CNN Arabic:
2025-03-15@04:50:00 GMT

رأي.. خلف بن أحمد الحبتور يكتب لـCNN: الحرص واجب

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

من يتابع نشرات الأنباء في الآونة الأخيرة يخيل إليه أنه يتابع أفلام الحركة (الأكشن) الخيالية، حيث تتوالى الكارثة تلو الأخرى.

فبالعودة إلى السنوات القريبة، نرى أن هناك حالات من الجنون أصابت عددا كبيرا من دول العالم ذات أوجه مختلفة، تتمثل بالفوضى والحروب والصراعات الداخلية والخارجية، ولا يمكن تصنيفها في خانة الصدف، نجدها تتمدد وتستعرّ وتكبر دون رادع.

فالصراعات والقلاقل تنتشر في كل بقاع الأرض وتمدد إلى كل القارات؛ نجدها في قلب أوروبا من خلال الحرب الروسية الأوكرانية، والتظاهرات في الشوارع الفرنسية. ونجدها في آسيا في مجموعة من البلدان كحروب داخلية وحالة عدم استقرار كما في سوريا، ولبنان، والعراق وإيران والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وكصراعات في طريقها إلى أن تصبح حروب، كما يحدث بين أرمينيا وأذربيجان، والكوريتين، الشمالية والجنوبية، والصين وتايوان. عدا عن الحروب الأهلية في السودان وعدد من الدول الإفريقية الأخرى، حتى وصلت حالة عدم الاستقرار الأمني إلى عقر دار واحدة من أقوى دول العالم، الولايات المتحدة الأمريكية.

تشكل هذه الدول ذروة الصراع العالمي الذي لن يتوقف عندها، بل هناك خطر من امتداده خارج حدودها إلى دول ومناطق أخرى ضمن خارطة التنافس على السيطرة والنفوذ الدولي. فالحرب بين روسيا وأوكرانيا هي حرب شبيهة بحرب عالمية بالوكالة بين معسكرين، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة ما عدا الأسلحة البيولوجية والنووية حتى الآن.

في مقاربة سريعة مع الأسباب التي أدت إلى نشوب الحربين العالميتين الأولى والثانية والوضع الدولي الحالي، نرى أنه في المرحلة السابقة تمت إدارة الصراع بين معسكرات مختلفة حيث خرجت منها قوى مؤثرة وخلقت معها واقعاً جديداً اعتمد على إلغاء الآخر والسيطرة على الدول الضعيفة والتحكم بها في كافة الأمور والمقاييس. وها نحن اليوم نشهد مرحلة جديدة من الصراع الدولي يكاد يشبه في حيثياته الأجواء التي رافقت الحرب العالمية الأولى والثانية، ولكن بأساليب مختلفة مع تقارب الأهداف منها.

ما يميز هذه الصراعات عن سابقاتها هي الأساليب المبتكرة المتبعة التي تنجح في حجب حقيقة أهدافها، إذ تعتمد على التضليل والخداع. وذلك عبر استخدام أسلحة ليست عسكرية فقط، بل أسلحة أخرى كخلق صراعات ونزاعات وبؤر توتر اثنية أو طائفية أو قبلية أو أيديولوجية أو أهلية. كما تستخدم السلاح الاقتصادي، من إفقار وتجويع لبعض الشعوب، ما يدفعها إلى الهجرة المبرمجة وبالتالي تنفيذ أجندات تتسبب بها فوضى الهجرة الخلاقة.

وإذا نظرنا بكل تجرد إلى تداعيات تلك الحروب لرأينا تأثيرها السلبي على العالم بأسره، خصوصاً على الدول الأوروبية حيث تستنزف مقوماتها اللوجستية العسكرية والاقتصادية بشكل كبير مما يضعفها ويشكل خطرا مباشرا على كيانها وحياة المواطنين فيها. كما رأينا أيضا تداعيات تلك الحرب على الاقتصاد العالمي أجمع وأزمة الغذاء والحبوب التي طالت الجميع دون استثناء.

وإذا ما ربطنا ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا بالصراع الحاصل في أفريقيا، نجد بأن هناك تناغماً في حروب السيطرة الدولية بين القوى الكبرى التي تتنقل بصراعاتها من قارة الى أخرى، وتنقل السيطرة من دولة لحساب أخرى، وتتبدل الأدوار فيها لتسقط رايات وترتفع أخرى، وليزداد معها هاجس الخوف لدى شعوب تلك الدول الأفريقية التي يتم دفعها عمدا إلى الهجرة بكثافة وبكافة أشكالها وأنواعها الشرعية منها وغير الشرعية إلى دول محددة خصوصاً الأوروبية.

أجد أن الزحف الحاصل من مئات آلاف اللاجئين الهاربين من الحروب يشكل خطراً وشيكاً. فالهجرة الممنهجة إلى أوروبا مثلاً من دول عدم الاستقرار، جعلت القارة العجوز موبوءة بنازحين عاثوا فيها خراباً، ولا تستطيع أي من الدول إخراجهم من أراضيها خوفاً من ارتدادات مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات العالمية الأخرى.

الفوضى، الفوضى ثم الفوضى لمآرب كثيرة حيث تعم مثل هذه الحالة في ليبيا لتلحق بها في عدم الاستقرار دول أخرى كسوريا، والعراق، واليمن، وإسرائيل، وإيران. وإذا انتقلنا الى لبنان، فرغم أزماته الكبيرة ووضعه غير المستقر أمنياً واقتصادياً، فإن مسألة النزوح السوري الكثيف إليه خرجت عن السيطرة ليشكل هذا الأمر خطراً وجودياً عليه لم تشهده الساحة اللبنانية من قبل. والدول الكبرى ليست ببعيدة عن عمليات الفوضى وعدم الاستقرار، فشوارع فرنسا خير شاهد على ذلك.

أمام هذه الصورة المختصرة عن الفوضى التي تعم معظم دول العالم، والصراعات القديمة والمستحدثة، أردت أن أطلق صرخة كمواطن من دول مجلس التعاون الخليجي يخاف من انتقال عدوى الفوضى والصراعات إلى ساحتنا. فما نحن بفاعلين؟ هل سنكون في موقع المتفرج دون اتخاذ أي إجراءات وقائية أو دفاعية؟

الوضع لا يحتمل التراخي، مطلوب أن نكون حذرين وعلى أهبة الاستعداد لحماية أرضنا ووجودنا. فبلحظة ما قد تتوسع رقعة الحروب نتيجة الصراع على النفوذ العالمي بين الدول، لندخل في آتون حرب عالمية جديدة.

بين ليلة وضحاها، على خليفة كل هذه الصراعات الواقعة من حولنا، قد تجد دول مجلس التعاون الخليجي نفسها في مواجهة تحدِّ أمني، وعسكري، وإنساني، حتى اقتصادي، فهل نحن جاهزون لمواجهة تلك المخاطر إن حدثت، مَعاذ الله؟

الوقاية هي أفضل سبل العلاج. وأنا لا أدعو للخوف، إنما أحثّ على الاستعداد لنخرج بأقل الأضرار من أي كارثة قد تصيب العالم، وعلينا في ذلك الاتكال على أنفسنا لمواجهة أي تحد كان ومن أي جهة أتى، دون انتظار النجدة من الشرق أو الغرب. فلا يحك جلدك مثل ظفرك. عدا عن أن هذه الدول في حالة هشّة، لن تهتم إلا لنجدة أنفسها.

أردت من هذا المقال تسليط الضوء على ارتيابي مما يحاك ضد منطقتنا من أهوال ومخاطر بدأت تظهر ملامحها في الآفاق البعيدة وتقترب رويدا رويدا منا، وقد تجرفنا بعواصفها وأعاصيرها مع مخططات صراع ممنهجة بدأت تتوسع من قارة إلى قارة ومن دولة إلى أخرى في إطار عناوين تحمل في طياتها مرحلة جديدة من الصراعات وتقسيم النفوذ.

لذا، أدعو دول مجلس التعاون الخليجي لإنشاء خلية أزمة موحدة تتابع هذه الأوضاع بشكل يومي وتعنى بتجهيز خطط الدفاع عن وجودنا وأمننا واستقرارنا. فخشيتي من نقل الصراع والفوضى إلى خليجنا العربي، ومواجهة أكبر مخاطره، ألا وهو النزوح العشوائي والهجرة غير الشرعية من قبل أفارقة وآسيويين وغيرهم، بشكل مبرمج وممنهج، قد تشكل دولنا محطتهم المقبلة.

خلال سنوات عدة حذرت في مقالاتي التي نشرتها في كتابي "هل من يصغي؟" من أمور حدثت بالفعل، واليوم أستقرأ المرحلة بكل واقعية وشفافية، فلنستعد لحماية أنفسنا ومجتمعنا بتأمين وسائل الدفاع والوقاية اللازمة لها، تحسباً لأي طارىء وحذراً من أي طرف يملك أجندات قد تؤذينا في محيطنا العربي، فأرضنا هي عرضنا ولن نستهين بها.

أوكرانيااليمنروسيالبنانليبياالخليجدول الخليجدول مجلس التعاون الخليجينشر الأربعاء، 27 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الخليج دول الخليج دول مجلس التعاون الخليجي دول مجلس التعاون عدم الاستقرار من دول

إقرأ أيضاً:

عالم ترامب إلى الفوضى والفشل

إن أول رد فعل عربي تجاوب مع رفض الأردن ومصر، لمشروع تهجير فلسطينيي غزة إليهما، كان رفض المشروع، والتوافق على عقد قمة عربية استثنائية في مصر في 4/3/2025.

وبالفعل عقدت القمة، وخرجت بقرارات، أعلن البيت الأبيض خيبة أمله منها. وقد عبّرت خطابات القادة ورؤساء الوفود، عن مواقف رافضة لمشروع ترامب، ومستنكرة عموماً، لسياسات الكيان الصهيوني، واعتداءاته على لبنان وسورية وفلسطين، وما احتل من أراضٍ.

وبهذا يكون ترامب، قد تلقى صفعة على الوجه من دول، يُفترض بأنها أكثر من صديقة للولايات المتحدة، إن لم تكن على علاقة استراتيجية معلنة معها.

إن التفسير الوحيد، لما تشكّل من "عزلة" لترامب، بخصوص موقفه الفاضح من تهجير فلسطينيي غزة، فيرجع إلى ارتجاليته، وعدم دقته في تقدير الموقف، واستهتاره بالمقربين منه، مثل استهتاره بمن يعتبرهم، خصوماً أو أعداء.وإذا توبعت التعليقات الإعلامية العربية والإسلامية، ناهيك عن الشعبية، فسنجد أن ترامب وحّد، موضوعياً، مواقف كل المعنيين، ومن دون أن يكون عندهم مسعى للتوحُد ضدّه، أو حتى أخذ موقف موحدّ، يعارضه أو يناقضه.

إن التفسير الوحيد، لما تشكّل من "عزلة" لترامب، بخصوص موقفه الفاضح من تهجير فلسطينيي غزة، فيرجع إلى ارتجاليته، وعدم دقته في تقدير الموقف، واستهتاره بالمقربين منه، مثل استهتاره بمن يعتبرهم، خصوماً أو أعداء.

ولكن من جهة أخرى، سرعان ما تراجع عن موقفه، بلا رمشة عين، عندما أعلن في 12/3/2025: "لا يطلب من أحدٌ من سكان غزة بأن يغادر". علماً بأن هذا التراجع، لا يعني بالنسبة إليه، تصريحاً بالتراجع أو إقراراً به. وذلك بمعنى أن الموقفين تعايشا في عقله. ومن ثم لن يجد غضاضة بالعودة إلى الموقف الأول، أو طرح موقف ثالث، يناطحهما.

هذا هو ترامب في تعاطيه والسياسة، أو هذا هو أحد الأبعاد في كيفية تعاطيه، والمعارك التي فتحها، أو سوف يفتحها.

