عنف جنسي وتهريب مخدرات.. الإتجار بالبشر يزدهر بين كولومبيا وبنما
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ تناولت وكالة "فرانس برس"، يوم الأربعاء، ازدهار التجارة بالمهاجرين من كولومبيا إلى بنما على أمل الوصول إلى الولايات المتحدة، في رحلة المحفوفة بالمخاطر عبر غابة دارين باتّجاه بنما.
ووفقاً لـ"فرانس برس" فإن المهاجرين في الجانب الكولومبي من المنطقة يتسلمون أساور ملوّنة تشير إلى نوع "الخدمات" التي دفعوا للحصول عليها، يوزّعها عمّال يرتدون زياً موحداً في مخيم أقامته "منظمة محلية" مؤلفة من سكان محليين في بلدة أكادي الكولومبية.
وهنا، يهيمن "كلان ديل غولفو" أكبر كارتل لتهريب المخدّرات في البلاد.
وإذا دفع المهاجر مبلغ 170 دولاراً، يحصل على دليل للرحلة المحفوفة بالمخاطر من أميركا اللاتينية إلى أميركا الوسطى، بالإضافة إلى رعاية طبية وإمكان الوصول إلى مراحيض.
أمّا إذ كان عاجزاً عن دفع مبلغ كهذا، يحصل على سوار يحكم عليه بالانتظار حتى يؤمّن المال - أو حتى يتمكن من التفاوض على حسم ضمن مجموعة - لترك المخيّم.
ويمكن للمهاجر الذي يدفع 500 دولار الاستفادة من حزمة أكبر تشمل الاستفادة من خدمات تحميل واستقلال قوارب لتقصير الرحلة الشاقّة.
وأصبح سكان أكاندي المحليون يحققون أرباحاً كبيرة من رغبة المهاجرين في القيام بالرحلة الخطرة أملًا بحياة أفضل في الولايات المتحدة.
وبعد تسجيل عدد قياسي من العابرين عبر غابة دارين في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام ناهز 380 ألفًا، يقول مراقبون إن عمليات التهريب تزدهر في المنطقة وتملأ جيوب كارتل "كلان ديل غولفو" الذي يهيمن على المنطقة.
وبعد وصولهم إلى أكاندي، يضطر المهاجرون المرهقون أصلًا والمصابون بالصدمة وبسوء التغذية - والعديد منهم يحملون رضّعًا وأطفالًا - إلى دفع مزيد من الأموال كلّما توغّلوا أكثر في عمق الغابة.
ويقول الشاب الإكوادوري أنخيلو توريس (25 عامًا) الذي يسافر مع زوجته الحامل وطفلَيهما "خطتنا هي أن نواصل التحرّك، إذ لدينا حلم. أقسم بأننا أعطينا كلّ ما لدينا أصبحنا مفلسين".
ويمضي بعض المهاجرين أسابيع في أكاندي وهم يحاولون جمع ما يكفي من المال للانتقال إلى المحطة الثانية في الرحلة.
ويقول داروين غارسيا (46 عامًا)، أحد السكان المحليين العاملين مع المنظمة التي تدير عملية تأمين مطاعم وملاجئ للمهاجرين، "أصبحت المشكلة، كما يعتبرها كثيرون، فرصة عمل لنا. في أكاندي، العمل الأساسي هو المهاجرون".
كلّ يوم، يمرّ نحو 2500 شخص فارّين من العنف والفقر في أميركا اللاتينية وبعض دول آسيا وإفريقيا، في البلدة لبدء رحلة عبر غابة دارين تمتدّ 266 كيلومترًا.
تقول المنظمة إن الرسوم التي تفرضها تجعل من الممكن توفير مساحة للمهاجرين لنصب خيام والوصول إلى حمامات وشراء طعام، إلى جانب توفير فرص عمل لنحو ألفَين من السكان المحليين.
من جهتها، تقول وزارة الدفاع الكولومبية إن كارتل "كلان ديل غولفو" يدعم بقوة تجارة تهريب المهاجرين في المنطقة النائية حيث يدير منذ فترة طويلة واحدة من أكبر شبكات تهريب الكوكايين في العالم.
أمّا غارسيا، فيقول لوكالة "فرانس برس" إن لا علاقة له أو للمنظمة بالكارتل، معتبرًا أنه يتعرّض "للوصم".
ويضيف "لا أحد يعمل مجانا"، مشيرًا إلى أنه يقدّم ممرًّا "أكثر إنسانية وأمانًا" عبر الغابة للمهاجرين.
غير أن المهاجرين يواجهون في الغابة ثعابين ومستنقعات ومجرمين عنيفين يسعون لاستغلالهم ويتعرّضون لإصابات.
ويتابع غارسيا "في الحقيقة، الشيء الوحيد الذي قاله لنا كارتل +كلان ديل غولفو+ هو إنه في حال تعرّض مهاجر للسرقة أو القتل أو الاغتصاب، سيصبح المسؤول عن ذلك هدفًا عسكريًا" وسيُقتل، "وهم يُقتلون بالفعل".
