بوابة الوفد:
2025-03-16@11:04:39 GMT

أمريكا وروسيا والصين والحرب الباردة الجديدة (1)

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

الانعكاسات الدولية الراهنة والحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، والتى تطورت خلال الحرب الروسية الأوكرانية، الممتدة منذ أكثر من عام والنصف، تسببت فى حدوث تطورات مهمة فى التفاعلات السياسية العالمية بين الدول العظمى والكبرى حول العالم، والتى وصفها أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى فى خطاب له الأسبوع الماضى بأنها «مشهد دولى جديد يعكس نهاية لنظام ما بعد الحرب الباردة»، أى نهاية للنظام الأحادى القطبية الذى تشكل بعد تلك الحرب، ويفسر ذلك الإقرار الأمريكى الرسمى بذلك التحول، سياسة الولايات المتحدة الخارجية اليوم، والتى تكشفها تصريحات وأفعال الإدارة الأمريكية الحالية، والتى تجاوزت فيها الأهداف الإستراتيجية الخارجية المعلنة للولايات المتحدة لحقبة ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وعلى رأسها مواجهة التمدد الصينى.

تعد المشكلة الكبرى، التى تواجه صانع السياسة الخارجية الأمريكية اليوم، تعدد الأهداف الإستراتيجية الخارجية الأمريكية، والتراجع عن مواقف وسياسات سابقة، وظهور أهداف مهمة جديدة، بالإضافة إلى الهدف الإستراتيجى الأساسى، فهل ستنجح الولايات المتحدة فى تحقيق هذا الكم الكبير من الأهداف، فى ظل تغير النظام الدولى، بكل ما يحمله ذلك من معطيات دولية جديدة؟

وضعت أمريكا خلال السنوات الأخيرة الماضية، بدءًا من عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، هدفًا إستراتيجيًا محددًا يتمثل فى مواجهة قوة الصين الصاعدة، وتطويقها فى آسيا، والتى وصفت فى الوثائق الأمريكية بـ«الالتفاف نحو آسيا». إن ذلك الالتفاف تطلب من الولايات المتحدة، فى ظل ضرورة زيادة تواجد قواتها وتحالفاتها فى آسيا، الانسحاب التدريجى من مناطق أخرى من العالم، خصوصًا من منطقة الشرق الأوسط، التى كرست لها الولايات المتحدة اهتمامًا كبيرًا، سواء خلال فترة الحرب الباردة أو بعدها، وبادرت الولايات المتحدة بالفعل، وفى إطار سياسة معلنة، للانسحاب من الشرق الأوسط، فعقدت أو سعت لعقد صفقة نووية مع إيران، سواء فى عهد أوباما أو بايدن، وقامت بالانسحاب من أفغانستان وقلصت وجود قواتها فى العراق وسوريا، وسعت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بهدف خلق التكامل الأمنى فى المنطقة، والذى بدأ منذ عهد ترامب واستمر بقوة كهدف إستراتيجى فى عهد الإدارة الحالية.

أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية الولايات المتحدة على وضع أهداف إستراتيجية جديدة، إذ تعد هزيمة روسيا اليوم فى الحرب من بين أهم أهدافها، فى ظل عدم تراجع أهمية تطويق الصعود الصينى العالمى المتواصل، الذى يأتى على حساب المكانة والدور الأمريكى العالمى.

وكشف الهدفان السابقان للولايات المتحدة عن أهمية منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وخاصةً دول مجلس التعاون الخليجى مع تركيز الثروة النفطية والطاقة بها وموقعها الاستراتيجى المهم اقتصاديًا، وهو ما تسعى روسيا والصين خصوصًا ودول قطبية أخرى عمومًا لنسج علاقات إستراتيجية خاصة ومميزة مع دولها.

إن تلك التطورات فرضت على الولايات المتحدة التراجع عن قرارها السابق بالالتفاف بعيدًا عن الشرق الأوسط، فأعادت أمريكا وضع أهدافها الإستراتيجية ورسم سياساتها الخارجية بما يتناسب مع التطورات الجديدة، خصوصًا فى هذه المنطقة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية السياسية العالمية وزير الخارجية الأمريكى الولایات المتحدة الحرب الباردة الشرق الأوسط المتحدة ا

إقرأ أيضاً:

«مجموعة السبع» تصدر بياناً بخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط

دعت مجموعة السبع، إلى استئناف إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة “من دون معوقات”، كما دعت إلى “وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وإلى ضرورة ضرورة وجود “أفق سياسي للشعب الفلسطيني”.

وأعرب أعضاء المجموعة عن “دعمهم لشعبي سوريا ولبنان، في سعيهما نحو مستقبل سياسي سلمي ومستقر”، وفي هذه المرحلة الحرجة، أكدوا مجددا “على أهمية سيادة سوريا ولبنان وسلامة أراضيهما”.

ودعوا بشكل قاطع إلى “رفض الإرهاب في سوريا، وأدانوا بشدة التصعيد الأخير للعنف في المناطق الساحلية من سوريا، ودعوا إلى حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الفظائع”.

وشددوا على “الأهمية الحاسمة لعملية سياسية شاملة بقيادة سورية، ورحبوا بالتزام الحكومة السورية المؤقتة بالعمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للقضاء على جميع الأسلحة الكيميائية المتبقية”.

كما جددت مجموعة السبع تأكيدها “دعمها الراسخ” “لوحدة أراضي” أوكرانيا، متوعدة روسيا “بعقوبات جديدة إذا لم تدعم الهدنة، ومطالبة باتخاذ “إجراءات أمنية قوية” تجنب أي “عدوان” جديد على كييف”.

هذا وتضم مجموعة السبع، كندا والولايات المتحدة، وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان.

مقالات مشابهة

  • السلطات الأمريكية تحظر مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • في إنتظار السفير الجزائري…ترامب يطرد سفير جنوب أفريقيا من الولايات المتحدة الأمريكية
  • الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: حكومتنا لإبعاد «شبح الانقسام» في السودان
  • المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط: أمريكا قدمت اقتراحا يضيق الفجوات لتمديد وقف إطلاق النار في غزة
  • «مجموعة السبع» تصدر بياناً بخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط
  • ترامب: أجريت مناقشات مثمرة مع بوتين والحرب في أوكرانيا قد تنتهي
  • اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
  • أمريكا والإرهاب في الشرق الأوسط.. اليمن نموذج لمقاومة الهيمنة والفوضى
  • «أسوشيتد برس»: أمريكا والصين.. زعيمان وخطابان ورؤيتان مختلفتان