بوابة الوفد:
2025-01-23@02:32:50 GMT

أمريكا وروسيا والصين والحرب الباردة الجديدة (1)

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

الانعكاسات الدولية الراهنة والحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، والتى تطورت خلال الحرب الروسية الأوكرانية، الممتدة منذ أكثر من عام والنصف، تسببت فى حدوث تطورات مهمة فى التفاعلات السياسية العالمية بين الدول العظمى والكبرى حول العالم، والتى وصفها أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى فى خطاب له الأسبوع الماضى بأنها «مشهد دولى جديد يعكس نهاية لنظام ما بعد الحرب الباردة»، أى نهاية للنظام الأحادى القطبية الذى تشكل بعد تلك الحرب، ويفسر ذلك الإقرار الأمريكى الرسمى بذلك التحول، سياسة الولايات المتحدة الخارجية اليوم، والتى تكشفها تصريحات وأفعال الإدارة الأمريكية الحالية، والتى تجاوزت فيها الأهداف الإستراتيجية الخارجية المعلنة للولايات المتحدة لحقبة ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وعلى رأسها مواجهة التمدد الصينى.

تعد المشكلة الكبرى، التى تواجه صانع السياسة الخارجية الأمريكية اليوم، تعدد الأهداف الإستراتيجية الخارجية الأمريكية، والتراجع عن مواقف وسياسات سابقة، وظهور أهداف مهمة جديدة، بالإضافة إلى الهدف الإستراتيجى الأساسى، فهل ستنجح الولايات المتحدة فى تحقيق هذا الكم الكبير من الأهداف، فى ظل تغير النظام الدولى، بكل ما يحمله ذلك من معطيات دولية جديدة؟

وضعت أمريكا خلال السنوات الأخيرة الماضية، بدءًا من عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، هدفًا إستراتيجيًا محددًا يتمثل فى مواجهة قوة الصين الصاعدة، وتطويقها فى آسيا، والتى وصفت فى الوثائق الأمريكية بـ«الالتفاف نحو آسيا». إن ذلك الالتفاف تطلب من الولايات المتحدة، فى ظل ضرورة زيادة تواجد قواتها وتحالفاتها فى آسيا، الانسحاب التدريجى من مناطق أخرى من العالم، خصوصًا من منطقة الشرق الأوسط، التى كرست لها الولايات المتحدة اهتمامًا كبيرًا، سواء خلال فترة الحرب الباردة أو بعدها، وبادرت الولايات المتحدة بالفعل، وفى إطار سياسة معلنة، للانسحاب من الشرق الأوسط، فعقدت أو سعت لعقد صفقة نووية مع إيران، سواء فى عهد أوباما أو بايدن، وقامت بالانسحاب من أفغانستان وقلصت وجود قواتها فى العراق وسوريا، وسعت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بهدف خلق التكامل الأمنى فى المنطقة، والذى بدأ منذ عهد ترامب واستمر بقوة كهدف إستراتيجى فى عهد الإدارة الحالية.

أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية الولايات المتحدة على وضع أهداف إستراتيجية جديدة، إذ تعد هزيمة روسيا اليوم فى الحرب من بين أهم أهدافها، فى ظل عدم تراجع أهمية تطويق الصعود الصينى العالمى المتواصل، الذى يأتى على حساب المكانة والدور الأمريكى العالمى.

وكشف الهدفان السابقان للولايات المتحدة عن أهمية منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وخاصةً دول مجلس التعاون الخليجى مع تركيز الثروة النفطية والطاقة بها وموقعها الاستراتيجى المهم اقتصاديًا، وهو ما تسعى روسيا والصين خصوصًا ودول قطبية أخرى عمومًا لنسج علاقات إستراتيجية خاصة ومميزة مع دولها.

