ماذا كشفت التحقيقات في حريق نينوى؟.. باب الطوارئ صغير ومخفي
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
كشف مجلس القضاء الأعلى العراقي مساء اليوم الأربعاء، عن ما أسفرت عنه تحقيقات محكمة الموصل، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بعد حريق قاعة أعراس الحمدانية، في محافظة نينوى، شمال العراق، والذي أدى إلى وفاة وإصابة المئات، وفق وكالة الأنباء العراقية «واع».
إجراءات مجلس القضاء الأعلى العراقيوجاء في البيان أن محكمة تحقيق الموصل أفادت بأن حريق الحمدانية اندلع في تمام الساعة 11:30 مساء أمس الثلاثاء، حيث تم الانتقال إلى موقع الحادث، وأصدر قاضي التحقيق توجيهات للأجهزة الأمنية بالقبض على المتسببين في الحادث.
مقربون من عائلتهم يؤكدون: العريس والعروس على قيد الحياة وتمكنوا من الخروج وهم بصحة جيدة . pic.twitter.com/VCpnGHAqbx
— ريحانه المصطفئ (@alhashed_1) September 27, 2023كما تم القبض على بعض العاملين في القاعة المشرفين على تنظيم العرس ونصب الألعاب النارية، والتي كانت السبب في احتراق القاعة المسقفة بمادة البلاستيك القابلة للاشتعال.
وأوضحت أن التحقيق أفضي إلى أنه تم إحاطة سقف القاعة بأقمشة سريعة الاشتعال، كانت السبب في انتشار الحريق، وانقطاع التيار الكهربائي، ولم يكن هناك مخرج بعد غلق الباب الرئيسي للقاعة، بينما كان باب الطوارئ صغيراً ومخفياً، وبسبب العدد الكبير من المدعوين، لم يتمكن كثيرون من النجاة بأنفسهم من النيران.
وأضافت التحقيقات أن النيران تسببت في إثارة حالة من الذعر وتدافع المدعوين، بالتزامن مع انتشار النيران بصورة كبيرة، مما تسبب في وفاة أكثر من 450 شخصاً، وفق تقديرات غير نهائية، وإصابة حوالي 150 آخرين، عدد كبير منهم في حالة خطيرة.
وتابعت المحكمة أن قاضي التحقيقات قام بإجراء كشف مكان الحادث، واستمعت إلى أقوال المتهمين، وعددهم 9 أشخاص، حيث تم إصدار مذاكرات قبض وتفتيش بحق صاحب القاعة، سمير سولاقة، والمشرف المسؤول عن تنظيم القاعة، المدعو مارتن عصام، وفق أحكام المادة 342/ 1 و2 و4 ومن قانون العقوبات العراقي.
القبض على صاحب قاعة الحمدانيةيذكر أن صاحب القاعة سمير سولاقة، وبقية المتهمين الهاربين، قاموا بتسليم أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية في محافظة أربيل المجاورة في شمال العراق، وتم استلامهم من قبل الأجهزة الأمنية ونقلهم إلى مدينة الموصل في محافظة نينوى لاستكمال التحقيقات وتدوين أقوالهم قضائياً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس القضاء العراقي حريق العراق العراق الدفاع المدني حريق نينوي حريق العراق حريق العراق حادث العراق حنين وريفان
إقرأ أيضاً:
هل يمكن لثقب أسود صغير أن يقضي عليك؟
لا يخفى على أحد اليوم أن الثقوب السوداء لها سلوك عنيف عندما تتعامل مع المادة حولها، فهي قادرة على تمزيق وتفتيت أي جسم أو جرم سماوي قريب منها مهما بلغت كتلته وضخامته، فبمجرّد اجتياز حدود أفق الحدث، لن يكون بمقدور أي ذرّة الهروب من الجاذبية الشديدة للثقب الأسود.
غير أن هذا القول ينطبق على الثقوب السوداء الكبيرة الحجم والهائلة، فماذا عن الثقوب السوداء الصغيرة التي بالكاد يمكن قياس قطرها، هل يمكن أن تخلق الاضطراب ذاته في النسيج الكوني؟ وهل يمكن أن تنجو إذا ما مررت بها؟
دفعت هذه التساؤلات مجموعة من الباحثين للتحقق من الإجابة التي بدت بديهية للوهلة الأولى. لكن النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة من جامعة برينستون تشير إلى أن الإجابة العلمية أكثر تفصيلا وتعقيدا مما كان متوقعا.
