مــــــن بــــــــرّ والـــــــدهُ وأمَّـــــهْ فـــاقــــصـــدهُ مــخــتــاراً وأُمَّــــهْ
واغـــــنــــم فـــضـــائــــلــهُ فـــــذا
لــك وحـــده فــــى الـــدَّهـــر أُمَّـةْ
كــــم جـــــرَّ بــــرُّ الـــــوالــــديـــ
ــن فــوائـــــداً لــلـــمـــرء جــمّــةْ
مـــنـــهـــا رضـــا الــلَّـــه الّــــذى
يـــكــفــى الــفــتــى مـا قـد أهــمّــهْ
وأخــــو الـــعـــقــــوق كــمـــيّـــتٍ قـــد صـــار فـــى الأحــيــاء رمّــةْ
بعض ابيات للشاعر الفلسطينى عمر اليافى تلخص فوائد بر الوالدين وعقاب من يعقهما، ليت كل شاب يقرأها ويتدبر رسالتها، لكن للأسف الكل مشغول بدنياه، مهموم بمصالحه، كثيرون منا يمارسون الجحود دون أن يشعروا أنهم يرتكبون واحدة من أخطر الكبائر، واقصى ما يمكن ان يفعلوه ان يفكروا فى ايداع ابائهم او امهاتهم فى دور المسنين، بحجة انهم لا يتحملون مسئولية رعايتهم، كارثة انسانية بكل المعانى، عندما يتجرد الابن من مشاعره وينسى كم عانى الاب او الام من اجل تربيته، كم سهروا الليالى خوفا عليه، كم اجتهدوا وكافحوا من اجل ان يوفروا له ما يريد، وفى لحظة يضيع كل هذا ويلقيه الابن وراء ظهره ليتخلص من والده أو والدته.
وليت الامر يتوقف عند هذا بل احيانا نجد ابناء يتعجلون الموت لآبائهم، وبعضهم لا يتردد فى اقامة دعوى حجز ليسيطر على اموالهم بتنعم بها بينما والده او امه تبكى دما حزنا على عمر ضاع فى تربية ناكر للجميل.
جحود الأبناء وعدم اهتمامهم بآبائهم ظاهرة مؤسفة ومحزنة ، اسبابها متعددة ومتنوعة ومعقدة قد يكون السبب الرئيسى هى ضغوط الحياة اليومية والمسؤوليات الشخصية والمهنية التى يواجهها الأبناء، فقد يجد الأبناء أنفسهم مشغولين بشكل كبير فى أعمالهم وأسرهم ولا يستطيعون تقديم العناية الكاملة لآبائهم، بالطبع هذا لا يمكن ان يكون مبرر لكنه حالة موجودة فى الحياة لا ننكرها، وقد يكون لدى الابناء أيضًا صعوبة فى التعامل مع مشاكل صحية أو نفسية للآباء مما يدفعهم إلى اللجوء إلى دور المسنين لتوفير الرعاية المناسبة.
وبعض الأبناء قد يشعرون أيضًا بالعجز أمام احتياجات آبائهم، خاصةً إذا كانت تلك الاحتياجات تتطلب رعاية متخصصة أو إجراءات طبية معقدة قد يكونون غير قادرين على تقديم هذه الرعاية بشكل صحيح، وبالتالى يرون دار المسنين كحلٍ مناسبٍ لتلبية احتياجات آبائهم.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه ليس فى كل الحالات يكون جحود الأبناء هو السبب الرئيسى وراء إيداع الآباء فى دور المسنين، فقد تكون هناك أسباب أخرى مثل ضعف القدرة على الاعتناء بالذات، أو عدم وجود دعم اجتماعى قوي، أو صعوبات مالية تمنع الأبناء من توفير الرعاية اللازمة.
بغض النظر عن الأسباب، يجب أن نعمل جميعًا على توفير الدعم والرعاية اللازمة للمسنين. يجب أن نعزز العلاقة الأسرية ونشجع الأبناء على تقديم العناية والاهتمام لآبائهم فى منازلهم يمكن أن تتضمن هذه الجهود إنشاء برامج دعم للأسرة، وتوفير خدمات الرعاية المنزلية، وتعزيز الوعى بأهمية رعاية المسنين.
علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك جهود من جانب المجتمع بأكمله لتوفير دور المسنين على أفضل وجه يجب أن تكون هذه الدور مكانًا آمنًا ومريحًا للمسنين، حيث يتم توفير الرعاية الشخصية والطبية اللازمة، ويجب أن يتم تعزيز العناية الفردية والاحترام لكرامة المسنين، وتوفير الأنشطة الترفيهية والاجتماعية للحفاظ على روحهم المرتفعة والتفاعل الاجتماعى.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك تواصل واضح ومفتوح بين الأسرة والدار، حيث يتم تشجيع الزيارات المنتظمة والتفاعل العائلى. يجب أن يشعر المسنون بالمحبة والرعاية من قبل أسرهم وأنهم لا يزالون جزءًا من المجتمع.
