اختتم معهد التخطيط القومي فعاليات ورشة عمل «الذكاء الاصطناعي وفجوات سياسات البيانات في الصحة العالمية»، والتي نظمها مركز شمال أفريقيا لتطبيقات تحليل النظم (NAASAC) بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، ومؤسسة (Science for Africa)، والتي جاءت امتدادًا لشراكات المعهد على المستوى الوطني والأفريقي، لدعم دور وأهمية البحث العلمي، فيما يخص توحيد الجهود من خلال جلسات تشاورية وورش عمل مشتركة ومناقشات حول الاستخدام الأكثر أمانًا للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية في أفريقيا، بحضور خبراء متخصصين في الصحة والذكاء الاصطناعي والقانون من مصر وليبيا وتونس والمغرب والسودان.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي

تناولت الورشة عدداً من الموضوعات التي ارتكزت على الرؤية التشريعية للبرلمان فيما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، وكذلك الاتفاقيات المتعلقة بتبادل البيانات والخصوصية، والمبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بالإضافة إلى استعراض سياسات الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية في مصر وأفريقيا، والتوصيات الإقليمية بشأن تعزيز الحوكمة والذكاء الاصطناعي في المجال الصحي على مستوى الدولة.

تعديل القوانين لمواكبة التطور التكنولوجي

وفي هذا الصدد أشار الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب إلى أن مصر بصدد تعديل العديد من القوانين لمواكبة التطور التكنولوجي المتتابع فيما يخص الشئون الطبية، إلى جانب إنشاء جهاز قومي لتنظيم الصحة، وإعادة هيكلة آليات العمل بالمنشآت الطبية والعاملين بداخلها، إضافة إلى إصدار قانون المسئولية الطبية والذي يستهدف إنشاء نظام موحد يتيح للمرضى تقديم الشكوى في حالة حدوث خطأ طبي من ناحية، وحماية الأطباء والعاملين والعاملات بالقطاع الصحي من ناحية أخرى.

استخدام بصمة الذكاء الاصطناعي

ولفت الدكتور وائل العطار الأستاذ المساعد في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة النيل، ومدير برنامج الذكاء الاصطناعي الأفريقي إلى أن استخدام بصمة الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية آخذة في التوسع، وباتت تقنياته جزءًا لا يتجزأ من الرعاية الصحية الحديثة، مما أحدث ثورة في رعاية المرضى والبحوث والبنية التحتية الطبية، كما أتاحت المزيد من الدقة في التشخيص والتنبؤ بالأمراض وتخصيص الخطط العلاجية.

إمكانات الذكاء الاصطناعي بمواجهة التحديات الصحية

وبِشأن الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية الأفريقية أوضح الدكتور وائل بدوي الأستاذ بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أن هناك العديد من الدول من بينها موريشيوس ومصر وكينيا بدأت بالفعل في صياغة أطر سياسية خاصة بالذكاء الاصطناعي، مع التركيز بشكل كبير على الرعاية الصحية، إلى جانب عمليات التعاون الإقليمي، مثل مبادرات الاتحاد الأفريقي، وإمكانات الذكاء الاصطناعي في التصدي للتحديات الصحية على مستوى القارة، إضافة إلى جهود القطاع الخاص من خلال عمل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في جميع أنحاء القارة على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية، بدءًا من أدوات التشخيص وحتى تحليلات البيانات الصحية.

الجهات الفاعلة في الذكاء الاصطناعي بأفريقيا

يأتي ذلك فيما أشار الدكتور جون موغابي أستاذ سياسة العلوم والابتكار بجامعة بريتوريا إلى أن الجامعات والمراكز البحثية والهيئات الحكومية والقضائية والتشريعية ووكالات التمويل الدولية والإقليمية على رأس الجهات الفاعلة في الذكاء الاصطناعي في أفريقيا التي أولت اهتماماً كبيراً بالبحث والتطوير في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي والابتكار، مشيراً إلى أن القدرة على تصميم وتنفيذ سياسات الذكاء الاصطناعي والتوزيع تمثل تحديًا رئيسيًا، خاصةً مع ظهور المبادئ التوجيهية للاتحاد الأفريقي والمبادئ التوجيهية الدولية.

المخاوف المرتبطة باستخدامات الذكاء الاصطناعي

وفي السياق ذاته أكد جون نوجوجو العضو بمؤسسة العلوم من أجل أفريقيا إلى وجود العديد من المخاوف المرتبطة باستخدامات الذكاء الاصطناعي داخل القارة السمراء المتعلقة بأمن البيانات والخصوصية، والقدرة على التشخيص الصحيح في مجال الرعاية الطبية، مشدداً على ضرورة التركيز على بناء المواهب والقدرات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال البرامج التعليمية والتعاون البحثي ومبادرات تنمية المهارات.

