كواليس فشل انقلاب جديد داخل بوركينا فاسو
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
في محاولة انقلابية جديدة في دولة من دول القارة الأفريقية، تعرضت بوركينا فاسو لمحاولة انقلاب ولكن تم السيطرة عليها وإفشالها، وبهذا كانت على وشك الانضمام إلى النيجر ومالي والجابون.
محاولة انقلاب في بوركينا فاسو
فقد أذيعت عدة أنباء تؤكد على فشل محاولة الانقلاب داخل بوركينا فاسو، والسيطرة على الأوضاع داخل البلاد، إلا أن الشباب رفضوا فض الاعتصام حتى غدًا، لتتضح لهم الصورة كاملة بالوضع.
فيما حذر الشباب أي شخص يحاول القيام باغتيال النقيب تراوري، لأنه إذا فعل هذا لن يتمكن من الجلوس على كرسي الرئاسة يومًا واحدًا، مؤكدين أن الشعب ليس أداة يلعب بها كما يتوهمون، فالشعب هو الوحيد القادر على دعم أو إفشال أي انقلاب.
من هو تراوري وكيف أصبح رئيسًا؟
قام هذا الضابط الشاب بانقلاب عسكري في بوركينا فاسو، وأطاح برفيقه السابق، اللفتينانت كولونيل بول-هنري داميبا في 30 سبتمبر الماضي، بعد أن اتهم داميبا بعدم الوفاء بتعهده بالقضاء على التمرد الإسلامي التي تشهدها بوركينا فاسو منذ عام 2015.
وولد تراوري عام 1988، ما يجعله أصغر زعيم دولة في إفريقيا، ويضعه في مصاف قائدي الانقلاب الآخرين في إفريقيا حاليًا، الزعيم الغيني الكارزمي الكولونيل مامادي دومبويا الذي ولد عام 1981، وزعيم مالي الكولونيل أسيمي غويتا المولود في عام 1983.
وقال تراوري لمسؤولي حكومة بوركينا فاسو: أعلم أنني أصغر من معظمكم هنا، إننا لم نكن نريد ما حدث، لكن لم يكن أمامنا خيار.
وقد اكتسب الكابتن تراوري خبرته العسكرية الأولى من خلال محاربة الجهاديين في مالي، حيث كان يخدم ضمن قوة الأمم المتحدة هناك، ويقال إنه أبدى شجاعة في مواجهة هجوم معقد شنه المسلحون عام 2018 في منطقة تيمبوكتو التي تشتهر بمبانيها العتيقة.
وفي العام التالي، شارك في عملية عسكرية أطلق عليها اسم حركي هو أوتابوانو في شرق بوركينا فاسو المضطرب على مدى سبعة شهور.
كما خدم أيضا في سرية للجيش ببلدة ماركوي في منطقة الساحل الشمالية، وشارك في عدة عمليات هناك.
لكن تراوري ليس جنرال حرب يحمل أوسمة عسكرية، فهو فقط ضابط برتبة كابتن درس في أكاديمية عسكرية محلية والتحق بالجيش في عام 2009، وتلقى تدريبات في سلاح المدفعية بالمغرب.
اختار المجال العسكري بعد أن أكمل دراسته في مدينة بوبو-ديولاسو، ثاني أكبر مدن بوركينا فاسو، ووصفته بعض التقارير بأنه كان تلميذا خجولا ومتحفظا إلى حد ما، ولكن في الوقت نفسه ذكيا للغاية.
انقلابات في إفريقيا
شهدت بوركينا فاسو محاولة انقلاب فاشلة، بعد انقلاب الجابون وقبلها النيجر ووقعت محاولتان في بوركينا فاسو في عام 2022، بالإضافة إلى محاولات انقلاب فاشلة في غينيا بيساو، وغامبيا، وجزيرة ساو تومي وبرينسيبي.
ففي عام 2021، وقعت ست محاولات انقلابية في إفريقيا، نجحت أربع منها، وأصبح العدد الإجمالي لمحاولات الانقلاب في إفريقيا ثابتًا بشكل ملحوظ بين عامي 1960 و2000، بمعدل نحو أربع محاولات سنويًا.
وفي عام 2020، تم الإبلاغ عن انقلاب واحد فقط في مالي، وشهد عام 2021 عددًا أعلى من المتوسط بشكل ملحوظ، وكانت قد تعرضت تشاد، ومالي، وغينيا، والسودان، والنيجر لانقلابات أو محاولات انقلابية.
وفي عام 2022، حدث خمس محاولات في لكن محاولتين منها فقط نجحتا في بوركينا فاسو.
