بوابة الوفد:
2024-07-03@23:44:25 GMT

يا أهلا بالمعارك

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

عز الدين نجيب الذى نودعه اليوم بعد حياة شديدة الثراء وسنوات من الكفاح والنضال _ هو أحد قادة الفكر الحقيقيين فى مصر والعالم العربى، له دور كبير جدا فى تأسيس أكثر من سبعة قصور ثقافة مثل قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية (١٩٦٣_١٩٦٤) وقصر ثقافة بورسعيد (١٩٦٤_١٩٦٦) وقصر ثقافة كفر الشيخ أسسه وصار مديرا له حتى عام ١٩٦٨.

ومن بين عشرات المراكز الثقافية والفنية والأدبية والفكرية التى أسسها مجمع الفنون بمدينة ١٥ مايو، عين مديرا له كما أدار مراكز الحرف التقليدية التشكيلية، وله فضل كبير فى تطوير مراسم الأقصر كما انتدب أستاذا غير متفرغ لتاريخ الفن والتذوق بكليات الفنون الجميلة والتربيه الفنية بالقاهرة حتى أحيل إلى المعاش فى عام ٢٠٠٠.

عز الدين نجيب من الصعب تلخيصه فى مقال ومن الصعب حصر ما قدمه خلال عمره المديد ٨٣ عاما (١٩٤٠_٢٠٢٣) ولكنى أركز فقط على جوانب تخفى عن البعض منها الجانب الأدبى وقد أصدر عز مجموعة مهمة من الروايات والمجموعات القصصية أولها مجموعة قصصية بعنوان المثلث الفيروزى عام١٩٦٨ ثم توالت أعماله، أغنية الدمية، وتم طبعها فى دمشق ١٩٧٥ ثم فى القاهرة ١٩٨٧. ثم مشهد من وراء السور ونقطة صغيرة قرب السماء، ومن أهم رواياته نداء الوجه والمسافر خانة ودبيب العقرب، إلى جانب اثنى وعشرين كتابا عن أزمات الثقافة المصرية.

عز الدين نجيب له ثلاثون معرضًا تشكيليا خاصًا تتميز ببعد عربى قومى، وكثير من لوحاته شارك بها فى معارض عالمية فى لندن وباريس وروما.

عز كان صديقا للمبدعين وودودا يسأل عنا دائما ويطمئن على إنتاجنا الأدبى والفنى وكان شديد التواضع، أذكر أننى كتبت عنه مقالا فى مجلة الإذاعة والتليفزيون بعنوان خليفة ثروت عكاشة، وفوجئت به يعاتبنى بهدوء ويقول: هذه مبالغات وأقوال أكبر من حجمى بكثير.

وفى إحدى ندوات أتيليه القاهرة عن ديوانى ( هذه الروح لى ) قال عنى كلاما استفدت منه كثيرا ولكنه نبهنى ألا أقلد أحد الشعراء الكبار مثل محمد عفيفى مطر. والحقيقة أننى اعتبرت هذا الكلام درسا بليغا لا يمكن أن أنساه أو أهمله. كانت توجيهاته لنا جميعا تصب فى خانة الضمير الحى الذى من شأنه أن يرشدنا بوعى وثقة نحو الأفضل.

عز الدين نجيب قاوم خلال مشوار حياته عشرات العراقيل ولم يستسلم أبدا لواحدة منها بل كان يقول دائما يا أهلا بالمعارك. ولكن كل معركة كان يخوضها وينتصر فيها كانت خريطة لنا نحن تلاميذه المخلصين الأوفياء لكلامه بل وتراثه الذى أتمنى من الدكتورة نيفين الكيلانى أن تنشئ للراحل الكريم عزالدين نجيب متحفًا خاصًا به يمتلئ بلوحاته وكتبه ويشتعل بندوات أدبية وفنيه ليعرف الجيل الجديد من هو عزالدين نجيب.  

