بوابة الوفد:
2025-01-04@04:30:21 GMT

يا أهلا بالمعارك

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

عز الدين نجيب الذى نودعه اليوم بعد حياة شديدة الثراء وسنوات من الكفاح والنضال _ هو أحد قادة الفكر الحقيقيين فى مصر والعالم العربى، له دور كبير جدا فى تأسيس أكثر من سبعة قصور ثقافة مثل قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية (١٩٦٣_١٩٦٤) وقصر ثقافة بورسعيد (١٩٦٤_١٩٦٦) وقصر ثقافة كفر الشيخ أسسه وصار مديرا له حتى عام ١٩٦٨.

ومن بين عشرات المراكز الثقافية والفنية والأدبية والفكرية التى أسسها مجمع الفنون بمدينة ١٥ مايو، عين مديرا له كما أدار مراكز الحرف التقليدية التشكيلية، وله فضل كبير فى تطوير مراسم الأقصر كما انتدب أستاذا غير متفرغ لتاريخ الفن والتذوق بكليات الفنون الجميلة والتربيه الفنية بالقاهرة حتى أحيل إلى المعاش فى عام ٢٠٠٠.

عز الدين نجيب من الصعب تلخيصه فى مقال ومن الصعب حصر ما قدمه خلال عمره المديد ٨٣ عاما (١٩٤٠_٢٠٢٣) ولكنى أركز فقط على جوانب تخفى عن البعض منها الجانب الأدبى وقد أصدر عز مجموعة مهمة من الروايات والمجموعات القصصية أولها مجموعة قصصية بعنوان المثلث الفيروزى عام١٩٦٨ ثم توالت أعماله، أغنية الدمية، وتم طبعها فى دمشق ١٩٧٥ ثم فى القاهرة ١٩٨٧. ثم مشهد من وراء السور ونقطة صغيرة قرب السماء، ومن أهم رواياته نداء الوجه والمسافر خانة ودبيب العقرب، إلى جانب اثنى وعشرين كتابا عن أزمات الثقافة المصرية.

عز الدين نجيب له ثلاثون معرضًا تشكيليا خاصًا تتميز ببعد عربى قومى، وكثير من لوحاته شارك بها فى معارض عالمية فى لندن وباريس وروما.

عز كان صديقا للمبدعين وودودا يسأل عنا دائما ويطمئن على إنتاجنا الأدبى والفنى وكان شديد التواضع، أذكر أننى كتبت عنه مقالا فى مجلة الإذاعة والتليفزيون بعنوان خليفة ثروت عكاشة، وفوجئت به يعاتبنى بهدوء ويقول: هذه مبالغات وأقوال أكبر من حجمى بكثير.

وفى إحدى ندوات أتيليه القاهرة عن ديوانى ( هذه الروح لى ) قال عنى كلاما استفدت منه كثيرا ولكنه نبهنى ألا أقلد أحد الشعراء الكبار مثل محمد عفيفى مطر. والحقيقة أننى اعتبرت هذا الكلام درسا بليغا لا يمكن أن أنساه أو أهمله. كانت توجيهاته لنا جميعا تصب فى خانة الضمير الحى الذى من شأنه أن يرشدنا بوعى وثقة نحو الأفضل.

عز الدين نجيب قاوم خلال مشوار حياته عشرات العراقيل ولم يستسلم أبدا لواحدة منها بل كان يقول دائما يا أهلا بالمعارك. ولكن كل معركة كان يخوضها وينتصر فيها كانت خريطة لنا نحن تلاميذه المخلصين الأوفياء لكلامه بل وتراثه الذى أتمنى من الدكتورة نيفين الكيلانى أن تنشئ للراحل الكريم عزالدين نجيب متحفًا خاصًا به يمتلئ بلوحاته وكتبه ويشتعل بندوات أدبية وفنيه ليعرف الجيل الجديد من هو عزالدين نجيب.  

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما مصر قصور ثقافة عز الدین نجیب

إقرأ أيضاً:

