العالم الاسلامي يحتفل بميلاد سيد البشرية .. واليمن يحتل الصدارة
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
احتفل العالم الإسلامي اليوم الأربعاء، والذي يصادف الـ12 من ربيع الأول 1445هـ بميلاد سيد البشرية أجمعين، في مناسبة دينية لها طابعُ خاص وأهمية كبرى.
وكعادته تصدر الشعب اليمني سائر شعوب العالم الإسلامي بمسيرات كبرى مليونية في عشرات الساحات بالعاصمة صنعاء ومختلف المحافظات الحُرة، لا مثيل لها في التاريخ، في احتفالاتٍ غير مسبوقة تُعدّ الأضخم في تاريخ اليمن والعالم الإسلامي، بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وفي مثل هذا اليوم العظيم من كل عام يحتفل المسلمون في مختلف دول العالم الإسلامي بذكرى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله سلم، ويحيون سنته ويقيمون الولائم الخاصة بما يعبر عن حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به.
ويقف العالم الإسلامي مع إطلالة هذا اليوم، بمهابة في رحاب الذكرى السنوية لمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، مُستعيداً عظمة المناسبة وصاحبها، الذي ملأ الدنيا نورا وهدى، حتى دانت لدعوته العظيمة، الأمم شرقا وغربا.
وتختلف عادات وطقوس إحياء المولد النبوي حسب الأقطار ما بين المشرق والمغرب بل حتى بين مختلف المناطق داخل البلد الواحد، كما تتعدد مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة وطقوس إحياء هذه الذكرى حسب المناطق المختلفة من العالم العربي.
ففي العراق شارك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الثلاثاء، في الاحتفال المركزي المُقام بمناسبة المولد النبوي الشريف في ديوان الوقف السني بالعاصمة بغداد وسط حضور شعبي غفير.
فيما هنأ الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد، الشعب العراقي والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف.. قائلاً: “نستحضر بهذه المناسبة القيم العليا للرسالة السماوية التي عمل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ترسيخها من أجل إرساء المحبة والحوار والعدالة الاجتماعية بين الشعوب، كما نؤكد أهمية وحدة الصف للحفاظ على المكتسبات الوطنية ومواجهة التحديات”.
وعلى مدى الأسبوع كله أُقيمت العديد من فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي في النجف الأشرف، والعديد من المدن العراقية بمشاركة شعراء من ثمان دول عربية.
وفي فلسطين المحتلة اعتمدت المدارس تنظيم إذاعة مدرسية كاملة عن المولد النبوي الشريف 1445-2023 مكتوبة مقدمة وخاتمة، لجميع الطلبة من أجل تقديمها عند اليوم الإذاعي الخاص بذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العالم، لأنها تعتبر من أهم المناسبات الإسلامية التي يحتفي بها المسلمون في جميع أنحاء العالم.
أما في تركيا فقد نظمت عدة ولايات فعاليات احتفالية إحياءً لذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل الأتراك المولد النبوي الشريف في المساجد بقراءة القرآن الكريم وتبادل التهاني والتبريكات بين الأصدقاء والأحباء، وتضمنت الاحتفالات قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء والتضرع إلى الله.
وأحيت كبرى مساجد إسطنبول المولد النبوي الشريف، وشارك العديد من المواطنين بما في ذلك الأطفال والنساء في هذه الاحتفالات.
فيما شهدت سوريا كمعظم البلدان الإسلامية احتفالات خاصة بمناسبة المولد النبوي الشريف، وتتضمن هذه الاحتفالات العديد من الفعاليات والأنشطة الدينية والثقافية.
وتستمر سوريا في احتفالاتها بالمولد النبوي لمدة شهر كامل، وتبرز فرق الإنشاد الصوفية في هذا اليوم، ويُشجع خلال هذه المدة على إقامة فعاليات دينية وثقافية تُخلد ذكرى المولد النبوي الشريف.
كما شارك الأردن العالمين العربي والإسلامي، الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، التي شكلت نقلة نوعية في نهج الأمة العربية فنقلتها من أمة متعصبة لعادات الجاهلية إلى أمة متسامحة ومتعايشة مع الآخر. ويحتفل الجزائريون بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
حيث تمتلئ المساجد بعد صلاة المغرب، إذ يخصص الأئمة دروساً عن السيرة النبوية، ويحرص الكثير من الآباء على جلب أبنائهم وأطفالهم معهم، لتعلم وسماع والاقتداء بسيرة أفضل خلق الله.
