الوطن:
2025-03-16@08:56:12 GMT

الشيخ خالد الجندي يكتب: التفاؤل في حياة المصطفى

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

الشيخ خالد الجندي يكتب: التفاؤل في حياة المصطفى

روى الإمام أحمد فى مسنده وغيره عن أبى هريرة قال «كان رسول الله يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة»، ما أحوجنا أحبتى القراء فى يومنا هذا من محبة الفأل الحسن، وكراهية التشاؤم. للأسف الشديد قد يصدر من أحدنا فى أوقات الغضب ما يكشف عن عدم الرضا بقضاء الله وقدره، فعندما يخرج أحدنا من بيته مثلاً، فيجد عطلاً فى سيارته، أو يذهب لقضاء حاجة، فيجد ما يعطله لحكمة يعلمها المولى سبحانه وتعالى، سرعان ما يتلفظ ويقول: «هو أنا اصطبحت بوش مين النهارده؟!»، وما دعاه ذلك إلا التشاؤم، وعدم التسليم بقضاء الله وقدره.

وفى الحديث المتفق عليه أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: «لا طيرة وخيرها الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»، وقوله: «لا طيرة» من باب الأسلوب الخبرى، الذى يجرى مجرى الإنشاء، أى: لا يكن منكم طيرة أى تشاؤم، وجاء اسمها «الطيرة» من الطير؛ لأن العرب قديماً فى الجاهلية كان عندهم «العيافة»، وهى التنبؤ بملاحظة حركة الطيور، فإذا طارت يميناً يتفاءلون، وإذا طارت يسرة يتشاءمون ولا يقدمون على الأمر، فسُمى التشاؤم بالطيرة تخصيصاً للفظ، ولما جاء الإسلام الحنيف أبطل هذه العادة، ودعا إلى عدم التطير. قال تعالى: «قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ».

وفى باب الطب من سنن أبى داود قال أحمد القرشى قال ذكرت الطيرة عند النبى فقال: «أحسنها الفأل ولا ترد مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتى بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك»، فما أحوجنا اليوم إلى هذا المنهج النبوى القويم فى حياتنا، وأن ندعو بهذا الدعاء إذا رأينا ما نكرهه. حتى إن سيدنا أبا هريرة سُئل: هل سمعت من رسول الله الطيرة فى ثلاث: فى المسكن والفرس والمرأة؟ قال: قلت: إذا أقول على رسول الله ما لم يقل، ولكنى سمعت رسول الله يقول: «أصدق الطيرة الفأل والعين حق». وأيضاً عن أبى هريرة قال: قال رسول الله: «لا عدوى ولا طيرة وأحب الفأل الصالح».

وحاشاه أن يقول شيئاً ولا يلتزمه فى حياته، بل كان أول من يطبّق ذلك، فعن أبى هريرة قال: «ما عاب رسول الله طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله وإن كرهه تركه». جاء فى شرح الإمام المناوى على الجامع الصغير للسيوطى فى قوله: «كان إذا أتاه الرجل وله الاسم لا يحبه حوله».

أوصانا حبيبنا -صلوات الله عليه- بحسن الظن بالله، فعن أبى هريرة قال: قال رسول الله «إن حسن الظــن بالله من حسن عبادة الله»، بل كان من آخر وصاياه قبل انتقاله الشريف بثلاثة أيام حسن الظن بالله، فقد يغيب عن أحدنا هذا الأمر وما أشده وما أقساه على النفس، ويهول له الشيطان أعماله وأن الله لن يغفر له، فلا يُحسن الظن بربه عز وجل. فقد روى البخارى عن جابر بن عبدالله الأنصارى قال: سمعت رسول الله قبل موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل».

فعليكم أحبتى الكرام بالتفاؤل، وإياكم وسوء الظن والتشاؤم، ولنتذكر جميعاً فى أى موقف سيئ يجرى بنا أن الله تعالى لطيف بعباده، ولا يأتى إلا بكل خير، قال رسول الله «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له». وهذه خير دعوة من رسولنا الكريم إلى التفاؤل والإقبال على الحياة بنفس آمنة مطمئنة. فهلا قبلنا دعوته صلى الله عليه وآله وسلم؟

* من علماء الأزهر الشريف وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية رسول الله حسن الظن

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد: الإمارات حريصة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع

ترأس سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس الإمارات للجينوم.
وتناول الاجتماع خطط المجلس لتعزيز أولوية مبادرات الطب الدقيق التي توظف البيانات الجينية بشكل فعال في الارتقاء بمخرجات الصحة العامة في دولة الإمارات، وتسهم في رفع كفاءة منظومة الرعاية الصحية، وتحفز النمو المعرفي والاقتصادي في هذا القطاع الحيوي، وترسخ مكانة الدولة كمركز عالمي متقدم في الطب الدقيق.
وأكد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان حرص القيادة الرشيدة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع، منوهاً سموّه بأهمية جهود البحوث والتطوير في مجالات الطب الدقيق، والرعاية الوقائية، وتحسين وتعزيز العمر الصحي، وإسهامات هذه الجهود النوعية في تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة في رفع مستوى الصحة العامة.
وأشاد سموّه بكافة الجهود التي تسهم في تعزيز مكانة الإمارات في صدارة الدول الرائدة في مجال بحوث الجينوم وتطبيقاتها العملية.
برامج جديدة للفحص الجيني
واعتمد سموّه، خلال الاجتماع، حزمة برامج جديدة للفحص الجيني، بهدف توسيع الاستفادة من البيانات الجينومية وتسريع تبنّي خدمات الرعاية الصحية الشخصية القائمة على الجينوم في دولة الإمارات.
وتتضمن هذه الحزمة برنامج الفحوص الجينية للأطفال حديثي الولادة، ويهدف إلى الكشف المبكر عن الاضطرابات الوراثية القابلة للعلاج لدى الرُضّع، من خلال تقييم 733 جيناً مرتبطاً بأكثر من 800 حالة وراثية.
وتشمل الحزمة برنامج الفحوص الجينية الإضافية للأشخاص البالغين المشاركين في برنامج الجينوم الإماراتي، بهدف تحديد الحالات الوراثية التي يمكن تشخيصها والتعامل معها مبكراً، من خلال تقييم 94 جيناً مرتبطاً بأكثر من 50 حالة وراثية.
كما تضم برامج مخصصة للخصوبة، تشمل تقييم 186 جيناً مرتبطاً بأكثر من 130 حالة وراثية، وتقديم حلول علاجية وتوصيات طبية شخصية للأزواج.
وتتضمن الحزمة كذلك برنامج فحوصات القلب والأوعية الدموية، الذي يوفر التشخيص الجيني الدقيق والعلاجات المخصصة له، ويدعم الوقاية والكشف المبكر، من خلال تقييم أكثر من 800 جين مرتبط بأكثر من 100 حالة وراثية.
دراسة الجينوم المرجعي الإماراتي «التيلومير إلى التيلومير» (T2T)
واطَّلع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، على مخرجات دراسة الجينوم الإماراتي المرجعي «التيلومير إلى التيلومير» (T2T)، التي نُفذت تحت إشراف دائرة الصحة – أبوظبي بالتعاون مع جامعة خليفة ومجموعة «M42»، بهدف سد فجوات مهمة في البيانات الجينومية، وتوفير مصدر مرجعي شامل يدعم أبحاث الطب الدقيق، وتعزيز إجراء مقارنات دقيقة مع المراجع الجينومية العالمية، بهدف تطوير الأبحاث المتخصصة في الأمراض، وعلم الجينوم الدوائي، إلى جانب تطوير حلول علاجية متخصصة تُلبي الاحتياجات الصحية الخاصة بالمجتمع الإماراتي.
مستجدات برنامج الاختبار الجيني الشامل للمقبلين على الزواج
كما اطَّلع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على مستجدات برنامج الاختبار الجيني للمقبلين على الزواج، الذي تم إطلاقه وتنفيذه على المستوى الوطني اعتباراً من الأول من يناير 2025، وذلك تحت إشراف وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين.
ومنذ إطلاقه، قدّم البرنامج الدعم لـ 2,428 من المقبلين على الزواج، إذ بلغت نسبة التوافق الجيني بينهم أكثر من 92%، وذلك من خلال إجراء فحوصات جينية دقيقة لـ 570 جيناً مرتبطاً بأكثر من 840 اضطراباً وراثياً.
كما وفر البرنامج جلسات استشارات جينية للأزواج الذين أظهرت نتائجهم حاجتهم لمزيد من الدعم، لتقييم عوامل الخطر الوراثية المحتملة، وتقديم حلول مدروسة تدعم عملية اتخاذ القرار بشأن التخطيط الأسري.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز الصحة العامة وجودة حياة أفراد المجتمع، وحماية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية.
التقدم المُحرز في برنامج الجينوم الإماراتي
واستعرض سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أحدث مستجدات برنامج الجينوم الإماراتي، الذي نجح في جمع أكثر من 700 ألف عينة جينية من مواطني الدولة، محققاً تقدماً ملحوظاً نحو هدفه الاستراتيجي بالوصول إلى مليون عينة.
كما تمكن البرنامج، في الآونة الأخيرة، من جمع 100 ألف عينة جينية إضافية من مشاركين من جنسيات متعددة، ضمن مبادرة نوعية جديدة تُنفذ بالتعاون مع مجموعة «M42» للاستفادة من القدرات المتقدمة لدولة الإمارات في مجال الجينوم. وتسهم هذه المبادرة الجديدة في سد فجوات مهمة في البيانات الجينية على المستوى العالمي، وتوفير رؤى علمية دقيقة حول الطفرات الوراثية التي تؤثر في أكثر من 2.5 مليار شخص من مختلف الأعراق، بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجالات بحوث الطب الدقيق وحلوله.
ويعتبر برنامج الجينوم الإماراتي أحد المشروعات الوطنية الرئيسية ضمن استراتيجية الجينوم الوطنية، حيث يسهم في إحداث نقلة نوعية في خدمات الرعاية الصحية بالدولة، عبر توفير بيانات جينية عالية الجودة، تساعد الباحثين والأطباء والعلماء على تحديد مسببات الأمراض الوراثية، وفهم طبيعة الطفرات الجينية، والتنبؤ بالاستعداد الوراثي لبعض الأمراض، وتطوير خطط رعاية صحية شخصية فعّالة للمجتمع الإماراتي.
وحضر الاجتماع كلٌّ من محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء؛ وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم؛ وعمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد؛ ومنصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي؛ وسيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي؛ والدكتور عامر أحمد الشريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية؛ والدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسَّسة الإمارات للخدمات الصحية.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الرزق مكفول لكل مخلوق وعلى الإنسان التوكل على الله.. فيديو
  • خالد الجندي يحذر من هذا الأمر خشية الفقر
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
  • كفاية تخويف.. خالد الجندي يكشف حقائق إيمانية غائبة عن سكرات الموت
  • خالد الجندي: الأنبياء دائمًا تحيط بهم الملائكة وتحمي ظهورهم
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس الأفكار
  • خالد بن محمد: الإمارات حريصة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • الشيخ خالد الجندي يكشف الفارق بين التحسس والتجسس
  • «عالم أزهري»: النبي كان يحب الفأل الحسن وينهى عن التشاؤم