أول فوج للعترة المحمدية قدم إلى مصر هو فوج السيدة زينب، وكان معها الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين، وفاطمة النبوية، والسيدة سكينة، وبعدها قدم الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الإمام الحسين، ومعه السيدة نفيسة، التى ظلت بمصر وماتت بها ودفنت فى قبرها الشريف، وفى الفوج الثالث السيدة عائشة بنت جعفر الصادق.

وبعدها توافد الأشراف لمصر من الحجاز والعراق والمغرب، ومنهم السيد البدوى، والأمير يوسف المغربى، وفوج سيدى عبدالرحيم القنائى.

وتشهد «القاهرة» مقامات الإمام الحسين والسيدة زينب، والإمام زين العابدين، والسيدة نفيسة، ورقية بنت على، والسيدة سكينة، والسيدة فاطمة النبوية، والقاسم بن جعفر الصادق والسيدة عائشة والسيدة رقية، والسيدة عاتكة، كذلك هناك مئات الصحابة والتابعين الذين تشهد محافظات مصر قبورهم، منها البقيع الثانى فى «البهنسا بالمنيا»، وبقيع المقطم، كذلك قبور الصالحين.

بدوره، قال الشيخ أحمد مكى، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين، لـ«الوطن»: «حب النبى وآل بيته الكرام للمصريين مشهور عبر التاريخ، والشعب الطيب لا يستغنى عن آل بيت النبوة، وأرض مصر هى الأرض المناسبة لانتشار وازدهار علوم الدين الإسلامى التى شملت كل جوانب الحياة والمجتمع كما جاء به وفصّله آل بيت رسول الله وتلقاه الناس عنهم وانعكس على حياتهم، ومحبة آل البيت النبوى ومودتهم من الإيمان، فجاء الشرع الحنيف بالأمر بحب آل بيت رسول الله؛ فقال تعالى «قُلْ لا أسألُكُم عَلَيه أجْراً إلا الموَدَّةَ فِى القُربَى»، وصح ّعن سعيد بن جبير أنه قال فى معنى هذه الآية «لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة؛ فقال: إلا أن تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة»، فهذا إيصاء بقرابته يأمره الله تعالى أن يبلغه إلى الناس، وأمرنا رسول الله بحب آل بيته والتمسك بهم، ووصانا بهم عليهم السلام فى كثير من أحاديثه الشريفة.

باركت أهلها بالدعاء: «نصرتمونا نصركم الله»

وقال د. أحمد البصيلى، الباحث فى شئون التصوف: «المدينة المنورة وإن كانت مثوى لجسد الحبيب المصطفى، فإن مصر قبلة لآل بيت الحبيب، فعزها من عزة آل البيت، وكفانا فخراً بوجود هذا الكم الكبير من عترة النبى الهادى، والمصريون يحبون العترة لأنهم وصيته، أحبوهم بقلوبهم وأرواحهم منذ قرون مضت، إذ يعود هذا الحب والود تجاههم إلى صدر الإسلام، وقالت السيدة زينب حينما قدمت لمصر ووجدت الاستقبال الحاشد لها «يا أهل مصر: نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً»، فالسيدة زينب لخصت كل شىء فى دعائها لمصر، ولذلك يقال مصر المحروسة، وهى محروسة بدعاء الأولياء بأهل البيت وبأبنائها وهذ الإخلاص والتعلق والحب لسيدنا محمد ولسائر الأنبياء وهذا الحب لله تعالى لعمارة الأرض لعبادة الله لتزكية النفس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية الإمام الحسین السیدة زینب آل بیت

إقرأ أيضاً:

الأشتر والمسؤولية الرياضية

 

