عربي21:
2024-06-27@10:30:42 GMT

هل تقبل الصين بإعادة تأهيل نظام بشار الأسد اقتصاديا؟

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

هل تقبل الصين بإعادة تأهيل نظام بشار الأسد اقتصاديا؟

أثارت زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد لحليفه الصيني شي جين بينغ بعد أكثر من 12 عاما على اندلاع الانتفاضة الشعبية في البلاد ضد النظام، تساؤلات واسعة عن حجم التعاون بين الجانبين وما إذا كان الأسد سيعود بعد ثالث زيارة له لبلد غير عربي باتفاقيات أو مشاريع تدفع عجلة الاقتصاد الراكد في البلاد.

وزار الأسد الأسبوع الماضي الصين في أول زيارة من نوعها منذ نحو 20 عاما، في وقت يبحث فيه عن ممول لإعادة الإعمار ودعم الاقتصاد الذي يمر بأزمة خانقة.



الرّئيس #بشار_الأسد في #الصين
pic.twitter.com/bOk8LJsA9s — حسن الدّر (@HasanDorr) September 21, 2023
ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا للكاتب، روجر بويز، تطرق خلاله إلى التعاون بين حكومة شي جين بينغ في الصين ونظام بشار الأسد في سوريا، متسائلا حول قدرة الأخير على إقناع بكين بتمويل "نهضة سورية"، على حد تعبير الكاتب.

وبعيدا عن الدعم الخارجي من حلفائه، رأى بويز أنه ليس في إمكان الأسد أن يحقق مثل تلك النهضة، التي وعد بها الرئيسين الصيني والروسي، إلا عبر إقناع ملايين السوريين في الشتات بالعودة إلى وطنهم ليكونوا قوة عاملة شابة ومتحمسة.


وفي حديثه الأخير لقناة "سكاي نيوز"، لم يظهر الأسد حرصا على عودة اللاجئين السوريين من دول الشتات إلى بلادهم حيث تساءل حول إمكانية العودة في وقت لا تتوفر في الخدمات الأساسية للعيش كالصحة والسكن والبنى التحتية وغيرها.

وينخرط الأسد مؤخرا في محاولة لإعادة دمجه وتأهيله للدخول مجددا إلى المجتمع الدولي، نتج عنها حضوره قمة الجامعة العربية في أيار /مايو الماضي بعد دفع السعودية ومن خلفها الإمارات لإعادته إلى محيطه العربي، فيما لا يزال منبوذا على الساحة الغربية.

ورغم ما سبق رأى بويز في مستهل مقاله أن بشار الأسد يحل في مرتبة متأخرة على قائمة الحكام الديكتاتوريين، وليس ذلك لمقتل ما لا يقل عن نصف مليون سوري، قبل أن تتوقف المنظمات عن العد، في الأعوام العشرة المنقضية من عهده، وإنما لأنه خرج من تلك العشرية بدولة فاشلة مقطعة الأوصال، على حدّ تعبير الكاتب.

وتساءل بويز "أي ديكتاتور ذلك الذي يقبل بسيطرة دول أخرى على أجزاء من بلاده؟"، في إشارة إلى روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة.

إلى ذلك، رأى بويز أن نجم الأسد أخذ يلمع مجددا في سماء نادي الحكام الديكتاتوريين، مشيرا إلى ما حظي به الرئيس السوري من ترحيب من نظيره شي جين بينغ في الصين، حيث اتفق الطرفان على إقامة "شراكة استراتيجية".

ولفت كاتب المقال  إلى أن الخراب الذي شهدته سوريا سواء جراء الحرب أو الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء منها في فبراير/ شباط الماضي، ترك البلاد في حاجة ماسة إلى أعمال إعادة إعمار ضخمة ومربحة.

ورأى أن الصين اعتراها القلق بعد إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة مجموعة العشرين الأخيرة عن طريق تجاري يربط الهند بأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، حيث يعتبر هذا الطريق التجاري الجديد منافسا لـ"مبادرة الحزام والطريق" الصينية، والتي انضمت إليها سوريا بشكل رسمي في العام الماضي.

