جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-02@08:20:10 GMT

متى نُصبح أذكى من الذكاء الاصطناعي؟

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

متى نُصبح أذكى من الذكاء الاصطناعي؟

مؤيد الزعبي **

بما أنَّني من مُناصري نظرية "البقاء للأذكى"، وقد سبق أن كتبتُ مقالًا بذات العنوان، لذا أودُ أن أتساءل معك عزيزي القارئ وربما يكون هذا التساؤل واحدًا من أعقد التساؤلات التي تُطرح في عالم الذكاء الاصطناعي..

متى نُصبح كبشر أذكى من الذكاء الاصطناعي؟ أو بصياغة أخرى متى نكون الأذكى؟!

كثيرًا ما نسمع من هنا وهناك أن الإنسان صنع ما هو أذكى منه، ويجد البعض في هذا الأمر خطورة علينا كبشرٍ، وهذا احتمال وارد أتفهمه وأتفهم أصحابه، لكن من الجيد أن نُفكِّر أساسًا كيف نكون أذكى من الذكاء الاصطناعي نفسه، فبالنسبة لي الذكاء ليس في القدرات؛ بل بالقدرة على توظيف القدرات، وهذه الفلسفة التي علينا أن نتعلمها ونُتقنها.

وبالعودة لتساؤلنا أنا وأنت عزيزي القارئ إليك الإجابة؛ سنصبح أذكى من الذكاء الاصطناعي عندما نُطوِّعه لخدمتنا وخدمة مصالحنا كأفراد ومؤسسات وحكومات ودول وكبشرية جمعاء.

اليوم.. ربما أنت خائف عزيزي القارئ من أن تفقد وظيفتك بسبب الذكاء الاصطناعي، في حين أنه يمكن أن تكسب أضعاف ما تكسبه اليوم بفضل الذكاء الاصطناعي، وإن استطعت توظيف الذكاء الاصطناعي ليعمل بدلًا عنك أو يقوم بمهام مُضاعفة بدلًا عنك، حينها ستكون أنت الأذكى لتطويعك للذكاء الاصطناعي في خدمة مصالحك! تخيل معي أنه مهما كانت وظيفتك ومهما كان حجم إنجازاتك ستُنجز أضعافها بعشرات المرات لو استخدمت الذكاء الاصطناعي.

ربما لم تصلك الفكرة بشكل كامل؛ لذلك دعني أشرح قليلًا.. لو كنتَ كاتبًا صحفيًا تكتب أو تحرر في الأسبوع 5 أخبار مثلًا، فبالذكاء الاصطناعي تستطيع أن تكتب 20 خبرًا، ولو كنت مصمم جرافيك فبالذكاء الاصطناعي ستستطيع تصميم عشرات التصاميم في يوم واحد. وكذلك الأمر في جميع الوظائف والأعمال تقريبًا؛ إذ إن الذكاء الاصطناعي سيُمكننا جميعًا من إنجاز ما يصعُب علينا إنجازه حِرفةً وكمًا وإبداعًا، وعندما تمتلك المهارة لتفعل ذلك ستصبح أذكى من الذكاء الاصطناعي نفسه.

بذات المقياس والنموذج، نتحدث عن المؤسسات والشركات وحتى الدول؛ فكلما استفدت من قدرات الذكاء الاصطناعي؛ سواءً لتحسين خدمة أو تجربة أو استخدمته في دراسة منظومة أو تطويرها، ستكون لك الغلبة. والعكس صحيح! كلما تأخرت في تطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة مشاريعك ومبادراتك وأنظمتك، ستتخلف عن الركب، وحينها لا تلومني إن قلت لك إن الذكاء الاصطناعي أذكى منك بكثير وسيشكل خطرًا عليك.

