بوابة الوفد:
2025-05-01@23:24:44 GMT

الهروب من الزلزال للسينما!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

عشت سنوات طويلة فى القاهرة، أنا الصعلوك الصغير القادم من أقاصى الصعيد، والذى لم تبهره المدينة بأضوائها ولكن بهرته السينما بنجومها.. ورغم عشقى للشعر وقتها، إلا أن الشعر كان بالنسبة لى منظورًا أرى من خلاله كل الفنون.. مثل رؤية الفلسفة لكل العلوم!

وكانت نوادى السينما هى ملاذى الوحيد، أنا الفقير إلى الله، للاستمتاع بالفرجة على ألوان وأنواع متعددة من سينما مختلفة من دول العالم، وأجزم بأن هذه النوادى أنقذتنى من الوقوع فى فخاخ السينما الأمريكية وكشفتها لى، وعرفت كم هى مزعجة وزائفة وتجارية بحتة حتى فى أفضل أفلامها.

. السينما الأمريكية هى وجه العملة الآخر المتجمّل عن وجهها القبيح فى السياسة بالنظام الأمريكى.. هى سينما تسعى أولًا للسيطرة على عقول المتفرجين فى كل أنحاء العالم قبل أن تحصل على ما تبقى فى جيوبهم!

والحمد لله لم يكن فى جيبى فى ذلك الوقت ثمن تذكرة سينما مترو لمشاهدة فيلم أمريكى. وأتذكر أول فيلم أمريكى شاهدته فى مترو كان فيلم «الزلزال» عام 1979، وذلك بعد إعادة عرضه، فهو من إنتاج عام 1974 بطولة شارلتون هيستون وآفا غاردنر، وإخراج مارك روبنسون، وهو أحد أفلام الحركة الشهيرة فى فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، ويروى قصة زلزال هائل فى لوس أنجلوس الأمريكية، ورغم كارثة الزلزال المدمر إلا أن قصة عاطفية كبيرة تطغى على الأحداث، إذ يحتار بطل العمل بين إنقاذ زوجته أو حبيبته وطفلها، وكلاهما عالق تحت الأنقاض، وأعتقد أن إعادة عرضه كان بسبب تطوّر تقنية الصوت من شركة دولبى لتقنية Dolby، وهو نظام صوتى يعمل على نقل إشارات الصوت المحيطى المجسم إلى نظام صوت ستيريو، حيث تم وضع سماعات ضخمة على جانبى الشاشة، فكان عندما يقع الزلزال ضمن أحداث الفيلم تشعر باهتزاز السينما، وكانت مشاهد وقوع الزلزال مع الصوت تثير الرعب فى نفوس المشاهدين وكأنهم وسط أحداث الفيلم وفى قلب الزلزال فعلًا!

وكانت تجربة مزعجة، وتساءلت: ما الهدف من رعب المتفرجين؟ وهل هو جزء من فرض الرهبة الأمريكية فى قلوب الناس بالعالم بقدرات السينما الأمريكية.. أقصد السياسة الأمريكية؟

ومن يومها كانت نوادى السينما فى القاهرة هى الملاذ لرؤية سينما أخرى أكثر جمالًا وإبداعًا من أوروبا وروسيا واليابان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.. وكان نادى سينما لجمعية الفيلم الذى تأسس عام 1968 بالقاهرة وكذلك المركز القومى للأفلام التسجيلية قد تأسّس فى العام السابق (1967) ثم جماعة السينما الجديدة (1968)، ثم مركز الفيلم التجريبى (1969)، وفيما بعد تأسّست جمعية نقاد السينما المصريين (1972) وجماعة السينمائيين التسجيليين (1972). وكلها كانت منافذ لرؤية سينما أخرى بديلة.. وكان كذلك نادى سينما قصر ثقافة قصر النيل، بالإضافة إلى نوادى المراكز الثقافية الأجنبية مثل جوته الألمانى والفرنسى والإيطالى، وهذا الأخير كان يشرف عليه لسنوات واحد من أكبر نقاد السينما المصرية وعشاقها الأستاذ مصطفى درويش.. ولهذا الرمز المصرى حكاية أخرى فقد عرفته عن قرب رغم أن بينى وبينه أكثر من جيل ولكن الرجل وهو القاضى كان أبسط وأصدق وأعمق مما تتصوره فى علاقته مع السينما وعشاق السينما!

والحقيقة أن المحافظات لم تكن محرومة كثيرًا من دور العرض الشبيهة من هذه النوادى والمراكز.. فقد كانت بعض المصانع الكبرى لديها مجمعات سكنية هى أشبه بالكمباوند الآن مغلقة على موظفى المصنع أو الشركة، وكان بداخلها نوادٍ اجتماعية ودور عرض سينمائية، ولأن الكثير من سكان هذه المجمعات كانوا أجانب وخصوصا الإنجليز قبل ثورة 23 يوليو، فكانت تسمى مستعمرات.. ومنها مستعمرة مصنع شركة السكر بنجع حمادى الذى حافظ على اقتصار السكن فيها ودخولها على صفوة كبار الموظفين المصريين بعد رحيل الأجانب وكانت عروضه السينمائية متميزة. وأتذكر فى المرات القليلة التى نجحت فى دخولها بطلوع الروح شاهدت فيلم العسكرى الأزرق الأمريكى إنتاج عام 1970، وكان ممنوعًا للعرض لمشاهده العنيفة.. فأين ذهبت هذه النوادى الآن؟

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القاهرة السينما

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: حاملتا الطائرات [ترومان] و[فينسون] تحاولان اعتماد تكتيك الهروب لتفادي عملياتنا

يمانيون../
أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن هناك عمليات اعتراض كثيرة تتم ضد الطائرات الأمريكية أثناء عدوانها على بلدنا، ويتم إفشال عدد كبير من عملياتهم.

