الرسول الكريم في عيون زوجاته.. يسكن القلوب ويطيب الخواطر
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
فاق النبيين فى خَلقٍ وفى خُلُقٍ.. ولم يدانوه فى علمٍ ولا كرم»، هكذا مدح الإمام البوصيرى سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد، ليُدلل على تمتّعه بأخلاق رفيعة فاقت أخلاق النبيين أنفسهم، قسم أساسى من هذه الأخلاق انصرف إلى تعامله الراقى مع زوجاته بما يفوق الوصف.. وصفته السيدة عائشة بقولها «كان خُلقه القرآن». وعُرف عن «المصطفى» أنه كان مشاركاً لأهله فى كل صغيرة وكبيرة، وسُئلت السيدة عائشة، ما كان النبى يصنع فى أهله؟ فقالت: «كان فى مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة»، وكان من تواضع النبى أنه كان يساعد أهله فى أمور البيت، فكان يشغله ما يشغل غيره من مهنة البيت، وكان يعين زوجته فى أعمال البيت، وكان يصلح نعله بيده الكريمة.
وكعادة بيوت البشر، تعرّض بيت النبوة للخلافات والمناوشات بين الحين والحين، تعامل معها رسول الله بالحكمة، فكان الأسوة الحسنة، فما ضرب بيده امرأة ولا خادماً أبداً، وكان يختار أيسر الأمرين، وكان يحل الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب، فذات مرة دخل الرسول على زوجته السيدة صفية بنت حُيى، فوجدها تبكى، فقال لها ما يبكيك؟ قالت: حفصة تقول: إنى ابنة يهودى؛ فقال: قولى لها زوجى محمد وأبى هارون وعمى موسى.
كان رسول الله لا يبخل أن يبلغ حبه لزوجاته ويطيب خاطرهن، فقال فى حب خديجة «إنى قد رزقت حبها»، كما أنه أحب عائشة حباً شديداً، فكان يقول لها: «حبك يا عائشة فى قلبى كالعروة الوثقى»، أى: ﻛﻌﻘﺪة اﻟﺤﺒﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮك اﻟﻨبى ﺣﻴﻨﺎً وﺗﺴﺄﻟﻪ: ﻛﻴﻒ حال العقدة؟، فريد ﻋﻠﻴﻬﺎ: «هى ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ». ويروى كثير من أهل السير مظاهر حب رسول الله لزوجته مارية أم المؤمنين، لدرجة أنه كان يحرص على رضاها وإكرامها وحُسن عشرتها، وأنزل الله صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية كما ذهب لذلك بعض أهل العلم.
وعندما يشتد الغضب يكون الهجر فى أدب النبوة أسلوباً للعلاج، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه فى طلب النفقة، حتى عندما أراد أن يطلق إحدى زوجاته نجده ودوداً رحيماً، فتحكى «بنت الشاطئ» فى كتابها «نساء النبى»، أن النبى أراد تطليق أم المؤمنين سودة بنت زمعة، فبعث إليها فأذهلها النبأ ومدّت يدها مستنجدة فأمسكها رسول الله، وقالت: والله ما بى على الأزواج من حرص، ولكنى أحب أن يبعثنى يوم القيامة زوجة لك، وقالت له: أبقنى يا رسول الله؛ فيتأثر المصطفى لموقف سودة العظيم؛ فيرق لها ويمسكها ويبقيها.
وحسب د. آمنة نصير، أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر، لـ«الوطن»، فقد حدث خلاف بين النبى وعائشة، فقال لها من ترضين بينى وبينك، أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضى عمر قط. قال أترضين بأبيك بينى وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبى بكر، فلما جاء قال الرسول: تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبوبكر يده فلطم أنفها، فولّت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبى، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا. فلما خرج قامت عائشة، فقال لها الرسول: ادنى منى؛ فأبت؛ فتبسم، وقال: لقد كنتِ من قبل شديدة اللزوق بظهرى، ولما عاد أبوبكر ووجدهما يضحكان قال: أشركانى فى سلامكما، كما أشركتمانى فى دربكما».
وفى حديث الإفك، الذى هز بيت النبوة والمجتمع المسلم بكامله، كان موقف النبى نبراساً لكل مسلم، ودرساً للتعامل مع اتهام الأزواج لزوجاتهم، بسبب ومن غير سبب، فتروى السيدة عائشة فى الصحيحين قائلة: فاشتكيت حين قدمناها شهراً، والناس يفيضون فى قول أهل الإفك. وحين يتحدث إليها النبى يقول لها برقته المعهودة: أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغنى عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيُبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفرى الله وتوبى إليه»، حتى أنزل الله من فوق سبع سماوات براءة فرح بها قلب النبى وعائشة والمسلمون جميعاً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية رسول الله
إقرأ أيضاً:
سوريا.. «الشرع» يتحدّث عن «عدد زوجاته» أمام وفد نسائي من أمريكا!
التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، مع وفد نسائي من الجالية السورية المقيمة في الولايات المتحدة، حيث فاجأ الجميع بالحديث عن زوجته والترحيب بها.
وحول اللقاء كتب عضو التحالف السوري الأمريكي من أجل السلام والازدهار عبد الحفيظ شرف، على “فيسبوك”: “اجتمع الوفد “بالشرع” لأكثر من ساعة ونصف الساعة، تحدث فيها “الشرع” للوفد خلال اللقاء أن نساء سوريا كن ومازالن وسيبقين فاعلات وقادرات وصاحبات كفاءة عالية وأن هذا شكل ودور المرأة السورية في مجتمعها ولن يستطيع أحد أن يسحب منها هذا الدور الفعال وتحدث عن رؤيته للمرأة ودورها المهم في الدولة والمجتمع”.
وأضاف: “فاجأ “الشرع” الوفد النسائي بالترحيب بزوجته السيدة “لطيفة الشرع”، وقام الحضور من الوفد النسائي وسلموا عليها وتحدثن معها وهي سيدة محترمة شابة محجبة وترتدي اللباس السوري الطبيعي للسيدات المحجبات في سوريا”.
وتابع: “قال “الشرع” ممازحا الحضور ومرحبا بزوجته وقال إنه يحبها كثيرا وقال ممازحا بخصوص عدد زوجاته “والله هي وحدة ما في غيرها وما تسمعوه في السوشيال ميديا هو مجرد إشاعات”.
القيادة العامة السورية تصدر بيانا عن لقاء “الشرع وبوغدانوف” في دمشق
أعلنت القيادة العامة السورية، “أن وفدا روسيا برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط زار دمشق، وأكد دعم موسكو للتغييرات الإيجابية الجارية حاليا في سوريا”.
وقالت القيادة في بيان: “تركزت المناقشات خلال الاجتماع على قضايا رئيسية، بما في ذلك احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها”.
وأضافت: “أكد الجانب الروسي دعمه للتغييرات الإيجابية الجارية حاليا في سوريا. وسلط الحوار الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي”.
وتابعت: “شارك الجانبان في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد”.
وأكدت الإدارة السورية الجديدة “التزامها بالتعامل مع جميع أصحاب المصلحة بطريقة مبدئية لبناء مستقبل لسوريا متجذر في العدالة والكرامة والسيادة”.
وشددت كذلك “على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه”.
الخارجية الروسية: نعتزم التعاون مع دمشق على أساس مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، عقب زيارة وفدها إلى دمشق، أن موسكو تعتزم بناء التعاون مع سوريا على مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل.
وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية، بخصوص هذا الشأن: “في 28 يناير، قام وفد روسي رسمي مشترك بين الوزارات برئاسة الممثل الخاص لرئيس روسيا إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بزيارة إلى دمشق للمرة الأولى بعد تغيير السلطة في الجمهورية العربية السورية”.
وأضاف البيان: “كان في استقبال الوفد الروسي رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، حيث أجرى معه حوارا مفصلا بحضور أعضاء الحكومة السورية المؤقتة- وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الصحة ماهر الشرع”.
وتابع البيان: “خلال حوار صريح ومناقشات لمجموعة كاملة من القضايا في العلاقات الروسية السورية في نقطة التحول الحالية، تم التأكيد على الرغبة في مواصلة بناء التعاون الثنائي متعدد الأوجه على مبادئ الصداقة التقليدية والاحترام المتبادل بين روسيا وسوريا. وفي الوقت نفسه، أكد الجانب الروسي دعمه الثابت لوحدة الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية وسيادتها، فضلا عن استعداده لمد يد العون للشعب السوري وتقديم المساعدة اللازمة في إعادة إعمار البلاد بعد الأزمة، كما جرى خلال تبادل الآراء حول الوضع الراهن في سوريا وعلى الساحة الإقليمية، التركيز على أهمية حل السوريين لمشكلاتهم الداخلية عبر إرساء عملية سياسية مستدامة في إطار حوار شامل يشارك فيه جميع الأطياف السياسية والمجموعات العرقية والدينية في البلاد”.
وبحسب الخارجية، “اتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات الثنائية لتحقيق تفاهمات تعزز العلاقات متعددة الأبعاد والتفاهم المتبادل بين موسكو ودمشق، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالسياسة الخارجية”.