أجدُ أننا مُقبلون على مرحلة تكون فيها سرعة الإنجاز كبيرة جدًا تفوق حتى تصوراتنا، وهناك فُرصة قادمة أن نستنسخ أنفسنا "إلكترونيًا"، ونُنجز أكثر مما نُنجزه حاليًا. والأمر ينطبق على الكثير من المجالات.. فلو كنت طبيبًا مثلًا سيمكنك من بيع مهاراتك الخاصة لتجد روبوتًا يُبرمج على مهاراتك أنت الخاصة، ويُجري عمليات ويُطبب أشخاصًا أكثر بكثير مما تُطبِّبه الآن، وسيصبح بالإمكان أن تُجري بدلًا عنك هذه الروبوتات أو الأنظمة، مئات الاستشارات أو العمليات، وأنت تجني أرباحها. ولو كنت مُمثلًا فستبيع صوتك وصورتك والذكاء الاصطناعي سيقوم بإنتاج ملايين الأنواع من المحتوى، وأنت نفسك تستمتع بمشاهدة نفسك تنشهر أكثر وأسرع، وسيصبح بالإمكان أن تقوم بمئات اللقاءات الإعلامية في نفس الوقت وكل واحد منها بمكان، ولو كنت محاميًا أو مهندسًا أو أي وظيفة أو عمل، فهناك ملايين الفرص لتستغل الذكاء الاصطناعي ليكون معاونك ومستشارك وحتى فريق عملك يُنجز وأنت تستفيد.

الخوف من الذكاء الاصطناعي ليس سوى قِصَر نظر- وسامحوني على هذا التعبير- فنحن أمام ماكينة تعمل ليل نهار ولم تقف أمام مخاوفك وبطء إدراكك للحقائق.. ولهذا "كُنْ ذكيًا حتى لا يأكلك الأذكياء"، إنها قاعدة ذهبية في عصر لم يعد لعدم الذكاء مطرحٌ، وإن اختلفت المسميات.

** المنسق الإعلامي ومنتج الأخبار لصالح مجموعة الصين للإعلام- الشرق الأوسط

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يجمع أساطير الكرة وأم كلثوم في احتفالات العيد

ماجد محمد

في مشهد افتراضي مبتكر، انتشر مؤخرًا مقطع فيديو تم إنشاؤه بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يجمع بين نجوم كرة القدم العالميين وأسطورة الطرب العربي أم كلثوم، في أجواء احتفالية بعيد الفطر المبارك.

ويظهر في الفيديو البرتغالي كريستيانو رونالدو مرتديًا الجلباب المصري، جالسًا بجوار سيدة مصرية أمام فرن بلدي، منهمكًا في نقش كعك العيد، بينما يساعده الأرجنتيني ليونيل ميسي بوضع الكعك داخل الفرن، على أنغام أغنية “يا ليلة العيد” التي تؤديها كوكب الشرق.

كما يظهر النجم المصري محمد صلاح وهو يستقبل المدرب الإسباني بيب جوارديولا واللاعب برناردو سيلفا، في مشهد يعكس روح الضيافة المصرية.

فيما يشارك الفرنسي كيليان مبابي والنرويجي إيرلينغ هالاند في تحضير الكعك إلى جانب أم كلثوم، التي تتوسطهما بأدائها المميز.

الفيديو، الذي حمل عنوان “أحلام العصر”، لاقى تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبدى الجمهور إعجابه بالفكرة الإبداعية التي دمجت بين رموز كرة القدم وأيقونة الطرب العربي في أجواء رمضانية مصرية أصيلة.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/X2Twitter.com_20J432Cj-OKu0t2M_852p.mp4

مقالات مشابهة

  • 3 وظائف فقط ستنجو من سيطرة الذكاء الاصطناعي
  • مايكروسوفت.. قصة نجاح من الحوسبة إلى الذكاء الاصطناعي والسحابة
  • تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي واغتيال الخيال
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل الأفكار إلى كلام في الوقت الحقيقي
  • عملاق التكنولوجيا في العالم.. يكشف عن ثلاث وظائف فقط ستنجو من سيطرة الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يجمع أساطير الكرة وأم كلثوم في احتفالات العيد
  • الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من المهن
  • تحالف استراتيجي بين القطاع الخاص والأكاديمي لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي