتوقع أن يشهد عام 2025 تحسنًا طفيفًا في الربحية مدفوعًا بشكل كبير بقطاع التكلفة المنخفضة حيث يتجاوز ذروة إيقاف الأساطيل في عام 2024 بسبب مشاكل سلسلة التوريد.
إضراب الموظفين وحوادث التكنولوجيا تضرب أمريكاأما منطقة أمريكا الشمالية، فهي تواصل تحقيق أكبر مستوى ربحية، وإن كان عند مستويات أقل من تلك التي كانت قبل الجائحة، ويعود ذلك إلى نقاط الضعف الواضحة في سلسلة التوريد في قطاع التكلفة المنخفضة. وتأثرت هذه الفئة بشكل خاص بتأخر تسليم الطائرات من الجيل الجديد، والاعتماد على أنواع طائرات واحدة، بينما قللت الأجور المرتفعة من الميزة التنافسية لشركات الطيران منخفضة التكلفة مقارنة بشركات الطيران الشبكية. من المتوقع أن تتحسن الربحية في عام 2025 حتى مع استمرار بعض القضايا مثل إضرابات الموظفين وحوادث تكنولوجيا المعلومات التي من المحتمل أن تستمر تأثيراتها في العام الجديد.
على مستوى باقي مناطق العالم، تعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق من حيث إيرادات الركاب لكل كيلومتر، حيث تمثل الصين أكثر من 40% من حركة المرور في المنطقة. في عام 2024، نمت إيرادات الركاب لكل كيلومتر بنسبة 18.6%، مدفوعة جزئيًا بتحفيز السوق من تخفيف متطلبات التأشيرة لدخول عدة دول بما في ذلك الصين، وفيتنام، وماليزيا، وتايلاند. أبلغت شركات الطيران الصينية عن خسائر صافية في النصف الأول من عام 2024 نتيجة لمشاكل سلسلة التوريد، وفائض العرض في السوق المحلية، وتحديد 100 رحلة أسبوعية من الصين إلى الولايات المتحدة (أقل بنسبة الثلث عن فترة ما قبل الجائحة). كما شهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر انخفاض في العائدات في عام 2024. بفضل الطلب القوي وزيادة عوامل الحمولة، من المرجح أن يشهد عام 2025 تحسنًا طفيفًا في الربحية.
في أمريكا اللاتينية، التي تعد موطنًا لشركات الطيران التي تزدهر، وأخرى تواجه صعوبات مالية كبيرة، بما في ذلك إجراءات الإفلاس بموجب الفصل 11. حيث تسببت انخفاضات العملة في بعض البلدان ذات العمليات المحلية الكبيرة في العديد من التحديات حيث يتم دفع بنود التكلفة الرئيسية، مثل نفقات الأسطول وخدمة الديون، بالدولار الأمريكي. من المتوقع أن تتحسن الربحية في عام 2025 مع خروج شركات الطيران من إعادة هيكلة الفصل 11 بقدرة تنافسية أقوى ومع تحرك أسعار الصرف في اتجاه مواتٍ لشركات الطيران في المنطقة.
رغم التحديات .. السفر الجوي صناعة آمنةرغم التحديات التي يشهدها قطاع الطيران والنقل الجوي على مستوى العالم، يستمر السفر الجوي في توفير مزيد من القيمة لعملائه، وأظهر استطلاع للرأي العام (14 دولة، 6500 مشارك قاموا برحلة واحدة على الأقل في العام الماضي) أن 96% من المسافرين أعربوا عن رضاهم عن سفرهم. كما أكد 88% على أن السفر الجوي يجعل حياتهم أفضل، و78% وافقوا على أن السفر الجوي يمثل قيمة جيدة مقابل المال.
يعتمد المسافرون على صناعة طيران آمنة ومستدامة وفعالة ومربحة. حيث أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) الدور المهم الذي تلعبه صناعة الطيران من وجهة نظر المسافرين:
• وافق 90% على أن السفر الجوي ضرورة للحياة العصرية
• وافق 90% على أن الاتصال الجوي ضروري للاقتصاد
• قال 88% أن السفر الجوي له تأثير إيجابي على المجتمعات
• قال 83% أن شبكة النقل الجوي العالمية مساهم رئيسي في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة
• يهتم 84% بنجاح صناعة الطيران
ولا يزال قطاع الطيران ملتزما بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، وأعرب المسافرون عن مستويات عالية من الثقة في هذا المسعى حيث وافق 81% على أن قطاع الطيران تظهر التزامًا بالعمل لتحقيق هدفها الطموح، كما اتفق 77% منهم أن قادة الطيران يأخذون تحدي المناخ على محمل الجد.