وقال السيد في خطاب له اليوم الخميس بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة إن “الأمريكي يلجأ أحياناً إلى تنفيذ عملياته العدوانية من مسافات بعيدة، قبل أن يتوغل في الأجواء اليمنية”، مؤكداً أن ” الأمريكي يفشل في تحقيق أهدافه، ولم يستطع أن يضعف القدرات ولا أن ينهيها، ولم يتمكن من إيقاف عملياتنا”.

وأشار إلى أن العمليات اليمنية مستمرة إلى عمق فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي، والعدو الأمريكي لم يتمكن من إيقافها، موضحاً أن العمليات البحرية مستمرة، وهناك إغلاق تام أمام الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب، وأن العدو الإسرائيلي في حالة يأس من إمكانية عودته للاستفادة من الملاحة في البحر الأحمر.

وتطرق السيد القائد إلى اشتباك قواتنا المسلحة مع حاملات الطائرات الأمريكية والقطع البحرية التابعة لها في البحرين الأحمر والعربي، مؤكداً أن حاملات الطائرات تعتمد تكتيك الهروب والمناورة.

وفيما يتعلق بإسقاط الطائرة “إف18″، أكد السيد القائد أن ذلك “لا يقتصر على قيمتها المادية، بل في القيمة المعنوية من خلال الإرباك الأمريكي الواضح، حيث بات جليًا أن حاملة الطائرات ترومان ستغادر وهي تحمل عنوان الفشل في أداء مهامها”.

كما أكد السيد القائد أن “الأمريكي لم يتمكن من كسر الإرادة والروح المعنوية لشعبنا العزيز وهذا أهم جانب على الإطلاق، وأن البريطاني تابع ذليل لأمريكا والذراع الضعيف القديم من أذرع الشر الصهيوني، وأنه يورط نفسه ولينتظر العواقب على المشاركة في العدوان على بلدنا”.

وبخصوص الجرائم التي يرتكبها العدو الأمريكي ضد المدنيين في اليمن، أوضح السيد القائد أنها “ليست إنجازاً عسكرياً، وإنما تعبر عن حقد وفشل”، موضحاً أن الدماء التي يسفكها الأمريكي لن تضيع هدراً، وسيذوق بإذن الله العواقب السيئة على جرائمه.

وأشار إلى أن الجرائم الأمريكية لا تضعف القدرات ولا تستهدف القيادات ولا تأثير لها على موقفنا ولا على الإرادة الصلبة لشعبنا العزيز، منوهاً إلى أن الجريمة الأمريكية بحق المهاجرين الأفارقة ينبغي أن تدان من كل العالم، لافتاً إلى أن “الجرائم تؤكد بأن الأمريكي عدو للشعب اليمني بكله، وليس لفئة فقط من أبناء شعبنا”.

وأضاف: “مهما كانت الجرائم، فشعبنا مستمر في أنشطته وثابت على موقفه وهذا شيء واضح بحمد الله”.

وبين أن العدوان الأمريكي لم يوثر على مستوى قوة وضعنا، وقوة الموقف وقوة الإرادة، وقوة الثبات، وعلى مستوى الإمكانات والقدرات والقناعة بالموقف، مؤكداً بقوله:”نحن نلمس رعاية الله سبحانه ومعونته ونصره، والمسؤولية هي بالثبات والاستمرار والعمل على مراكمة الإنجازات المهمة”.

مقالات مشابهة

  • الفتح يعبر عقبة الشباب.. ويواصل الهروب من الهبوط
  • السيد القائد: حاملتا الطائرات [ترومان] و[فينسون] تحاولان اعتماد تكتيك الهروب لتفادي عملياتنا
  • سلوى محمد علي: سعيدة بالجيل الجديد لأنهم محبون للسينما l خاص
  • هكذا اشتبكت شاشات سينما بوليوود مع نظيرتها الباكستانية فنيا
  • عاجل- مشاهد من الجحيم.. حرائق واسعة تجتاح وسط إسرائيل وتجبر السكان على الهروب
  • تكريم روجينا من نادي سينما الشروق لاهتمامها بقضايا المرأة
  • نادي سينما الشروق يكرم روجينا لاهتمامها بقضايا المرأة
  • نادي سينما أوبرا الإسكندرية يعرض ٤ أفلام قصيرة بمسرح سيد درويش
  • اليوم.. تكريم أحمد حلمي في افتتاح مهرجان مالمو للسينما العربية
  • إنبي يصطدم بغزل المحلة في صراع الهروب من الهبوط بالدوري الممتاز