إن تلك التطورات فرضت على الولايات المتحدة التراجع عن قرارها السابق بالالتفاف بعيدًا عن الشرق الأوسط، فأعادت أمريكا وضع أهدافها الإستراتيجية ورسم سياساتها الخارجية بما يتناسب مع التطورات الجديدة، خصوصًا فى هذه المنطقة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية السياسية العالمية وزير الخارجية الأمريكى الولایات المتحدة الحرب الباردة الشرق الأوسط المتحدة ا

إقرأ أيضاً:

ذي هيرالد: أمريكا مخطئة في ادعائها أنها توسطت بالسلام في الشرق الأوسط

نشرت صحيفة "ذي هيرالد" الإسكتلندية مقالا للأمينة العامة لمؤتمر النقابات العمالية الإسكتلندية روز فوير٬ قالت فيه إن أكبر النقابات التعليمية (EIS) أطلقت يوم الجمعة الماضي، في غلاسكو، نسخة محدثة من سياستها في التعليم من أجل السلام.

قالت الصحيفة "لا شك أن هذا كان ردا على العالم الفوضوي الذي مزقته الحروب الدولية والذي يضطر فيه شبابنا إلى التفكير في مستقبلهم وتطوير مواقفهم ومهاراتهم. إن الحرب في أوكرانيا، والمذبحة في السودان، وبالطبع الفوضى والقتل في الشرق الأوسط، كلها في الأساس مأساة إنسانية تسببت في الموت والمعاناة لمئات الآلاف من الناس".

وأضافت أن "موجات الأثير ومساحات وسائل التواصل الاجتماعي لدينا مليئة بصور الجرائم التي لا توصف، والتعليقات غير المستنيرة والكراهية. وفيما أكتب هذه الكلمات، هناك إمكانية لسلام هش في غزة، مما يؤدي إلى إنهاء عمليات القتل الإسرائيلية في غزة وعودة الرهائن، الذين احتجزوا بشكل مروع لمدة 15 شهرا حتى الآن. أقول إمكانية، لأنه حتى في الوقت القصير بين كتابة هذا العمود وقراءته، يمكن أن تتغير الأمور مرة أخرى".

وتابعت "بينما كان الأطفال يرقصون والرجال والنساء يبكون في شوارع غزة، كانت القنابل هي التي تحكم فوقهم. واستمر الناس في الموت نتيجة لأعمال العنف العسكري العبثية بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي على مبنى سكني. وأنا أكتب عن صراع تحطمت فيه آمال السلام والعدالة في كل منعطف تقريبا، على مدى ثلاثة أجيال".


وأشارت "تُدرك سياسة التعليم كما تراه نقابة EIS أن هناك ثلاث طرق متداخلة لتحقيق السلام. حفظ السلام، وصنع السلام، وبناء السلام. لقد كان شعب فلسطين ومعظم المنطقة الأوسع نطاقا ضحايا للفشل الكامل والمذل للمجتمع الدولي في تحقيق أي من هذه الطرق الثلاث".

كما أكدت "كان حفظ السلام ليتضمن عدم إعطاء الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية لتنفيذ الفظائع التي شهدتها غزة في الأشهر الماضية في حين تقدم مليارات ومليارات الدولارات من المساعدات العسكرية. كان صنع السلام ليتضمن قضاء العقود الماضية في الإصرار على الالتزام بالقانون الدولي بدلا من إصدار عبارات مبتذلة حول "حل الدولتين" في حين تتسامح مع الإجراءات المصممة صراحة لتدمير أي نتيجة من هذا القبيل".

وأشارت "أن بناء السلام كان ليتطلب عملية تعاونية طويلة الأجل لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع بدلا من الاستسلام للمصالح السياسية والاقتصادية قصيرة الأجل للحكومات الغربية".

وأكدت أن "الاتفاق الذي يبدو أنه على وشك التوصل إليه شاق ومحفوف بالمخاطر. سوف يوقف الأعمال العدائية؛ ويلتزم بإعادة الأسرى الذين تحتجزهم حماس بينما تفرج إسرائيل عن السجناء الفلسطينيين؛ ويتم سحب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة ويسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى فلسطين. وخلال هذه الفترة، سوف تستمر المفاوضات بين الطرفين، بوساطة القطريين والمصريين".


وأشارت الصحيفة "بالطبع، يلوح خلف الوسطاء وهج برتقالي شاهق للرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. فقد كانت جميع الأطراف حريصة، جزئيا، على الحصول على شيء على الطاولة قبل أن يوقع دونالد على أوراقه ويصبح القائد الأعلى مرة أخرى".

