الأغنية العُمانية.. وموقعها من الإعراب
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
د. أحمد بن علي العمري
لطالما عُرف العُمانيون ببراعتهم اللغوية والشعرية مُنذ القدم، وصولًا إلى وقتنا الحاضر؛ ففي كل فترات التاريخ العُماني يتجلّى لنا ذلك عندما تكون عُمان حاضرة بعلمائها وقاداتها وشخصياتها التي أبدعت في هذا الجانب، فمن مالك بن فهم في العصور القديمة مرورًا بالخليل بن أحمد الفراهيدي وابن دريد في العصور الإسلامية، وانتقالًا إلى أبي مسلم البهلاني وعبدالله بن علي الخليلي في العصور الحديثة، وغيرهم من قادة عُمان وعلمائها الذين أثروا اللغة العربية بالكثير، ولم تتوقف إنجازات بعضهم في الإطار المحلي، وإنما تجاوز ذلك ليصل حتى العالمية، كنوع من الإسهام العُماني في إثراء الحضارة الإنسانية، فهذا الوطن العزيز الغالي يزخر بالكثير والكثير مما يمكن أن يساهم في هذا الجانب.
هكذا هي عُمان، ولّادة للنوابغ، وهنا أريدُ أن أتطرق إلى جانب من الجوانب الثقافية وأتكلم عن الأغنيه العُمانية؛ حيث نجد أنها قد سبقت زمانها. وحتى لا أذهب بكم بعيدًا فيكفينا فخرًا وعلى مستوى الخليج العربي أن الفنان سالم بن راشد الصوري أول فنان خليجي تُسجّل له أغانيه في هيئة الإذاعة البريطانية بلندن.
ولا أنسى هنا دور حمدان الوطني والمقيمي وغيرهم من الرواد الأوائل. وحتى نقرب الصورة فلنتحدث منذ بداية عام 1970م وهي بداية النهضة العُمانية الحديثة؛ إذ بدا فيها فنانيون روّاد، وأذكرُ هنا وبكل فخر واعتزاز الفنان العُماني القدير والوطني مسلم علي عبدالكريم الغساني الذي غنى: "عُد يا أخي لضلكوت وأرض المجد رخيوت"، وكانت هاتان الولايتان في ذلك الوقت، خارج السيطرة العُمانية للظروف التي يعرفها الجميع؛ ليتحقق ما تغنى به بعد شهور من إطلاقه لأغنيته.
وكان في بداية السبعينيات من القرن الماضي هو وزملاؤه: سعيد بن فرج الغساني ومحمد حبريش- رحمة الله عليهما- إضافة للفنان سالم على سعيد- رحمه الله- وسالم محاد وأحمد غدير- أطال الله في عمرهما- يغنون في نواحي صرفيت وتحت وابل الرصاص من أجل عُمان والوطن والسلطان.
ثم بعد ذلك يلتحق بهم زملاؤهم حكم عايل ويعقوب نصيب رحمة الله عليهما- وشادي عُمان وعوض حليص، مع العملاق عبدالله الصفراوي رحمه الله؛ ليأتي الجيل الذي يليهم والذي يلي الذي يليهم والأغنية العُمانية محلك سر!
إنَّني كأحد المهتمين والمطلعين على هذا الجانب، لأشعر بالخيبة والحسرة للحال الذي وصلت إليه الأغنية العُمانية.
ومن تجربة شخصية عايشتها بنفسي، وكنت شاهدًا عليها أن أحد الفنانين المرموقين خليجيًا وعربيًا الآن ويعتبر الأبرز على الساحة حاليًا، كان يتردد على سالم علي سعيد وأحمد غدير وسالم محاد ليأخذ منهم أغنية أو على الأقل لحن، والآن هو يتصدر المشهد.
هل ننتظر فنانينا حتى يموتوا لنُمجِّدَهُم ونشيد بهم، أم أن الأمر يتطلب أن نهتم بهم وندعمهم؟ ألا يكفي أننا فقدنا سفير الأغنية العُمانية الفنان سالم علي سعيد الذي صور أول فيديو كليب عُماني بأغنية "عش سعيد"، والتي كتب كلماتها الشاعر القدير الراحل الشيخ عوض بن بخيت العمري، ولحّنها المُبدِع السيد خالد بن حمد البوسعيدي، أطال الله في عمره، والفنان حكم عايل والفنان يعقوب نصيب والفنان مدين مسلم.
فلنحافظ على ما تبقى منهم وندعمهم فانتشار الأغنية العُمانية يعزز من شهرة البلد؛ لأن هذا المجال أصبح من المجالات التي تفتخر بها الدول مثل الرياضة وغيرها من الفنون.
لا يفوتني هنا أن أقدِّم الشكر لشركة "سابكو" التي بذلت جهدًا كبيرًا لإيصال الأغنية العُمانية إلى آفاقٍ أرحب، وكنا نتمنى لو استمرت، لكنها لم تستمر، وقد بذل القائمون عليها جهدًا يُشكرون عليه.
كذلك الشكر لشركة "هالي" التي ساهمت في نشر الأغنية العُمانية، رغم أنه لم يُكتب له الاستمرارية.
هنا أودُ أن أطرحُ فكرة وهي أن تقوم الجهات المعنية بدعم شركات الإنتاج الجادة دعمًا مُيسرًا (مثل القروض بدون فائدة تُسدد على سنوات)، ثم نُحاسب هذه الشركات سنويًا على ما قدمته للفن العُماني وكم فنان عُماني وقفت بجانبه.
وهنا أُحيِّي الفنان صلاح الزدجالي الذي طوّر نفسه بنفسه ووصل بجهوده الذاتية إلى مركز متقدم في سماء الأغنية العُمانية.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: ع مانی
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل الكمين الذي قُتل فيه ضابط وخمسة جنود (إسرائيليين) جنوبي لبنان .. صورة
سرايا - كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، عن مقتل ضابط وخمسة جنود إسرائيليين من الكتيبة 51 من لواء جولاني بينهم ضابط، في اشتباك مع مقاومي حزب الله في قرية بجنوب لبنان، وقد أصيب جندي آخر في القوة بجروح متوسطة.
ويرتفع بذلك عدد قتلى لواء “جولاني” إلى 107 ضابطًا وجنديًا منذ السابع من أكتوبر 2023.
والكتيبة 51 التي قتل حزب الله 6 من جنودها وضباطها في كمين محكم اليوم، كان جيش الاحتلال قد أقال قائدها في ديسمبر الماضي بعد مقتل عدد من جنودها في كمين للقسام في الشجاعية.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، تحركت القوة في المنطقة الليلة الماضية، ضمن عملية قامت بها الفرقة 36 لتمشيط الأراضي اللبنانية قرب الحدود.
ويكشف التحقيق الأولي في الحادث أن قوة من جولاني دخلت إلى مبنى حوالي الساعة 10:00 صباحًا من يوم الأربعاء، وقام المقاومون على الفور باستهدافها من مسافة صفر، حيث وقعت في كمين محكم جرى إعداده مسبقا.
ويحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي في فرضية أن المقاومين خرجوا من نفق، وبالتالي لم يصابوا في الهجمات الجوية التي سبقت دخول جنود المشاة، وقد نشبت معركة شرسة من مسافة صفر في المبنى، واستمر القتال في المنطقة لعدة ساعات.
وأكدت قناة كان العبرية أن 4 مقاتلين من حزب الله هم من نفذوا الكمين الذي قتل فيه 6 من جنود وضباط الكتيبة 51 من لواء جولاني
وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى تقديرات الجيش تشير إلى أن عناصر حزب الله كانوا ينتظرون وصول القوة داخل المبنى وخاضوا القتال معهم، وفي الوقت نفسه نصبوا كمينًا في المباني المجاورة واطلقوا قذائف مضادة للدروع على القوة من عدة اتجاهات
وعلّقت صحيفة “معاريف” العبرية إن “كل ما يمكن قوله عن الحدث الصعب جنوب لبنان بأنه تم سحب قتلى لواء جولاني من تحت ركام المبنى المستهدف.”
ورغم عدم نشر جيش الاحتلال اسمه، أعلنت بلدية “نهاريا” أعلنت مقتل الجندي “يؤاف دانيال” في معارك جنوب لبنان.
وخلال 48 ساعة، أعلن جيش الاحتلال 11 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا وأصيب أكثر من 10 آخرين في معارك غزة ولبنان، من أصل 23 قتيلًا في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين أعلن الاحتلال عن مقتلهم منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
من جانبه، أعلن “حزب الله”، الأربعاء، أنه استهدف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب مرتين بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية وبصواريخ “باليستية”.
وقال الحزب في بيان، إنه “شن للمرة الأولى عند الساعة 13:30 ت.غ هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية على قاعدة الكرياه في تل أبيب، حيث أصابت المسيرات أهدافها بدقة”.
وأشار الحزب إلى أن قاعدة الكرياه، هي مقر وزارة الدفاع، وهيئة الأركان، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو.
وفي وقت لاحق من مساء اليوم، قال الحزب إنه “قصف للمرّة الثانية اليوم قاعدة الكرياه بصواريخ باليستية من نوع قادر 2 أصابت أهدافها بدقة”.
ولم يصدر عن الجانب الإسرائيلي أي تعليق بالخصوص حتى الساعة 18:15 ت.غ.
وسبق أن أعلن حزب الله، في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استخدام صاروخ “قادر 2” في قصف قاعدة غليلوت العسكرية الإسرائيلية الواقعة في ضواحي تل أبيب.
ويقول الحزب إن هذا الصاروخ هو صاروخ أرض أرض باليستي، ويبلغ طوله 8.6 أمتار وقطره 660 ملم.
ويبلغ مدى هذا الصاروخ 250 كلم، ووزنه الكلي 3200 كغم، ويحمل رأسا حربية وزنها 405 كغم، وفق بيانات نشرها الحزب عنه.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #المنطقة#الأردن#لبنان#اليوم#الله#الدفاع#غزة#الاحتلال#الثاني#الحدث#شهر
طباعة المشاهدات: 2559
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-11-2024 09:42 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...