تحيز الذكاء الاصطناعي لدول المنشأ

وأضاف بروفيسور بلسينج  أخصائي أبحاث في مجلس أبحاث العلوم الإنسانية، بجنوب أفريقيا  ضرورة الأخذ في الاعتبار تحيز الذكاء الاصطناعي لدول المنشأ دون الأخذ في الاعتبار الفروق الثقافية واللغوية وأيضاً الفروق بين الجنسين، مشدداً على ضرورة وضع الحكومات استراتيجية للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، من خلال كيان مخصص لمتابعة التنفيذ، إضافة إلى سن قوانين لحماية المواطنين في استخدامات الذكاء الاصطناعي، والتوعية وبناء القدرات لكافة العاملين في المجال الصحي، مشيراً إلى أن معرفة النواقص في نظام الرعاية الصحية هي البداية الصحيحة لاختيار الأدوات المناسبة وطرق التطبيق لتقنياته دون إغفال الصورة الكاملة.

نحو استخدامات الذكاء الاصطناعي

وانتهت الورشة إلى مجموعة من التوصيات من بينها: التأكيد على ضرورة وجود إرادة للتغيير نحو استخدامات الذكاء الاصطناعي لدى الحكومات وصناع القرار لوضع استراتيجية للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، وإنشاء كيان مخصص لمتابعة التنفيذ (مثل مجلس عام للذكاء الاصطناعي)، مع الإشارة إلى أهمية التكامل بين الوزارات المختلفة مثل الصحة والتعليم والعدل والاتصالات لبناء منظومة متكاملة، ووضع تصور كامل حول الاستخدامات الآمنة للذكاء الاصطناعي، وضرورة سن القوانين لحماية المواطنين وخصوصية بياناتهم في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا القانونية والأخلاقية، مع الاهتمام بجميع أطراف المنظومة الصحية من المرضى والموظفين وصانعي القرار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي المنظومة الصحية معهد التخطيط القومي الصحة العالمية استخدامات الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی فی فی المجال الصحی الرعایة الصحیة من خلال فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

العقول اليمنية المهاجرة ودورها في التعليم والبحث العلمي في ملتقى أكاديمي بماليزيا

نظمت الشبكة الدولية للبحث والتعليم المستدام (ISREN)، الملتقى الأكاديمي الأول للباحثين اليمنيين في ماليزيا.

 

وسلّط الملتقى الضوء على دور العقول المهاجرة في تعزيز التعليمية وتطوير البحث العلمي في اليمن وماليزيا، وعلى أهمية تعزيز التواصل بين الأكاديميين في الداخل والخارج لإيجاد حلول إبداعية لتحديات التعليم، وعلى إقامة شراكات بحثية وتعليمية مع الجامعات اليمنية، مستفيدًا من خبرات اليمنيين في الخارج إلى جانب تطوير جودة التعليم عبر مشاريع مشتركة مع الجامعات الماليزية.

 

وتضمن الملتقى مناقشة ثلاثة محاور رئيسية، حيث قدم المحور الأول الأستاذ الدكتور داود عبد الملك الحدابي (كلية التربية، الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية) ورقة عمل بعنوان “الجودة في التعليم الجامعي في الدول النامية: مالها وما عليها”، وفي المحور الثاني قدم الأستاذ الدكتور ناصر زاوية (جامعة رود آيلاند) ورقة عمل بعنوان “دور الجاليات اليمنية في تعزيز البحث والتعليم في اليمن”، وفي المحور الثالث قدم الأستاذ الدكتور المهندس يسري يوسف (جامعة تون حسين أون، ماليزيا) ورقة عمل بعنوان “التجربة الماليزية في استدامة البحث والتعليم: حلول مبتكرة لعالم متغير”.

 

وافتُتح الملتقى بحلقة نقاشية أدارها الدكتور اعوج محسن اعوج، وتحدث فيها الأستاذ الدكتور أحمد الخضمي، المستشار الثقافي بسفارة اليمن في ماليزيا.

 

وتناولت الحلقة النقاشية، سبل تعزيز التعليم والبحث العلمي في اليمن، مشددة على أهمية وضع خطة وطنية لتطوير التعليم بقيادة وزارة التعليم العالي، وتحسين أوضاع الأكاديميين من خلال حل مشكلة الرواتب ودعم العائدين إلى الوطن، في الوقت الذي دعت إلى تعزيز التعاون مع الباحثين اليمنيين في الخارج، والشراكة مع الجامعات والمنظمات الدولية ذات العلاقة لتطوير المناهج والبحث العلمي.


مقالات مشابهة

  • تصنيف حيوية الذكاء الاصطناعي.. الإمارات ضمن الأوائل عالميا
  • المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى يناقش الجهود المبذولة لحوكمة الذكاء الاصطناعي
  • الوطنى للذكاء الاصطناعي يناقش الجهود المبذولة للحوكمة
  • رئيس الوزراء يؤكد اهتمام الدولة بالارتقاء بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي
  • مدبولي يؤكد اهتمام الدولة بالارتقاء بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي
  • عاجل - هيئة الرعاية الصحية: خدماتنا الطبية جودتها عالمية وبأسعار تنافسية
  • عاجل - كوريا الجنوبية تعدل سياسات الرعاية الصحية لمواجهة أزمة الإضراب الطبي
  • العقول اليمنية المهاجرة ودورها في التعليم والبحث العلمي في ملتقى أكاديمي بماليزيا
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي سيقود مستقبل الرعاية الصحية
  • لقاء في عدن يناقش سير إعداد مسودة استراتيجية خدمات الرعاية الصحية