شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، مساء اليوم الأربعاء 27 سبتمبر 2023، في الاحتفال بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي أقيم في مقر الرئاسة بمدينة رام الله .

وحضر الاحتفال، أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، ووزراء، وسفراء، وشخصيات رسمية واعتبارية، وفعاليات وطنية ومجتمعية.

وقال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد ميلاد نبيّ، بل كان ميلاد أمة ودعوة ومرحلة مختلفة في تاريخ الإنسانية، وكان تصحيحا لمسار التاريخ وتوجيها لمسيرة البشر.


 

وأضاف أن كل العالم الإسلامي يحتفي اليوم، بميلاد الرسول محمد صل الله عليه وسلم، ويقيم الاحتفالات في ذكرى مولده الشريف، لكن الاحتفال في فلسطين له معنى آخر وشكل آخر ومغزى آخر، لأن فلسطين في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام لم تكن بلدا كسائر البلدان، ولم تكن قيمتها تقل عن قيمة مكة والمدينة، حيث إليها أسري به ومنها عرج به إلى السماء.

وأشار الهباش إلى أن القدس هي بوابة السماء، وشعبها من المرابطين الثابتين على الثوابت، يقودهم رجل قال لكل العالم على منصة الأمم المتحدة قبل أيام: "واهم من ظن أن بإمكانه أن يحقق السلام في الشرق الأوسط بدون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الثابتة المشروعة الوطنية كاملة غير منقوصة، وفي مقدمتها حقه في إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

من جانبه، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن فلسطين تحتفي اليوم بذكرى عطرة، ومناسبة جليلة عظيمة كبيرة، هي ذكرى ميلاد خير البشر ورسول الرسل، وسيد الأمم.

وأضاف حسين أن القدس ارتبطت بالرسول صل الله عليه وسلم، والتي جاء إليها في ليلة الإسراء والمعراج، في معجزة خرقت الزمان والمكان، ليعلن بهذا العمل وبهذا الوحي والرحلة المباركة بأن ديار الإسلام ترتبط رباطا عقيديا وثيقا مع بعضها البعض، وأنه كما يجب الحفاظ على مكة المكرمة بحرمها الأول وعلى المدينة المنورة بحرمها الثاني، يجب الحفاظ على المسجد الأقصى وهو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال، وأنه لا عذر لمقصر بحق مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبحق القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

المصدر : وكالة سوا - وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

العلاقة بين الدولة والسلطة والمنظمة في فلسطين

 

 

د. عبدالله الأشعل **

يجرى الخلط في الخطاب السياسي الفلسطيني والعربي بين 3 مكونات فلسطينية هي منظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964 لتُعبر عن الشعب الفلسطيني الذي أنكرته إسرائيل.

وفي عام 1975 اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمنظمة كمُمثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني حتى تتعاقد على السلام في فلسطين مع إسرائيل قبل أن تعلن إسرائيل عن خططها الحقيقية ونظرتها إلى فلسطين سكانا وأرضا وبدأ ذلك صراحة من جانب نتنياهو قولا وسلوكا خلال الفترة من 2021 حتى الآن، وتقدم خطوة أخرى عندما استصدر من الكنيست قانونين أحدهما 2017 وهو القاضي بإنشاء دولة يهودية خالصة في فلسطين والهدف الأساسي التمسح في اليهودية وطرد فلسطيني 1948 من داخل الدولة المحتلة قبل أن تتحول في المرحلة القادمة إلى إسرائيل الكبرى وتضم كل فلسطين وأجزاء من دول عربية مجاورة. والقانون الآخر صدر 2023 ويقضي بحظر إقامة دولة فلسطينية في فلسطين.

أما السلطة فهي حكم محلي انتقالي وإن تمت عن طريق الانتخاب وهي في كل الأحوال نتاج إعلان أوسلو ولو طبق الإعلان بحسن نية من قبل إسرائيل لكانت مفاوضات الوضع النهائي قد تمت ولم يتضمن الإعلان إنشاء دولة فلسطينية وإنما كان يراد له أن يكون حكما ذاتياً بعد أن يتم تركيز الاتفاق على خمس قضايا حجزت لمفاوضات الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية.

وعموما اتفاق أوسلو انتهى عام 2000؛ لأنَّ أجله كان خمس سنوات من 1995 حتى 2000 والذي نقضه هو نتنياهو بعد أن كتب بيريز في مذكراته أن أوسلو كانت محطة في تنفيذ المشروع الصهيوني. وكان لأوسلو فوائد كثيرة بالنسبة لإسرائيل، بينما استمر معدل التراجع في القضية الفلسطينية ومن مزايا أوسلو لإسرائيل ثلاثة رغم أن النقد المزعوم لا يتوقف في إسرائيل.

الأولى: أنه هدأ الفلسطينيين والعالم وتفادت به إسرائيل الضغوط.

الثانية: أن إسرائيل حصلت دون تحفظ على اعتراف عرفات بما عرف خطأ وثيقة الاعتراف المُتبادل.

الثالثة: أنها صادرت حق المقاومة وجلبت عرفات إلى فلسطين من تونس بعد أن أبعدته إسرائيل من بيروت عام 1982 مما مكنها من السيطرة عليه واغتياله.

