لماذا يعتقد الاقتصاديون أن الدورة العالمية لارتفاع أسعار الفائدة قد انتهت؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
نيويورك (زمان التركية)ــ قال تقرير تحليلي نشرته صحيفة فوريسن بوليسي الأمريكية، إن الاقتصاد العالمي يظهر علامات تباطؤ في النمو الأمر الذي يعزز آمال المستثمرين في تراجع الضغوط التضخمية، وهذه الآمال تعززها الأدلة المتزايدة التي تشير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، ويستقر رأي الاقتصاديين والأسواق المالية ومعظم البنوك المركزية على أنه لن تكون هناك حاجة إلى زيادة أخرى في أسعار الفائدة.
لا سيما وقد قرر صناع القرار في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا هذا الأسبوع إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، وشدد محافظو البنوك المركزية على ضرورة الحفاظ على أعصابهم بدلاً من تشديد السياسة بشكل أكبر مع استمرار انخفاض التضخم في معظم الدول الغربية، وهو ما دعى جينيفر ماكيون، كبيرة الاقتصاديين العالميين في كابيتال إيكونوميكس التصريح بقولها: “لقد وصلنا إلى مرحلة بارزة في دورة السياسة النقدية العالمية”وأضافت “لقد انتهت دورة التشديد النقدي العالمية.”
كما صرحت الشركة الاستشارية أنه للمرة الأولى ومنذ نهاية عام 2020 من المتوقع أن يخفض أكثر من 30 بنكًا مركزيًا في العالم أسعار الفائدة في الربع المقبل بدلاً من رفعها، فلقد استوعبت الأسواق المالية الرسالة: الآن يسعر المتداولون عدم زيادة أسعار الفائدة من جانب أغلب البنوك المركزية الكبرى أو التخفيضات من جانب البنوك المركزية في العديد من الاقتصادات الناشئة.
ومن جانبه فقد أعلن ناثان شيتس، كبير الاقتصاديين في بنك سيتي الأمريكي، بقوله إن الاقتصاد العالمي يقترب من “نقطة انتقالية” تتمثل في انخفاض النمو والتضخم، و أضاف: “إننا نرى أدلة على وجود نظام جديد يتسم بالانكماش التدريجي وتباطؤ النمو”، ومن المتوقع أن يفوق عدد التخفيضات في أسعار الفائدة الزيادات في أكبر 30 بنكا مركزيا في العالم
تراجع التضخم عالمياويأتي هذا التغير في الموقف في أعقاب تقارير عن تباطؤ التضخم في العديد من البلدان وتوقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي أظهرت أن الزيادة الحادة في أسعار الفائدة والارتفاع الأخير في أسعار النفط إلى حوالي 95 دولاراً للبرميل كانا يولدان علامات “ملموسة بشكل متزايد” على تباطؤ النمو.
ولذلك فقد بدأت البنوك المركزية استجابة منها لتلك البيانات في العديد من الاقتصادات الناشئة في خفض أسعار الفائدة، في حين فاجأت قرارات الإبقاء على تكاليف الاقتراض بدلاً من رفعها في بنك إنجلترا والبنك الوطني السويسري الاقتصاديين.
ويرى الخبراء أن صناع السياسة النقدية في الاقتصادات الرائدة ليسوا على استعداد بعد للحديث عن إمكانية خفض أسعار الفائدة ويسعون إلى الثبات حتى يكون هناك قدر أكبر من اليقين بأنهم استعادوا استقرار الأسعار.
وبينما رفع البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض الأسبوع الماضي، لكن فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك صرح يوم الخميس مؤكدا على أن أسعار الفائدة في طريقها لهزيمة التضخم بشرط “المحافظة عليها لفترة طويلة بما فيه الكفاية” عند المستويات الحالية. وكانت هذه أقوى إشارة من البنك حتى الآن إلى أن أسعار الفائدة في منطقة اليورو من المرجح أن تكون قد بلغت ذروتها.