وتابعت "لا يهمني الأمر ولا أهتم كثيرا بالرئيس الذي سيسعى إلى نسب الفضل لنفسه في إيصال الجانبين إلى هذه المرحلة من المفاوضات. ولن يهم ذلك شعب فلسطين أيضا. سيكون من السابق لأوانه، وإن كان مضللا تماما، أن يزعم جو بايدن أو دونالد ترامب أنهما جلبا السلام إلى الشرق الأوسط".

وقالت "إذا كانت أرضك محتلة، أي جزء منها، فأنت لا تعيش في سلام. وإذا كنت تعيش في ظل التهديد بهدم منزلك لإنشاء مستوطنة إسرائيلية غير قانونية أخرى، فأنت لا تعيش في سلام. إذا كنت خاضعا للاحتجاز دون تهمة، في أي سن، فأنت لا تعيش في سلام. حتى في هذه الأوقات الأكثر قتامة، يتعين علينا أن نؤمن بأن السلام والعدالة ممكنان".

واعتبرت الصحيفة أيضا أنه "يتعين علينا أن نكون واقعيين. فوقف إطلاق النار ليس هو السلام، تماما كما لم تكن فترات الصراع على مستوى أدنى تعادل السلام في المنطقة في السنوات الماضية. وبطبيعة الحال، ندعو الله أن يصمد وقف إطلاق النار الهش هذا وأن يترجم الشعور الجماعي بالذنب الذي يشعر به المجتمع الدولي إلى إعادة بناء غزة الموعودة".


وأكدت "إذا كانت حكومة المملكة المتحدة راغبة في البدء في لعب دور ذي مغزى والتفكير عن تواطؤها في تدمير غزة، فيتعين على رئيس الوزراء أن يتعهد، دون لبس، بتسخير كامل قوة دولتنا لدعم شعب فلسطين ولعب دورنا في إعادة بناء المنطقة. ولا ينبغي أن يتم هذا على مراحل. بل يتعين علينا أن نطلق موجة عارمة من المساعدات نحو غزة. الأدوية. والغذاء. والمأوى. والمساعدات الإنسانية".

وأضافت "ثم يتعين علينا أن نوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل وأن نشن حملة مقاطعة وعقوبات حتى تلتزم بالقانون الدولي والإنساني الذي استخفت به لأجيال. حتى الآن في تاريخ هذا الصراع، كان المجتمع المدني ــ وليس الساسة ــ هو الذي كان على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الشأن".

وختم قائلا "لقد ناضلت المنظمات المجتمعية والجماعات الدينية والنقابات العمالية منذ فترة طويلة من أجل السلام والمساواة في فلسطين، تماما كما فعلنا من أجل أولئك الذين عانوا من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. كل استطلاع للرأي على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية يشير إلى أن سكان هذه الجزر يتفقون معنا. ورغم آمال الأقلية الرهيبة، فإن غزة سوف يعاد بناؤها. وسوف يتحمل شعب فلسطين. وسوف يعيش. سوف يعيدون البناء. وسوف يزدهرون. وسوف يفعلون ذلك بفضل قوة أمتهم ومن خلال التضامن الذي سنوفره لهم".

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: الولايات المتحدة وروسيا تسعيان للوصول إلى تسوية نهائية للصراع الحالي
  • بكين: لا فائز في الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • بعد تنصيب ترامب..رئيسا الصين وروسيا يناقشان العلاقات مع أمريكا وأوكرانيا وتايوان
  • القيادة السورية الجديدة تهنئ ترامب وتقول أنه..سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
  • «الخارجية الصينية»: مستعدون للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة
  • رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا.. السياسة الخارجية الأمريكية تواجه تحديات المشروع النووي الإيراني.. وتعهدات بإنهاء الحرب في أوكرانيا وحل النزاعات الإقليمية
  • ذي هيرالد: أمريكا مخطئة في ادعائها أنها توسطت بالسلام في الشرق الأوسط
  • إدارة ترامب تعين مديرة شؤون الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية قائمة بالأعمال بالمغرب في إنتظار تعيين سفير
  • ترامب يريد اقتسام كعكة تيك توك بالنصف بين الولايات المتحدة والصين
  • ترامب: أتعهد بمنع الحرب العالمية الثالثة وإيقاف الفوضى في الشرق الأوسط