هل تقبل الصين بإعادة تأهيل نظام بشار الأسد اقتصاديا؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أثارت زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد لحليفه الصيني شي جين بينغ بعد أكثر من 12 عاما على اندلاع الانتفاضة الشعبية في البلاد ضد النظام، تساؤلات واسعة عن حجم التعاون بين الجانبين وما إذا كان الأسد سيعود بعد ثالث زيارة له لبلد غير عربي باتفاقيات أو مشاريع تدفع عجلة الاقتصاد الراكد في البلاد.
وزار الأسد الأسبوع الماضي الصين في أول زيارة من نوعها منذ نحو 20 عاما، في وقت يبحث فيه عن ممول لإعادة الإعمار ودعم الاقتصاد الذي يمر بأزمة خانقة.
الرّئيس #بشار_الأسد في #الصين
pic.twitter.com/bOk8LJsA9s — حسن الدّر (@HasanDorr) September 21, 2023
ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا للكاتب، روجر بويز، تطرق خلاله إلى التعاون بين حكومة شي جين بينغ في الصين ونظام بشار الأسد في سوريا، متسائلا حول قدرة الأخير على إقناع بكين بتمويل "نهضة سورية"، على حد تعبير الكاتب.
وبعيدا عن الدعم الخارجي من حلفائه، رأى بويز أنه ليس في إمكان الأسد أن يحقق مثل تلك النهضة، التي وعد بها الرئيسين الصيني والروسي، إلا عبر إقناع ملايين السوريين في الشتات بالعودة إلى وطنهم ليكونوا قوة عاملة شابة ومتحمسة.
وفي حديثه الأخير لقناة "سكاي نيوز"، لم يظهر الأسد حرصا على عودة اللاجئين السوريين من دول الشتات إلى بلادهم حيث تساءل حول إمكانية العودة في وقت لا تتوفر في الخدمات الأساسية للعيش كالصحة والسكن والبنى التحتية وغيرها.
وينخرط الأسد مؤخرا في محاولة لإعادة دمجه وتأهيله للدخول مجددا إلى المجتمع الدولي، نتج عنها حضوره قمة الجامعة العربية في أيار /مايو الماضي بعد دفع السعودية ومن خلفها الإمارات لإعادته إلى محيطه العربي، فيما لا يزال منبوذا على الساحة الغربية.
ورغم ما سبق رأى بويز في مستهل مقاله أن بشار الأسد يحل في مرتبة متأخرة على قائمة الحكام الديكتاتوريين، وليس ذلك لمقتل ما لا يقل عن نصف مليون سوري، قبل أن تتوقف المنظمات عن العد، في الأعوام العشرة المنقضية من عهده، وإنما لأنه خرج من تلك العشرية بدولة فاشلة مقطعة الأوصال، على حدّ تعبير الكاتب.
وتساءل بويز "أي ديكتاتور ذلك الذي يقبل بسيطرة دول أخرى على أجزاء من بلاده؟"، في إشارة إلى روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة.
إلى ذلك، رأى بويز أن نجم الأسد أخذ يلمع مجددا في سماء نادي الحكام الديكتاتوريين، مشيرا إلى ما حظي به الرئيس السوري من ترحيب من نظيره شي جين بينغ في الصين، حيث اتفق الطرفان على إقامة "شراكة استراتيجية".
ولفت كاتب المقال إلى أن الخراب الذي شهدته سوريا سواء جراء الحرب أو الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء منها في فبراير/ شباط الماضي، ترك البلاد في حاجة ماسة إلى أعمال إعادة إعمار ضخمة ومربحة.
ورأى أن الصين اعتراها القلق بعد إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة مجموعة العشرين الأخيرة عن طريق تجاري يربط الهند بأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، حيث يعتبر هذا الطريق التجاري الجديد منافسا لـ"مبادرة الحزام والطريق" الصينية، والتي انضمت إليها سوريا بشكل رسمي في العام الماضي.