وقد ركّزت الدراسة في البداية على نوع خاص منها، وهي الثقوب السوداء البدائية، التي يُعتقد أنها أصغر بكثير من الثقوب السوداء التي تشكلت بفعل انهيار النجوم الكبيرة. ويعتبر هذا النوع قد نشأ في اللحظات الأولى من عمر الكون، ويفترض العلماء بأن كتلتها تتراوح من كتلة ذرة الهيدروجين الواحدة إلى عدة مرات من كتلة الأرض. وبينما لم يُلاحظ أي ثقب أسود بدائي بشكل مباشر، فإن وجودها مقرونا بالحسابات الرياضية.
إعلانويشير الفيزيائيون إلى أن الثقوب السوداء التي تقل كتلتها عن تريليون كيلوغرام، فإنها قد تبخرت بفعل تأثير إشعاع هوكينغ، وأي ثقب أسود تفوق كتلته 10 كوينتيليونات كيلوغرام (عشرة مرفوع للأس 20)، فإنه قادر على إحداث تأثير عدسة الجاذبية. وهذا ما يدفع الباحثين إلى تقليص نطاق بحثهم على كلّ ما هو بين هذين الحدين في حساباتهم، وهو نطاق مماثل لكتلة الكويكبات الموجودة حولنا.
مخاطر الثقوب السوداء البدائيةما يجعل الثقب الأسود خطيرا هو قوى المد بفعل الجاذبية الشديدة، فكلما اقتربنا من الثقب الأسود، تزداد شدة الجاذبية على نحو متسارع، مما يخلق نوع من عدم الاستقرار بين طرفي الجسم -الطرف المقابل والطرف البعيد- فتحدث استطالة شديدة في العظام والأنسجة حتى تتفتت تماما.
ويطرح العلماء السؤال المهم، هل يمكن لمثل هذه الثقوب التي تبلغ كتلتها كتلة الكويكبات، أن تولد مثل هذه الجاذبية الشديدة، هذا إذا ما علمنا أن هذه الثقوب السوداء بهذه الكتلة الضئيلة لن يتجاوز قطرها ميكرومتر واحد، وعليه، فإن مدى الأثر سيكون محدودا للغاية.
فلو مرر أحدهم يده على مثل هذا الثقب الأسود، سيلاحظ ضررا طفيفا نسبيا، ولكن يصبح الأمر أسوأ إذا تعرضت مناطق حساسة في الجسم للثقب الأسود، مثل الرأس، فمن المحتمل أن تتسبب قوى الجاذبية في تمزيق خلايا الدماغ الدقيقة وإتلافها، مما يسبب إصابة قاتلة.
ثم إن التأثير الآخر الأساسي للثقوب السوداء البدائية هو الموجات الصدمية التي تولدها. فعند مرور ثقب أسود عبر جسم ما، يولد موجة كثافة تنتشر عبر الجسم، محدثة صدمة جسدية وناقلة للطاقة الحرارية. وبذلك، فإنها تسبب ضررًا مشابهًا لذلك الناتج عن رصاصة تخترق الجسم. ويمكن لهذه الموجات الصدمية أن تكون مميتة من خلال إلحاق الضرر بالخلايا والأنسجة.
ورغم أن هناك احتمالا علميا منطقيا بأن الثقوب السوداء البدائية قد تكون قاتلة في ظل ظروف معينة، فإن مثل هذا الحدث سيكون نادرا للغاية في واقع الأمر، نظرا إلى اتساع الفضاء الهائل، حتى لو كانت هناك ثقوب سوداء بدائية بحجم الكويكبات، فإن فرص تداخلها مع مسار شخص ما ستكون ضئيلة للغاية.
إعلانووفقا لتقديرات الدراسة، فإن احتمالات حدوث هذا في حياة فرد هي أقل من واحد في 10 تريليونات، وهو سيناريو يكاد يكون مستحيلا في عمر الفرد.