ومنذ عام 1969، شهد السودان أكبر عدد من الانقلابات ومحاولات الاستيلاء على السلطة، إذ بلغ عددها 16 محاولة، ستة منها ناجحة.
وفي عام 2019، أقيل الرئيس عمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات، وهو الذي نال السلطة في انقلاب عسكري عام 1989.
وكانت قد شهدت بوركينا فاسو في غرب إفريقيا، أنجح الانقلابات نجح منها تسعة انقلابات وفشل واحد.
واشتهرت نيجيريا بالانقلابات العسكرية التي أعقبت الاستقلال، حيث شهدت ثمانية انقلابات بين يناير 1966 واستيلاء الجنرال ساني أباتشا على السلطة في عام 1993.
و بعد عام 1999 استقر النظام في البلاد، حينما انتقلت السلطة فيها خلال انتخابات ديمقراطية.
وتميز تاريخ بوروندي بـ11 انقلابا منفصلًا، كان معظمها مدفوعا بالتوترات بين مجتمعات الهوتو والتوتسي.
وشهدت سيراليون ثلاثة انقلابات بين عامي 1967 و1968، وآخر في عام 1971.
وشهدت خمس محاولات انقلاب أخرى بين عامي 1992 و1997.
و في عام 1966 وقع في غانا ثمانية انقلابات عسكرية خلال عقدين من الزمن، وبعدما أزيحت حكومة كوامي نكروما من السلطة، وحدثت في العام التالي محاولة أخرى فاشلة من صغار ضباط الجيش.
وفي عام 2011 شهدت مصر الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في ثورة شعبية، وبعدها عزل الرئيس محمد مرسي على يد الجيش.
في عام 2021 قام قيس سعيد في تونس بالإطاحة بمجلس نواب الشعب
وفي عام 2013 محاولة انقلاب ليبي على رئيس الوزراء علي زيدان من الموالين لمعمر القذافي
وفي أكتوبر 2013 محاولة انقلاب ليبية ثانية بقيادة عبد المنعم الحور على رئيس الوزراء علي زيدان
أبريل وأكتوبر 2014 حدث انقلاب فاشل على رئيس الوزراء علي زيدان في الأول، ورئيس الوزراء عبد الله الثني في الثاني بقيادة اللواء خليفة حفتر.
وفي أكتوبر 2016 تم انقلاب فاشل على رئيس الوزراء فايز السراج من رئيس الوزراء الأسبق خليفة الغويل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بوركينا فاسو محاولة انقلاب في بوركينا فاسو النيجر مالي الجابون على رئیس الوزراء فی بورکینا فاسو محاولة انقلاب فی إفریقیا وفی عام فی عام
إقرأ أيضاً:
الجزائر تعرب عن "امتعاضها" وترد بالمثل بعد استدعاء مالي والنيجر وبوركينا فاسو لسفرائها
الجزائر - أعربت الجزائر الاثنين 7ابريل2025، عن "امتعاضها" من قرار مالي وحليفتيها النيجر وبوركينا فاسو استدعاء سفرائها لديها، وقررت الرد بإجراءات مماثلة وإغلاق مجالها الجوي أمام مالي بعد أن اتهمتها باماكو بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة لها.
واعتبرت الجزائر اتهامات الحكومة الانتقالية في مالي "ادعاءات باطلة"، بعدما أعلنت الأخيرة أن طائرتها التي تم إسقاطها في نهاية آذار/مارس لم تتجاوز الحدود المالية.
وأكدت الجزائر أن "جميع البيانات المتعلقة بهذا الحادث متوفرة في قاعدة بيانات وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، ولا سيما صور الرادار التي تثبت بوضوح انتهاك المجال الجوي الجزائري".
بناء على ذلك، أعلنت الجزائر استدعاء سفيريها في مالي والنيجر "للتشاور" وتأجيل إرسال سفيرها الجديد إلى بوركينا فاسو "تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل.
كما أعربت وزارة الخارجية عن "أسفها الشديد للانحياز غير المدروس لكل من النيجر وبوركينا فاسو للحجج الواهية التي ساقتها مالي".
واعتبرت الجزائر أن "الاتهامات الخطيرة" التي وجهتها حكومة باماكو ليست "إلا محاولات بائسة ويائسة لصرف الأنظار عن الفشل الذريع للمشروع الانقلابي الذي لا يزال قائما والذي أدخل مالي في دوامة من اللا أمن واللا استقرار والخراب والحرمان".
كانت وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت إسقاط "طائرة استطلاع بدون طيار مسلحة" في منتصف ليل الأول من نيسان/أبريل في منطقة تيزاواتين قرب الحدود مع مالي "بعد اختراقها المجال الجوي لمسافة 2 كيلومتر".
