«استوصوا بمصر خيراً».. شعب «المحروسة» في قلب النبي: «أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً»
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أوصى النبى الكريم بمصر وأهلها خيراً، وقال إنهم فى رباط إلى يوم القيامة، وورد عن الحبيب المصطفى أكثر من رواية لأحاديث بهذا الشأن، منها قوله «إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً»، وفى رواية أخرى قال: «إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً». وفسّر أهل العلم الذمة والرحم فى شأن أهل مصر بالسيدة هاجر زوجة نبى الله إبراهيم وأم سيدنا إسماعيل عليه السلام أبوالعرب، كذلك السيدة مارية زوجة النبى الكريم، وأم الوليد الحبيب إبراهيم بن محمد بن عبدالله، فكلتاهما قبطيتان مصريتان.
وجاء عن عمرو بن العاص قال: حدثنى عمر أنه سمع رسول الله يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال له أبوبكر: ولمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».
حديث النبى الكريم سبقه توصية من نبى الله نوح بمصر، فجاء عنه أنه قال «أرض مصر أرض مباركة وهى أم البلاد»، وهو قول أكدته دار الإفتاء فورد فى الأثر، وتناقله عدد كبير من علماء الأمة ومؤرخيها. وقالت دار الإفتاء، فى تقرير لها، إن لمصر فى الإسلام فضلاً عظيماً؛ فمن فضائل مصر أن الله عز وجل ذكرها فى كتابه العزيز فى 24 موضعاً، منها ما هو بصريح اللفظ، ومنها ما دلت عليه القرائن والتفاسير، كذلك فى السنة، فورد فى فضلها من السنة: فمنه ما رواه أبوذر عن النبى قال: «إنكم ستفتحون مصر، وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً» أو قال: «ذمة وصهراً»، وقول النبى: «الله الله فى قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعواناً فى سبيل الله».
وما ورد فى الأثر بـ«المقاصد الحسنة»: «مصر كنانة الله فى أرضه، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله»، وذكر الحافظ السخاوى فى «المقاصد الحسنة»، عن عمرو بن الحمق مرفوعاً: «تكون فتنة أسلم الناس فيها أو خير الناس فيها الجند الغربى»، قال: «فلذلك قدمت عليكم مصر».
وفى لقاء للبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أذاعته وسائل الإعلام، تحدث البابا عن سماحة الدين الإسلامى، وتعاليم نبيه القائمة على احترام بقية الأديان، ورصد فى معرض خطابه مواثيق النبى محمد وصحابته والخلفاء الراشدين وعهودهم تجاه المسيحيين. وقال البابا فى خطابه: «أذكر العبارة الإسلامية الجميلة استوصوا بالقبط خيراً فإن لنا فيهم نسباً ورحماً.. وأذكر أيضاً الحديث الشريف «من آذى ذمياً فليس منا، العهد لهم ولأبنائهم عهد أبدى لا ينقض، يتولاه ولى الأمر ويرعاه»، وأذكر أيضاً فى سماحة الإسلام ذلك الشرع الجميل الذى يقول «وإن أتاك أهل الذمة فاحكم بينهم بما يدينون».
بدوره، قال د. عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إن النبى الكريم أحب مصر، فحظيت بالتشريف فى القرآن والسنة، وورد ذكرها أكثر من مرة موصوفة بالأمن والأمان والخيرات والجنات والزروع والمقام الكريم، وليس فى العالم بلد أثنى عليه فى القرآن والسنة ولا وصفه بمثل هذا الوصف ولا شهد له بالكرم غير مصر، فشرّفها الله عز وجل بأنبيائه الذين عاشوا على أرضها، فنبى الله إدريس أول من علّم المصريين المخيط وبعث بأرض الكنانة، وخليل الرحمن إبراهيم أقام بين أهلها وتزوج هاجر المصرية أم إسماعيل الذى باركه الله، ومن إسماعيل خرجت أعظم الأمم وهى العرب، ومنها تزوج نبى الله يوسف، ووفد إليها يعقوب عليه السلام وأخوة يوسف وعاشوا على أرض الكنانة، ونشأ بأرضها أنبياء الله موسى وهارون، ودانيال ويوشع، وإلى أرضها أتت مريم وعيسى عليهما السلام، فكانت مصر حصن أمان لهما، وأعظم هذا التشريف هو رسول الله فكما كان لإبراهيم الخليل زوجة مصرية كان لرسول الله «مارية القبطية المصرية» التى أنجبت له إبراهيم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية النبى الکریم
إقرأ أيضاً:
خطيب الأوقاف: القرآن الكريم أمرنا بإعمال العقل
قال الشيخ محمد عوض، من علماء الأزهر الشريف، إنه ما أقبح أن يعطل الإنسان ويغيب عقله ويدخل نفسه في دوامة المرضى ويهدم بنيان الرب ويخرج نفسه عن دائرة الآدميين.
وأضاف عوض، في خطبة الجمعة من مسجد العباسي بمحافظة بورسعيد، متحدثا عن موضوع "المخدرات ضياع للإنسان"، أن القرآن الكريم ذكر آيات كريمة في ضرورة إعمال العقل.
وذكر أن من هذه الآيات ما يلي:
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)
(يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
كما ذكرت السنة النبوية مجموعة من الأحاديث النبوية عن الحذر والتنفير من كل ما يعطل العقول، فقال رسول الله (لعن الله الخمر وشاربها وعاصرها والمعصورة له وحاملها والمحمولة إليها وبائعها ومبتاعها).
وأشار إلى أن كثيرا من العقلاء نفروا عن تناول المسكرات من قبل أن ينزل تحريمها منهم: قيس بن عاصم، وأبو بكر الصديق، كانوا يقولون (نصون عنها أعراضنا ونحفظ عنها مروءتنا ولا نتناول الجهل بأيدينا فنجعله في أجوافنا).