وكانت أوسلو محطة أساسية نحو تحقيق أهداف المشروع الصهيوني وشجعت الأردن على إبرام اتفاقية السلام في وادي عربة 1994. وكل ذلك ترتب على خطوات التقارب بين مصر وإسرائيل والسادات كامب دافيد والسلام. ولا عبرة بتهديد إسرائيل بإلغاء أوسلو فليست سارية، ولكن أي حقوق لفلسطين في أوسلو تظل سارية بموجب القانون الدولي وليس بموجب أوسلو.

وأما الدولة فقد حلت محل المنظمة والسلطة وكان محمود عباس قد ارتكب خطأ سياسيًا وقانونيًا عندما جمع بين رئاسة السلطة والمنظمة والدولة؛ فهو لم ينتخب لرئاسة الدولة. ومن العبث أن يجتمع الجميع في نطاق المنظمة كلما أرادت كل المشروعات الهادفة إلى المصالحة بين الفصائل المقاومة وبين السلطة. والسلطة حاليا هي حكومة الدولة، وأبو مازن رئيس واقعي للدولة الفلسطينية.

والدولة الفلسطينية لا تعتمد في قيامها على موافقة إسرائيل، ويمكن أن تكون أراضيها تلك المخصصة للفلسطينيين في قرار التقسيم ويكون الجزء 21.5% من مساحة فلسطين الإجمالية التي وافقت الدول العربية في مبادرة السلام العربية على إهدائها لإسرائيل تؤول إلى الدولة الفلسطينية. والوصف القانوني الصحيح للدولة الفلسطينية هي أنها اعلنتها الجمعية العامة 2012 وتحتلها إسرائيل وتقيد سيادتها. والأساس القانوني لاستقلال الدولة الفلسطينية عن إسرائيل هي: قرار التقسيم، الآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية رأى الجدار العازل 2004 ورأى 2024 الذين حددا علاقة إسرائيل بأرض فلسطين خارج إسرائيل بأنها سلطة احتلال يجب أن تنتهي فورًا.

وأرجو أن يتعدل الموقف العربي بناء على هذا الإيضاح فتؤيد القمم العربية إزالة الاحتلال عن جسد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كلها استنادا إلى رفض قرار مجلس الأمن 478/1980 اعتبار القدس عاصمة إسرائيل وحظر نقل السفارات إلى القدس الشرقية وكذلك القرار 242 الذي أكد أن شرق القدس أراضي محتلة والدولة الفلسطينية التي يعترف بها الآن معظم أعضاء المجتمع الدولي عضو في الكثير من المنظمات الدولية وليست عضوا في الأمم المتحدة بسبب الفيتو الأمريكي والغربي. ولكنها عضو مراقب وبهذه الصفة عضو في محكمة العدل الدولية ورفعت أمامها دعوى ضد الولايات المتحدة لتلزم المحكمة واشنطن باحترام قرارات مجلس الأمن لأن واشنطن انتهكت هذه القرارات ونقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس الشرقية، خاصة وأن الكونجرس كان قد قرر عام 2002 قبيل غزو العراق الاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية ورخص للرئيس في الوقت المناسب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ورغم أن الدعوى مرفوعة على الولايات المتحدة عام 2018 والقضية واضحة يكون قد مضى عليها سبع سنوات ويبدو أن واشنطن هددت قضاة المحكمة الدولية مثلما هدد الكونجرس بفرض عقوبات على الجنائية الدولية إذا أدانت إسرائيل وأمرت بالقبض على زعماء إسرائيل فلما تحدت الجنائية الدولية واشنطن قام الكونجرس بفرض عقوبات على المحكمة وقضائها. وهكذا تحولت الدولة العظمى إلى معول هدم للقانون والقضاء الدوليين بسبب انحيازها للظلم الصهيوني، وإفلات إسرائيل من العقاب.

المطلوب رفع دعاوى ضد أمريكا أمام قضائها والقضاء الأوروبي وحبذا لو رفعت دعوى ضد ترامب شخصيًا بسبب إسرائيل الكبرى والاستيلاء على غزة وإفراغ فلسطين من أهلها وسوف نقدم إلى المدعي العام للمحكمة مذكرة بهذا المعنى.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فلسطين صوت الضمير الحيي
  • بالصور: القدس - 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • بن حبتور يشارك في فعالية إحياء ذكرى رحيل شيخ الإنشاد محمد حسين عامر
  • لبنان.. إنهاء تقليد إحياء ذكرى اغتيال كمال جنبلاط بعد اعتقال السلطات السورية للمجرم
  • بالصور.. المختارة تغصّ بالوفود لإحياء ذكرى كمال جنبلاط
  • العلاقة بين الدولة والسلطة والمنظمة في فلسطين
  • ذكرى ميلاد فيروز.. محطات في حياة أشهر طفلة بالسينما المصرية
  • إجراءات أمنية مشددة في سوريا تزامنا مع إحياء ذكرى الثورة
  • عاجل | الرئاسة السورية: الرئيس الشرع يصدر قرارا بصرف راتب شهر إضافي لموظفي الدولة بمناسبة عيد الفطر
  • بالصور: 80 ألف مصل يؤدون الجمعة الثانية من رمضان في "الأقصى"