إنترنت العراق.. حرب غير معلنة كلفتها جيب المواطن والشارع حلبة الصراع
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
بغداد اليوم- بغداد
يبدو ان مشكلة الإنترنت في العراق، تكاد تكون مزمنة كالكهرباء، فلا يكاد يخلو يوم من معاناة فردية او جماعية في بعض المناطق، من مشكلة في تجهيز الخدمة، فيما أكدت شهادات خلال الايام القليلة الماضية عن تأثر الخدمة لبعض الشركات، فيما تأتِ هذه المؤشرات وسط حالة "حرب" غير معلنة بين وزارة الاتصالات وبعض الشركات.
ويرى بعض المواطنين ان وزارة الاتصالات طرف في المشكلة، فيما يتهمها البعض بالاضافة الى الشركات الاخرى الشريكة للوزارة، بتعمد اضعاف الخدمة لبعض الشركات ولاسيما تلك التي مازالت تستخدم الابراج، لدفع المشتركين للاشتراك في خدمة المشروع الوطني للكابل الضوئي.
ويقول محمد (أبو رحمة) صاحب برج انترنت، لـ"بغداد اليوم": "نتعرض لضغوط وصلت الى تخريب (كابينات) نزود بها الخدمة لمشتركينا من أشخاص يعملون في مد ونصب خطوط انترنت المشروع الوطني كما أبلغونا مواطنين بذلك".
وأضاف "الضرر لم يقتصر على ذلك بل تعدى الى تعطيل أحيانا لخدمة الانترنت الخاصة بنا او ايقاف عمل بعض التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي ما يزيد نقمة المشتركين ومحاولة استمالتهم الى الذهاب نحو الانترنت الحكومي".
لكن بالمقابل، تشير الشركات وكذلك خبراء تقنيون الى ان ضعف الانترنت في الابراج اصبح امرًا مسلمًا به ومعروف الاسباب، فتقنية نقل الانترنت عبر اللاسلكي خصوصا في مناطق تعاني من "التلوث الراديوي" مثل العراق بسبب الزخم وعدم التخطيط في نصب الابراج بالاضافة الى وجود اجهزة التشويش الامنية، جميعها تمنع وصول الموجات بشكل سليم.
مشروع وطني وطموح للفضاء
ويُعد المشروع الوطني للإنترنت أحد أكبر المشاريع التي شهدها العراق في مجال تكنولوجيا المعلومات والانترنت، إذ يتكون الكابل من شبكة ألياف ضوئية حديثة مُتعددة الطبقات، تمتد من الخليج العربي إلى الحدود العراقية التركية (4000 كيلومتر) مروراً بجميع المحافظات والأقضية والنواحي، لتكون بذلك معبراً دولياً للانترنت يربط جنوب غرب آسيا بأوروبا، وسيوفر إنترنت عالي السرعة لجميع العراقيين.
وكشفت لجنة النقل والاتصالات في مجلس النواب في 26 من أيلول الجاري، عن اختيار إحدى الشركات العالميَّة لتشغيل الإنترنت الفضائي في العراق.
وقال عضو اللجنة كاروان علي، للصحيفة الرسمية، إنَّ "الإنترنت الفضائي أسرع ما موجود في الوقت الحالي، موضحاً أنَّ الخدمة التي يقدّمها أفضل من الشركات التي تعمل في العراق حالياً.
وأشار إلى أن "أسعار الاشتراك فيه تكون مرتفعة جداً لكن الشركات التي ستزود العراق بهذه الخدمة ستراعي في تحديد سعر الاشتراك، دخل الفرد والظروف الاقتصادية التي يعيشها البلد".
وأضاف علي، أنَّ "الاشتراك في هذا النوع من الإنترنت ليس إجبارياً على المواطن، بل سيكون اختيارياً ووفق إمكانية كل أسرة لاستخدام الإنترنت العادي أو الفضائي لتشغيله في المنزل أو الشركات".
خصومة أزلية
وتتهم بعض شركات الانترنت، شركات او شركة معينة تهيمن على المشروع الوطني للكابل الضوئي، وتمتلك شركات عدة تحت اسماء مختلفة لكنها جميعا تعود اليها، وكذلك محاولة إفشال الخدمة المجهزة للأبراج التي تعمل بالوايرلس أو ما يقدّمه أصحاب الأبراج من خدمة واصلة للمشترك النهائي عن طريق كابينات خاصة بهم Ftth مناصفة للخدمة المقدمة من شركات القرض الياباني Ftth وشركات Hala Ftth المدعومة من قبل المشروع الوطني وشركة الجزيرة Ftth.
ويؤكّد المختص بحوكمة وأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، علي أنور، في تصريح صحفي أنّ وزارة الاتصالات تُسيطر عليها أطراف مُعينة، ما يُفسّر سطوع نجم بعض الشركات وأفول بعضها الآخر، كما أنّ الشركات التي تستثمر بالاتصالات مُعرّضة للابتزاز من أشخاص متنفذين لإجبارها على دفع مبالغ مالية مقابل عدم التعرض للبنى التحتية لها من أبراج وغيرها" على حد قوله.