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما مصر قصور ثقافة عز الدین نجیب

إقرأ أيضاً:

المسئولية.. والواجب الوطنى

قضيت عاما كاملا جديدا فى رئاسة تحرير الوفد يضاف إلى سجل تحملى المسئولية الكبيرة فى هذه المؤسسة العريقة التى كنت أحد تلاميذها منذ تأسيسها على يد المؤسس الأول المرحوم الكاتب الصحفى الكبير مصطفى شردى الذى أنشأ صحافة جديدة فى المنطقة العربية ،ومازلت تؤدى دورها الوطنى الليبرالى.
صحيح أن المناخ الذى صدرت فيه الوفد يختلف تماما عن المناخ الحالى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا ،ٱلا أننى وزملائى كنا نسعى جاهدين قدر الاستطاعة إلى أداء الواجب الوطنى بكل ما أتيح لنا من إمكانيات تعبيرا عن سياسة الحفاظ على الأمن القومى المصرى والحفاظ على ثوابت ومؤسسات الدولة الوطنية المصرية ،وكذلك التعبير عن سياسة حزب الوفد العريق الذى يسعى إلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكل ما يحقق الحياة الكريمة للمواطن المصري العظيم الذى يستحق الإشادة والتقدير.

لا أخفى أننى منذ توليت مسئولية تولى رئاسة تحرير الوفد فى المرة الثانية أول يوليو 2023 كنت متوجسا جدا ،لأن البلاد كانت مقبلة على انتخابات رئاسية ،واستعنت بالله على هذه الأمانة وأديت الدور كما ينبغى بحس وطنى فى ظل 4مرشحين ،وفى سابقة لم تشهدها مصر من ذى قبل.ثم جاءت الحرب الاسرائيلية البشعة التي تدور رحاها حاليا ،فى ظل وجود مجتمع دولى. متخاذل يرى جرائم الصهيونية الأمريكية ويقف متفرجا حتى هذه اللحظة.
وكان على مصر دور كبير فى التصدى لهذه الكارثة الاسرائيلية التى تريد تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للفلسطينيين ،ومازالت مصر حتى كتابة هذه السطور تتصدى بكل قوة لهذا المخطط الإجرامى الذى يسعى إلى تهجير أهالى غزة إلى سيناء وأهالى الضفة إلى الأردن ،إضافة الى كل الجهود الشاقة والمضنية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة..وكان ومازال هناك تحدى كبير للحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى ،لأن مخطط الصهيونية الأمريكية هو سقوط مصر كما سقطت دول عربية مجاورة مثل العراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان،وبمعنى أدق وأوضح أن مصر يحيط بها الخطر من كل جانب لأنها باتت وسط كتلة ملتهبة ولا يخفى هذا على أحد 
ولذلك شهد هذا العام أحداثا جساما ومهمة ،وكان هذا قدرى أن أتولى المسئولية فى الوفد وبصحبة زملائى الأعزاء أدينا الدور الوطنى المطلوب ،ويبدو أن هذا قدرى فمن قبل كنت مسئولا خلال أحداث 25يناير وبعدها ثورة 30يونيو .وأعتقد أن التوفيق دائما من الله العلى القدير .

وأتمنى أن أكون فى العام الذى قضيته مسئولا فى الوفد أكون قد أديت الدور الوطنى المطلوب منى ،وأسأل الله التوفيق لكل الزملاء الذين يخلفوننى فى الوفد فى أداء دورهم الوطنى من أجل رفعة مصر وأمنها القومى ،ومن أجل خدمة حزب الوفد العريق.

مقالات مشابهة

  • قطع المياه عن 11 قرية بالمنوفية غدا..لهذا السبب
  • والدة شاب تعدى عليه بلطجي بالمرج تكشف تفاصيل الحادث
  • محسن محيي الدين: عقدة النجومية لم تصب داليدا.. وكانت تعشق هذه الأكلات
  • دعم سعودي مستمر لإغاثة لبنان والحفاظ على استقراره
  • إكرام بدر الدين يكتب: ثورة الضرورة
  • سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد والضياع بسبب الحرب
  • هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة
  • المسئولية.. والواجب الوطنى
  • الفساد للرُكب
  • سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد بعيدًا عن عائلتي