فيما يعود احتفال المغاربة بمناسبة المولد النبوي الشريف، إلى عهد الموحدين الذين حكموا المغرب ما بين 500 و620هـ، والذين عملوا على تخليد مناسبة المولد النبوي للتصدي لخطر المسيحيين في بلاد الأندلس والذين كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح.
وفي إندونيسيا احتفل سكان جاوة بالمولد، حيث تعد المناسبة بالنسبة لهم فرصة طيبة للدعوة لنشر الإسلام عن طريق تقديم أنواع النشاطات المحببة للشعب الجاوى والتي تعبر كلها عن حب لرسول الله وفي نفس الوقت كتعبير عن تقديرهم لجهود الأولياء التسع المعروفين باسم والى سونغو والذين كان لهم الفضل الكبير في نشر الإسلام في تلك الربوع.
واحتفلت سلطنة عمان ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالمولد النبوي الشريف لعام ١٤٤٥هـ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام،
حيث أقيمت أمسية دينية بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، واشتملت الأمسية على قصيدة شعرية بعنوان “أطهر الأبكار” وأناشيد وتواشيح دينية في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم منذ ولادته وعدد من معجزاته.
وفي مصر رعى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بمناسبة المولد النبوي الشريف، بقاعة المنارة بالقاهرة الجديدة..
وتشتهر بعض المدن والمحافظات المصرية بعادات وتقاليد مختلفة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ويتميز الاحتفال بالمولد النبوي داخل مصر بإقامة حلقات الذكر والجلوس والاستماع إلى المنشدين والمداحين في ساحات مساجد آل بيت رسول الله، بالإضافة إلى إخراج الصدقات، وشراء الحلوى، والاستمتاع بها، كذلك شراء عروسة المولد للفتيات والحصان للأولاد.
وفي فرنسا تختلف مظاهر احتفال المولد النبوي الشريف 2023م من مكان لآخر حيث تقوم الجاليات المسلمة بطهي الأطعمة اللذيذة وتوزيع الحلوى خاصة على الأطفال، كما يتم العمل على تحضير “الكسكسي” وتوزيعه على المساجد ودور العبادة ومنازل الجاليات المسلمة الأخرى المقيمة في مختلف المحافظات الفرنسية، وتعمل المساجد على إحياء سنة قراءة القرآن والتواشيح والدروس الدينية على مدار الـ24 ساعة طوال اليوم.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: بمناسبة المولد النبوی الشریف بذکرى المولد النبوی محمد صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم العالم الإسلامی
إقرأ أيضاً:
معنى حديث «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»
قالت دار الإفتاء المصرية إن معنى حديث «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»، هو أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّد نوع من أنواع الابتلاء، مؤكدة أنه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد.
وأوضحت الإفتاء أن هناك فرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب، فابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر، يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق.
بيان أن من حكمة الابتلاء زيادة الثواب ورفع العقابعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب] اهـ.
وابتلاء الله تعالى لعباده لا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع؛ لانطوائه على أسرار غيبية وأحكامٍ علوية لا يعلم حقيقتها إلَّا رب البرية؛ قال تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الأعراف: 168.
فليس المقصود هو الحكم بظاهر الابتلاءات؛ بل العلم بقدرة الله تعالى، والإسراع في الرجوع إليه، وأن يتفقد الإنسان نفسه بالسكون إلى قضاء الله تعالى والإذعان إلى مراده؛ قال سبحانه: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76].
الحث على الصبر على البلاء وإن طال زمنه
قالت الإفتاء إن الله تعالى سمى غزوة "تبوك" التي استمرت شهرًا «ساعةَ العُسرة» كما في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 117]، تهوينًا لأمرها وتيسيرًا لهولها، وإخبارًا بعِظَمِ أجرها.
معنى حديث: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ
وأوضحت أن الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك الحديث الذي ورد السؤال عنه، وهذا الحديث رواه ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن حبان في "المجروحين"، والديلمي في "المسند"، وابن أبي الدنيا في "الصبر والثواب" و"المرض والكفارات".
وفي رواية أخرى أخرجها الإمام الترمذي في "سننه" عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السَّخَطُ.