تهديدات نتنياهو المبطنة للأردن
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
تهديدات نتنياهو المبطنة للأردن
الكيان الصهيوني يرى في الاردن تهديدا وجوديا يجب ازالته وتفكيكه.. تهديدات تؤكدها تصريحات مبالغ فيها حول موجات لجوء كبرى من الشرق.
القلق الكامن في عقول وقلوب قادة الكيان ومستوطنيه لا يقتصر على لبنان وسوريا، بل يمتد نحو مصر والاردن إذ يصنفهما كتهديد كامن، يجب أن يحتل أولوية.
تحذيرات نتنياهو من موجة لجوء كبرى عبر الحدود الاردنية؛ ترافقت مع تحقيقات الموساد حول تهريب السلاح وإعداد إيران عمليات مزعومة عبر الحدود الاردنية.
يسعى قادة العدو إلى وصاية كاملة على الحدود، وإدارة الشؤون الأمنية، وصولا لاهداف أبعد بكثير من مواجهة تهديدات مزعومة نحو سيطرة مطلقة على طرفي الحدود.
لا يشبع قادة العدو وآخر ما يريدونه دولة مستقلة متماسكة شرق الحدود، وثمة تهديد مستقبلي جدي ومبطن، يحتاج لقراءة أردنية رسمية وشعبية استشرافية لما يجب ان تكون عليه العلاقة مستقبلا.
* * *
كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11) اليوم الثلاثاء، عن تحذير جديد لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مما اعتبره مخاطر محدقة بـ"إسرائيل"، جراء عدم إحكام إغلاق الحدود مع الأردن عبر بناء جدار على طول المناطق الحدودية، مدفوعا بأسباب أمنية، اذ نقل عنه القول إنه "إذا لم تغلق إسرائيل حدودها الشرقية؛ فلن تظل دولة يهودية".
التصريحات بحسب القناة 11 صدرت عن نتنياهو خلال جلسة عقدتها حكومته في الأيام الماضية، وذلك في أعقاب إعلانه، مطلع الشهر الجاري، نية حكومته بناء جدار على طول الحدود مع الأردن لمنع "تسلل" طالبي اللجوء إلى الكيان المحتل بحسب زعمه.
لا أحد يعلم ما يدور في رأس نتنياهو وأركان حكومته الفاشيين، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، كما يصعب الجزم بالاهداف الكامنة خلف الاعلانات المتكررة بوجود تهديد قادم من الحدود الاردنية، تارة بحجة اللجوء إلى واحة العنصرية والفاشية الاسرائيلية الوحيدة في المنطقة، وتارة اخرى لاسباب أمنية تتعلق بتهريب السلاح وتصاعد المقاومة في الضفة الغربية.
الخطير في الامر، أن التحذيرات المتكررة لنتنياهو من موجة لجوء كبرى عبر الحدود الاردنية؛ ترافقت مع اعلان الموساد (جهاز الامن الاسرائيلي الخاص بالعمليات الخارجية) اشتراكه في تحقيقات تمس عمليات تهريب السلاح والاعداد لعمليات مزعومة تعدها ايران عبر الحدود الاردنية.
ما يجعل من التصريحات المتتابعة والمتوالية لاركان الحكومة والاجهزة الامنية الاسرائيلية استهدافا مباشرا للاردن وحدوده الغربية مع الكيان الصهيوني؛ استهداف لا يقتصر على بناء الجدار، بل وما وراء الجدار والاسياج الشائكة.
الكيان الصهيوني يرى في الاردن تهديدا وجوديا يجب ازالته وتفكيكه.. تهديدات تؤكدها التصريحات المبالغ فيها حول موجات لجوء كبرى قادمة من الشرق؛ فالقلق الكامن في عقول وقلوب قادة الكيان ومستوطنيه لا يقتصر على لبنان وسوريا، بل يمتد نحو مصر والاردن التي يصنفها كتهديد كامن، يجب ان يحتل اولوية في مخططات المؤسسة الامنية الاسرائيلية تبدأ ببناء الجدران والاسياج الشائكة، وينتهي بالوصاية الامنية الكاملة.
ختاما.. يبحث قادة الكيان الصهيوني بشقيهم الامني والسياسي عن طريق توصلهم الى ممارسة الوصاية الكاملة على الحدود، وادارة الشؤون الامنية وما وراءها، وصولا لاهداف أبعد بكثير من مجرد مواجهة التهديدات المزعومة نحو السيطرة المطلقة على طرفي الحدود، تتيح لهم فرض رؤيتهم السياسية والاقتصادية؛ فهم لا يشبعون، ولا يعرفون معنى الاكتفاء.
وآخر ما يريدونه دولة مستقلة ومتماسكة على الطرف الشرقي من الحدود، وهو تهديد مستقبلي جدي ومبطن، يحتاج الى قراءة اردنية رسمية وشعبية معمقة واستشرافية لما يجب ان تكون عليه العلاقة مستقبلا.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأردن إسرائيل إيران نتنياهو تهديدات الموساد الحدود الاردنية تهريب السلاح الكيان الصهيوني عبر الحدود الاردنیة الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
ترودو يعتزم مناقشة تهديدات ترامب بضم كندا مع الملك تشارلز
كندا – أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو سيجتمع اليوم الاثنين مع الملك تشارلز الثالث لبحث تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم بلاده لتصبح ولاية أمريكية جديدة.
وبحسب الوكالة من المقرر أن يجتمع ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش معه تهديدات ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.
وقال ترودو خلال حضوره في لندن قمة الزعماء الأوروبيين بشأن أوكرانيا يوم الأحد في تصريح نقلته الوكالة، إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين، مضيفا: “لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة”.
وتعليقا على ذلك كتب المحامي الدستوري الكندي لايل سكينر في حسابه على منصة “إكس”: “خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا.. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا”.
وقد تعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترامب بضم البلاد للولايات المتحدة.
ويعتبر العاهل البريطاني تشارلز الثالث ملكا رسميا لكندا. وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، إلا أن العديد منهم كانت لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية، وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها.
يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور في البلاد. ويعتبر الكثيرون أن ذلك يعد مسعى محفوفا بالمخاطر، بالنظر إلى كيفية تصميمه بعناية ليوحد أمة مكونة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.
وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترامب قد أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد وصف ترودو بأنه “حاكم ولاية كندا العظمى”، وذلك في ظل الخلافات حول احتمال فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على السلع الكندية.
وفي وقت لاحق، قال ترامب إن كندا كان يمكنها تجنب الرسوم التجارية التي فرضتها واشنطن والحصول على حماية عسكرية لو انضمت إلى الولايات المتحدة بصفة الولاية رقم 51.
وكان الملك تشارلز، قد دعا ترامب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة.
المصدر: أ ب + RT