وتقدّر الاستخبارات العسكرية الكولومبية عدد افراد الكارتل بنحو أربعة آلاف.
ويقول ناطق باسم الكارتل طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس"، إنه "لا يتعرّض أحد لسوء معاملة" في المنطقة.
ويضيف "لا علاقة لدينا بعمليات الهجرة، نحن نوفّر لهم فقط خدمات أمنية في الغابة".
حين يُذكَر كارتل "كلان ديل غولفو"، يصمت السكّان والمهاجرون على السواء.
وفي قرى نائية في المنطقة، تنتشر على جدران المتاجر والمدارس والمطاعم تسمية أخرى للكارتل، هي "أوتوديفينساس غايتانيستاس دي كولومبيا".
ويقول الخبير لدى معهد "فونداسيون باس إي ريكونسيلاسيون" ماوريسيو بالينسيا إن كارتل "كلان ديل غولفو" يمارس "حوكمة إجرامية" في المنطقة.
ويشير إلى أن انخفاض أسعار الكوكايين - بسبب وفرة الكميات وانتشار مخدّرات أخرى - دفع الكارتل إلى اللجوء إلى خدمات الهجرة لتنويع مصادر دخله.
ويتابع "عندما لا يكون لدى المهاجرين ما يكفي من المال، غالبًا ما يُتركون لتدبر أمرهم في الغابة وينتهي بهم الأمر بالموت".
ويلفت إلى أن المهاجرين الذين لا يملكون المال يتعرّضون أيضًا لمختلف أنواع العنف الجنسي والاستغلال و"يُجبرون على نقل الكوكايين لدخول بنما".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي كولومبيا بنما عنف جنسي تهريب المخدرات الاتجار بالبشر فی المنطقة فرانس برس
إقرأ أيضاً:
عاصفة جديدة تلاحق جي كي رولينج.. "وارنر بروس" تدافع عن مؤلفة هاري بوتر وسط اتهامات بدعمها المتحولين جنسيًا
في خطوة مثيرة للجدل، دافعت شركة الإنتاج العملاقة "وارنر بروس" عن جي كي رولينج، مؤلفة سلسلة "هاري بوتر"، بعد اتهامات جديدة أُثيرت حول مواقفها الشخصية المتعلقة بالتحول الجنسي ودعمها لحقوق المتحولين جنسيًا. جاء ذلك وسط حمى الجدل التي أُثيرت مؤخرًا حول مسلسل جديد يعمل على تطويره من أحداث السلسلة الشهيرة، وهو ما جعل القصة تزداد تعقيدًا.
وقد أصدرت "وارنر بروس" بيانًا رسميًا تُعلن فيه دعمها للمؤلفة الشهيرة، مؤكدة أن آرائها الشخصية لن تؤثر بأي حال من الأحوال على تطور المسلسل الجديد ولا على أبطال العمل. البيان، الذي نشرته صحيفة "تايمز" اللندنية، جاء ليضع حدًا للانتقادات التي تعرضت لها رولينج على خلفية آرائها المثيرة للجدل بشأن حقوق المتحولين جنسيًا وحقوق النساء. فقد عُرفت رولينج بمواقفها الواضحة ضد ما تُسمّيه "إيديولوجيا النوع الاجتماعي"، مما جعلها تتعرض لانتقادات واسعة، ليس من قبل المعجبين فحسب، بل من شخصيات بارزة مثل دانيال رادكليف وإيما واتسون، اللذين انتقدا بشدة مواقفها.
وأوضحت الشركة في بيانها: "نحن فخورون بسرد قصة هاري بوتر مرة أخرى الكتب المؤثرة التي تتحدث عن قوة الصداقة والعزيمة والقبول، ولـ جي كي رولينج الحق في التعبير عن آرائها الشخصية. سنظل نركز على تطوير المسلسل الجديد، والذي لن يستفيد إلا من مشاركتها".
كان قد تم وصف رولينج لأول مرة بأنها "متحولة جنسيًا" في عام 2020، ومنذ ذلك الحين، واصلت المؤلفة الدفاع عن موقفها من القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي. هذا الموقف جلب لها الكثير من الهجوم، حيث اعتبره العديد من النشطاء والمتابعين تمييزًا ضد المتحولين جنسيًا. كما أن الآراء التي عبرت عنها في السنوات الأخيرة دفعت العديد من المعجبين، خاصة من الشباب، إلى مقاطعة السلسلة، بل واعتبار بعضهم أن دعمها للمتحولين جنسيًا غير كافٍ في ظل تصريحاتها المثيرة للجدل.
الآن، في ظل هذه العاصفة الجديدة، يبدو أن "وارنر بروس" تؤكد على استمرار دعمها لرولينج، متجاهلة تمامًا الجدل الذي يرافق مواقفها الشخصية. ووسط هذا الزخم الإعلامي، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح رولينج في التوفيق بين طموحاتها الشخصية ومطالب جمهورها المتنوع؟ أم أن المسلسل الجديد سيكون نقطة تحول أخرى في قصة "هاري بوتر" التي كانت دائمًا تتجاوز حدود السحر وتدخل في مجالات جدلية معاصرة؟