مليون طن قمح روسي.. كيف أمنت مصر غذاءها بصفقة كبرى؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
تستهدف الحكومة المصرية زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من القمح في إطار خطة الدولة لزيادة إنتاجية القمح، حيث وضعت استراتيجيات وخطط تنموية من أجل زيادة محصول القمح والأراضي المنزرعة به.
الاحتياطي الاستراتيجي من القمحأفادت وكالة “بلومبرج” للأنباء، اليوم الثلاثاء، بأن مصر تتفاوض لشراء مليون طن من القمح الروسي في إطار اتفاقية حكومية دولية.
وحسب “بلومبرج”، قالت مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها، إن المحادثات جرت للتسليم هذا الموسم، مؤكدة أنه ليس من الواضح مدى قرب البلدين من التوصل إلى اتفاق.
وكان علق إبراهيم عشماوي، مساعد أول وزير التموين، رئيس بورصة السلع المصرية، عما تداول من أنباء عن استغناء مصر عن القمح الروسي، مؤكدا أن هذا الخبر عار تماما من الصحة، موضحا أن مصر تستهدف تنويع مصادر الإمداد لتشمل مناشئ أخرى للحبوب والغلال، وتضيف لها دون الاستغناء عن مصادرها الحالية.
وذكر مسئول أن مصر تسعى إلى تنويع مصادر الإمداد بهدف أن تشمل مناشئ أخرى ومختلفة لاستيراد الحبوب والغلال، مشيرا إلى أن «مصر تسعى لتضيف مناشئ جديدة إلى المصادر الحالية، دون أن تنتقص من المناشئ المتوفرة لديها حاليا، والتي تتعامل بالفعل معها»، لافتا أن «العلاقات التي تجمع بين القاهرة وموسكو قوية، والتبادل التجاري بين البلدين يسير بشكل منتظم وبكفاءة عالية».
من جانبه قال الدكتور علي الادريسي، الخبير الاقتصادي، إن مصر تستهلك 21 مليون طن تقريبا من القمح، ننتج منهم 10 مليون طن فقط، حيث أننا نغطي 50% نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح، مشيرا إلى أن الدولة تستهدف خلال السنوات المقبلة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بما يضمن تأمين الغذاء للمصريين، ويساعد على تقليل الاستيراد من الخارج، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية.
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأمن الغذائي هو ركن أساسي من أركان الأمن القومي في جميع الدول، بما يجعل تكلفة الحصول على الغذاء تؤثر على عجز موازناتها، ومستويات الفقر فيها، مؤكداً أن مصر تستورد 50% من القمح من الخارج وهذا رقم كبير، لذلك الدولة تعمل على حل هذه المشكلة من عدة طرق، منها التخزين الاستراتيجي، فمن الصعب الوصول إلى الاكتفاء الذاتي للقمح خلال السنوات المقبلة.
وأشار الادريسي أن مصر لديها احتياطات آمنة من عدد من السلع الاستراتيجية على رأسها القمح، وتستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، من خلال استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030 بأن نصل بالاكتفاء الذاتي في القمح إلى 70%".
مصر أكبر مستورد عالمي للقمحوقالت وزارة التموين والتجارة الداخلية إن مصر أكبر مستورد عالمي للقمح، ولديها تعاون مع عدد من الدول بخلاف روسيا وأوكرانيا بشأن استيراد الأقماح منها: فرنسا ورومانيا وصربيا وبلغاريا.
وكشف مسئول بوزارة التموين عن أن الأسواق منذ جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية عقدت اتفاقيات لاستيراد القمح بعيدا عن روسيا وأوكرانيا.
وأوضح الدكتور إبراهيم العشماوي رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية في تصريحات صحفية أن مصر ومنذ جائحة كورونا استوعبت المتغيرات العالمية التي أدت لاضطراب سلاسل الامداد وحتى الحرب الروسية الأوكرانية وعملت على زيادة المخزون الاستراتيجي من السلع وزيادة السعات الاستيعابية، مؤكدا أن مصر حالياً لديها احتياطات آمنة من عدد من السلع الاستراتيجية على رأسها القمح ولدينا احتياطي يغطي مدة ستة اشهر .
ولفت مساعد أول وزير التموين ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية تنويع سلاسل الامداد التي بلغت 22 منشأ وكان في وقت كورونا تركز في أسواق القمح من روسيا وأوكرانيا بنسبة 80% والان لدينا تنوع في مصادر الأقماح منذ أزمة كوفيد 19.
وعملت وزارة التموين خلال الأزمات العالمية على مواجهة نقص سلاسل الإمداد عالميا بعد اشتعال الحرب الروسية الاوكرانية خاصة وان مصر كانت تستورد القمح والحبوب من الدولتين ومن ثم عملت وزارة التموين على تنويع مصادر استيراد القمح من فرنسا ورومانيا وصربيا وبلغاريا، وفي الوقت نفسه نجحت في تأمين شحنات القمح الواردة من روسيا والحبوب من أوكرانيا في وقت الحرب.
فيما قالت السفارة الروسية في القاهرة، أن روسيا زودت مصر ب 8 ملايين طن من القمح منذ بداية الصراع مع أوكرانيا وحتى الآن، وجاء ذلك ردا على المزاعم الأوكرانية والغربية التي تقول إن روسيا أوقفت إمدادات الحبوب إلى مصر.
وأضافت السفارة الروسية في بيان لها، أن إمدادات موسكو من الحبوب إلى القاهرة ستستمر على هذا النطاق ولن تتوقف، مطالبة بتحري الدقة والمقارنة بين الكميات الأوكرانية القليلة من الحبوب التي تذهب إلى مصر، وبين الحبوب والخبز الروسي المنتشر على الموائد المصرية .
تُعد مصر واحدة من أكبر مستوردي القمح حول العالم، كما أن مشترياتها تُتابع عن كثب كمرجع عالمي، وبدأ المشتري الحكومي العام الماضي في حجز بعض شحنات القمح عبر المحادثات الخاصة –وهو ما يُعتبر تحولاً عن نهجه التقليدي لتأمين الحبوب من خلال المناقصات– ومنذ بداية العام سُمح باستيراد الحبوب والزيوت النباتية عبر صفقات بين الحكومات.
وتكتظ موانئ الحبوب الروسية بعد موسمين متتاليين من الحصاد الوفير، ما يجعلها الشاحن المهيمن وصاحبة قرار بشأن الأسعار في السوق العالمية. ومع ذلك؛ تضغط وفرة المعروض على الأسعار المحلية، ما دفع المسؤولين إلى فرض حد أدنى لدعم السوق. مع الإشارة إلى أن تطبيق هذا الحد السعري كان غير متسق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القمح إتفاقية القمح إمدادات القمح القمح الروسي الاکتفاء الذاتی القمح من من القمح ملیون طن أن مصر
إقرأ أيضاً:
عاجل | بعد توقفها أكثر من عام.. وزير التموين: البورصة السلعية خطوة استراتيجية لضبط الأسعار
استقبل رئيس جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، وذلك بمقر الجهاز، حيث جرى عقد اجتماع موسّع لبحث عدد من الملفات ذات الصلة.
عاجل| السيسي يستعرض جهود الحكومة لتفعيل البورصة السلعية المصرية وتحقيق الأمن الغذائي وزير التموين يناقش مستقبل البورصة السلعية وتعزيز الأمن الغذائي مع المدير التنفيذي لجهاز “مستقبل مصر”وناقش الجانبان خلال اللقاء سبل تفعيل البورصة السلعية كأداة محورية في دعم الاقتصاد الوطني، وخاصة في ما يتعلق بتداول السلع الاستراتيجية وفي مقدمتها القمح، مع التأكيد على السعي قدما نحو بذل قصار الجهد لتشجيع المزارعين علي توريد القمح المحلي وتحقيق الكميه المستهدفه منه لتخفيف العبء عن كاهل الدولة، في تدبير العملة الأجنبية، مشيرًا إلى تقديم كافة سبل الدعم بما يعزز العائد علي المواطن والدولة.
وأكد الدكتور شريف فاروق أن البورصة السلعية تمثل خطوة استراتيجية لضبط الأسواق، وتعزيز الشفافية، وكسر حلقات الوساطة والاحتكار، بما ينعكس إيجابًا على أسعار السلع وتوافرها للمواطنين.
من جانبه، أشار الدكتور بهاء الغنام إلى أن جهاز مستقبل مصر يسعى إلى تعظيم القيمة المضافة للإنتاج المحلي، مؤكدًا أن البنية المتطورة للجهاز تمثل قاعدة داعمة لتحقيق التكامل بين الإنتاج الزراعي والتوزيع التجاري.
وفي ختام اللقاء، تم التأكيد على مواصلة التنسيق بين الجانبين لوضع آليات تنفيذية مشتركة لتفعيل البورصة السلعية وتعزيز قدرة الدولة على تحقيق الاستقرار في سوق السلع الأساسية.
أسباب الإيقاف.. البورصة السلعية - مصر
عقدت البورصة السلعية - مصر، آخر جلساتها بشأن طرح وتداول أبرز 3 سلع استراتيجية هي القمح والذرة والسكر، في 14 ديسمبر 2023، بشأن طرح وتداول هذه السلع، التي شهدت عشوائية في التسعير.
وخلال تصريحات للوزير علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، في هذا الشأن، أرجع سبب التوقق إلى "أعمال المضاربات والأسعار المغالى فيها بالنسبة للسلع وقتها.
ولفت مصدر وثيق الصلة بالبورصة المصرية، إلى أن بعض التجار يريدون تحويل البورصة السلعية إلى منصة للمزايدة بأسعار السلع الاستراتيجية، حتى أنهم أوصلوا سعر طن القمح إلى 22 ألف جنيه، مقابل الأسعار التي تبيع بها البورصة والتي لا تتجاوز 14 ألف جنيه للطن"، وقتها.
تدشين البورصة السلعية مصر
يذكر أن أعمال "البورصة السلعية-مصر" في نوفمبر 2022، وبلغ إجمالي ما تداولته من سلع منذ الجلسة الأولى وحتى تعطل التداول القائم نحو 1.5 مليون طن، طالت 9 سلع مختلفة، بإجمالي قيم تداولات بلغت نحو 19 مليار جنيه، حسب تصريحات رئيس مجلس إدارة البورصة السلعية إبراهيم عشماوي في يناير.