التكلفة على حساب النوعية
ويقول تقنيون أن "سوء خدمة الإنترنت في الأساس لا يقترن بنوع الاشتراك، بل بسعر الحزم المجهزة من الوزارة إلى الشركات، حيث يتم بيعها بأسعار مرتفعة جدا".
وبينوا "أنها لا تقارن بالأسعار الخارجية، وهو ما يدفع مجهزي الخدمة إلى خفض السعات الواصلة إلى المشتركين أو اللجوء إلى آلية دمج الاشتراكات المنزلية لتوفير التكلفة".
المصدر: بغداد+ وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: المشروع الوطنی بعض الشرکات
إقرأ أيضاً:
مستشار حكومي: غياب المشروع الوطني تسببا بالكثير من الازمات في العراق
23 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن البيشمركة قوات عراقية رسمية، مشدداً على عدم قبول أن يكون مصير العراق بغير يد الدولة.
وقال الأعرجي، خلال مشاركته في فعاليات منتدى الأمن والسلام بالشرق الأوسط المنعقد في دهوك، اليوم السبت (23 تشرين الثاني 2024)، إن “قوات البيشمركة قوات رسمية وقدمت تضحيات واختلطت دماؤها بدماء القوات الامنية خلال تحرير المدن العراقية وهي قوات كبقية القوات العراقية”.
وأضاف أن “العراق مر بظروف صعبة وسقطت محافظات عزيزة بيد تنظيم داعش، بسبب جملة من الأخطاء وغياب العدالة الاجتماعية وعدم الثقة والتقاطعات السياسية”.
وبيّن أن “الشعب استجاب لفتوى الجهاد الكفائي بكل مكوناته”، لافتاً إلى أن “ماحصل في عام 2014 هو بسبب عدم وضوح النتائج بعد 2003 وكنا بحاجة الى عملية قبول وتسامح”.
وذكر أن “غياب المشروع الوطني والتعامل بالمواطنة تسببا بالكثير من الازمات في العراق”، مضيفاً أن بعد تحرير المدن العراقية في 2017 “تغير الوضع في العراق كثيرا وتلاشى خطاب التطرف”.
خلال المنتدى، قال الأعرجي إن “العراق قام بأكبر عملية إدماج من مخيم الهول الى الداخل العراقي ونجحنا في ذلك والوضع اختلف كثيرا”، مبيناً أن السياسيين “لم يعودوا يتحدثون بالخطاب الطائفي، وظروف العراق اليوم أفضل بكثير مما سبق”.
بشأن انسحاب القوات الأميركية، أوضح الأعرجي أن “التحالف الدولي ساعد العراق في هزيمة داعش اضافة الى الدول الصديقة والشقيقة”، فيما رأى “وجوب تحول العلاقة مع التحالف الدولي الى علاقات دول ثنائية مع وجود تعاون في مجال المعلومات والمجال الاستخباري”.
في شأن آخر، نوه الأعرجي إلى أن “الحكومة العراقية اتخذت قرارا باعادة النساء الأجنبيات والأطفال من السجون العراقية الى دولها الاصلية”.
بخصوص مخيم الهول، كشف الأعرجي أن العراق “أعاد 2640 عائلة من مخيم الهول الى مركز الجدعة وأعاد 2220 عائلة الى مناطق سكناها السابقة”، مؤكداً عدم حدوث أي مشكلة أمنية أو اجتماعية”.
وتابع: “ما تبقى هو بحدود 400 عائلة في مخيم الجدعة نعمل على اعادتها وتأهيلها”.
في خضم الصراع الإقليمي، شدد مستشار الأمن القومي أن “العراق يجب ألا يكون ساحة للصراع والاستهداف”، مردفاً “وأكدنا ذلك خلال زيارتنا إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية، وعلينا أن لاننجر إلى حرب اقليمية واسعة، وليس من مصلحة العراق أن يكون جزءا من الصراع في المنطقة”.
وأكد أن “لا أحد يقبل ان يكون مصير العراق بغير يد الدولة يجب ان تكون الدولة هي صاحبة القرار”، مشدداً على أن “الحرب في غزة ولبنان يجب ان تتوقف فوراً”.
ورأى أن “الظرف السياسي في العراق يحتاج لمراجعة لكل ما مر بالعراق، من أجل تعديل مسار العملية السياسية والاستفادة من أخطاء الماضي”.
فيما يتعلق بالهجمات المنطلقة من العراق، قال إن “موقف الحكومة العراقية واضح، لكن عواطف الناس لا احد يستطيع ايقافها، والحكومة العراقية لا توافق على استهداف الآخرين من الأراضي العراقية”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts