تشييع ضحايا حريق الحمدانية والعراق يعلن الحداد
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
شارك آلاف العراقيين بعد ظهر اليوم الأربعاء في مراسم تشييع جماعي لعدد كبير من ضحايا الحريق الذي اندلع الليلة الماضية في قاعة أفراح الحمدانية في محافظة نينوى شمال العراق.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحداد في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أيام على أرواح الضحايا، وفي حين تضاربت التصريحات بشأن عدد القتلى والجرحى جراء الحريق، شكّلت السلطات العراقية لجنة تحقيق للوقوف على ملابساته.
وأقيم قداس الجنازة في الهواء الطلق بمشاركة رجال دين وحشود من أبناء المنطقة وأهالي الحمدانية الذين استمعوا إلى لائحة بأسماء ممن تم التعرف على جثامينهم. وحمل رجال النعوش التي لفّ بعضها بالأبيض وزيّنت بالورود، فيما تصدّرت صور الضحايا المواكب، وبينهم أطفال.
حصيلة متضاربة
وتضاربت التصريحات بشأن حصيلة ضحايا الحادث الذي يعد من بين أسوأ الحرائق التي شهدها العراق في السنوات الماضية، فبينما تحدث الناطق باسم وزارة الصحة العراقية عن 94 قتيلا وأكثر من 100 جريح، قال حسن العلاف نائب محافظ نينوى إنه تأكد مقتل 113 شخصا.
وقال رئيس فرع الهلال الأحمر في المحافظة إن حصيلة الضحايا غير نهائية بعد لكنها تتجاوز "مئات الجرحى وعشرات القتلى". أما الهلال الأحمر العراقي فأعلن عبر حسابه الرسمي في فيسبوك أن الحادث خلّف 450 ضحية، من دون أن يحدد عدد القتلى والمصابين.
من جهته، أكد وزير الصحة في إقليم كردستان العراق سامان البرزنجي، وفاة شخصين من مصابي حادثة حريق قاعة الأفراح في قضاء الحمدانية ممن تم نقلهم إلى مستشفيات الإقليم.
وقال البرزنجي في تصريح صحفي، إن 47 مصابا يعالجون الآن في مستشفيات الإقليم منهم عشرون في مستشفيات مدينة دهوك، وإن سلطات الإقليم أرسلت 36 سيارة إسعاف وأكثر من 4 أطنان مساعدات طبية إلى قضاء الحمدانية.
ونقلت مراسلة الجزيرة ستير حكيم عن مصادر في محافظة نينوى أن بعض الضحايا لقوا حتفهم اختناقا، أثناء محاولة عدد كبير من الحاضرين الخروج من البوابة الرئيسية للمبنى، وأن القاعة لم تكن بها معدات لإطفاء الحريق، مما تسبب في اتساع نطاق النيران.
ونقلت المراسلة عن مصادر طبية أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، مشيرة إلى أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية للجزيرة إن عددا كبيرا من المصابين حالتهم غير مستقرة، وإن الإصابات الحرجة تمت إحالتها إلى مستشفيات متخصصة.
استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال وراء زيادة شدة الحريق ( رويترز) أسباب الحريقوقال وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، إن الحريق اندلع في قاعة كبيرة للمناسبات في الحمدانية بعد إشعال ألعاب نارية خلال الحفل، مما تسبب في اندلاع حريق في السقف.
وأكد الشمري أنه تم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحريق، وأضاف أن الوضع في مستشفيات الموصل أصبح تحت السيطرة بعد وصول تعزيزات طبية من بغداد.
وبحسب الدفاع المدني العراقي فإنّ "معلومات أولية" تشير إلى استخدام ألواح "الإيكوبوند" وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألومنيوم والبلاستيك و"سريعة الاشتعال و"مخالفة لتعليمات السلامة" المنصوص عليها قانونا، ما أسهم في زيادة شدّة الحريق، موضحا أنّ ما فاقم الأمر هو "الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق هذه الألواح".
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبد الرحمن فإن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن "مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف". وأضاف أن "معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى" ما فاقم أيضا من ارتفاع الأعداد.
وأكد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية سعد معن أنه تمّ "توقيف 9 أشخاص من العاملين في القاعة كإجراء احترازي وإصدار مذكرات قبض بحقّ أربعة هم المالكون لهذه القاعة"، على إثر هذه الحادثة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية خالد المحنا الأسباب التي أدت إلى زيادة عدد الضحايا، وقال إنها تتمثل في انعدام إجراءات السلامة واستخدام الألعاب النارية ووجود أكثر من ألف شخص في قاعة المناسبات. وأشار إلى أن التحقيقات الأولية أكدت عدم وجود ممرات كافية ومنافذ للطوارئ إضافة إلى عدم مطابقة مواد البناء للمواصفات الصحيحة.
وأعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، إلقاء القبض على صاحب القاعة التي اشتعلت فيها النيران سمير سليمان كرومي رافو آسو، وتسليمه إلى وزارة الداخلية العراقية.
من جهته، أقر الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في حديث للجزيرة بوجود تقصير لدى مؤسسات رسمية في متابعة إجراءات السلامة، وقال العوادي في حديث للجزيرة إن رئيس الوزراء العراقي أمر بإعادة النظر في هذا الملف.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء العراقي إن ما حدث في الحمدانية كان نتاج ما سمّاها فترة الفساد التي شاعت في البلاد خلال العقدين الماضيين وانشغال الدولة العراقية في إعادة الهدوء إلى محافظة نينوى.
وقالت خلية الإعلام الأمني في العراق، في منشور عبر حسابها بموقع "فيسبوك" اليوم، إنه تم توفير 3 مروحيات إسعاف في حالة اقتضت الضرورة نقل أحد المصابين من نينوى إلى أي مكان لتلقي العلاج، موضحة أنه تم تنظيم حملات للتبرع بالدم والتواصل مع جميع ذوي الضحايا والمصابين في هذا الحادث.
ردود فعلوفي ردود الفعل وصف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ما جرى في الحمدانية بالفاجعة المؤلمة، مشددا على ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث.
من جانبها، وصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق حريق الحمدانية بأنه مأساة هائلة، وقالت إنها تشعر بالصدمة بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السوداني: الورقة العراقية بشأن سوريا حظيت بترحيب جميع الأشقاء
قال رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن بلاده بادرت بإجراء اتصالات وزيارات مع الدول الشقيقة، وأطلقت مبادرة لإرساء الأمن في سوريا، بالإضافة إلى تقديم ورقة عراقية في مؤتمر العقبة بالأردن بشأن سوريا، مشيرًا إلى أنها حظيت بترحيب جميع الأشقاء، موضحًا أن بلاده تطرح المبادرات والحلول والمواقف التي تتناسب مع التحديات في المنطقة.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية «واع»، أن السوداني التقى في مدينة الموصل، اليوم الأحد، بمجموعة من شيوخ العشائر وممثلي المكونات والأطياف المختلفة في محافظة نينوى، مؤكدًا أن جميع المشاريع التي تم إطلاق العمل بها اليوم في نينوى كانت مدمرة من قبل الإرهاب، لافتًا إلى أنه في أيام الاحتفال بيوم النصر على العصابات الإرهابية فإن العراق يعمر خراب حقبة تنظيم «داعش» المظلمة ويعمل على إطلاق مشاريع جديدة.
وأشار السوداني، إلى أن الصورة الحقيقية للشعب العراقي انتصرت على ما أراده الإرهاب في استهداف الأمن والتعايش السلمي بين جميع المكونات والطوائف، مؤكدًا أن فتنة الإرهاب والأجندة الخارجية أساءت للمجتمع في نينوى، موضحًا أن العراق اليوم على المسار الصحيح في بناء دولة تحترم المواطن وتلزم بالدستور وتبني مؤسساتها بالشكل الذي يلبي تطلعات المواطنين، منوهًا بأن العراق استعاد دوره الريادي في المنطقة وأصبح بلدا مؤثرا وفاعلا في محيطه.
وفي السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أن حكومة بلاده استطاعت أن تبعد المخاطر عن العراق، خصوصا مع ما شهدته المنطقة من تحديات أمنية، من بينها التحول الذي حصل في سوريا.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان أوردته «واع»، أن السوداني ترأس اجتماعا للقيادات الأمنية والعسكرية في محافظة نينوى، حيث أشار رئيس الوزراء العراقي إلى ضرورة المحافظة على المنجز الأمني الذي تحقق بفضل التضحيات العظيمة للعراقيين، وعدم التهاون مع أيّ حدث مهما كان من أجل إدامة الاستقرار الذي انطلقت الحكومة معه بمشاريع تنموية وخدمية.
اقرأ أيضاًالعراق: قلقون من نمو التنظيمات الإرهابية وتوسعها في بعض المناطق السورية
العراق: قلقون من نمو التنظيمات الإرهابية وتوسعها في بعض المناطق السورية
الجيش العراقي يعلن موقفه من الجنود السوريين في بلاده