نيويورك (زمان التركية)ــ قال تقرير تحليلي نشرته صحيفة فوريسن بوليسي الأمريكية، إن الاقتصاد العالمي يظهر علامات تباطؤ في النمو الأمر الذي يعزز آمال المستثمرين في تراجع الضغوط التضخمية، وهذه الآمال تعززها الأدلة المتزايدة التي تشير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، ويستقر رأي الاقتصاديين والأسواق المالية ومعظم البنوك المركزية على أنه لن تكون هناك حاجة إلى زيادة أخرى في أسعار الفائدة.

لا سيما وقد قرر صناع القرار في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا هذا الأسبوع إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، وشدد محافظو البنوك المركزية على ضرورة الحفاظ على أعصابهم بدلاً من تشديد السياسة بشكل أكبر مع استمرار انخفاض التضخم في معظم الدول الغربية، وهو ما دعى  جينيفر ماكيون، كبيرة الاقتصاديين العالميين في كابيتال إيكونوميكس التصريح بقولها:  “لقد وصلنا إلى مرحلة بارزة في دورة السياسة النقدية العالمية”وأضافت  “لقد انتهت دورة التشديد النقدي العالمية.”

كما صرحت الشركة الاستشارية أنه للمرة الأولى ومنذ نهاية عام 2020 من المتوقع أن يخفض أكثر من 30 بنكًا مركزيًا في العالم أسعار الفائدة في الربع المقبل بدلاً من رفعها، فلقد استوعبت الأسواق المالية الرسالة: الآن يسعر المتداولون عدم زيادة أسعار الفائدة من جانب أغلب البنوك المركزية الكبرى أو التخفيضات من جانب البنوك المركزية في العديد من الاقتصادات الناشئة.

ومن جانبه فقد أعلن ناثان شيتس، كبير الاقتصاديين في بنك سيتي الأمريكي، بقوله إن الاقتصاد العالمي يقترب من “نقطة انتقالية”  تتمثل في انخفاض النمو والتضخم، و أضاف:  “إننا نرى أدلة على وجود نظام جديد يتسم بالانكماش التدريجي وتباطؤ النمو”، ومن المتوقع أن يفوق عدد التخفيضات في أسعار الفائدة الزيادات في أكبر 30 بنكا مركزيا في العالم

تراجع التضخم عالميا

ويأتي هذا التغير في الموقف في أعقاب تقارير عن تباطؤ التضخم في العديد من البلدان وتوقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي أظهرت أن الزيادة الحادة في أسعار الفائدة والارتفاع الأخير في أسعار النفط إلى حوالي 95 دولاراً للبرميل كانا يولدان علامات “ملموسة بشكل متزايد” على تباطؤ النمو.

ولذلك فقد بدأت البنوك المركزية استجابة منها لتلك البيانات في العديد من الاقتصادات الناشئة في خفض أسعار الفائدة، في حين فاجأت قرارات الإبقاء على تكاليف الاقتراض بدلاً من رفعها في بنك إنجلترا والبنك الوطني السويسري الاقتصاديين.

ويرى الخبراء أن صناع السياسة النقدية في الاقتصادات الرائدة ليسوا على استعداد بعد للحديث عن إمكانية خفض أسعار الفائدة ويسعون إلى الثبات حتى يكون هناك قدر أكبر من اليقين بأنهم استعادوا استقرار الأسعار.

وبينما رفع البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض الأسبوع الماضي،  لكن فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك صرح  يوم الخميس  مؤكدا على أن أسعار الفائدة في طريقها لهزيمة التضخم بشرط  “المحافظة عليها لفترة طويلة بما فيه الكفاية” عند المستويات الحالية. وكانت هذه أقوى إشارة من البنك حتى الآن إلى أن أسعار الفائدة في منطقة اليورو من المرجح أن تكون قد بلغت ذروتها.

كما شدد أعضاء بنك إنجلترا على الحاجة إلى إبقاء السياسة النقدية  “مقيدة”  إلى أن يتم تحقيق تقدم ملموس ضد التضخم، بدلاً من الضغط من أجل المزيد من تشديد السياسة النقدية، أما في الولايات المتحدة فقد  أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جاي باول من جديد اعتقاد البنك المركزي بأنه بحاجة إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول ليأخذ في الاعتبار حقيقة أن النمو صمد بشكل جيد بشكل مدهش في أكبر اقتصاد في العالم.