كما شدد أعضاء بنك إنجلترا على الحاجة إلى إبقاء السياسة النقدية “مقيدة” إلى أن يتم تحقيق تقدم ملموس ضد التضخم، بدلاً من الضغط من أجل المزيد من تشديد السياسة النقدية، أما في الولايات المتحدة فقد أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جاي باول من جديد اعتقاد البنك المركزي بأنه بحاجة إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول ليأخذ في الاعتبار حقيقة أن النمو صمد بشكل جيد بشكل مدهش في أكبر اقتصاد في العالم.
وقال ريتشارد كلاريدا، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ويعمل الآن في شركة بيمكو لإدارة السندات، إن هذا النهج يعكس “عزم” البنك المركزي على التأمين ضد التضخم الذي أثبت استمراره. وقال إن التحركات التالية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا ستكون جميعها “معتمدة على البيانات” وسوف “يحرسون بغيرة” سمعتهم فيما يتعلق باستقرار الأسعار.
ومع ذلك فقد تساءل العديد من الاقتصاديين عما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى أن يكون عدوانيًا بشأن أسعار الفائدة مع استقرار الأسعار الأمريكية، خاصة في ظل تشديد الأوضاع المالية التي يعتقد الكثيرون أنها قد تعوض الحاجة إلى الارتفاع النهائي الذي توقعه المسؤولون في توقعاتهم الاقتصادية المحدثة التي نُشرت هذا الأسبوع.
وأوضح باول أن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بإبقاء أسعار الفائدة ثابتة لا ينبغي تفسيره على أنه إشارة إلى أن البنك المركزي يعتقد أنه وصل إلى نقطة النهاية لحملة التشديد، لكن التوقعات الأكثر تفاؤلاً، وخاصة فيما يتعلق بالنمو والبطالة، بدت خيالية في نظر البعض. وهو ما دعى مونيكا ديفيند رئيسة معهد أموندي إلى التحذير قائلة: “لقد فعل بنك الاحتياطي الفيدرالي الكثير، وهذا القدر من التشديد المتأخر سيضر بالاقتصاد في نهاية المطاف”
تثبيت سعر الفائدة
ويأتي التوقف المؤقت في رفع أسعار الفائدة مع تراجع التضخم بشكل حاد في العديد من المناطق، ففي الولايات المتحدة، انخفضت وتيرة نمو الأسعار بأكثر من النصف من الذروة البالغة 9.1 في المائة في حزيران /يونيو 2022 إلى 3.7 في المائة الشهر الماضي. وفي بعض دول البلطيق وأوروبا الشرقية، انخفض التضخم بأكثر من 10 نقاط مئوية عن الذروة، ومن المتوقع أن تظهر البيانات الرسمية الأسبوع المقبل أن التضخم في منطقة اليورو انخفض إلى أدنى مستوياته في عامين عند 4.6 في المائة في سبتمبر/أيلول، منخفضاً من 5.2 في المائة في أغسطس/آب وذروة بلغت 10.6 في المائة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إلا أنه وفي الوقت نفسه يرى المحللون الاقتصاديون أن هناك ضعف مشاهد في النشاط الاقتصادي العالمي، فقد أشارت مؤشرات مديري المشتريات لشهر سبتمبر/أيلول -وهي مقياس رئيسي للأداء الاقتصادي- إلى ضعف النشاط الاقتصادي في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، في حين سجلت الولايات المتحدة المزيد من تباطؤ النمو.
Tags: ارتفاع الفائدةالاقتصاد العالميالبنك المركزي الأوروبيتراجع التضخمالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: ارتفاع الفائدة الاقتصاد العالمي البنك المركزي الأوروبي تراجع التضخم بنک الاحتیاطی الفیدرالی الولایات المتحدة السیاسة النقدیة البنوک المرکزیة أسعار الفائدة البنک المرکزی فی العدید من فی المائة فی فی أسعار إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل | "تثبيت الفائدة".. ما هي الأسباب التي دفعت البنك المركزي لهذا القرار ؟
قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها يوم الخميس 21 نوفمبر 2024، تثبيت أسعار الفائدة الرئيسية. وتم الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة عند 27.25% و28.25%، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.75%، كما تم تثبيت سعر الائتمان والخصم عند 27.75%.
