ستتكفل الحكومة بدفع اشتراكات الخدمة الوطنية عند الإحالة على التقاعد، بغض النظر عن المدة. فيما يتم اللجوء إلى تحويل مالي من صندوق التقاعد العسكري إلى خزينة الصندوق الوطني للتقاعد بشروط.

وأفادت مصادر مسؤولة بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، بأن القرار الوزاري المشترك الأخير. الخاص باحتساب سنوات الخدمة الوطنية عند الإحالة على التقاعد.

يجعل الحكومة ملزمة بدفع اشتراكات سنوات الخدمة الوطنية في الحالة العادية. ولكن في حالة ما إذا تعلق الأمر بما يعرف الاستبقاء. عند تمديد وزارة الدفاع الوطني لفترة الخدمة، أو إعادة الاستدعاء، فإن تحويل الاشتراكات هنا تتم من صندوق التقاعد العسكري نحو خزينة “CNR”.

وأشارت مراجع “النهار أنلاين” المطلعة على الملف، بأن احتساب سنوات الخدمة الوطنية سينجر عنه زيادات في معاشات المتقاعدين، تصل نسبتها إلى خمسة من المائة، إذا كانت سنوات العمل تعادل مثلا ثمانين من المائة ومدة الخدمة محدد بسنيتين، و2.5 من المائة إذا كانت مدة الخدمة محددة بسنة واحدة وهكذا دواليك “نقوم بتثبيت سنوات الخدمة الوطنية بغض النظر عن مدتها ضمن سنوات العمل عند احتساب قيمة المعاش”.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

متى نصل إلى نظام تقاعدي أكثر عدالة وإنصافًا؟

 

 

 

فايزة بنت سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

 

لا شك أنَّ قضية التقاعد تمثّل أحد أبرز الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الأفراد واستقرارهم المالي، ومع التطورات الاقتصادية والاجتماعية، أصبحت الحاجة إلى إعادة النظر في بعض القوانين والشروط المتعلقة بالتقاعد ضرورة ملحّة لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية تطلعات الأفراد في مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.

ومن القضايا التي تستدعي نقاشًا عميقًا وتعديلًا واضحًا، ما يتعلق بتقاعد المرأة المبكر. فالمرأة تتحمّل أعباء متعددة بين العمل والمسؤوليات الأسرية، وهو ما يبرر النظر في استثناءات تراعي هذه الظروف، مثل عدم احتساب 30 سنة كاملة كشرط للتقاعد. كما أنَّ تخفيض عدد سنوات الخدمة المطلوبة للمرأة قد يسهم في تمكينها من الموازنة بين حياتها المهنية والشخصية، مما يعزز دورها الفاعل في المجتمع.

إضافة إلى ذلك، هناك جدل حول عدم استحقاق غير المتزوجين لمعاشاتهم التقاعدية بعد الوفاة، وحرمان والديهم منها إلّا إذا كانوا ضعفاء اقتصاديًا. هذا التوجه يُثير تساؤلات عديدة حول مدى عدالته، إذ إنَّه لا يعكس الحاجة الحقيقية لتأمين مستقبل العائلة، بغض النظر عن الحالة الاجتماعية للفرد. يجب أن يكون الهدف من نظام التقاعد هو توفير الأمان المالي للأفراد وذويهم، دون تمييز يفتقر إلى منطق اقتصادي أو اجتماعي.

من جهة أخرى، تسقط بعض القوانين استحقاق الابنة فوق الثلاثين لمعاش والدها المتوفى، وكذلك المرأة غير المتزوجة؛ مما يضع هؤلاء الفئات أمام تحديات كبيرة في ظل ضعف الفرص الوظيفية وصعوبة إيجاد مصدر دخل مُستقر. في ظل هذه الظروف، يُفترض أن تكون قوانين التقاعد أكثر مرونة واحتواءً لهذه الحالات، بدلًا من أن تزيد من تعقيد الأوضاع المعيشية للفئات الأكثر هشاشة.

ولا يقتصر الأمر على هذه القضايا فقط؛ بل يشمل أيضًا جوانب أخرى مثل المنفعة المالية للأمهات (ربات البيوت) ودعم الباحثين عن عمل؛ حيث إن الأمهات يواجهن تحديات متزايدة في ظل التكاليف المرتفعة للحياة واحتياجات الأطفال، مما يستدعي تخصيص برامج تقاعدية تأخذ في الاعتبار دور الأمومة وأعبائها. وبالمثل، فإنَّ الباحثين عن عمل يحتاجون إلى نظم تأمين اجتماعي تتيح لهم فترة انتقالية مستقرة ماليًا، إلى أن يتمكنوا من الانخراط في سوق العمل.

الجلسات النقاشية، مثل "معًا نتقدَّم"، تمثل منصة حيوية لتسليط الضوء على هذه القضايا ومناقشتها بمشاركة مختلف الجهات والأطراف المعنية. ومع ذلك، تظل التحديات قائمة في تحويل هذه النقاشات إلى قرارات فعلية تُترجم إلى قوانين وتشريعات تخدم المصلحة العامة.

هنا يأتي دور الجهات التشريعية والتنفيذية في أخذ التوصيات الصادرة عن هذه الجلسات بجدية والعمل على وضع خُطط عملية لتطبيقها.

 

من المهم أن ندرك أنَّ نظام التقاعد ليس مجرد أداة لضمان دخل بعد سن التقاعد؛ بل هو ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. ومن هذا المنطلق، فإنَّ تطوير هذه القوانين يجب أن يتم وفق رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والاحتياجات الفردية. كما ينبغي أن يتم تحديث القوانين بناءً على دراسات مستفيضة تأخذ في الاعتبار التحديات التي تُواجه مختلف الفئات.

ختامًا، فإنَّ إعادة النظر في قوانين التقاعد ليس مجرد مطلب اجتماعي؛ بل هي ضرورة لتحقيق العدالة وتعزيز التماسك الاجتماعي. يجب أن تكون هذه القوانين انعكاسًا لواقع المجتمع واحتياجات أفراده، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الكبير في الحالات الفردي، إذا أردنا بناء مجتمع متوازن ومستقر، فإنَّ قوانين التقاعد يجب أن تكون أداة للتمكين، لا عائقًا يثقل كاهل الأفراد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الحكومي والخاص.. ماذا تحظر القوانين على الموظف؟
  • سيف بن زايد يشهد اليوم المفتوح لأولياء أمور مجندي الخدمة الوطنية
  • سيف بن زايد يشهد اليوم المفتوح مع أولياء أمور مجندي الخدمة الوطنية
  • سيف بن زايد يشهد اليوم المفتوح مع أولياء أمور مجندي الخدمة الوطنية (الدفعة 22)
  • سيف بن زايد يشهد مبادرة اليوم المفتوح لأولياء أمور مجندي الخدمة الوطنية
  • قانون العمل الجديد في مصر.. حقوق أقوى ومكافأة نهاية خدمة مُحسّنة
  • تزامنًا مع اقتراب عيد الفطر.. تفاصيل مهمة عن حقوق الموظفين في الإجازات
  • الوطنية للصحافة: غدا صرف مكافأة نهاية الخدمة للمحالين للمعاش في فبراير 2025
  • الوطنية للصحافة: غدا صرف مكافأة نهاية الخدمة للزملاء المحالين للمعاش في فبراير
  • متى نصل إلى نظام تقاعدي أكثر عدالة وإنصافًا؟