بوابة الوفد:
2024-11-04@23:14:21 GMT

عن ذلك الشيء الذى هو أقرب!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

أكتب إليكم بحذر عن ذلك الشيء الذى أصبح أقرب. صحيح ليس أقرب من حبل الوريد ولكنه أقرب. أكتب بحذر ليس خوفا من شيء أو على شيء سوى مشاعركم أيها القراء، وأن أصدمها بالحقيقة التى لم نعد نستطيع أن نخفيها وهى أن سماءنا العربية لم تعد ملبدة بغيوم التطبيع والتى انقشعت بعد طول تلبد! بل إن التطبيع أصبح يحلق فيها وفى كل جنباتها.

أكتب عن التطبيع الذى بات أقرب ما يكون الآن فى سماء منطقتنا كلها من المحيط إلى الخليج حتى ليكاد أن يشاركنا كعبتنا.

وإذا كان البعض سيحاول أن يلمح من قريب أو من بعيد بأن لا جديد تحت الشمس حيث التطبيع ناحية المحيط قد استقر وتمكن وترعرع، فإنه على الجانب الآخر من عالمنا العربى يكرر التجربة ذاتها و»يتسلطن» ويوطد أركانه دون حول منا أو قوة.

حين تتأمل المشهد فى إطاره العام لك أن تتساءل: هل بحق أتى على العالم العربى حين من الدهر لم يعد معه مجال سوى أن يكون التطبيع «فرضا مفروضا»؟ هل وصلنا إلى الحد الذى لم يعد معه مفر من أن تظلنا جميعا كعرب مظلة خارجية هى مظلة التطبيع؟ هل يتم الأمر بمنطق أنه واجب قومى حتى نكون كلنا فى الهم سواء؟ ويا ترى ما الذى أوصلنا إلى هذا الحد؟ وهل هذا أمر جيد أم سيئ؟

هل جاء الأمر بعد طول تفكر وروية؟ ولو كان كذلك، فما العمل مع من أقدمنا على جلدهم فيما سبق لأنهم ارتكبوا نفس الفضيلة والتى كانت وقت الإقدام عليها كبرى الرذائل؟ وكيف نرد لهم اعتبارهم بعد أن نلنا منهم بين الأمم حتى رحلوا عن دنيانا وكأنهم على غير دين أبائنا؟ وهل تلك المظلة – مظلة التطبيع التى هى أقرب -  تلقى علينا بالمن والسلوى وتحقق ما فشلنا فيه على مدار عقود إن لم يكن قرونًا من نهضة وإحياء لنا من الرقاد بين الأمم؟ أم تدخلنا حالة من التيه على شاكلة تلك التى دخلها بنو إسرائيل وعلى يدى بنى إسرائيل أيضا؟!

هل نعيش حالة من المعقول أم أن الحالة التى نحياها استدعاء بكل اللغات والمعانى لمسرح اللا معقول؟ ربما تكون الحقيقة التى لا مهرب منها أننا فى العالم العربى وفى ممارسة اللا معقول ليس لنا حدود!

ولكن بدلا من هذه المرثية التى قد لا يكون هناك لزوم لها وربما تصادم التفكير العصرى الذى يفرض نفسه علينا، قد يدعونا البعض إلى ما هو أفضل، وهو أن نتخلى عن هذه الرؤى المتشائمة وأن نسلك طريقا آخر يقوم على نشر روح المحبة والمودة والتخلى عن الأفكار النمطية حول صراع «الوجود والحدود» بأن نحقق هدف الإنسانية بالإخاء والتسامح مع أبناء عمومتنا وغير عمومتنا وكل أقاربنا حتى ولو كان فى ذلك استخدام لرؤى مغلوطة ومنطق للأمور غير سليم؟

غير أن مشكلة هذا الطرح أنه لا يسمى الأمور بمسمياتها، فما الخجل فى أن نعترف ليس بأننا قد هرمنا وإنما هزمنا فى معركة كان من المنتظر أن نصمد فيها إلى النهاية؟ وما المشكلة فى أن نعترف بأنه كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها التطبيع رغم سمعتك السيئة ومسيرتك المخزية؟

فى كل الأحوال لا يمكن أن ننكر أنها مرحلة من مراحل تدهورنا وأن الآتى ربما سيكون أفضل باعتبار أن العرب ربما لن يعيشوا أسوأ مما يعيشون فيه الآن! لعل وعسى!

