حكم الشرع بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن حكم الشرع بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف فأجابت دار الافتاء المصرية وقالت يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو يوم تفضل الله تعالى به على العالمين بإيجاد خير الأنام، فاستحق لذلك مزيد فضل واعتناء وإظهار أبلغ معاني الشكر والثناء لله تعالى بالإكثار من الطاعات والقربات التي من أَجَلِّها قربة الصيام، كما استحق إظهار ما لهذه النعمة من أثر في النفوس من السعادة والسرور والحفاوة والاحتفاء والاحتفال؛ إذ يزيد فرح المؤمن بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم على فرحه بأيِّ حدث وبكل عيد.
وما اعتدته -أيها السائل- من صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعَدُّ أمرًا مشروعًا، وفعلًا حسنًا، وهو من شكر المُنعِم على إنعامه، والمُحسِن على إحسانه، وهو أيضًا اقتداءٌ وتأسٍّ بأصل فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يخص يوم الإثنين وهو يوم مولده الشريف بالصيام.وأوضحت دار الإفتاء مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مشيرة إلى أن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات؛ لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح بمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان؛ حتى أقسم اللهُ عزَّ وجلَّ بحياته؛ فقال في كتابه العزيز: ﴿لَعَمْرُكَ﴾ [الحجر: 72].وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» أخرجه الشيخان.
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (1/ 48، ط. مكتبة الغرباء الأثرية): [محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء مِن الأمور المحبَّبة طبعًا مِن الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك] اهـ.وقالت دار الإفتاء إن المراد مِن الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على ذكره، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وقراءة سيرته العطرة، والتَّأسي به، وإطعام الطعام على حبه، والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقرباء، والبر بالجار والأصدقاء؛ إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته، وليس ذلك على سبيل الحصر والاختزال، بل هو لبيان الواقع وسَوْقِ المثال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم النبی صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
متى يُستجاب الدعاء؟ وأفضل وقت له
يُعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهو صلة مباشرة بين الإنسان وخالقه، يعبر فيها العبد عن حاجته، ويتضرع طالبًا الرحمة والمغفرة والتوفيق في شؤون حياته.
ولأن الدعاء يحمل في طياته معاني العبودية والخضوع لله، فقد جعله الإسلام وسيلة عظيمة لنيل البركات والخيرات.
توجد أوقات كثيرة يُستحب فيها الدعاء، لكن بعض هذه الأوقات لها خصوصية تجعلها أكثر بركة واستجابة، ومن أبرزها وقت السجود، حيث يكون العبد في أقرب حالاته إلى الله.
وقد أشار الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إلى هذا الفضل الكبير، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم: «أما الركوع فعظِّموا فيه الربَّ، وأما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء، فإنه قَمِنٌ أن يُستجاب لكم».
فالسجود لحظة خشوعٍ مطلقٍ، حيث تتلاشى الحواجز بين العبد وربه، وينطرح المسلم على الأرض متذللًا، مستحضرًا عظمة الخالق، وهذا الوضع يجعله أكثر صدقًا وإخلاصًا في مناجاته، مما يزيد من فرص استجابة دعائه.
الدعاء في جميع الأوقات واستغلال لحظات الخشوعالدعاء ليس مقتصرًا على مواضع معينة في الصلاة، بل يمكن للمسلم أن يدعو ربه في كل وقت وحين، خاصة عندما يكون قلبه حاضرًا ومقبلًا على الله. فكما أوضح العلماء، يستطيع العبد أن يرفع يديه بالدعاء بعد الصلاة، أو في أي لحظة يجد فيها روحه متهيئةً للابتهال.
أما خلال الصلاة، فيُستحب الدعاء في السجود وبعد التشهد الأخير، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم، حين نصح أصحابه بالإكثار من الدعاء في السجود، باعتباره لحظة القرب الأسمى بين العبد وربه.
ذكرت دار الإفتاء أن الدعاء في السجود مستحبٌ ومندوب، وقد نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض صيغ الاستغفار التي كان يرددها في سجوده. ومن ذلك ما روت السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي». رواه البخاري في صحيحه.
وهذا يدل على أهمية الجمع بين التسبيح والاستغفار أثناء السجود، فالعبد في هذه اللحظة يعترف بعظمة الله، ويمدحه، ثم يسأله المغفرة والرحمة، مما يجعل دعاءه أكثر بركةً وقبولًا.