الأسد المرقسى

يعتبر إنجيل لوقا الإصحاح العاشر تحديداً هو الإنجيل الوحيد الذى ذكر صراحة مهمة السبعين تلميذاً كما تطلق عليهم المسيحية الغربية أو السبعين رسولاً كما تطلق عليهم المسيحية الشرقية، نعم لقد اصطفى السيد المسيح الأتقياء الأنقياء فهم متواضعون للغاية يأكلون الطعام الذى يأكل منه الفقراء روحه حلت فيهم لذا لديهم قوة روحية عظيمة فهم يشفون المرضى باذن الله تخشاهم المردة وتفر منهم أينما ذهبوا يحل السلام والبركة ينشرون الكلمة بأن ملكوت الله قريب لذا أسماؤهم مكتوبة فى السماء، يقال إن أصل كلمة «مار» سريانية بمعنى قديس لقد ولد مار مرقس فى القيروان إحدى المدن الخمسة الغربية الواقعة فى ليبيا، فى بلدة تدعى ابرياتولس، فى أحد الأيام هجمت عليهم إحدى القبائل البربرية، فذهبوا إلى موطنهم الأصلى فى فلسطين. كانت أمه مريم من النسوة اللواتى خدمن السيد وتلاميذه وفتحت له بيتها حيث كان يجتمع فيه مع تلاميذه واكل فيه الفصح وقدم سر الافخاريستا لم يكن مار مرقس من التلاميذ الإثنى عشر لكنه كان من السبعين تلميذا وكان يمت بصلة قرابة بكلا من القديس بطرس والقديس برنابا وذهب معهما فى رحلته التبشيرية الأولى وكرز معهما فى أنطاكية وقبرص حتى آسيا الصغرى. لكنه مرض ولم يكمل معهما الرحلة وعاد إلى أورشليم بعد ذلك دخل مار مرقس الإسكندرية 60 م وقد بلغ منه الجهد والتعب مبلغه فقد تهرأ حذاؤه من كثرة السير، فقابل الإسكافى أنيانوس ليصلحه له فدخل المخراز فى يده فصرخ يا الله الواحد فشفاه مار مرقس وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته ثم انتشر الإيمان سريعًا بين المصريين واستفزّ ذلك الوثنيون الذين كانوا يحتفلون بعيد الإله سيرابيس الذى تصادف مع عيد الفصح وبينما كان مار مرقس يرفع القرابين المقدسة هجم عليه الوثنيون وألقوا القبض علىه وبدأوا بسحله فى طرقات المدينة حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه وإمعانًا فى التنكيل أضرموا فيه نارًا عظيمة، لكن هطلت أمطارًا غزيرة فأطفأت النار، ثم أخذه المؤمنون وكفَّنوه ودفنوه فى كنيسة بوكاليا التى كانت تسمى دار البقر وفى سنة 827 سرق بعض التجار الإيطاليين جسده وبنوا عليه كنيسة عظيمة فى مدينة البندقية وجعلوه رمزاً للمدينة لكن ببركة دعاء البابا كيرلس سنة 1968 عادت إلى القاهرة رفات القديس الشهيد مبدد الأوثان كاروز الديار المصرية صاحب المعجزات حيث كان يرمز له بالأسد فخلال سيره إلى الأردن مع والده الذى لم يكن مؤمناً بعد اعترض طريقهما أسدا ولبؤة من شدة الرعب طلب الأب الخائف على ابنه أن يهرب منهما فى الوقت الذى ينشغلوا فيه بافتراسه هو لكن الابن الصغير طمأن الأب وتضرع إلى الرب لينشق الأسد واللبؤة نصفين على الفور فأمن الأب وأصبح مسيحيًا.

أعتقد أن الايمان بالله الواحد قصة ممتدة متعددة الحلقات كما جاء فى محكم التنزيل «و مثلهم فى الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيماً» لقد ذكر القرآن الكريم قصص المومنين من أهل الكتاب بكل محبة فى سور المائدة والكهف والفتح والصف والبروج لكن الجهل والتعصب الاعمى وجهان لعملة واحدة تصرف فى أسواق الكراهيه والتناحر فعقيدة كل انسان حق مقدس وحرية شخصية اقرها العليم الحكيم تحت مبدأ لكم دينكم ولى دين، وأيضاً حسمها حين قال: لو شاء الله لهداكم اجمعين، لذلك تعالوا إلى كلمة سواء فجوهر المسيحية هى المحبة وشعار الإسلام وتحيته هى السلام من السلام للأسف حال المسيحيين فى الشرق الاوسط لا يسر عدوًا ولا حبيبًا والسبب هو زرع بذور الفتنة من الخارج وغباء المتطرفين فى الداخل، لذا اصبح لزاما على مصر أن تقدم نموذجا يحتذى به فى التعايش والتسامح فهذا هو قدرها نحن نحب الأقباط تقرباً لله ورسوله فقد انزل الله فى كتابه العزيز « لتجدن اشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون» وكذلك أوصانا من أرسله الله رحمةً للعالمين فقد روى كعب بن مالك عنه أنه قال: إذا فُتِحَت مصرُ فاستَوْصوا بالقبطِ خيرًا فإنَّ لهم دمًا ورَحِمًا وفى روايةٍ إنَّ لهم ذمَّةً يعَنى أنَّ أمَّ إسماعيلَ كانَت منهم. كل عيد ميلاد مجيد وآهلنا وأحبتنا بخير ومصر آمنة مطمئنة.

 

مقالات مشابهة

  • الأسد المرقسى
  • أولى صفقات الشتاء.. الاتحاد السكندري يتعاقد مع شكري نجيب
  • عاجل.. الاتحاد السكندري يضم شكري نجيب ويطالب بنقاط مباراة مودرن سبورت
  • الاتحاد السكندري يعلن تعاقده مع شكري نجيب
  • الاتحاد السكندري يعلن التعاقد مع شكري نجيب
  • حوارات مع أديب نوبل في ندوة بمتحف نجيب محفوظ
  • "نجيب محفوظ بين النص الروائي والعرض البصري" في مجلة مصر المحروسة
  • جولة لمتابعة أسواق اليوم الواحد ومعارض أهلاً رمضان بالمنيا
  • «أهلا بيكي يا أندريا».. كارمن بصيبص تستقبل طفلتها الأولى
  • "أكشن ايد": الأشهر الـ3 الماضية كانت الأقسى على سكان قطاع غزة