عواصم " وكالات ": اتهمت موسكو اليوم الأربعاء لندن وواشنطن بمساعدة كييف في قصف مقرّ الأسطول الروسي في البحر الأسود بشبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "ليس لدينا أدنى شكّ في أن الهجوم كان مخططًا له مسبقًا باستخدام وسائل الاستخبارات الغربية ومعدات الأقمار الاصطناعية التابعة لحلف شمال الأطلسي وطائرات الاستطلاع".

وأضافت أن الضربة نُفّذت "بتنسيق وثيق مع أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية".

ولم تردّ لندن وواشنطن بعد على الاتهامات الروسية.

الاثنين، أعلنت أوكرانيا أنها قصفت الجمعة مقرّ البحرية الروسية في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، متسببة بحريق كبير.

ولفتت روسيا يوم الهجوم إلى أن عسكريًا واحدًا فقط في عداد المفقودين، فيما قالت كييف إن الضربة قتلت 34 ضابطًا بينهم قائد الأسطول فيكتور سوكولوف.

غير أن سوكولوف ظهر في مقطع فيديو غير مؤرّخ بثته قناة "زفيزدا" التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية على تلغرام، قال فيه إن أسطول البحر الأسود "ينفّذ المهام التي حددتها القيادة".

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة اللقطات أو تاريخها.

وفي سياق آخر، أعربت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا عن أملها في أن يبدأ الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية السنة مفاوضات لانضمام أوكرانيا ومولدافيا إليه، داعية إلى عدم "تخييب" آمال هاتين الدولتين المرشحتين.

وفي لقاء أجرته امس مع "يوروبيين نيوزروم" التي تضم وكالات أنباء أوروبية من بينها وكالة فرانس برس، قالت المسؤولة المالطية ردأً على سؤال حول الموعد الذي اقترحه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال لتوسيع الاتحاد الأوروبي في عام 2030 "بدلاً من التركيز على التاريخ مع أنه من الجيد أن يكون هناك تاريخ مطروح على الطاولة، لنركز على بدء مفاوضات الانضمام بحلول نهاية العام على ما نأمل".

واضافت "إذا كانت أوكرانيا ومولدافيا مستعدتين، يمكن البدء بمفاوضات الانضمام ومن ثم اتخاذ التدابير تدريجا، خطوة خطوة. كل دولة تتبع مسارها، ولكن دعونا لا نخيب آمال الملايين من الناس الذين يعتبرون أوروبا ديارهم".

ولطالما أظهرت رئيسة البرلمان الأوروبي دعمها لأوكرانيا ولانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وكانت أول مسؤولة في هيئة تابعة للاتحاد الأوروبي تزور كييف، في أبريل 2022، بعد بدء الحرب.

في يونيو 2022، منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع مرشحة لعضوية الاتحاد في لفتة رمزية، وكذلك لمولدافيا. وفي المقابل، رفض منح هذا الوضع لجورجيا، مطالباً تبليسي بمزيد من الإصلاحات.

ومن أجل انلاتقال إلى المرحلة التالية المتمثلة في فتح مفاوضات الانضمام، حددت المفوضية الأوروبية سبعة معايير لكييف كشروط لبدء مفاوضات الانضمام، لا سيما تعزيز مكافحة الفساد المستشري والقيام باصلاحات قضائية.

وفي تقييم مرحلي في، قدرت المفوضية أنه تم استيفاء معيارين وأن المعايير الخمسة الأخرى كانت "على مستوى معين من التقدم".

يفترض أن تقدم المفوضية تقريرا في نهاية أكتوبر حول وضع التقدم الذي أحرزته أوكرانيا ومولدافيا قبل ان تبحث الدول الأعضاء الـ27 المسألة خلال قمة بروكسل في منتصف ديسمبر.

وقد تستغرق هذه المفاوضات بعض الوقت قبل أن تفضي إلى الانضمام.

الى جانب أوكرانيا، نالت خمس دول من غرب البلقان (ألبانيا والبوسنة ومقدونيا الشمالية ومونتينغرو وصربيا) ومولدافيا وضع مرشحة للانضمام. وبدأ بعضها مفاوضات الانضمام منذ أكثر من عشر سنوات. فيما توقفت المفاوضات مع تركيا منذ سنوات عدة.

من جهة اخرى، حثت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) على زيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، على غرار دول البلطيق.

