في الشباك :الدوري لا يخدم المنتخب!

يستعد المنتخب الوطني لكرة القدم خلال المرحلة القادمة لخوض تحد جديد قد يستمر طويلا لما يزيد على عامين إذا واصل مسيرته في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وكأس أمم آسيا وهذا الأمر بكل تأكيد يحتاج لجاهزية فنية كبيرة وإعداد فني وبدني وتكتيكي وإلى عناصر قادرة على أن تتكيف مع الظروف الصعبة التي سيمر بها المنتخب الوطني بدءا من نهائيات آسيا مطلع العام المقبل وحتى نهاية التصفيات الآسيوية في 2025.

وفي ظل الوضع القائم وما نشاهده من مستويات فنية في منافسات دوري عمانتل فإن المهمة ستكون صعبة للغاية أمام برانكو مدرب المنتخب الوطني في تجهيز اللاعبين في حال اعتماده على مدربي الأندية في تجهيز اللاعبين وأن تكون منافسات الدوري هي الخيار الأهم كما يحدث في دول العالم لتجهيز اللاعبين فنيا وبدنيا.

الوضع في دورينا يختلف تماما، فليس هناك ما يشفع في إظهار مباريات بمستوى فني عال وكل المباريات التي تابعناها حتى الآن لا ترتقي إلا أن تكون تدريبية عادية ليس بها أي نوع من أنواع الجمل التكتيكية الفنية التي يمكن من خلالها الحكم على أن هناك جهدا يبذل من اللاعبين أو الأجهزة الفنية للأندية التي لا تلام في ظل عدم الجاهزية الفنية والبدنية الكاملة نظرا للإعداد الضعيف الذي سبق انطلاق الموسم إضافة لنوعية اللاعبين الموجودين وبما فيهم الأجانب الذين لم يضيفوا أي قيمة لمنافسات الدوري.

هذه الوضعية للدوري لها أسبابها ومسبباتها في ظل الإمكانيات المتاحة للأندية التي تأخرت كثيرا في فهم ما ذهبت إليه في السنوات العشر الماضية عندما خلطت الاحتراف بالهوية ودفعت الثمن غاليا وأصبحت مكبلة بالديون وبمطالبات مالية ترهق كاهلها وجمدت أندية أنشطتها واختفت أخرى عن المشهد بعد أن ظلت تكابر وتدافع عن مفهوم خاطئ لاحتراف منقوص.

وضع الدوري الحالي هو امتداد لوضع الأندية وهذا الأمر ينعكس أيضا على المنتخب الوطني الذي يحتاج لتجديد في الدماء بضخ عناصر جديدة، خاصة أن هناك لاعبين أعمارهم السنية قد لا تسعفهم للاستمرار لفترات طويلة ولهذا لابد من إيجاد صف بديل يكون جاهزا.

قرار لجنة المنتخبات الوطنية باستمرارية المنتخب الأولمبي وعدم التوقف خطوة مهمة لمساندة المنتخب الوطني الأول ولهذا لابد من الإسراع في اعتماد خطة واضحة المعالم لهذا المنتخب وتدعيمه بكادر تدريبي على مستوى عال من الكفاءة الفنية وأن يتم تجهيزه من أجل المشاركة في البطولات ومنها دورة كأس الخليج الخامسة والعشرين المقرر لها في الكويت نهاية العام المقبل على أن يستمر المنتخب الأول في مساره بالتصفيات المزدوجة.

الالتفات لمنتخبات المراحل السنية أصبح مطلبا مهما في هذه الفترة ويجب أن يركز اتحاد الكرة جهوده نحو وضع برامج إعداد فنية لهذه المنتخبات وعدم توقفها وأن تستمر في تدريباتها وتجاربها ومعسكرها وبطولاتها وألا يكون الرهان على الأندية في إعداد وتأهيل اللاعبين حتى ينصلح حالها وأن تجد من يعينها على وضعها القائم.

المصدر: لجريدة عمان