الرئيس الأذربيجاني يعرض السماح للأمم المتحدة بزيارة ناجورنو كاراباخ مع تزايد نزوح الأرمن
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
عواصم " وكالات ": عرض الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، السماح للأمم المتحدة بدخول ناجورنو كاراباخ، في الوقت الذي تضغط عليه الولايات المتحدة بشأن نزوح الأرمن من المنطقة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للانباء عن الحكومة في يريفان قولها اليوم الأربعاء، إن هناك أكثر من 47 ألف شخص فروا من ناجورنو كاراباخ إلى أرمينيا حتى ظهر اليوم.
وقال مسؤولون محليون إن المنطقة كان يعيش بها 120 ألف أرمني قبل أن تنفذ أذربيجان الهجوم العسكري في الأسبوع الماضي من أجل السيطرة على المنطقة بشكل كامل.
وأفادت وكالة الأنباء الأذربيجانية الرسمية "أزارتاك" بأن علييف أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مكالمة هاتفية، أنه مستعد لتنظيم زيارة لممثل الأمم المتحدة في باكو إلى ناجورنو كاراباخ.
وبينما ترفض أذربيجان المزاعم الأرمينية بشأن "التطهير العرقي" في الإقليم، تضغط الولايات المتحدة على علييف من أجل السماح بإرسال بعثة مراقبة دولية إلى ناجورنو كاراباخ، للمساعدة في ضمان أمن من يعيشون هناك.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي، إن روسيا حافظت دائما على علاقات ودية مع أرمينيا ولم ولن تكون أبدا البادئ أو السبب في تدهور العلاقات.
وأضافت زاخاروفا "تواصل روسيا تنفيذ مهمتها. قواتنا لحفظ السلام متواجدة في المنطقة. وهذا أفضل تأكيد لنوايانا وموقفنا الحقيقي. ولطالما قمنا بتعزيز علاقات التحالف مع أرمينيا، ولم ولن نكون أبدا البادئ أو السبب في أي تدهور"، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء.
وقالت زاخاروفا إن روسيا تفترض أنه "سيستمر تنفيذ جميع الاتفاقيات المتعلقة بتطوير التعاون الثنائي بما يخدم مصالح الشعبين".
من جهة اخرى، تواصل أرمينيا اليوم الأربعاء استقبال عشرات آلاف اللاجئين من ناغورني قره باغ، إذ فرّ نحو نصف سكان هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز ذات الغالبية الأرمينية، بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان.
وأعلنت أرمينيا الأربعاء وصول أكثر من 50 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ إلى أراضيها، عقب العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل أكثر من 400 شخص من الطرفين.
إلى ذلك، ما زال أكثر من 100 آخرين في عداد المفقودين جراء انفجار مستودع للوقود في جيب ناغورني قره باخ مساء الإثنين في خضم النزوح الجماعي، ما أدى إلى مقتل 68 شخصًا على الأقل وإصابة 290 آخرين.
وكانت أذربيجان قد فتحت الأحد الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني قره باغ بأرمينيا، بعد أربعة أيام من استسلام الانفصاليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضع المنطقة التي تضم نحو 120 ألف نسمة غالبيتهم من الأرمن، تحت سيطرة باكو.
وتعهّدت أذربيجان السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا، لكنها أوقفت رجل الأعمال روبن فاردانيان الذي قاد الحكومة الانفصالية في الإقليم من نوفمبر 2022 إلى فبراير 2023، أثناء محاولته الوصول إلى أرمينيا اليوم الأربعاء.
والمحطة الأولى بالنسبة لمعظم الوافدين إلى أرمينيا هي بلدة غوريس الحدودية.
وتضيق شوارعها بمئات السيارات في خضم فوضى عارمة، بينما يعجز رجال الشرطة عن توجيه اللاجئين، رغم إصدارهم أوامر عبر مكبرات الصوت. وتحلق مروحيات في سماء المنطقة.
وأمضى العديد من اللاجئين الجياع الليل في سياراتهم، وتبدو آثار الإرهاق على عيونهم الحمراء من التعب. وقال معظمهم إنهم ليس لديهم مكان ينامون فيه أو يقصدونه في أرمينيا.
ونام أليخان هامباردزيوميان (72 عامًا) في شاحنته الصغيرة، التي تحمل آثار قذيفة على هيكلها.
ونجا المتقاعد بأعجوبة من القصف عندما ذهب باحثاً عن شقيقه الذي أصيب في الجبهة في 20 سبتمبر.
وتوفي ابنه في المعارك الأخيرة التي خلفت 213 قتيلاً من الانفصاليين الأرمن، فيما أعلنت باكو اليوم الأربعاء مقتل 192 من جنودها ومدني واحد في هجومها الخاطف على جيب ناغورني قره باغ الأسبوع الماضي.
وقال أليخان لوكالة فرانس برس "أريد الذهاب إلى يريفان لكنني لا أعرف ما الذي يمكن أن تقدمه لي الدولة".
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أعلن الأسبوع الماضي أنّ بلاده التي يبلغ عدد سكانها 2,9 مليون نسمة تستعدّ لاستقبال 40 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ.
لكن الحكومة الأرمينية تمكنت حتى الآن من إيواء 2850 شخصاً فقط، ما يشير إلى أزمة إنسانية.
وقال المحلل السياسي بوريس نافاسارديان في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن "أرمينيا تفتقر إلى الموارد اللازمة لإدارة أزمة اللاجئين ولن تكون قادرة على القيام بذلك بدون مساعدة من الخارج".
ورأى أن هذا الوضع "سيرتب تداعيات خطيرة على الساحة السياسية" على خلفية "الاستياء العام".
وشهدت العاصمة يريفان في الأيام الماضية سلسلة تظاهرات ضد رئيس الوزراء المتهم بعدم التحرّك في مواجهة أذربيجان.
ويتوقع من نيكول باشينيان أيضاً أن يتعامل مع روسيا، التي تحظى بقاعدة عسكرية كبيرة في أرمينيا، وتعتبر أن القوقاز ساحة خلفية لها، حتى مع تراجع نفوذها هناك منذ بدء هجومها في أوكرانيا.
وانتقد باشينيان موسكو لرفضها التدخل في النزاع الذي انتهى بموافقة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا على إلقاء سلاحهم.
ووصف رئيس الوزراء الأرميني تحالفات بلاده الحالية، وخصوصاً مع روسيا، بأنها "غير فعالة"، ما أثار اعتراض الكرملين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ناجورنو کاراباخ ناغورنی قره باغ الیوم الأربعاء إلى أرمینیا أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية
رحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، اليوم (الثلاثاء)، بإعلان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أمس، السماح لمنظمات الأمم المتحدة بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات بالبلاد.
وقال فليتشر عبر حسابه على منصة «إكس»، إن زيادة الرحلات الجوية الإنسانية ومراكز الإغاثة «سيسمح لنا بالوصول إلى مزيد من السودانيين لتقديم الدعم لهم».
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، اليوم، إنه التقى مع فليتشر وأبلغه بأن المجلس لديه «معلومات مؤكدة» عن استخدام قوات «الدعم السريع» لمعبر أدري الحدودي مع تشاد لأغراض عسكرية.
وأضاف عقار عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه طالب فليتشر خلال اللقاء «بتعزيز إيصال المساعدات إلى دارفور، لا سيما أننا بحاجة لمزيد من الدعم في غرب السودان».
وأشار إلى أنه طلب من المسؤول الأممي أيضاً بأن يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «بعدم وجود مجاعة في السودان كما يزعم البعض»، واصفاً إياها بأنها «دعاية سياسية».
كما بعث المسؤول السوداني برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مفادها «أنهم إذا أرادوا التعاون وبناء الثقة والعمل المشترك مع حكومة السودان، فعليهم أن يكونوا أكثر دقة في تناول القضايا التي ترتبط بالأوضاع الإنسانية» في البلاد.
وأعلن مجلس السيادة السوداني، أمس، أن البرهان وجه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام مطار مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومطار مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق «مراكز إنسانية لتشوين مواد الإغاثة».
كما سمح رئيس المجلس بتحرك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.
الخرطوم: «الشرق الأوسط»