بوابة الوفد:
2024-07-03@23:57:11 GMT

الحكام من آلهة إلى اختيار الشعب!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

لم يكن للشعوب فى الماضى رأى فى اختيار حكامها، فقد كان الحكام يخلعون على أنفسهم صفة قدسية، إن لم يدّعوا أنهم من طبيعة إلهية، لقد قامت المدنيات القديمة عمومًا فى مصر وفى فارس وفى الهند وفى الصين، على أساس «نظرية الطبيعة الإلهية للحاكم»، فكان فرعون مصر وملوك الشرق الأوسط وأباطرة الفرس وملوك الهند والصين يُنظر إليهم باعتبارهم آلهة، وقد وجدت الفكرة كذلك عند الرومان الذين كانوا يقدسون الإمبراطور ويعدونه إلهًا، بل ظلت موجودة فى العصور الحديثة عند اليابانيين حتى عام 1947.

وترتب على هذا التكيف الإلهى لطبيعة الحاكم أن سلطان الملوك «الآلهة» كان سلطانًا مطلقًا لا حدّ له، وكانت أوامرهم لا مردّ لها، إذ لا يجوز للبشر أن يناقشوا «الآلهة» أو أن ينظروا إلى تصرفاتهم نظرة انتقادية، لأنهم فوق كل مناقشة ونقد بشرى. فقد كان الحكام فى الماضى يفرضون على الشعب باعتبارهم من معطيات الطبيعة، كالتربة والمناخ والمرض، على الإنسان أن يتقبلها، وليس فى مقدوره أن يغير منها، فطالما أن الله هو الذى اختارهم وأودعهم السلطة، فلا مجال بالتالى ليبدى الشعب رأيه فى تعيين حكامه أو حتى البحث فى أساس سلطانهم، ولهذا نجد أن الاستيلاء على السلطة عن طريق القوة والغلبة كان الأسلوب الشائع فى إسناد الحكم، والوراثة الأسلوب العادى لانتقال السلطة من حاكم لآخر، وتتنافى تلك الوسائل «الأوتوقراطية» مع فكرة الاختيار.

ونظرا لأن تطبيقة «الديمقراطية المباشرة» بات أمرًا عسيرًا لجأت الأنظمة الديمقراطية حينها إلى «الديمقراطية غير المباشرة»، وإلى الحكومات التمثيلية التى يختار الناس فيها من يمثلهم فى مباشرة شئون الحكم، فتكون مباشرة شئون الحكم فيها للناس بصورة غير مباشرة عن طريق نوابهم، أو ممثليهم، وأول دولة طبقت النظام التمثيلى النيابى هى إنجلترا، وكان الانتخاب المطبق آنذاك هور الانتخاب بالأغلبية الذى يفوز فيه المشرح، حيث يكون أكثر المرشحين جمعًا للأصوات، ولو لم يفز بأغلبية أصوات الناخبين، وهذا النظام الانتخابى هو أقدم الأنظمة الانتخابية إذ يرجع تاريخه لعام 1265، وكان الانتخاب بالأغلبية على دورين هو السائد فى أوروبا طيلة تلك المرحلة حتى عام 1914.

كانت الانتخابات فى ذلك الزمان تأخذ بنظام الاقتراع المقيد الذى يُحصر التصويت فيه على من يملك قدرًا معينًا من المال، فلا يسمح بالتصويت إلا للفئة الموسرة القادرة على دفع الضريبة، ويُمنع من عداها من المشاركة، وسبب أخذهم بهذا استنادًا إلى أن من يملك مالًا وثروة يكون أكثر ارتباطًا بوطنه، وأكثر تحملًا لقرارات الحكومة، وكذلك كانت القيود والضوابط التى يراد بها تقييد مشاركة الشعب حتى لا تأتى النتائج على خلاف ما تريد السلطة الحاكمة. غير أن الأخذ بالحكومات النيابية التمثيلية لم يكن أمرًا عامًا، وإنما بدأ انتشاره فى الأنظمة الديمقراطية فى القرن الثامن عشر الميلادى، وازداد انتشاره فى القرن التاسع عشر، ثم أصبح مع نهاية النصف الأول من القرن العشرين ظاهرة عامة فى جميع النظم الديمقراطية.

وهكذا انتشرت فكرة حق الشعوب فى اختيار حكامها، وممثليها فى المجالس النيابية عن طريق الانتخاب، واستقرت الفكرة فى ضمائر الشعوب، وارتبطت فى أذهان الناس بالديمقراطية، حتى لتبدو اليوم الأسلوب الوحيد الطبيعى والمشروع لإسناد السلطة السياسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اختيار الشعب حكاية وطن مصر الهند الصين

إقرأ أيضاً:

200 طفل روسي سيتجهون إلى كوريا الشمالية

سيزور حوالي 200 تلميذ من منطقة بريموريه الروسية مخيما رائدا في كوريا الديمقراطية الشعبية هذا الصيف في الفترة من 22 يوليو وحتى 2 أغسطس.

إقرأ المزيد "أين أنت أيها الجنرال؟ لقد اشتقنا إليك"

جاء ذلك وفقا لما ذكرته الحكومة الإقليمية لمنطقة بريموريه، حيث تابعت أن أطفالا من كوريا الديمقراطية الشعبية سيزورون مركز "أوكيان" للأطفال بالقرب من فلاديفوستوك. وجاء في بيان الحكومة الإقليمية: "سيزور حوالي 200 تلميذ من أطفال المدارس في بريموريه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قريبا، في الفترة من 22 يوليو وحتى 2 أغسطس، وسيقضون تلك الفترة في معسكر سونغدوون الدولي الرائد".

ويقع معسكر الرواد الدولي "سونغدوون" على ساحل البحر الشرقي بالقرب من مدينة وونسان. ويطل المجمع الذي تبلغ مساحته أكثر من 10 هكتارات على شاطئ رملي، ويحتوي على حديقة مائية خاصة به وحوض أسماك ومجمع رياضي وحديقة حيوانات وسينما وملاعب متنوعة للأطفال. ويتم اصطحاب الأطفال في رحلات إلى بيونغ يانغ.

في المقابل سيزور طلاب القسم الروسي بكلية اللغات الأجنبية بجامعة بيونغ يانغ للغات الأجنبية بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بزيارة مركز أطفال عموم روسيا "أوكيان" في منطقة بريموريه. وسيقضون هناك الفترة من 14 يوليو إلى 3 أغسطس في إطار فعالية "أطفال العالم".

وكان حاكم منطقة بريموريه أوليغ كوزيمياكو قد التقى نائب رئيس اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي للشباب الوطني بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم سونغ إيل خلال زيارة الوفد الكوري الشمالي إلى منطقة بريموريه، وبحث الطرفان التعاون في مجال تعليم وتنشئة الشباب.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • حتي لا ننسى.. نص البيان التاريخى فى 3 يوليو
  • عضو بـ«النواب»: التغيير الوزاري خارطة طريق جديدة لتلبية مطالب الشعب
  • السفير أبو علي: الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع عملية إبادة على مرأى ومسمع من العالم
  • حكاية وعاء الديمقراطية الفارغة / هبة عمران طوالبة
  • 180 مخالفة سجلتها “مستقلة الانتخاب” حتى الآن
  • مصر: الشعب بين غشم النظام وخرس النخبة
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان تردّ على دعوة مصرية
  • المسجد والمتحف
  • 200 طفل روسي سيتجهون إلى كوريا الشمالية
  • رئيس حزب الجيل: ثورة 30 يونيو يوم خالد في تاريخ الشعب المصري