وأشارت كالاس إلى أن إستونيا ستزيد بند الإنفاق الدفاعي في موازنة العام المقبل ليصل إلى3.2% من الناتج المحلي الإجمالي.

وقالت كالاس، لوكالة الأنباء الألمانية، على هامش "مؤتمر البلطيق السنوي للدفاع" الذي يعقد في العاصمة الإستونية تالين الذي اختتم اعماله اليوم الأربعاء، "وهذا شيء أدعو إليه أيضا على مستوى الناتو".

وكان الوضع الأمني الإقليمي بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر.

وقالت كلاس "انظروا إلى عام 1988 عندما أنفق جميع الأعضاء في الناتو أكثر من 1% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع. ولماذا؟ لأنهم اعتبروا الخطر جديا. لكن الخطر الآن أكبر مما كان عليه خلال الحرب الباردة لأن الحرب عادت إلى أوروبا".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی مفاوضات الانضمام

إقرأ أيضاً:

السفير الروسي في القاهرة يكتب: نعرض السلام على الغرب مرة أخرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

إن الأزمة الأوكرانية مستمرة منذ ١١ عاما. لم تبدأ فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، بل قبل ١٠ سنوات. ثم - فى فبراير ٢٠١٤ - حصل انقلاب فى كييف، ونتيجة لذلك توصلت القوات القومية الموالية للنازية إلى السلطة. علاوة على ذلك، كانت تحظى بالمساعدة الفعالة من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة التى رعتها حرفيا.
من قبل خطط الغرب لفصل أوكرانيا عن روسيا بالكامل. والواقع أنها أصبحت مستقلة بالفعل منذ عام ١٩٩١ لم يكن كافيا بالنسبة له. لقد تطلع إلى تدمير القرابة العرقية والروحية بين الروس والأوكرانيين تمامًا، وتغيير وعى الأوكرانيين من أجل جعل الأراضى الأوكرانية قاعدة عسكرية لحلف شمال الأطلسى ضد روسيا الاتحادية.
كانت أوكرانيا جزءًا لا يتجزأ من روسيا فى معظم تاريخها، لكنها وقعت تحت الحكم البولندى لعدة قرون. وتعد كييف أحد المركزين الرئيسيين فى سياق ظهور الدولة الروسية الموحدة فى القرن التاسع وكانت عاصمتها العريقة منذ ما يقرب من ٤٠٠ عام. حتى كلمة "أوكرانيا" بنفسها فلم تكن أصليا اسمًا جغرافيًا محددًا، ولكن كانت تعنى الحدود والأراضى النائية على حدودنا الغربية من بحر البلطيق إلى البحر الأسود. من القرنين السابع عشر والثامن عشر، تسلمت منطقة شاسعة محددة فى المجرى الوسطى من نهر دنيبر هذا الاسم بصفتها إحدى المناطق الروسية حصرا مثل منطقة الفولغا أو جبال الأورال أو سيبيريا.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، بدأ موضوع "الأمة الأوكرانية المستقلة" فى الترويج بنشاط من قبل ألمانيا والنمسا، اللتين حاربتا روسيا وحاولتا تنظيم الفوضة الداخلية فى بلدنا. وعندما حدث ذلك فى عام ١٩١٧، تبع الشيوعيون الروس نفس الخط، ولأسباب سياسية أنشأوا فى إطار الاتحاد السوفيتى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية. علاوة على ذلك، فقد أدرجوا فى هذا الكيان من طرفه الشرقى منطقة دونباس الصناعية الروسية من أجل زيادة عدد الطبقة العاملة، والأراضى فى الجنوب على طول البحر الأسود وبحر آزوف التى استولت عليها الإمبراطورية الروسية فى تركيا فى القرن الثامن عشر واستوطنها الفلاحون الروس. وفى عام ١٩٣٩ تم دمج مناطق فى غرب أوكرانيا كانت فى السابق جزءًا من روسيا القديمة وبعد ذلك انضمت الى بولندا وفى عام ١٩٥٤ تمت إضافة شبه جزيرة القرم الروسية. خلال وجود الاتحاد السوفيتى الموحد لم يلعب هذا دورًا كبيرًا، ولكن بعد انهياره تحولت أوكرانيا بهذا التكوين، بشكل غير متوقع بالنسبة للأغلبية الساحقة من سكانها، إلى الدولة ذات سيادة التى لم يسبق لها مثيل.
اعترفت روسيا الاتحادية، على الرغم من خسارة أراضيها، بدولة أوكرانيا فى عام ١٩٩١ وبذلت قصارى جهدها لبناء علاقات حسن الجوار. علاوة على ذلك، دعمت اقتصادها من خلال بيع النفط والغاز بأسعار منخفضة ومنح قروض ميسرة كبيرة، ولم تسددها أوكرانيا عندما وقعت فى فبراير ٢٠١٤ بالكامل تحت تأثير الغرب وفقدت سيادتها فعليًا.
بدأت أوكرانيا تفقد أراضيها فقط بسبب خطأ القيادة القومية التى كانت تتصرف بناءً على أوامر غربية. وكانت شبه جزيرة القرم تظل جزءًا منها لو لم يقم النازيون الجدد بتنظيم انقلاب مسلح، واستولوا على كييف، وأعلنوا عزمهم على حظر اللغة الروسية وإخضاع الروس للاضطهاد، بل وحتى العنف الجسدي. فى تلك الأيام، أقنعت روسيا الرئيس الأوكرانى آنذاك بالموافقة على إجراء انتخابات مبكرة، وأقنعت الولايات المتحدة بعدم التحريض على الانقلاب لكن واشنطن راهنت تحديدا على الاستيلاء على السلطة بالقوة.
وكان من الممكن أن تظل منطقة دونباس أوكرانية أيضًا لو لم يبدأ نظام كييف الجديد فى إعادة كتابة التاريخ، وتمجيد أعوان هتلر الدمويين، ولو لا عدم الوفاء باتفاقيات مينسك التى أبرمتها السلطات الأوكرانية بنفسها مع دونيتسك ولوغانسك فى ٢٠١٤-٢٠١٥ بمشاركة روسيا وألمانيا وفرنسا. فى الآونة الأخيرة، اعترف الزعماء الأوكرانيون والألمان والفرنسيون فى ذلك الوقت علنا أنهم لم يكن يعتزمون الوفاء بالاتفاقيات المتعلقة بمنح للمناطق التى قاومت القوميين الأوكرانيين بحزم أى نوع من الحكم الذاتي، لكنهم أرادوا فقط كسب الوقت وتجميع الإمكانات العسكرية وحل المشكلة لصالح كييف بتشغيل القوة الغاشمة التى كانت تستخدمها بالفعل بشكل مفرط. 
وفى الوقت نفسه، كانت روسيا تقنع دونباس بالبقاء جزءا من أوكرانيا لمدة سبع سنوات. فى فبراير ٢٠٢٢ فقط عندما شنت القوات الأوكرانية قصفا مدفعيا ضخما لعدة أيام على دونيتسك ولوغانسك فى إطار الاستعداد لهجوم جديد ومذبحة للسكان المحليين اعترفت روسيا باستقلال جمهوريتى دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وبدأت ان تساعدهما. 
علاوة على ذلك، قبل شهرين من بداية هذه الاحداث – فى ديسمبر ٢٠٢١ حاولنا مرة أخرى تشجيع الغرب على مراعاة مصالح أمننا وعدم جر أوكرانيا إلى كتلة الناتو المناهضة لروسيا. لقد رفضت واشنطن وبروكسل عن قبول الاقتراحات بوقاحة، لأنهما كانتا عازمتين بالفعل على تاسيس قواعد عسكرية فى شرق أوكرانيا، بما فى ذلك التى تمتلك بالصواريخ تستطيع ان تصل إلى موسكو وغيرها من المدن الروسية الكبرى.
وحتى بعد اطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة اقترحنا اجراء المفاوضات. وفى مارس ٢٠٢٢ تم الاتفاق بشكل كامل على نص اتفاقية مع وفد كييف قادرة على وقف إراقة الدماء على الفور والحفاظ على منطقتى زابوروجيا وخيرسون، التى سيطرت عليهما القوات الروسية، كجزء من أوكرانيا. وكان من المطلوب من السلطات الأوكرانية أن تتخلى عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى ونزع السلاح وتدمير النازية فى البلد. ولكنه سارع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون على الفور إلى كييف وطلب بالتنسيق مع الولايات المتحدة من فلاديمير زيلينسكى بمواصلة الحرب وامتثل رئيس نظام كييف أمره ونتيجة لذلك، قتل بالفعل مئات الآلاف من جنوده.
وكما النتيجة لذلك صوت سكان جمهوريتى دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وزابوروجيا وخيرسون فى الاستفتاء الحر والمستقل الذى تم إجرائه فى سبتمبر ٢٠٢٢ بأغلبية ساحقة للاصوات لصالح الانضمام إلى روسيا الاتحادية. وهى الآن مناطق روسية، مثل شبه جزيرة القرم، وهذا القرار لا يخضع للمراجعة.
ولكن، انطلاقا من الرغبة فى الحفاظ على حياة الأوكرانيين، الذين ينتمون إلى العرق الروسى وببساطة يتحدثون لهجة مختلفة من نفس اللغة التى نتكلم بها، أطلق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ١٤ يونيو ٢٠٢٤ مبادرة السلام الجديدة. وفى الواقع، هذا هو الاقتراح الخامس للطرف الروسى منذ عام ٢٠١٤ الذى يهدف إلى ضمان استمرار أوكرانيا فى الوجود كدولة مستقلة وهو موجه إلى سلطاتها والغرب.
وستتوقف عمليات القتال بمجرد موافقة نظام كييف على سحب قواته من كافة الأراضى الروسية والبدء فعليا بهذا الانسحاب والاعتراف بملكية روسيا للمناطق الخمس المذكورة أعلاه وتأكيد موافقته على عدم الانضمام الاوكرانى إلى أى تكتلات عسكرية والتدمير بقات الأسلحة الثقيلة ووقف انتشار الأيديولوجية النازية التى أصبحت جزءا من المناهج الدراسية. ولا بد من مناقشة الظلال الدقيقة فى تنفيذ هذه الشروط فى المفاوضات اللاحقة. وفى موازاة ذلك، يجب على الغرب أن يرفع العقوبات المفروضة علينا.
وأن هذه المبادرة هى سبيل وحيد لحل الصراع. إن الاقتراح الروسى يتماشى مع سياستنا الطويلة الأمد المتمثلة فى حسن الجوار مع أوكرانيا والتعايش السلمى مع الغرب، ولكنه يستند بطبيعة الحال إلى حقائق اليوم. وقد تتغير هذه الشروط فى المستقبل حسب الحقائق على الارض، كما تغيروا بالفعل خلال السنوات العشر الماضية.
إن روسيا جادة فى نية إلى إنهاء المواجهة العسكرية التى أثارها الغرب والتى تخلف تأثيرا سلبيا ليس فقط على المشاركين المباشرين فيها، بل وأيضا على المجتمع الدولى بأسره. ولكننا لا نرجو السلام بل نقترحه. إذا لم يغادر المحتلون الأوكرانيون أرضنا واستمرت الولايات المتحدة وأتباعها فى تزويد كييف بأسلحة فتاكة جديدة وتهديدنا بحرب نووية، فإن القوات المسلحة الروسية ستفى بواجبها فى الدفاع عن الوطن.
وننطلق من أن تعبر دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، التى تمثل الأغلبية العالمية، عن موقفها أيضا وستطالب من الغرب، الذى لا تقتل سياساته العدوانية اليوم الروس فحسب، وبل أيضا الفلسطينيين فى قطاع غزة، بالتوقف عن تقويض الاستقرار العالمي. ولا تزال مبادرة السلام الروسية مطروحة على الطاولة.
 

مقالات مشابهة

  • آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /30.06.2024/
  • القوات الروسية تحرر بلدة شومي في جمهورية دونيتسك الشعبية
  • آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.06.2024/
  • السفير الروسي في القاهرة يكتب: نعرض السلام على الغرب مرة أخرى
  • بوريل: 3 دول لم تنضم إلى قرار تسليم أوكرانيا دخل الأصول الروسية
  • آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /28.06.2024/
  • "فاينانشال تايمز": إسرائيل تشارك في مفاوضات لتسليم أنظمة "باتريوت" إلى نظام كييف
  • جوليان سميث: "الناتو" لا يعتبر نفسه طرفا في الصراع بأوكرانيا ولكنه "مخول بدعم كييف"
  • روسيا تعرض السلام علي الغرب مرة أخري
  • الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يوقعان اتفاقية في بروكسل حول الضمانات الأمنية لكييف