الجزيرة:
2024-12-28@00:36:29 GMT

اكتئاب وفقدان نطق.. ماذا فعل الإعصار بأطفال درنة؟

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

اكتئاب وفقدان نطق.. ماذا فعل الإعصار بأطفال درنة؟

"بعضهم اكتأب ومنهم من فقدَ النطق وآخر حاول الانتحار".. هذا ما تسبب به الإعصار المتوسطي "دانيال" بأطفال شرق ليبيا، إذ دمّر قبل أكثر من أسبوع منازلهم ومدارسهم ومدنهم وفقدوا عائلاتهم، وذلك أمام أعينهم.

وتأثر نحو 300 ألف طفل بالكارثة في شرق ليبيا، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف، عقب الإعصار الذي اجتاح في 10 سبتمبر/أيلول الجاري عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة الأكثر تضررا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ضحّت بحياتها لإنقاذ أبنائها الخمسة من سيول درنةlist 2 of 2غواصون من درنة تحدثوا للجزيرة نت.. قصص ومشاهد مروعة عن أهوال الكارثةend of list

هذه الأعداد التي وصفتها المنظمة الأممية بـ"الضخمة" تعد "جيلا كاملا"، وفق ما قال الطبيب النفسي شاهين الزياني الذي أوضح لوكالة الأناضول أن "أولئك الأطفال هم غد ليبيا لكنهم تأثروا بشدة نفسيا، وهو ما سيلقي بظلاله على كامل البلاد مستقبلا".

الطبيب النفسي الليبي، وهو يتحدث من مدينة درنة، أكد أن ما شاهده خلال معاينته لعدة أطفال في المدينة "أمر محزن للغاية".

وفي 24 سبتمبر/أيلول، أعلنت لجنة تابعة للحكومة المكلفة من البرلمان الليبي أن حصيلة ضحايا الإعصار بلغت 3 آلاف و868 حالة وفاة، وهي حصيلة قريبة من أخرى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، في الـ16 من الشهر نفسه، حين أفادت بمصرع 3 آلاف و958 شخصا وفقدان أكثر من 9 آلاف آخرين.


مشاهد مرعبة

وقال الزياني "لك أن تتخيل أن يفقد طفل أمه وأباه في لمح البصر، ولك أن تتأمل حال طفل يفقد منزله بل ومدينته وجيرانه وأصدقاءه وكذلك مدرسته، وآخر يفيق في الليل ويجد منزله غارقا في المياه وسط صراخ كل من حوله في المنزل والشارع".

وأكد الطبيب الليبي أن "هناك أطفالا دخلوا في حالة اكتئاب وآخرين فقدوا القدرة على الكلام من هول ما عاشوه خلال ساعات الفيضانات التي بدأت في مقتبل المساء وجرفت المنازل التي ظلت داخلها وأمامها أعداد من الجثث إلى أن انحسرت المياه في الصباح".

وأضاف "بل إن بعض الأطفال الذين نجوا لم يسعفهم أحد حتى وصول المساعدات بعد الظهيرة".

مدة الفيضانات عقب الإعصار -وفق الزياني- "تقدر بأكثر من 15 ساعة كان فيها أولئك الأطفال، إما تحت أنقاض منازلهم أو جرفتهم المياه لأماكن عدة أو حتى بجانب جثث أشخاص آخرين لقوا حفتهم، وربما جثث عائلاتهم كما حدث في بعض الحالات في درنة".

وأشار إلى أن "إدراك الطفل لهول ما عاشه يختلف كليا عن إدراك الإنسان البالغ، وهنا تتمثل الأزمة والكارثة والمصيبة".

ومتحدثا عن أصعب الحالات النفسية لدى الأطفال الناجين من الفيضانات، قال الطبيب الليبي "عاينت طفلا في مدينة بنغازي التي نقل إليها هو وشقيقته الصغيرة، حيث فقد أباه وأمه في الفيضانات، وحاول أكثر من مرة أن يلقي بنفسه من مكان مرتفع، وهو يفعل ذلك دون وعي".

مشكلات النزوح

وعن الأطفال الذين تم جلبهم إلى بنغازي ومدن أخرى أو نزحوا من مناطقهم مع عائلاتهم الناجية، يؤكد الزياني أن "ذلك في حد ذاته أمر سيزيد من الأزمات النفسية لدى الأطفال".

ويضيف الطبيب الليبي "أن يترك طفل مدرسته وبيته وجيرانه ويجد نفسه فجأة في بيئة أخرى أقل أمانا وطمأنينة من البيئة التي كان يعيش فيها، أمر سلبي خاصة وأن البيئة الجديدة عبارة عن مدارس خصصت لتجميع النازحين".


وخلّف الإعصار والفيضانات الناجمة عنه نحو 40 ألف نازح شمال شرقي ليبيا، وفقا لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في 16 سبتمبر/أيلول الجاري.

