جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-07@05:04:42 GMT

الرسالة لم تلامس قلب أبي جهل

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

الرسالة لم تلامس قلب أبي جهل

عيسى الغساني

"وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا".. هذه المقدمة لحقيقة أن الأنسان مثيرٌ للجدل بفكره وسلوكه الذي ينطلق من مستوى الوعي والإدراك الذي تُحرِّكه وتنظِّمه منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية الناشئة في حيز مكاني مُحدد، وبمعنى آخر المجتمع وما يُنتجه من ظواهر اجتماعية إيجابية أو سلبية.

هناك من البشر من سطّر اسمه في سجل الخالدين وأصبح أيقونة بفكره وسلوكه، وشكّل نموذجًا إنسانيًا رفيعًا يُقتدى به، فكل الأمم والشعوب عبر تاريخها لديها شخصيات حفرت ذكراها في القلوب والعقول من نور يشع بجلال ضيائه على الروح والعقل، وهناك من بقي في ذاكرة أمته والبشرية بسوء فهمه وقلة وعيه وتموضعه في الجانب الخاطئ من المُثًل والقيم الإنسانية الرفيعة.

كُل الرسالات السماوية حملت قيمًا إنسانية وخاطبت الضمير والوجدان البشري سعيًا لبناء ضمير جمعي يتأسس على قيم الكرامة الإنسانية "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، والرسالة المُحمّدية الخالدة رسالة المحبة والسلام والخير للبشرية جمعاء، رسالة الرحمة "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".. نعم هي رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رسالة تحرِم الظُلم والعدوان بكل صورة وأشكاله أيًا كان المسوِّغ "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ".

تلك الرسالة عبرت وتعبر وسوف تعبر حاجز الزمن والمكان؛ لأنها في بذورها البقاء والنمو والديمومة؛ فهي تُلامس قلب الإنسان السَوِيْ صاحب الروح الصافية والعقل الواعي والمتجرد من قيود المادة الآنية.

لكن إذا كان هذا واقع الحال لهذه الفكرة الخالدة، فلماذا لما تُلامس الرسالة قلب أبي جهل؟ الجواب أنه قبل أبي جهل، كان هناك النمرود وهامان اللذان أعماهما وأفسد روحهما ما تحت أيديهما من طبيات ومال؛ حيث قادهما العقل الضال ليعتقدا أنهما أعلى وأسمى من الآخرين، فأنكرا وتنكّرا وحاربا قيم العدل والخير خوفًا على مكاسب مادية تجاوزها الزمن، فلا خلود إلّا للحقيقة والحق. أما أبو جهل فخوفًا على مكتسباته امتطى جواد الجهل والطغيان، قصورًا وظنًّا منه أنه يستطيع مقاومة الحقيقة الأزلية وأنه يستطيع أن يُطفئ نور الحقيقة، وهذا ما عجز عنه ويعجز عنه كل من خالف الفطرة فكرًا وسلوكًا، والتاريخ يُعيد نفسه، ومن تلك الشاكلة عبر عصور الزمن من أسقطته عدالة السماء.

طوبى لقلوبٍ وعقولٍ أنارت رسالة الحق قلوبَهُم، ووزنت عقولَهُم بميزان العدل، وطهرت قلوبهم من شوائب أسقام العقول.

وعلى الهادي محمد أزكى الصلوات والسلام في ذكرى مولده الخالدة، التي كلما حضرت، استحضرت السلام والمحبة للإنسان أينما كان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صورة من عام 1941 تثير جنون رواد مواقع التواصل.. صبي غامض سافر عبر الزمن صحبة “iPad”!

تسببت صورة بالأبيض والأسود في جنون رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد البعض أنها دليل على أن السفر عبر الزمن أمر وارد.

وتم التقاط الصورة القديمة في عام 1941، من قبل إدوين روسكام في ساوث سايد شيكاغو، وتظهر مجموعة من الأطفال المستعدين للتوجه إلى السينما. لكن الصبي الصغير في أقصى اليمين جذب انتباه الجميع، وسمح لهم بالسفر بخيالهم عبر الزمن.

ويعتقد منظرو المؤامرة أن الصبي كان يحمل بين ذراعيه جهازا لوحيا “Apple iPad”، الذي تم إصدار الجيل الأول منه في عام 2010، أي بعد 69 عاما من التقاط الصورة المنشورة على موقع “Reddit”.

وغالبا ما يتم اعتماد الصور الفوتوغرافية من الماضي “كدليل” على السفر عبر الزمن. وقد رصد المعتقدون بذلك سابقا، في صورة تم التقاطها عام 1940، رجلا “يمسك هاتفا محمولا”!

أثارت لقطة قديمة منذ 83 عاما جنونا على الإنترنت

وتظهر الصورة، التي التقطت على شاطئ بكورنوال، رجلا يرتدي بدلة بنية اللون وينظر إلى شيء في يديه يشبه الهاتف المحمول بشكل مثير للريبة.

لكن المشككين سارعوا إلى ازدراء النظرية، وأصروا على أن الرجل كان ببساطة يدخن سيجارة.

كذلك، أثارت صورة لرجل آخر نظريات حول السفر عبر الزمن. حيث تظهر اللقطة التي التقطت في عام 1943 بالعاصمة الأيسلندية ريكيافيك، حشدا من السكان المحليين والجنود من الحرب العالمية الثانية يسيرون على طول الرصيف.

استحوذ الصبي الصغير في أقصى اليمين على انتباه الجميع

ويبدو أن أحد الرجال كان ينظر إلى الكاميرا ويده إلى جانب وجهه. وأثارت الصورة شائعات بين المؤمنين بالسفر عبر الزمن بأن الرجل كان يمسك بهاتف محمول على أذنه.

لكن تم طرح أول هاتف محمول على الإطلاق من نوع “Motorola DynaTAC 8000X” للبيع في عام 1973، أي بعد 30 عاما بالضبط من التقاط الصورة!

ماذا يقول العلماء عن السفر عبر الزمن؟

قد لا يكون السفر عبر الزمن مجرد قصة يتم سردها فقط في عالم الخيال العلمي، حيث يتفق معظم علماء الفيزياء النظرية على أنه ممكن!

ويعتقد العلماء مثل البروفيسور ستيف هوكينج والبروفيسور بريان كوكس، أن السفر بسرعة الضوء يمكن أن يدفع البشر إلى المستقبل.

ويعتمد هذا على نظرية ألبرت أينشتاين الخاصة نسبيا، التي ظهرت عام 1905، حيث سيواجه الجسم الذي يتحرك بسرعة الضوء تباطؤا زمنيا.

وهناك نظرية أخرى تستخدم الثقوب الدودية لنقل البشر من نقطة في الفضاء إلى أخرى على الفور، تم وضعها في عام 1916، وتم تطويرها مرة أخرى انطلاقا من نظرية أينشتاين.

المصدر: The Sun

مقالات مشابهة

  • صورة من عام 1941 تثير جنون رواد مواقع التواصل.. صبي غامض سافر عبر الزمن صحبة “iPad”!
  • صباح يشرق كالأمس.. قصص بنكهة الواقعية السحرية
  • كولاجين الديناصور يتحدى الزمن.. سر البقاء على قيد الحياة لملايين السنين
  • مشهد مؤثر.. خريجي ”فئة الصم” من مركز الحاسوب بجامعة تعز يحتفلون بثورة سبتمبر الخالدة بطريقتهم الخاصة ”شاهد”
  • محققون أمميون يسابقون الزمن لتوثيق إبادة داعش للإيزيديين في العراق
  • ريهام سعيد تعيد أزمتها مع الطبيب اللبناني بهذه الرسالة (صورة)
  • المفاوضون يسابقون الزمن لتقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة
  • هل الله مع الصابرين أم مع صاحب المدفع الأكبر؟
  • القسام تنشر رسالة لأسيرين إسرائيليين قبل مقتلهما
  • اللوفر أبوظبي.. رحلة مذهلة عبر الزمن