مالك ابن الحارث الأشتر، الذي ارسله الإمام علي رضوان الله عليه، واليا على مصر وقد أوصاه بالكثير من الوصايا التي مصدرها كتاب الله وعهدها الإيمان المطلق برضا الله واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم، مما جاء في هذا العهد تحمل المسؤولية، والتي أوضحها الإمام علي سلام الله عليه في العهد الذي يعتبر وثيقة مهمة قدمت من خلاله المهام والمسؤوليات والضوابط والمعايير لإدارة شؤون الأمة في كل مواقع المسؤولية، وفي كل وظائف الدولة، وفي كل المواقع التي يكون الإنسان فيها مسؤولا عن أي مجال من المجالات واي مستوى من المستويات كمسؤول أو موظف في الدولة، لقد أشار العهد أو الوصية إلى منطلق أداء المسؤولية بأنها العبودية لله، وليس كما يظن البعض بأن المسؤولية تتضمن التضخيم والتمجيد وتعظيم منزلتهم، ولكنها كما وصف به الإمام علي رضوان الله نفسه بأنه عبد لله، وهذا درس كبير لكل مسؤول عن شؤون الشباب والرياضة على وجه الخصوص، لأن الانسان في أي موقع من مواقع المسؤولية يجب أن ينطلق من منطلق العبودية لله، لأن النظرة للمنصب والسلطة في وزارة الشباب والرياضة من قبل الكثير من أصحاب النفوذ والقرار «الا من رحم ربي»، بأنها موقع الامتيازات والصلاحيات ومكسب شخصي ومنبع للاستغلال والنفوذ ولنا شواهد كثيرة لمن مروا على مواقع المسؤولية وصناعة القرار وصنعوا لأنفسهم امتيازات وصلاحيات شخصية اكسبتهم ثروة من المال العام وحقوق باطلة، هؤلاء القادة والمسؤولون لأنهم من المؤكد قد حضروا البرنامج التدريبي ومحاضرات السيد القائد الخاصة بدروس عهد الإمام علي لمالك الأشتر، لكنهم يرفضون حقيقة النظرة إلى المنصب والمسؤولية العامة بأنها وظيفة عبودية فيها التزامات إيمانية كقُربة إلى الله، وفيها التزامات وضوابط، من المهم على المستوى النفسي والتربوي أن يرسخ الإنسان نفسه أنه عبد لله يخضع ويلتزم بأوامر الله سبحانه وتعالى.

لقد مر على وزارة الشباب والرياضة، العديد من القادة والمسؤولين، الذين تولوا مناصب قيادية وتحملوا مسؤوليات ومنحت لهم سلطات، لكنهم لم يفلحوا في تحقيق اهداف واستراتيجية وزارة الشباب والرياضة، ولم ينتصروا لحقوق هؤلاء الرعية لماذا؟، لان في الغالب اختيارهم لم يكن وفق نصوص عهد الامام علي لمالك الاشتر الذي جاء في نصه «إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً» وحدد شروط ومعايير اختيارهم السيد القائد في عدة معايير أولها معايير عملية وهي امتلاكه لحسن التدبير والاصابة في الرأي وحسن التصرف والقدرة على الإنجاز العملي، أي انجاز كل ما له علاقة بأنشطة وفعاليات وبرامج الشباب والرياضة، وقد غابت تلك المعايير عن اغلبهم، وثاني هذه المعايير واهمها المعايير الشخصية وهي النظافة والخلو من الفساد والسعي وراء تحقيق المصالح الذاتية ونهب المال العام، النصح لله في كل عمل يقوم به، الصدق والإخلاص والنزاهة، ومع الأسف اغلبهم ثقل على القيادة الدينية والسياسية، لم يكونوا عوناً لنصرة دين الله، ولم يحرصوا على نجاح الحركة الشبابية والرياضية، لن نفقد الامل بل ننظر الى الامام والقادم اجمل، ومع الثقة المطلقة في ان نصوص عهد الامام علي -رضوان الله- عليه لمالك الاشتر سوف تطبق في كافة مؤسسات الدولة.

مقالات مشابهة

  • سنن ليلة الجمعة الثابتة .. 8 أمور أوصى بها النبي
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله
  • في عيد العمال.. كيف حث سيدنا النبي على إعطاء حقوقهم؟
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • لماذا نذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء؟.. الإفتاء توضح
  • التحريات تكشف لغز سرقة مالك محل وتصويره بدون ملابس في السيدة زينب
  • الأشتر والمسؤولية الرياضية
  • غدا الأربعاء.. انعقاد مجلس قراءة صحيح البخاري من مسجد الحسين
  • انعقاد المجلس السابع والأربعين لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين غدا
  • معايير اختيار الصديق الصالح على الطريقة النبوية