- "اختراق متكرر" -
وذكرت وزارة الخارجية أن "انتهاك المجال الجوي الجزائري من قبل طائرة مالية بدون طيار ليس الأول من نوعه، فقد سُجلت ما لا تقل عن حالتين مُماثلتين في غضون الأشهر القليلة الماضية".
بعيد صدور بيان الخارجية، أعلنت الجزائر إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القادمة من مالي والمتوجهة إليها، وبررت وزارة الدفاع القرار بـ"الاختراق المتكرر من طرف دولة مالي لمجالنا الجوي".
وردا على ذلك، أغلقت مالي أيضا مجالها الجوي أمام الطائرات الآتية من الجزائر أو المتوجهة إليها.
وأعلنت وزارة النقل المالية إنها وفي إطار مبدأ "المعاملة بالمثل" قررت إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام "جميع الطائرات المدنية والعسكرية" المتوجهة من وإلى الجزائر "حتى إشعار آخر".
ووفقا للسلطات المالية العسكرية التي تولت السلطة إثر انقلاب، تمّ تحديد موقع حطام الطائرة المسيّرة في منطقة تبعد 9,5 كيلومترات جنوب الحدود بين البلدين.
وأوردت الخارجية المالية في بيان أن "المسافة بين نقطة انقطاع الاتصال بالطائرة وموقع الحطام تبلغ 441 مترا. وتقع هاتان النقطتان على الأراضي الوطنية"، مضيفة أن الطائرة "سقطت عموديا، وهو ما لا يُفسّر على الأرجح إلا بكونه عملا عدائيا ناجما عن نيران صواريخ أرض-جو أو جو-جو".
وأضافت أنه بعد إجراء تحقيق "خلصت مالي إلى أن الطائرة بلا طيار دُمّرت نتيجة عمل عدائي متعمّد من النظام الجزائري".
وأعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو في بيان مشترك أن "هيئة رؤساء تجمّع دول الساحل قرّرت استدعاء سفراء الدول الأعضاء المعتمدين في الجزائر، للتشاور".
- "حوار استراتيجي" -
وأعلن المجلس العسكري في مالي عن إجراءات احتجاجية أخرى ضد الجزائر، من بينها الانسحاب الفوري من لجنة رؤساء الأركان المشتركة، وهي تحالف في منطقة الساحل لـ"مكافحة الإرهاب" يضم الجزائر، وتقديم شكوى إلى الهيئات الدولية "بسبب أعمال عدوانية".
هذا الخلاف هو الأحدث بين مالي وجارتها الجزائر في ظل تدهور العلاقات منذ سنوات، واستدعت الدولتان بالفعل سفيريهما في أعقاب توتر حدث في كانون الأول/ديسمبر 2023.
وتتهم مالي الجزائر بأنها تقيم اتصالات مع "مجموعات إرهابية"، لا سيما في المنطقة الحدودية حيث تكبّد الجيش المالي خسائر فادحة في نهاية تموز/يوليو.
لكن الجزائر اعتبرت أن "مزاعم الحكومة المالية اليائسة بخصوص وجود علاقة بين الجزائر والإرهاب تفتقر إلى الجدية إلى درجة أنها لا تستدعي الالتفات إليها أو الرد عليها".
في 25 كانون الثاني/يناير 2024، أعلن المجلس العسكري في مالي "إنهاء" اتفاق السلام الذي وقع في الجزائر عام 2015.
واعتُبر الاتفاق لوقت طويل عاملا حيويا لإرساء الاستقرار في مالي التي تواجه اضطرابات عنيفة منذ 2012 تغذيها أعمال عنف تنفذها جماعات تابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية فضلا عن عصابات إجرامية.
ومنذ استيلائه على السلطة في أعقاب انقلاب في 2020، انسحب المجلس العسكري كذلك من التحالف الطويل الأمد مع فرنسا وشركاء باماكو الأوروبيين ليتقارب مع روسيا، كما طلب انسحاب بعثة الأمم المتحدة (مينوسما).
في عام 2023، شكّل المجلس العسكري اتحادا باسم "تحالف دول الساحل" مع النيجر وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما أيضا نظامان عسكريان. وفي كانون الثاني/يناير، أعلنت الدول الثلاث انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، معتبرة أنها "تابعة" لفرنسا.
وخلال زيارته للجزائر الأحد، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على استئناف التعاون الأمني بين البلدين من خلال "حوار استراتيجي حول منطقة الساحل"، حيث تشترك الجزائر مع مالي والنيجر في شريط حدودي طويل.