بوابة الوفد:
2025-02-03@08:43:02 GMT

عن ذلك الشيء الذى هو أقرب!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

أكتب إليكم بحذر عن ذلك الشيء الذى أصبح أقرب. صحيح ليس أقرب من حبل الوريد ولكنه أقرب. أكتب بحذر ليس خوفا من شيء أو على شيء سوى مشاعركم أيها القراء، وأن أصدمها بالحقيقة التى لم نعد نستطيع أن نخفيها وهى أن سماءنا العربية لم تعد ملبدة بغيوم التطبيع والتى انقشعت بعد طول تلبد! بل إن التطبيع أصبح يحلق فيها وفى كل جنباتها.

أكتب عن التطبيع الذى بات أقرب ما يكون الآن فى سماء منطقتنا كلها من المحيط إلى الخليج حتى ليكاد أن يشاركنا كعبتنا.

وإذا كان البعض سيحاول أن يلمح من قريب أو من بعيد بأن لا جديد تحت الشمس حيث التطبيع ناحية المحيط قد استقر وتمكن وترعرع، فإنه على الجانب الآخر من عالمنا العربى يكرر التجربة ذاتها و»يتسلطن» ويوطد أركانه دون حول منا أو قوة.

حين تتأمل المشهد فى إطاره العام لك أن تتساءل: هل بحق أتى على العالم العربى حين من الدهر لم يعد معه مجال سوى أن يكون التطبيع «فرضا مفروضا»؟ هل وصلنا إلى الحد الذى لم يعد معه مفر من أن تظلنا جميعا كعرب مظلة خارجية هى مظلة التطبيع؟ هل يتم الأمر بمنطق أنه واجب قومى حتى نكون كلنا فى الهم سواء؟ ويا ترى ما الذى أوصلنا إلى هذا الحد؟ وهل هذا أمر جيد أم سيئ؟

هل جاء الأمر بعد طول تفكر وروية؟ ولو كان كذلك، فما العمل مع من أقدمنا على جلدهم فيما سبق لأنهم ارتكبوا نفس الفضيلة والتى كانت وقت الإقدام عليها كبرى الرذائل؟ وكيف نرد لهم اعتبارهم بعد أن نلنا منهم بين الأمم حتى رحلوا عن دنيانا وكأنهم على غير دين أبائنا؟ وهل تلك المظلة – مظلة التطبيع التى هى أقرب -  تلقى علينا بالمن والسلوى وتحقق ما فشلنا فيه على مدار عقود إن لم يكن قرونًا من نهضة وإحياء لنا من الرقاد بين الأمم؟ أم تدخلنا حالة من التيه على شاكلة تلك التى دخلها بنو إسرائيل وعلى يدى بنى إسرائيل أيضا؟!

هل نعيش حالة من المعقول أم أن الحالة التى نحياها استدعاء بكل اللغات والمعانى لمسرح اللا معقول؟ ربما تكون الحقيقة التى لا مهرب منها أننا فى العالم العربى وفى ممارسة اللا معقول ليس لنا حدود!

ولكن بدلا من هذه المرثية التى قد لا يكون هناك لزوم لها وربما تصادم التفكير العصرى الذى يفرض نفسه علينا، قد يدعونا البعض إلى ما هو أفضل، وهو أن نتخلى عن هذه الرؤى المتشائمة وأن نسلك طريقا آخر يقوم على نشر روح المحبة والمودة والتخلى عن الأفكار النمطية حول صراع «الوجود والحدود» بأن نحقق هدف الإنسانية بالإخاء والتسامح مع أبناء عمومتنا وغير عمومتنا وكل أقاربنا حتى ولو كان فى ذلك استخدام لرؤى مغلوطة ومنطق للأمور غير سليم؟

غير أن مشكلة هذا الطرح أنه لا يسمى الأمور بمسمياتها، فما الخجل فى أن نعترف ليس بأننا قد هرمنا وإنما هزمنا فى معركة كان من المنتظر أن نصمد فيها إلى النهاية؟ وما المشكلة فى أن نعترف بأنه كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها التطبيع رغم سمعتك السيئة ومسيرتك المخزية؟

فى كل الأحوال لا يمكن أن ننكر أنها مرحلة من مراحل تدهورنا وأن الآتى ربما سيكون أفضل باعتبار أن العرب ربما لن يعيشوا أسوأ مما يعيشون فيه الآن! لعل وعسى!

Mostafa19622yahoo.com

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات المحيط الجانب الآخر

إقرأ أيضاً:

⭕ السيسي وجه الدعوة لترمب لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة

قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتصال بين السيسي وترمب شهد حواراً إيجابياً السيسي أكد لترمب أهمية التوصل إلى سلام دائم في المنطقة السيسي لترمب: نعول على قدرتك في العمل على اتفاق سلام دائم وتاريخي السيسي وجه الدعوة لترمب لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة السيسي بحث مع ترمب التعاون في مجال الأمن المائيقناة الحدث إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر
  • مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي
  • الدكتور عبد اللطيف سليمان: هذه أقرب المخلوقات إلى الله
  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • يسرا زهران تكتب: عدم دفع أجور عادلة للعاملين يضعف قدرة المستهلكين على الطلب.. ويؤدي لإضعاف الاقتصاد ويضر صاحب العمل
  • ترامب وحلم السطوة
  • مشيرة عيسى.. صاحبة الطلة المبهجة
  • ⭕ السيسي وجه الدعوة لترمب لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية