شاهد: إحياء ذكرى المولد النبوي في القيروان.. لوحة بديعة للفرح والسلام
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
تتميز مدينة القيروان عن سائر المدن التونسية الأخرى بطابع خاص في احتفالها بالمولد النبوي كل عام، ممّا يجعلها وجهة لآلاف الزوّار طلبا للنفحات الدينية، ومعايشة الأجواء الفريدة بالمدائح والأذكار. كما جرت العادة أن تتبادل الأسر القيروانية الأطباق والحلويات وخصوصاً "المقروض" الذي تختص به المنطقة.
اعلانتدخل المدينة في حركية كبيرة لاستقبال المولد والاحتفاء بزوّارها، وتبدو الأجواء روحانية بامتياز، خاصة في محيط "جامع عقبة بن نافع"، أحد أقدم المساجد في شمال إفريقيا (بني سنة 670 ميلادي)، حيث يُتلى القرآن ويتم الإعلان عن نتائج مسابقة حفظ الأحاديث النبويّة.
كما تتعالى أصوات الأذكار الدينية، وتفوح رائحة البخور، وتُسمع المدائح التي تتغنى بالرسول، وتجوب فرق الإنشاد الصوفي الشوارع والساحات.
وتتضمن هذه المناسبة الدّينيّة التي يحتفي بها السكّان، حركة اقتصادّية نشطة، كما تشهد إحياء عادات وتقاليد خاصة، ومن بينها تزيين المعالم الإسلامية التي تزدان بها المدينة وإعداد الحلويات الشعبية.
شاهد: احتفالات بالمولد النبوي الشريف في العراق وباكستانشاهد: كيف احتفل السوريون في دمشق بالمولد النبويللمرة الأولى منذ تدميره... سكان الموصل يحيون المولد النبوي في مسجد النوريشاهد: القدس تحتفي بالمولد النبوي على طريقتهاوقد نظمت جمعية "القيروان مدينتي" مسابقة في صنع حلويات "المقروض"، وتبارت النسوة والفتيات في صنع هذه الحلويات القيروانية الأصيلة التي تعتبر علامة بارزة في التراث الثقافي للقيروان.
وممّا أضفى طابعاً خاصا على هذه التظاهرة، ارتداؤهن للأزياء التقليدية وما صاحب هذه العملية من أناشيد صوفية.
يسمى المقروض "حلويات الأغالبة" نسبة لدولة الأغالبة في القيروان، ويُصنع من السميد المحشو بالتمر الذي يٌقلى، قبل غمس المعجنات في القَطر وماء زهر البرتقال، وقد تضاف إليه بعض الفواكة الجافة المرحية مثل اللوز أو السمسم.
وشعبياً، يتم كذلك توزيع طبق العصيدة التقليدي الشهير الذي يُعدّ خصيصا بهذه المناسبة، والعصيدة تطبخ من دقيق القمح ويضاف إليها زيت الزيتون ثم يرش عليها السكر. وأحياناً تزاحمها عصيدة "الزقوقو" المصنوعة من ثمار الصنوبر الحلبي.
وتتفنن ربات البيوت في تزيين هذه الأطباق وتوزيعها على الجيران والأهل.
وككل عام تتجه الأنظار كذلك إلى مقام الصحابي "أبي زمعة البلوي"، حيث تتبارى فِرق الإنشاد الصوفي وفرق "العيساويّة" و"السّلاميّة".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوكرانيا ستقاطع مسابقات "ويفا" عقب السماح للفرق الروسية ما دون 17 عاما بالمشاركة بينما كان أولاده في الداخل... لصوص يسطون على منزل نجم كرة القدم الإسباني راموس شاهد: الآلاف يحيون ذكرى تعاليم غورو رينبوتشي في مهرجان تسيشو في بوتان تقاليد وممارسات الإسلام القيروان تونس اعلانالاكثر قراءة خمسة أدوية لا يجب تناولها عند احتساء القهوة..تعرّف عليها سجال وتبادل اتهامات بين المغرب والجزائر في الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية مسؤول تنفيذي في الخطوط الجوية القطرية: "الفحوصات المهبلية في المطار حدثت مرة واحدة" من الجزائر.. الأمم المتحدة تدعو حكومة تبون لإسقاط التهم عن معتقلي الحراك والعفو عنهم العراق: زفاف يتحول إلى مأساة.. مئة قتيل على الأقل بحريق شب في قاعة أعراس في نينوى اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next العراق: زفاف يتحول إلى مأساة.. مئة قتيل على الأقل بحريق شب في قاعة أعراس في نينوى يعرض الآن Next فرنسا تنسحب.. السفير الفرنسي لدى النيجر يغادر نيامي يعرض الآن Next مدفيدف يزور شرق أوكرانيا والجيش الروسي جنّد 325 ألف شخص منذ بداية العام يعرض الآن Next المغرب يستضيف كأس الأمم الإفريقية 2025 (رسمي) يعرض الآن Next صور أقمار صناعية| ثلث سكان ناغورني قره باغ يفرون نحو أرمينيا LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم أرمينيا فرنسا أذربيجان منظمة الأمم المتحدة إسبانيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا نساء ناغورني قره باغ رياضة Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار أرمينيا فرنسا أذربيجان منظمة الأمم المتحدة إسبانيا الاتحاد الأوروبي My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الإسلام القيروان تونس أرمينيا فرنسا أذربيجان منظمة الأمم المتحدة إسبانيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا نساء ناغورني قره باغ رياضة أرمينيا فرنسا أذربيجان منظمة الأمم المتحدة إسبانيا الاتحاد الأوروبي بالمولد النبوی الأمم المتحدة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
تكريم واصطفاء
محمد رامس الرواس
يقول المولى عزَّ وجلَّ في مُستهل سورة الإسراء "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
وذكرى الإسراء والمعراج ذكرى عطرة ومعجزة كبرى تحيا بها نفوسنا كل عام نستذكر من خلالها تكريم المولى عزَّ وجلَّ لنبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بما تحمله من معانِ وعبر وعظات. وليلة الإسراء والمعراج معجزة ربانية ورحلة مباركة اختص الله بها نبيه الكريم- عليه أفضل الصلاة والسلام- وكانت بمثابة تأييد ومواساة رفع فيها المولى عز وجل ذكر نبيه عليه الصلاة والسلام وأعلى شأنه، ولقد وهبه خلالها منزلة عُليا لا تضاهيها منزلة في الكون كله، وأكرم أمته أيما إكرام وختم الله له في نهايتها بنعمة الإنعام ألا وهي فرض الصلاة لتكون صلة دائمة بين العبد وربه سبحانه وتعالى.