وتساءل الكاتب عن إمكانية أن تقوم سوريا بدور في التصدّي لهذا المشروع الغربي الجديد، قائلا: "أليست دمشق من بين أكثر حلفاء الشرق الأوسط ثقة لدى بكين؟"، وهي التي أصبحت معتادة على توجه الحكام الديكتاتوريين إليها على أمل الحصول على مقابل بعد تقديم أنفسهم كضحايا للحرب المالية الأمريكية، في إشارة إلى الزعيمين الفنزويلي والإيراني اللذين زارا بكين هذا العام.
وعن مساعي الأسد للبحث عن ممول لمشاريع إعادة الإعمار وانتشال الاقتصاد من هوة التدهور، رأى الكاتب أن الرئيس الصيني يحاذر من التقارب الشديد مع النظام السوري، ويخشى الندم إذا هو مد يد العون لهذا النظام؛ فالتضامن مع الديكتاتوريين مكلف وليست تجربة التضامن مع بوتين ببعيدة، على حد قول بويز.
لكن العائق الأقوى في وجه هذا التقارب الشديد بين حكومة شي جين بينغ ونظام بشار الأسد، هو أن الأخير أصبح يعتمد تجارة المخدرات، لا سيما مخدر الكبتاغون كمصدر للدخل، وهو ما يتعارض مع العقيدة السياسية لدى الحكومة الصينية، بحسب صاحب المقال.
وذلك لأسباب تاريخية تتعلق بحروب الأفيون التي وقعت في حقبة الأربعينيات من القرن التاسع عشر وإدمان الشباب الصيني، تترك رئيس البلاد يفكر مرتين قبل إقامة علاقات تجارية مع الدول التي تعتمد تجارة المخدرات كمصدر للدخل، وفقا لبويز.
والجدير بالذكر أن العلاقات الصينية السورية ظلت قائمة حتى في وقت عزلت فيه دول أخرى الأسد؛ بسبب قمعه الوحشي للاحتجاجات الواسعة في سوريا، حتى تحولت إلى حرب أهلية.
ويتهم النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وتعذيب آلاف المعارضين في شبكة سرية من السجون، ومحاصرة المدن والبلدات في النزاع الذي خلف نصف مليون قتيل وفقا لتقديرات.
وترفض الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية تمويل عمليات إعادة الإعمار دون تسوية سياسية، كما نص عليها قرار الأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة النظام السوري بشار الأسد الصيني سوريا سوريا الصين بشار الأسد النظام السوري صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شی جین بینغ بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة الفيديو المتداول عن مشادة بين بشار الأسد ونجيب ميقاتي خلال قمة الرياض؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعم حدوث مشادة كلامية بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على هامش القمة العربية – الإسلامية غير العادية في العاصمة السعودية، الرياض، الاثنين الماضي.
وانتشر الفيديو بشكل واسع النطاق وحاز الفيديو على مئات الآلاف من المشاهدات، وحصلت إحدى نسخه المتداولة في تطبيق تيك توك على أكثر من 4 ملايين مشاهدة، نتيجة عبوره لمنصات التواصل الاجتماعي، وظهوره في أكثر من منصة.
كان عنوان الفيديو: "شاهدوا مشادة كلامية بين ميقاتي وبشار الأسد أغضبت القمة العربية، حمل فيها بشار حزب الله الإيراني مسؤولية قتل أهلنا في سوريا".
وخلال الفيديو، ظهر رئيس الوزراء اللبناني وكأنه يهاجم الرئيس السوري، قائلا: "قبل ما أحكي بطلب من بشار الأسد يسد ميعه ويسكت لأن جاي عم يحكي عن السلام للبنان وغزة، وهو من قتل أطفال سوريا ودمر بيوتهم".
وفي جانب آخر من الفيديو، ظهر الأسد باعتباره يرد هجوم ميقاتي بقوله: "ميأقولك لك يا أستاذ نجيب ميقاتي، ليس أنا من قتل أطفال سوريا، حزب الله هو السبب، وأنا ليس لدي علاقة ولا تتجرأ مرة أخرى بتوجيه هذا الكلام، أنا أحترمك لأنك في القمة العربية".
عندما تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو، وجد أنه مضلل وتم إنتاجه عن طريق تقنيات التزييف العميق والذكاء الاصطناعي.
لاحظنا أن صانعي الفيديو اعتمدوا على لقطات حقيقية مأخوذة من حديث الأسد وميقاتي خلال قمة الرياض مع تغيير ما يقال، بينما توضح المقاطع الرسمية لخطابي ميقاتي والأسد أنه لم تحدث مشادة بينهما.
متى ظهر الفيديو الزائف؟بداية ظهور الفيديو كانت من حساب منسوخ في تيك تيوك، يقدم نفسه باعتباره مملوك لقناة الجزيرة، اسمه algazira1997@، الذي يتابعه أكثر من 154 ألف متابع.
ونشر الحساب المقطع، في تيك توك، بتمام الساعة 04:34 بتوقيت غرينتش (07:34 بتوقيت مكة)، في يوم انعقاد القمة العربية - الإسلامية.
وضع الحساب شعار قناة الجزيرة على الفيديو، بهدف إضفاء قدر من المصداقية عليه، وهو ما لم تبثه القناة بالفعل.
وكان عنوان المقطع: "مشكلة بين نجيب ميقاتي وبشار الأسد أغضبت القمة العربية"، إلا أننا لاحظنا نوع الخط المستخدم مغاير للنوع الذي تستخدمه الجزيرة عادة في تغطيتها الإخبارية.
كما بدأ الفيديو بظهور مذيعة قناتي "العربية والحدث" السابقة، رولا الخطيب، التي لا تعمل في قناة الجزيرة. وكان نص الكلام الذي بدا أنها تقرأه غير متسق مع حركة شفاهها.
وعندما حلّلنا طبيعة الأصوات خلال المقطع الزائف، وجدنا أنه تم توليده عن طريق تقنيات التزييف العميق والذكاء الاصطناعي.
يؤكد استنتاجنا أداة تحرير المقاطع الصوتية (Wavacity)، التي حلّلت طبيعة الأصوات خلال الفيديو ووجدت أن نبرة الصوت كانت خلاله سطحية جافة، وذلك بشكل غير متطابق مع الأداء العاطفي والانفعالي.
تعد نبرة الصوت المسطحة إحدى العلامات الرئيسية على أن الأصوات مُنتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي. عادة ما يكون حديث الأشخاص الطبيعييين مختلطًا بالمشاعر والعواطف، ما يعني أن الصوت الطبيعي يحتوي تغيرات ونبرات صوت متغيرة ارتفاعًا وهبوطًا، بحيث يتطابق مع رغبتنا في التعبير عن مشاعر أو عواطف معينة.
وهذا ما لم نجده عند تحليل عنصر الصوت في الفيديو، حيث تبدو نبرة الصوت ثابتة على مسار واحد دون تغيرات واضحة، يبدو حسبما يظهر تحليل أداة Wavacity في الصوت أدناه.
تحليل عنصر الصوت في مقطع الفيديو المنسوب للمشادة ما بين رئيس الوزراء اللبناني والرئيس السوري - WavacityCredit: Wavacityفي السنوات الأخيرة، شهدت تقنيات التزييف العميق تقدمًا كبيرًا من حيث القدرة على محاكاة أصوات وملامح الأشخاص، ويجري استخدامها في أغراض عديدة، إلا أنها أصبحت إحدى أدوات إنتاج المعلومات المضللة.
على الرغم من تقدم التقنيات، إلا أنه مازال هناك بعض الثغرات التي عن طريقها يمكن اكتشاف مواطن التزييف، مثل جفاف الأصوات وثباتها وخلوها من المشاعر، ووجود خلل في بعض ملامح الأشخاص، وعدم تناسق الكلام مع حركة شفاه المتحدثين.
تعتمد هذه التقنيات على مواد مصورة حقيقية للأشخاص المستهدفين، ويتم في مرحلة لاحقة معالجتها وتغذيتها بنصوص مجهزة ومختلقة ليبدو الأشخاص وكأنهم يدلون بهذه التعليقات النصية. في هذه الأوقات، يفضل العودة إلى المصادر الرسمية للفعاليات أو وسائل الإعلام المنسوب إليها نشر هذه المواد للتأكد مما إذا كانت نشرته أم لا.
السعوديةسوريالبنانبشار الأسدنجيب ميقاتينشر الأربعاء، 13 نوفمبر / تشرين الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.