ووفق الزياني "تؤكد بيئة النزوح الجديدة للطفل أنه يعيش أزمة فعلا وهنا بيت القصيد، فالمفترض أن يبعد الطفل عن كل ما يشعره بأن الوضع استثنائي لتهيئته للاستجابة للعلاج النفسي ما بعد الصدمة".

صدمة عامة

وقال وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل إن "جميع سكان مدينة درنة في حالة صدمة حقيقية نظرا لحجم الكارثة، والتي تعتبر غير مسبوقة في تاريخ ليبيا".

وذكر عبد الوكيل أن السلطات "تعمل على برنامج لتقديم الدعم النفسي معتمد من الوزارة سيشمل الجميع ومنهم الأطفال".

وأوضح أن "الفرق التابعة لوزارة الصحة منها المستشفيات النفسية ومؤسسة الرعاية الصحية وبعض المؤسسات التابعة للشؤون الاجتماعية والهلال الأحمر والكشافة باشروا مهامهم منذ الأسبوع الماضي، بالتركيز في المدى القصير على تقديم الدعم النفسي".

ولفت إلى أن "عدة جهات ومؤسسات ومراكز بحثية وفرق تابعة لوزارة الصحة ستعلن خلال الأيام المقبلة عن عمل مشترك، سيتم من خلاله دراسة الكثير من الظواهر والمسائل النفسية والاجتماعية التي نجمت عن كارثة الفيضانات".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

80 يوما إبادة إسرائيلية.. مقتل وفقدان 4 آلاف و800 فلسطيني شمالي غزة

غزة – أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، امس الخميس، إن الجيش الإسرائيلي قتل 4 آلاف و800 فلسطيني وأصاب أكثر من 12 ألفا آخرين، خلال عمليات التطهير العرقي المتواصلة شمالي القطاع منذ 80 يوما.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة بذريعة منع الفصائل الفلسطينية من استعادة السيطرة على المنطقة، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في تحويل الشمال إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وأوضح الثوابتة، للأناضول، أن “هذه الجرائم (الإسرائيلية) تتركز في الأحياء السكنية والأبراج والمربعات السكنية بشكل واضح، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة”.

وأضاف أن “عدد الضحايا بلغ على مدار 80 يومًا من العدوان المتواصل ضد محافظة شمال قطاع غزة أكثر من 4 آلاف و800 شهيد ومفقود، وأكثر من 12 ألفا و500 مصاب، وأكثر من 1900 معتقل”.

وأشار إلى أن “هذا العدوان الإسرائيلي المستمر يستهدف البشر والحجر، ويدمر البنية التحتية، ويقضي على مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، والمنازل، والمرافق الحيوية”.

الثوابتة، أدان “هذا التصعيد الإجرامي الذي يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، ويمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يقف عاجزاً عن اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة لوقف هذه المجازر المستمرة بحق المدنيين العزل”.

واعتبر أن “الصمت الدولي والتقاعس عن تحمل المسؤولية إزاء هذه الجرائم، أصبح دعما ضمنيا للمحتل، وتشجيعا له على مواصلة عدوانه”.

كما طالب “المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وجميع الأطراف ذات الصلة، بالتحرك العاجل والفوري لإيقاف هذه الحرب الشعواء، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية”.

وأكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن “أهداف الاحتلال الإسرائيلي من الحرب على قطاع غزة لن تنجح وفي مقدمتها مخطط التهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني”.

ومساء الخميس، قال شهود عيان للأناضول، إن إسرائيل نفذت عمليات نسف ضخمة لما تبقى من مبان في شمال القطاع، بينما قالت القناة 13 العبرية، إن أصوات الانفجارات سمعت في تل أبيب وسط إسرائيل.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • رئيس موزمبيق المنتخب يوجه نداء إلى الشعب
  • الموت يتسلل إلى خيام النازحين في غزة.. الممرض أحمد الزهارنة يلتحق بأطفال رضع قضوْا من البرد القارس
  • تنظيم المونديال/التعديل الحكومي/الفيضانات/زيارة ماكرون/ هذه أبرز الأحداث التي شهدها المغرب خلال سنة 2024
  • غرق قارب مهاجرين قبالة الساحل المغربي وفقدان 69 شخصا
  • 80 يوما إبادة إسرائيلية.. مقتل وفقدان 4 آلاف و800 فلسطيني شمالي غزة
  • من الحرائق إلى الفيضانات.. أبرز 10 ظواهر جوية ضربت العالم في 2024
  • الفيلم الفلسطيني خطوات.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحايا الحروب
  • ارتفاع ضحايا إعصار شيدو إلى 39 شخصاً
  • هل أصبحت "غرف الغضب" في كينيا الحل الأمثل لتخفيف التوتر النفسي؟
  • هل يتفوق ChatGPT على المعالج النفسي في تقديم النصائح؟.. إجابة صادمة