عاجل.. قرار مفاجئ من البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة اجتماع البنك المركزي المصري السابع خلال 2024: هل يتم تغيير سعر الفائدة؟
ويأتي هذا القرار استنادًا إلى أحدث التطورات والتوقعات الاقتصادية على الصعيدين المحلي والدولي منذ الاجتماع السابق للجنة.
الوضع العالمي:
ساهمت السياسات النقدية التقييدية التي تبنتها الاقتصادات الكبرى والناشئة في تراجع معدلات التضخم عالميًا، ما دفع بعض البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة تدريجيًا مع استمرار جهودها لخفض التضخم إلى المستويات المستهدفة. ورغم استقرار معدلات النمو الاقتصادي بشكل عام، لا تزال آفاق النمو معرضة لعدة مخاطر، مثل تأثير السياسات التقييدية على النشاط الاقتصادي، التوترات الجيوسياسية، واحتمال عودة السياسات التجارية الحمائية.
ورغم التوقعات بتراجع أسعار السلع الأساسية عالميًا، خاصة الطاقة، لا تزال المخاطر التضخمية قائمة بسبب احتمالية حدوث صدمات عرض نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية أو سوء الأحوال الجوية.
الوضع المحلي:
على الصعيد المحلي، أظهرت المؤشرات الأولية للربع الثالث من عام 2024 نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بوتيرة أسرع من 2.4% المسجلة في الربع الثاني، مع توقعات باستمرار التحسن خلال الربع الرابع، وإن كان دون تحقيق طاقته الكاملة. يُتوقع أن يدعم هذا المسار تراجع التضخم على المدى القصير، مع تعافي النشاط الاقتصادي بحلول العام المالي 2024/2025.
في المقابل، ارتفع معدل البطالة إلى 6.7% في الربع الثالث من عام 2024، مقارنة بـ6.5% في الربع الثاني، نتيجة عدم توافق وتيرة خلق فرص العمل مع زيادة الداخلين إلى سوق العمل.
التضخم:
استقر معدل التضخم السنوي العام عند 26.5% في أكتوبر 2024 للشهر الثالث على التوالي، مدفوعًا بارتفاع أسعار السلع غير الغذائية المحددة إداريًا مثل أسطوانات البوتاجاز والأدوية. كما انخفض التضخم الأساسي السنوي بشكل طفيف إلى 24.4% في أكتوبر، مقارنة بـ25% في سبتمبر. وبلغ التضخم السنوي للسلع الغذائية 27.3% في أكتوبر، وهو أدنى مستوى له خلال عامين. هذه التطورات، إلى جانب تباطؤ وتيرة التضخم الشهري، تشير إلى تحسن توقعات التضخم واستمراره في الانخفاض، رغم تأثره بإجراءات ضبط المالية العامة.
يتوقع استقرار التضخم عند مستوياته الحالية حتى نهاية عام 2024، مع احتمالات لبعض المخاطر مثل التوترات الجيوسياسية وعودة السياسات الحمائية. ومع ذلك، يُتوقع انخفاض كبير في معدل التضخم بدءًا من الربع الأول من 2025 بفضل تأثير التشديد النقدي وتغير فترة الأساس.
قرار اللجنة:
أكدت اللجنة أن الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية يعد مناسبًا لضمان تحقيق انخفاض مستدام في معدلات التضخم. وستستمر اللجنة في اتباع نهج يعتمد على البيانات لتحديد مدة التشديد النقدي الملائمة بناءً على توقعات التضخم وتطوراته الشهرية. كما ستواصل مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب، مع التأكيد على استعدادها لاستخدام جميع الأدوات المتاحة لمواجهة التضخم والحفاظ على الاستقرار المالي.