والغريب أن هذا النهج الذي يمكن أن يوصف بالرغائبي، أو الأهوائي، أو الارتجالي، بمعنى مناقضته لكل من سبقه من رؤساء أمريكيين أو غربيين، ومخالفته لما عرف عن الرؤساء بالتدقيق والدراسة، في صوْغ السياسات والمواقف، بالاعتماد على الدولة العميقة، ومراكز البحوث والتخطيط، فضلاً عن استشارة أساطين العمل السياسي، وأصحاب الخبرة.

فالرجل يعلن، بلا مواربة، أنه حوّل السياسة، وصوغها وإدارتها، إلى ما يشبه العمل في الصفقات التجارية، خاصة في مجال العقارات والمضاربات وتشكّل الثروات. ولكنه من جهة أخرى، راح يحشد من حوله الأذكياء البارزين من نمط إيلون ماسك وأمثاله، ممن جمعوا ثروات بعشرات ومئات الملايين من الدولارات، بعيداً من رأسماليي كبريات الشركات والكارتلات، ممن مثلوا الرأسمالية في مراحلها المتوسطة والأخيرة. الأمر الذي أدخل، بدوره اضطراباً خطيراً، داخل الرأسمالية الأمريكية نفسها.

من هنا فإن ترامب، ومن حشد حوله من مساعدين تنفيذيين، راحوا يقلبون الوضعين الأمريكي والعالمي، رأساً على عقب، وعندهم، ولا شك سيطرة على مراكز القرار (الكونغرس مثلاً) في الولايات المتحدة، مع مؤيدين أقوياء ونافذين، إلى جانب شعبيته التهريجية. مما يسمح له، ولهم، أن يفرضوا انقلابهم الجذري في أمريكا. داخلياً (طبعاً، ليس دون معارضة متعاظمة)، وأن يفرضوا علاقات دولية، لا سابق لها، من حيث تناقضها مع كل مألوف، أو عُرف أو قانون سابق.

إذا توبعت التعليقات الإعلامية العربية والإسلامية، ناهيك عن الشعبية، فسنجد أن ترامب وحّد، موضوعياً، مواقف كل المعنيين، ومن دون أن يكون عندهم مسعى للتوحُد ضدّه، أو حتى أخذ موقف موحدّ، يعارضه أو يناقضه.وهنا يجب أن يُلحظ، بأن ما من جبهة صراعية، فتحها ترامب، داخل أمريكا أو خارجها، إلاّ وواجهت معارضة مقابلة، بل وإجراءات مقابلة، كما هو الحال، في محاولة رفع الجمارك، أو محاولات الضم (كندا أو غرينلاند)، أو حتى تغيير الاسم الجغرافي، مثلاً خليج المكسيك الذي قرّر منفرداً، تغييره إلى "خليج أمريكا".

وهذا يعني أن ترامب ينفرد في أخذ القرارات، ولكنه لا يستطيع تنفيذها، أو ما استطاع تنفيذه، فمن جانب واحد، وقد ووجه بمثله، من الجانب المقابل، لتنتج فوضى لا سيطرة عليها.

ولهذا يجب التأكد في مواجهة عالم ترامب، أن مصيره الفوضى والاضطراب، والأهم فشل ترامب، وأمريكا (بالضرورة).

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس الأفكار
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • الغرابلي: كيف تحذر الدول مواطنيها من زيارة ليبيا بينما تدعو لتوطين الأفارقة بها؟
  • عالم ترامب إلى الفوضى والفشل
  • اللواء أحمد العوضي: الأحداث الحالية بغزة هى الأصعب على مدار تاريخ الصراع العربى الإسرائيلي
  • أحمد هارون: الانسحاب من العلاقات التي تسبب الاستنزاف العاطفي ليس ضعفًا بل قوة وحكمة
  • إسرائيل تقصف في دمشق.. ومصدر في الجهاد الإسلامي لـCNN: المبنى كان فارغا
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام يقدم واجب العزاء لأسرة الشهيد اللواء بحر أحمد بحر
  • قيادي بالجبهة الوطنية: دعم الرئيس السيسي واجب وطني لمواجهة التحديات
  • سلطنة عُمان تؤكد الحرص على توفير البيئة الجاذبة لدعم الابتكارات العلمية للمرأة