 

وقال ريتشارد كلاريدا، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ويعمل الآن في شركة بيمكو لإدارة السندات، إن هذا النهج يعكس  “عزم”  البنك المركزي على التأمين ضد التضخم الذي أثبت استمراره.  وقال إن التحركات التالية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا ستكون جميعها “معتمدة على البيانات”  وسوف  “يحرسون بغيرة”  سمعتهم فيما يتعلق باستقرار الأسعار.

ومع ذلك فقد  تساءل العديد من الاقتصاديين عما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى أن يكون عدوانيًا بشأن أسعار الفائدة مع استقرار الأسعار الأمريكية، خاصة في ظل تشديد الأوضاع المالية التي يعتقد الكثيرون أنها قد تعوض الحاجة إلى الارتفاع النهائي الذي توقعه المسؤولون في توقعاتهم الاقتصادية المحدثة التي نُشرت هذا الأسبوع. 

وأوضح باول أن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بإبقاء أسعار الفائدة ثابتة لا ينبغي تفسيره على أنه إشارة إلى أن البنك المركزي يعتقد أنه وصل إلى نقطة النهاية لحملة التشديد، لكن التوقعات الأكثر تفاؤلاً،  وخاصة فيما يتعلق بالنمو والبطالة، بدت خيالية في نظر البعض. وهو ما دعى مونيكا ديفيند رئيسة معهد أموندي إلى التحذير قائلة:  “لقد فعل بنك الاحتياطي الفيدرالي الكثير، وهذا القدر من التشديد المتأخر سيضر بالاقتصاد في نهاية المطاف”

تثبيت سعر الفائدة

 

ويأتي التوقف المؤقت في رفع أسعار الفائدة مع تراجع التضخم بشكل حاد في العديد من المناطق، ففي الولايات المتحدة، انخفضت وتيرة نمو الأسعار بأكثر من النصف من الذروة البالغة 9.1 في المائة في حزيران /يونيو 2022 إلى 3.7 في المائة الشهر الماضي. وفي بعض دول البلطيق وأوروبا الشرقية، انخفض التضخم بأكثر من 10 نقاط مئوية عن الذروة،  ومن المتوقع أن تظهر البيانات الرسمية الأسبوع المقبل أن التضخم في منطقة اليورو انخفض إلى أدنى مستوياته في عامين عند 4.6 في المائة في سبتمبر/أيلول، منخفضاً من 5.2 في المائة في أغسطس/آب وذروة بلغت 10.6 في المائة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إلا أنه وفي الوقت نفسه يرى المحللون الاقتصاديون أن هناك ضعف  مشاهد في النشاط الاقتصادي العالمي، فقد أشارت مؤشرات مديري المشتريات لشهر سبتمبر/أيلول  -وهي مقياس رئيسي للأداء الاقتصادي- إلى ضعف النشاط الاقتصادي في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، في حين سجلت الولايات المتحدة المزيد من تباطؤ النمو.

Tags: ارتفاع الفائدةالاقتصاد العالميالبنك المركزي الأوروبيتراجع التضخم

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: ارتفاع الفائدة الاقتصاد العالمي البنك المركزي الأوروبي تراجع التضخم بنک الاحتیاطی الفیدرالی الولایات المتحدة السیاسة النقدیة البنوک المرکزیة أسعار الفائدة البنک المرکزی فی العدید من فی المائة فی فی أسعار إلى أن

إقرأ أيضاً:

مبادرات محمد بن راشد العالمية تختتم مشاركتها في معرض الرباط للكتاب

اختتمت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، ممثلة في مبادرة تحدي القراءة العربي مشاركتها في معرض الرباط الدولي للكتاب 2025، الذي استمرت فعالياته في الفترة ما بين 17 إلى 27 أبريل الجاري. وتعكس مشاركة مبادرة تحدي القراءة العربي في الدورة الـ30 من معرض الرباط الدولي للكتاب، الذي يُعد من أكبر المعارض الثقافية في القارة الأفريقية والعالم العربي واستقطب هذا العام أكثر من 743 عارضاً من نحو 50 دولة، حرصها على تعزيز مكانة اللغة العربية، وإثراء المشهد الثقافي العربي، وتجسيد دور مبادرة تحدي القراءة العربي كأكبر تظاهرة قرائية من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.وحظي جناح "تحدي  القراءة العربي" بتفاعل كبير من زوار المعرض ومشاركين في الدورات السابقة من مبادرة تحدي القراءة العربي على مستوى المملكة المغربية، والذين تصاعد عددهم بشكل ملحوظ حيث بلغوا في الدورة الأولى 85625 طالباً وطالبة ليصل العدد إلى أكثر من 4 ملايين و342 ألف طالب وطالبة في الدورة التاسعة بارتفاع بلغت نسبته 4971% عن الدورة الأولى، كما مثل طلبة المملكة المغربية المشاركين في الدورة التاسعة من التحدي 14197 مدرسة، تحت إشراف 20200 مشرف ومشرفة قراءة.واستقبل جناح "تحدي القراءة العربي" خلال مشاركته في المعرض، أكثر من خمسة آلاف زائر، تفاعلوا مع أكثر من 25 ورشة تربوية وثقافية، حول أهمية نشر ثقافة القراءة باعتبارها حجر الأساس في تطوير قدرات الأجيال الجديدة، إضافة إلى التركيز على دور مبادرة تحدي القراءة العربي في تنمية مهارات التفكير الإبداعي والتعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى.وتميزت الورش التي قدمها نخبة من الأساتذة، وشارك فيها فائزون وفائزات في دورات سابقة من "تحدي القراءة العربي" بثراء المحاور وجاذبية العرض، ما أسهم في نجاح مشاركة مبادرة تحدي القراءة العربي في الدورة الـ30 من المعرض.

 

وقال الدكتور فوزان الخالدي، مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، بهذه المناسبة، إن المشاركة في الدورة الـ30 من معرض الرباط الدولي للكتاب، مثل فرصة مثالية لتعريف زوار المعرض والمهتمين بالحركة الثقافية بإنجازات مبادرة "تحدي القراءة العربي”، التي تهدف إلى بناء المنظومة القيمية للأجيال الصاعدة، حيث قدمت المؤسسة للزائرين لمحة عن مراحل تطور المبادرة النوعية وارتفاع عدد المشاركين كل عام، وطموحاتها المستقبلية للارتقاء بالمشهد الثقافي والمعرفي في الوطن العربي.وأضاف أن المؤسسة استعرضت الدور الذي لعبته مبادرة تحدي القراءة العربي التي تم إطلاقها في العام الدراسي 2015 - 2016 في ترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية، وتشجيع الأجيال الصاعدة على استخدامها في تعاملاتهم اليومية، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، وإنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، كما تم تسليط الضوء على المكتبة الرقمية بما تتيحه هذه المنصة من معارف وثقافة لمستخدميها.يذكر أن الدورة التاسعة من مبادرة تحدي القراءة العربي، التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" شهدت مشاركة قياسية وصلت إلى 32 مليوناً و231 ألف طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون 132112 مدرسة، وبإشراف 161004 مشرفين ومشرفات.  

 

 

أخبار ذات صلة آدم الروداني يحرز «تحدي القراءة العربي» على مستوى المملكة المغربية ركن الأرشيف والمكتبة الوطنية في «الرباط للكتاب» يشهد إقبالاً واسعاً

 
 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • فيتش تتوقع تخفيض البنك المركزي المصري سعر الفائدة بنسبة 7% خلال العام الجاري
  • يصل لـ 28%.. تفاصيل أعلى عائد متدرج سنوي من البنك الأهلي بعد خفض الفائدة
  • البنك المركزي يسحب فائض سيولة بقيمة 740.85 مليار جنيه
  • البنك العربي الأفريقي الدولي يخفض أسعار الفائدة على حسابات التوفير
  • بعد خفض سعر الفائدة.. ما هو أعلى عائد على شهادات البنك الأهلي؟
  • مسؤول في البنك المركزي الأوروبي يوضح مصير سعر الفائدة
  • بعد تخفيض الفائدة| الاستثمار في الشهادات البنكية اكثر أمانا من الذهب.. خبير يوضح
  • أسعار شهادات البنك الأهلي الجديدة بعد التخفيض.. الفوايد وصلت كام؟
  • مبادرات محمد بن راشد العالمية تختتم مشاركتها في معرض الرباط للكتاب
  • بقيمة 950 مليون دولار.. البنك المركزي يعقد عطاء أذون خزانة دولاري اليوم