قاطرة السلطة وحراك الفصائل الفلسطينية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
قاطرة السلطة وحراك الفصائل الفلسطينية
ما هو المنهج الذي سيستقطب القوى الفلسطينية في المرحلة المقبلة؟ وما قدرة السلطة في رام الله على التمسك بنهجها؟
بيان بيروت الثلاثي كشف عن قوة دفع جديدة لتشكيل جبهة موحدة؛ تنقل الفعل المقاوم بالضفة من العمل العشوائي والفردي والمبادرات المحلية الى عمل فصائلي منظم.
هل سيتمكن الرئيس عباس من الدفاع عن نهجه السلمي؟ هل سينجح في عقد لقاء مماثل للفصائل في بيروت يدعو للنضال السلمي، أم سيكتفي بتصريحات وبيانات منفردة؟
مواجهة تديرها الفصائل الفلسطينية وتغيب عنها السلطة في رام الله، مما يجعل من البيان الثلاثي نواة لهيكل قيادي محتمل يدير المواجهة المتصاعدة مع الاحتلال بالضفة.
* * *
دعت كل من حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في بيان مشترك، إلى "تصعيد المقاومة الشاملة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، وتعزيز كل أشكال التنسيق في كافة القضايا".
البيان المشترك جاء عقب لقاء ثلاثي جمع قادة الفصائل الثلاث في العاصمة اللبنانية بيروت، حضره عن حركة "حماس" نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، وعن حركة الجهاد أمينها العام زياد النخالة، وعن الجبهة الشعبية نائب أمينها العام جميل مزهر.
اللقاء وما تبعه من بيان جاء بعد مرور أكثر من عام على دعوات داخل الساحة الفلسطينية لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي؛ غير أن هذه الدعوات لم تقابل بخطوات عملية من قبل الفصائل الفلسطينية التي تباينت حساباتها السياسية والميدانية في حينها.
بيان بيروت الثلاثي لحماس والجهاد والجبهة الشعبية كشف عن قوة دفع جديدة اكتسبتها الدعوات لتشكيل جبهة موحدة؛ بانتقال الفعل المقاوم في الضفة الغربية، من العمل العشوائي والفردي والمبادرات المحلية والشبابية، الى عمل فصائلي منظم، انتشر في اغلب المدن والقرى في الضفة الغربية، خصوصا الشمالية منها؛ جنين وطولكرم ونابلس.
الجبهات في فلسطين المحتلة تبدو مشتعلة على الحد الفاصل في قطاع غزة وفي القرى والمدن بالضفة الغربية التي تشهد يوميا عمليات مقاومة لنشاط قوات الاحتلال ومستوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، ضاغطة على بنية السلطة الامنية والسياسية في رام الله.
مواجهة تديرها الفصائل الفلسطينية وتغيب عنها السلطة في رام الله، الأمر الذي يجعل من البيان الثلاثي النواة الاولى لهيكل قيادي محتمل لادارة المواجهة المتصاعدة مع الاحتلال، خصوصا في الضفة الغربية التي لا زالت تفتقد لإطار سياسي موحد يعكس وحدة الميدان العسكرية.
البيان الثلاثي يُتوقع أن يؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويتوقع أن يواجه معارضة من قبل رئيس السلطة وحركة فتح ومنظمة التحرير محمود عباس؛ الذي أكد تمسكه بـ"المقاومة السلمية"، خلافا لمجريات الاحداث اليومية على الارض التي فرضت على "فتح" وعناصر من الامن الفلسطيني المشاركة في المعارك المسلحة الدائرة بين الحين والآخر.
مزيد من الاسئلة حول المنهج الذي سيستقطب القوى الفلسطينية في المرحلة المقبلة وقدرة السلطة في رام الله التمسك بنهجها؛ فهل سيتمكن الرئيس عباس من الدفاع عن نهجه السلمي؟ وهل سينجح في عقد لقاء مماثل للفصائل في بيروت يدعو للنضال السلمي، أم سيكتفي بتصريحات وبيانات منفردة؟
ختاماً.. الساحة الفلسطينية تشهد تحركات سياسية بدفع من التحولات الميدانية على الأرض، مطلقة قاطرة المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في مقابل عطب قاطرة السلطة التي فقدت قوة دفعها ومحركها الممثل باتفاق أوسلو.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين المقاومة السلطة الفصائل حماس الجهاد الإسلامي الجبهة الشعبية الضفة الغربية الفصائل الفلسطینیة السلطة فی رام الله فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
مفوض الأونروا: الضفة الغربية تواجه أكبر نزوح منذ عام 1967
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجيئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، من إفراغ مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ونزوح نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني، مؤكدًا أنه أكبر نزوح منذ عام 1967.
ودعا إلى ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل حظرت دخولها منذ نحو 10 أيام، وأن وقف إطلاق النار أظهر أنه عندما تتوافر الإرادة السياسية يمكن توفيرها دون إنقطاع.
وكرر في مؤتمر صحفي في جنيف، دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، والإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين كما اتُفق عليه سابقًا، وضمان استمرار وقف إطلاق النار.
وسلط لازاروني الضوء على الوضع في الضفة الغربية المحتلة، حيث تؤثر العمليات التي تنفذها قوات الأمن الإسرائيلية منذ 6 أسابيع بشدة على الفلسطينيين خاصة في الشمال، مشيرًا إلى إفراغ عدة مخيمات للاجئين، ونزوح نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني، وهو أكبر نزوح منذ عام 1967.
مبديا القلق من الهدم الواسع للمباني السكنية، وعدم توافر مكان للناس للعودة إليه.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الاحتلال ينفذ مخططًا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية - france 24
وأوضح أن الأونروا تواصل تتبع النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والمواد الأساسية، بما في ذلك في لبنان وسوريا، وأن الوكالة تواجه تحديات تشغيلية خطيرة منذ دخول تشريعات الكنيست المناهضة للأونروا حيز التنفيذ في نهاية يناير الماضي.
وأشار لازاروني إلى أن الأونروا تواجه ضغوطًا متزايدة في القدس الشرقية من البلدية لإخلاء المباني ووقف تقديم الخدمات، وتم بالفعل طرد الموظفين الدوليين من الضفة الغربية ولم تمنح التأشيرات، وتمنع إسرائيل الدخول من معبر كرم أبو سالم.
وحث وسائل الإعلام الدولية والمستقلة على بذل المزيد من الجهد لدخول غزة لتغطية الأحداث غير المروية والتحقق من المعلومات.
وفيما يتعلق بتمويل "الأونروا" قال: "الوضع حرج ومحفوف بالمخاطر والوكالة بحاجة ماسة إلى دعم مالي إضافي"، مشيرًا إلى أن انهيار الوكالة من شأنه أن يخلق فراغًا خطيرًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويرسل موجات صدمات عبر الأردن وسوريا ولبنان، ويعمق من معاناة الفلسطينيين.