فى النهاية، يجب أن نتذكر أن رعاية المسنين هى واجب إنسانى وأخلاقى. ليس على الأسرة فقط بل على المجتمع ويجب أن نعمل جميعًا على تعزيز الوعى بهذه القضية الانسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من الجاني بر الوالدين الموت دور المسنین یجب أن
إقرأ أيضاً:
العلاج بالضوء الأحمر.. ثورة حقيقية في عالم العناية بالبشرة أم مجرد خدعة تجارية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الفترة الأخيرة، أصبح من الشائع رؤية مؤثري التجميل يرتدون أقنعة مضيئة باللون الأحمر، مما يثير تساؤلات عديدة: هل لهذا الضوء تأثير حقيقي على البشرة؟ هل هو فعلاً يستحق ما يُدفع لأجله من أموال؟ أم أننا فقط ننجرف خلف صيحة مؤقتة تجعلنا نبدو كأننا في فيلم رعب؟.
ما هو العلاج بالضوء الأحمر؟
ووفقا لـ iflscience هو تقنية تُستخدم فيها موجات ضوئية بطول معين، غالبًا ما تكون ناتجة عن أجهزة بسيطة تُعرف بالـLED، ويتم توجيه هذا الضوء مباشرة على البشرة. يقال إن هذا النوع من الضوء يؤثر في مكونات دقيقة داخل الخلايا، خصوصًا في الميتوكوندريا، وهي الجزء المسؤول عن إنتاج الطاقة. الفكرة العامة هي أن هذا التحفيز يساعد على تجديد الخلايا وتحسين وظائفها، لكن الحقيقة أن هناك الكثير مما لا نعرفه بعد عن تأثيره العميق على البشرة.
أين يُستخدم؟
بالرغم من أن هذه التقنية تُستخدم أساسًا في تسكين الآلام وتحسين أداء العضلات، إلا أن شهرتها الواسعة جاءت من عالم التجميل. يُروج لها كحل لمشكلات عديدة مثل التجاعيد، آثار التمدد، تساقط الشعر، الندوب، بل وحتى حب الشباب.
هل النتائج مضمونة؟
بعض الأجهزة المنزلية حصلت على ترخيص من جهات صحية أمريكية، لكن هذا التصريح لا يعني أن النتائج مضمونة أو مثبتة بالكامل، بل يعني فقط أن استخدام هذه الأجهزة لا يُشكل خطرًا كبيرًا. ويُشترط على الشركات المصنعة إثبات أن أجهزتها تشبه في تصميمها أجهزة سابقة تم ترخيصها.
بالنسبة لحب الشباب:
مراجعة بحثية نُشرت عام 2024 أشارت إلى أن التجارب التي أجريت على هذه التقنية لعلاج حب الشباب قليلة وغير كافية. أظهرت النتائج تحسنًا متوسطًا في الحالات الالتهابية، لكنها ليست علاجًا سحريًا أو بديلًا تامًا للعلاجات الطبية المعروفة.
أما تحليل آخر من عام 2021 شمل أكثر من 400 شخص، فوجد أن التحسن لم يكن كبيرًا بالمقارنة مع العلاجات التقليدية. ويعود ذلك إلى اختلاف كبير في طرق إجراء التجارب، من حيث عدد الجلسات، وحجم العينة، وطبيعة الاستخدام.
فيما يخص التجاعيد والشيخوخة:
دراسات عدة تناولت أثر الضوء الأحمر على علامات تقدم العمر، وتبين أن هناك بعض التحسن في مرونة الجلد وتجاعيد العين، خاصة عند استخدام أجهزة معينة مثل قناع “ديور” الشهير. لكن حتى هذه الدراسات واجهت انتقادات، لأن العينات كانت صغيرة، وغالبًا ما اقتصرت على نساء ذوات بشرة فاتحة، بالإضافة إلى تضارب محتمل في المصالح، نظرًا لعلاقة الباحثين بالشركات المنتجة.
وماذا عن الأمان؟
بشكل عام، لا تُظهر البيانات الحالية وجود مخاطر كبيرة عند استخدام هذه الأجهزة لفترات قصيرة. إلا أن بعض الأشخاص قد يواجهون تهيجًا خفيفًا أو احمرارًا، خاصة أصحاب البشرة الداكنة، وفقًا لدراسات سابقة. لذلك، يُنصح دائمًا باستشارة طبيب متخصص قبل البدء باستخدام هذا النوع من العلاجات، سواء في المنزل أو في العيادة، لتجنب أي مضاعفات أو نتائج غير مرغوبة.