إنَّ رحلة الإسراء والمعراج معجزة إلهية يعجز العقل البشري عن تصورها، ولقد اختصَّ الله- عز وجل- في هذه المعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمناقب لم تمنح لأحد غيره ومنحه عطايا لم يحصل عليها نبي أو رسول أو أحد من الملائكة المقربين، حيث أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وفيها أمّ الأنبياء، ثم عُرج به إلى السماء لتكون هذه الرحلة العظيمة شاهدة على أفضليته بين سائر الأنبياء والخلق أجمعين.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في بُردته:
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ
خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ
أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَاِنكَشَفَت لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ
وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ
لقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج لتثبت نبوة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في العالمين، ولتُؤكد صدق قوله وكانت اختبارًا حقيقيًا لمتبعي الدعوة بمكة، وتثبيتًا لمن صدقَّ بها من المؤمنين، كما كانت دعمًا معنويًا لنفسيته عليه الصلاة والسلام جزاء صبره وثباته جراء ما عاناه من مصاعب لا يحتملها بشر، فقد غسلت رحلة الإسراء والمعراج أحزانه وأدخلت عليه البهجة والسرور، خاصة بعد حزنه لوفاة زوجته السيدة خديجة وعمه أبي طالب وما حصل له عليه الصلاة والسلام شخصيًا من زيادة أذى كفار قريش وتنكيل وتعذيب لمن آمن بدعوته.
إنَّ هذه الرحلة الإلهية المُباركة كانت التكريم الفعلي للنبي عليه الصلاة والسلام من لدن العلي القدير حيث جعله يطلع على الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، كما كشفت عن مكانته عليه الصلاة والسلام عند ربه بما علمه من معارف وعلوم وأسرار، وبما رأى من مشاهد كثيرة في ملكوت السماوات والأرض منها: سدرة المنتهى، وجنة المأوى، وأقطار الكون، لقد كانت بحق رحلة تشريف وتكريم وتثبيتٍ منه عز وجل لنبيه الكريم، وتفريجًا لهمِّه وكربِه، وذهابًا لحزنه، وانشراحًا لصدره الشريف مما لاقاه من مصاعب، لذا جاءت معجزة الإسراء والمعراج منحة ربانية، ومعجزة خارقة لقوانين الطبيعة، تُعلنُ لجميع الخلق مكانة وقدر النبي عليه الصلاة وأزكى السلام ورؤيته لآيات الله الكبرى.
ويقول الله عزَّ وجلَّ في سورة النجم: "ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَىٰ (9) فَأَوحَىٰ إِلَىٰ عَبدِهِۦ مَا أَوحَىٰ (10) مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَد رَءَاهُ نَزلَةً أُخرَىٰ (13) عِندَ سِدرَةِ ٱلمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلمَأوَىٰ (15) إِذ يَغشَى ٱلسِّدرَةَ مَا يَغشَىٰ (16) مَا زَاغَ ٱلبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَد رَأَىٰ مِن ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلكُبرَىٰ".
ختامًا.. لقد دلَّلت هذه الرحلة على أهمية المسجد الأقصى عند المسلمين وعظيم مكانته وقدسيته؛ فأنزل الله السور والآيات البينات شواهد خالدة على ذلك إلى يوم الدين، ولقد كانت ولا تزال رحلة الإسراء والمعراج رحلة ربانية عظيمة نستلهم منها الدروس والعِبر من ثبات وقوة إيمان وأنه لا بقاء للمحن لأنَّ الله مُصَّرف الكون ومالكه يدفعها ويزيلها متى شاء عزَّ وجلَّ، وعلى المسلم أن يستفيد من هذه الرحلة الربانية العظيمة ويقرأ تفاصيلها بتمعن ويُطابق المشاهد التي وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام على واقعه الحالي كي يُقوم ويُصلحَ ما اعوَّج في حياته لأن ذلك يخرجه إلى علم ونور.
رابط مختصر