دبي في 27 سبتمبر/ وام / ضمن أعمال منتدى الإعلام العربي الـ21، والمقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وبحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، عقدت جلسة رئيسية تحدث خلالها معالي الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، لمناقشة ملامح المشهد الراهن للإعلام العربي، في ضوء المتغيرات العالمية.

وأكد معالي الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، خلال الجلسة التي أدارها حسين الشيخ، الإعلامي في قناة الحدث، أن هناك مسؤولية كبيرة على المؤسسات الإعلامية الحكومية للمحافظة على الهوية الوطنية وحماية المجتمعات من الأفكار المستوردة الهدامة، وتغيير الصورة النمطية السلبية المأخوذة عن الإعلام العربي، والانطلاق في ذلك من الهوية الوطنية والترويج للثقافة العربية ومبادئها، وعدم التنازل عن التاريخ الحضاري لهذا الجزء من العالم.
- مؤسسات حكومية.
وحول صلاحيات وزارات الإعلام في الدول العربية وقدرتها على الإيفاء بمتطلبات المنظومة الإعلامية، أكد معالي الدكتور النعيمي على أهمية وجود قنوات حكومية تعكس توجهات ومواقف وصوت الدولة، ومؤسسات رسمية تنظم عمل السياسات العامة لقطاع الإعلام، وتعمل على إعداد الكوادر الإعلامية الشابة، ورفدهم بمهارات المستقبل مثل أدوات الذكاء الاصطناعي الذي أصبح واقعاً يُستخدم من قبل المؤسسات الإعلامية ومختلف القطاعات الحيوية في العالم.
وفيما يتعلق بحرية الإعلام، أشار د. النعيمي إلى أن الحرية الإعلامية يجب أن تكون مُقننة بشكل يعزّز المسؤولية الوطنية للعاملين في القطاع، مؤكداً أن المؤسسات الإعلامية البحرينية تحظى بقدر كبيرٍ من الحرية المسؤولة التي تمكنها من مناقشة كافة القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع، مشيراً إلى تحديات مجتمعية كان للإعلام دور كبير في حلها والتصدي لها، لافتاً إلى أن المشرع البحريني فرّق في التشريعات بين الحرية المسؤولة للمؤسسات الإعلامية، والأفراد غير المتخصصين الذين قد يكونوا بما يبثون عبر منصات التواصل الاجتماعي سبباً في زعزعة أمن واستقرار المجتمع.
كما أكد وزير الإعلام البحريني على ضرورة تبنّي ودعم الكوادر الإعلامية الشابة، وتوفير كافة الإمكانيات لتأهيلهم بالشكل الصحيح ليتحمّلوا مسؤولية العمل الإعلامي، مع توفير البنية التحتية، والبيئة التشريعية، التي تساعدهم على الإبداع ضمن روافد هذا القطاع الحيوي.
- مسؤولية وطنية
من جانبه، أكد كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، أن الكثير من الدول أصبح لا يناسبها وجود وزارة إعلام بمسماها ومهامها المتعارف عليها مثلما هو معمول به في مصر حالياً، حيث نصّ الدستور المصري في عام 2014 على تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يتبعه مؤسستان وطنيتان، أحدهما للإعلام وتدير التليفزيون الوطني، وأخرى للصحافة وتدير 8 مؤسسات صحافية قومية، بينما يشرف المجلس الأعلى على المؤسستين ويقوم بدوره التنظيمي والتشريعي في نطاقه المحدد الذي رسمه له الدستور، مشيراً إلى أن المسميات الوظيفية تحددها حاجة الدولة إلى إطار عملي يحكم صلاحيات القطاع ويحدّد مسؤولياته الوطنية.
- منصات التواصل.
ولفت جبر إلى الدور الخطير لمنصات التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام العربي، حيث يرى أن جانبا من إدارة شؤون العالم يتم حالياً عبر منصات التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى التحدي الكبير الذي تواجهه الدول العربية في هذا الإطار، والحاجة إلى عمل عربي مشترك لتقنين عمل منصات التواصل، حتى يتسنى للدول حماية مجتمعاتها ومقدراتها، مؤكداً أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر يعكف حالياً على إعداد تشريع يحدد عمل تلك المنصات ويضع شروط محددة لمحتواها الذي تبثه للناس.
وأكد أن هناك هجمة شرسة وإصرار شديد من قبل البعض في الغرب على الترويج لمبادئ وشعارات وأخلاقيات غريبة على مجتمعاتنا العربية، مشيراً إلى ضرورة العمل من الآن على إنتاج محتوى عربي قادر على التصدي لتلك الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا وثقافتنا وقيمنا، أما الإمكانيات التكنولوجية والطاقات البشرية فهي موجودة وعلى قدر عالٍ من التدريب والخبرة التي تمكنها من القيام بذلك.
- الشباب والخبرة .
وحول تمكين الشباب وتأهيلهم بالمهارات اللازمة لعمل الإعلامي، أكد جبر أن الاستعانة بالشباب أمر من الأمور الحتمية لما يتمتعون به من حماس وقدرة على مواكبة التطور المتسارع في عالم التكنولوجيا وأدوات الاتصال، لكنه في الوقت نفسه يفضل المزج بين جيل الشباب وأصحاب الخبرات المتراكمة لدعم الكوادر الشبابة وتوجيههم في حياتهم الإعلامية العملية.