Mostafa19622yahoo.com

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات المحيط الجانب الآخر

إقرأ أيضاً:

ناشط حقوقي إفريقي: غزة أعادت فلسطين للواجهة وأوقفت التطبيع مع "إسرائيل"

صفا

قال الناشط الحقوقي البوركينابي عبد الرحمن سيدي بي، إن عملية "طوفان الأقصى" والإبادة الجماعية الإسرائيلية لقطاع غزة أعادتا قضية فلسطين إلى الواجهة في إفريقيا، ووضعتا حداً لمحاولات تطبيع "تل أبيب" في القارة.

وأضاف سيدي بي، أن "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "أحدث الكثير" في إفريقيا، خصوصاً في بلدان غرب القارة، لافتًا إلى أن "شعوب دول غرب إفريقيا تفاعلت بشكل كبير على مدى عام كامل مع تطورات القضية الفلسطينية".

وتابع: "باتت القضية الفلسطينية ضمن أولويات الكثير من سكان غرب إفريقيا.. الجميع يشاركون في المسيرات والمظاهرات ومختلف الفعاليات التضامنية معها".

وسيدي بي يرأس منظمة معنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية في بوركينافاسو، وهو عضو في "ائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين"، وهذا الائتلاف هو هيئة أهلية تأسست في نواكشوط عام 2016، وتضم عشرات من منظمات المجتمع المدني بغرب إفريقيا وعددا من الفقهاء والعلماء بالقارة السمراء.

وتشن "إسرائيل" بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأزيد من 10 آلاف مفقود، فضلا عن دمار شامل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وحسب سيدي بي فإن "طوفان الأقصى أوقف بشكل شبه كامل كل أشكال التطبيع في القارة الإفريقية".

وزاد بأن "إسرائيل" سعت خلال السنوات الماضية إلى التغلغل في القارة عبر تمويل مشاريع في مجالات الزراعة"، مستطردًا: "جميع الدول الإفريقية قطعت علاقتها مع "إسرائيل" سبعينيات القرن الماضي".

وآنذاك قطعت دول إفريقية علاقتها مع "إسرائيل" رفضاً لاستمرار احتلالها أراض إفريقية، وهي شبه جزيرة سيناء المصرية منذ 1967، والصمت الغربي على نظام الفصل العنصري بدولة جنوب إفريقيا.

وفي عام 1972 قطعت أوغندا علاقاتها مع "إسرائيل"، ثم تبعتها سبع دول أخرى هي تشاد ومالي والنيجر والكونغو برازافيل وبوروندي وزائير وتوغو، ما مثّل ضربة لمساعي التطبيع الإسرائيلية.

 

المصدر: الأناضول

مقالات مشابهة

  • كثير من الإبداع.. قليل من المنع.. السينما المصرية تاريخ حافل من الفن والبهجة.. نقاد ومخرجون: التيار الإخواني وراء محاولة إضعاف القوة الناعمة لخطورة تأثيرها
  • حيرة العرب بين «الفيل» و«الحمار»
  • العمري: لودي أقرب للرحيل والاقتراب من كوليبالي مغامرة .. فيديو
  • عمرو درويش يطالب البرلمان بالوقوف ضد محاولات أهل الش للتشكيك في قانون الإجراءات الجنائية
  • ناشط حقوقي إفريقي: غزة أعادت فلسطين للواجهة وأوقفت التطبيع مع "إسرائيل"
  • «الصحة» تكشف عن 4 أعراض حال ظهورها يجب التوجه إلى المستشفى فورا
  • أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية
  •  خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!
  • التطبيع بين تركيا والأسد في محطة مغلقة وسط إقليم مشتعل.. هل يُطوى نهائيا؟
  • واشنطن تواجه محور روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.. الآلاف من القوات الخاصة الكورية الشمالية دخلوا إلى روسيا للانتشار في كورسك