أحمد البوتلي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: المجلس الأعلى لتنظیم الإعلام منصات التواصل

إقرأ أيضاً:

ولادة عصر جديد للإعلام السوري فما أبرز التغيرات على المشهد؟

وأدى انتصار الثورة السورية إلى فتح ملف إصلاح الإعلام، إذ بدأت عملية معالجة الإرث الثقيل الذي كبّل المهنة الصحفية ووسائل الإعلام لعقود طويلة، وفق ما تناولته حلقة "المرصد" بتاريخ (2025/4/7).

ويعيش الوسط الصحفي في سوريا اليوم بداية التأسيس لمشهد إعلامي يرتكز على الحرية، وتؤطره القوانين وأخلاقيات المهنة، مع الاهتمام بشواغل المواطن وأولوياته.

وبالتوازي مع التغييرات التي طرأت على عمل المؤسسات الإعلامية الرسمية، تشهد الهياكل المنظمة للصحفيين أيضا إعادة نظر مواكبة لمرحلة الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه سوريا، وجاء حل المؤتمر العام السابق لاتحاد الصحفيين السوريين ضمن هذا الإطار.

وسلطت حلقة المرصد الضوء على المشهد الإعلامي السوري الذي يعيش مخاض ولادة عهده الجديد، وأفردت مساحة للحديث عن دور وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، وعن أسباب تأخر إعادة إطلاق التلفزيون الرسمي، ومستقبل الهياكل المنظمة للجسم الصحفي في سوريا.

يقول مدير العلاقات الصحفية بوزارة الإعلام السورية محمد الصالح إن الإعلام يمر اليوم بمرحلة انتقالية ضرورية للتحول من خدمة النظام إلى خدمة الشعب، ضمن عملية تغيير جذري للبناء ضمن أسس وقوانين جديدة.

إعلان

وأوضح الصالح لـ"المرصد" أن الإعلام كان مجرد بوق للسلطة، لذلك فإن "استعادة الثقة تبقى عملية طويلة ومعقدة"، مستبعدا حدوث فراغ إعلامي، بسبب امتلاك الثورة كوادر إعلامية ذات كفاءة عالية.

وكشف أن التحدي يكمن في بناء إعلام جديد في وقت قياسي، بالتوازي مع تقديم محتوى يتمتع بالمصداقية، مشددا على ضرورة إعادة صياغة العلاقة بين الإعلام والجمهور.

وتشهد وكالة الأنباء السورية (سانا) على مدى الأشهر القليلة الماضية حركة غير مسبوقة، ويؤكد القائمون على هذه المؤسسة أن تغييرا عميقا طرأ على المعالجة الإخبارية، ولم يعد الاهتمام مقتصرا على بيانات الحكومة، إذ توسع ليلامس شواغل المواطن السوري اليومية.

بدوره، يقول مدير التخطيط والتعاون الدولي بوكالة (سانا) مصعب سعود لـ"المرصد" إنه يتم إعادة بناء وكالة وطنية للمجتمع وليس للسلطة القائمة.

غزو الفضاء

كما تناول "المرصد" ذكرى مرور 60 عاما على أول خطوة للإنسان خارج الغلاف الجوي، فقد أحيت الأوساط العلمية قبل بضعة أسابيع هذه الذكرى التي تعود إلى 18 مارس/آذار 1965، حين أصبح رائد الفضاء الروسي أليكسي ليونوف أول إنسان يسير في الفضاء، على ارتفاع 480 كيلومترا عن سطح الأرض.

وطرح دخول الإنسان عصر غزو الفضاء إشكالات عدة حول قدرة الجسم البشري على تحمل ظروف انعدام الجاذبية، والتعرض للإشعاعات العالية.

ويشرح "المرصد" في قصته الثانية الآثار التي يسببها السفر خارج الغلاف الجوي، وما توصل إليه العلماء للتخفيف من مخاطر التغيرات البدنية والنفسية التي تطرأ على رواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض.

7/4/2025

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. اجتماع يناقش سبل تطوير الأداء الإعلامي ومواجهة الشائعات التي يبثها العدو
  • التربية الإعلامية على ضوء تداعيات الإعلام الرقمي.. رسالة ماجستير بجامعة أسيوط
  • اجتماع بصنعاء يناقش الموجهات الإعلامية في ظل الأحداث الجارية باليمن وفلسطين
  • اجتماع برئاسة وزير الإعلام يناقش الموجهات الإعلامية في ظل الأحداث الجارية باليمن وفلسطين
  • رسالة ماجستير بجامعة أسيوط توصي بتفعيل التربية الإعلامية للطلاب في عصر الإعلام الرقمي
  • متحدث الحكومة: مصر تدرس بتأني التكيف مع كل المتغيرات العالمية
  • مرقص استقبل الإعلامية حمزة لمناسبة فوزها بجائزة دولية
  • خبير سياسي أردني: القمة الثلاثية جاءت لرسم ملامح المشهد الإقليمي والدولي
  • الأعلى للمهندسين: زيارة ماكرون رسالة للعالم بأمن وأمان مصر
  • ولادة عصر جديد للإعلام السوري فما أبرز التغيرات على المشهد؟