وتساءل الكاتب عن إمكانية أن تقوم سوريا بدور في التصدّي لهذا المشروع الغربي الجديد، قائلا: "أليست دمشق من بين أكثر حلفاء الشرق الأوسط ثقة لدى بكين؟"، وهي التي أصبحت معتادة على توجه الحكام الديكتاتوريين إليها على أمل الحصول على مقابل بعد تقديم أنفسهم كضحايا للحرب المالية الأمريكية، في إشارة إلى الزعيمين الفنزويلي والإيراني اللذين زارا بكين هذا العام.

وعن مساعي الأسد للبحث عن ممول لمشاريع إعادة الإعمار وانتشال الاقتصاد من هوة التدهور، رأى الكاتب أن الرئيس الصيني يحاذر من التقارب الشديد مع النظام السوري، ويخشى الندم إذا هو مد يد العون لهذا النظام؛ فالتضامن مع الديكتاتوريين مكلف وليست تجربة التضامن مع بوتين ببعيدة، على حد قول بويز.



لكن العائق الأقوى في وجه هذا التقارب الشديد بين حكومة شي جين بينغ ونظام بشار الأسد، هو أن الأخير أصبح يعتمد تجارة المخدرات، لا سيما مخدر الكبتاغون كمصدر للدخل، وهو ما يتعارض مع العقيدة السياسية لدى الحكومة الصينية، بحسب صاحب المقال.

وذلك لأسباب تاريخية تتعلق بحروب الأفيون التي وقعت في حقبة الأربعينيات من القرن التاسع عشر وإدمان الشباب الصيني، تترك رئيس البلاد يفكر مرتين قبل إقامة علاقات تجارية مع الدول التي تعتمد تجارة المخدرات كمصدر للدخل، وفقا لبويز.

والجدير بالذكر أن العلاقات الصينية السورية ظلت قائمة حتى في وقت عزلت فيه دول أخرى الأسد؛ بسبب قمعه الوحشي للاحتجاجات الواسعة في سوريا، حتى تحولت إلى حرب أهلية.

ويتهم النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وتعذيب آلاف المعارضين في شبكة سرية من السجون، ومحاصرة المدن والبلدات في النزاع الذي خلف نصف مليون قتيل وفقا لتقديرات.

وترفض الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية تمويل عمليات إعادة الإعمار دون تسوية سياسية، كما نص عليها قرار الأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة النظام السوري بشار الأسد الصيني سوريا سوريا الصين بشار الأسد النظام السوري صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شی جین بینغ بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء الصين يحذر من انقسام العالم اقتصادياً

 

 

 

حذر رئيس وزراء الصين لي تشانغ من التداعيات السلبية على العالم في حال انقسم العالم اقتصادياً، كما رد على الانتقادات التي تتهم سياسة بلاده الصناعية بالتسبب في الإفراط في الإنتاج.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن لي تشانغ القول في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي أمس الثلاثاء في مدينة داليان بشمال شرق البلاد “الأعمال الرجعية المتعلقة بعملية الفصل” سوف تجر العالم فقط إلى “دوامة مدمرة حيث تنتهى المنافسة على الحصول على حصة أكبر إلى الحصول على جزء ضئيل “.

وأضاف” هذا أمر لا نرغب في رؤية حدوثه”.

كما دافع لي تشانغ عن بلاده أمام المزاعم التي تفيد بأن بلاده تغرق العالم بسلع رخيصة، مشيراً إلى براعتها في العلوم والتكنولوجيا من أجل بناء ” مساحة واسعة للشركات لمواصلة الابتكار وتعزيز المنتجات”.وكالات

 

 


مقالات مشابهة

  • قرار تاريخي.. محكمة فرنسية تصادق على مذكرة اعتقال بحق بشار الأسد
  • بشار الأسد يرحب بـ”كل المبادرات” لإصلاح العلاقات مع تركيا
  • أمريكا تتهم «الأسد» بإثارة كارثة بـ«الركبان»
  • القضاء الفرنسي يصدّق على مذكرة توقيف بحق بشار الأسد بشأن هجمات كيميائية
  • التطبيع بين تركيا ونظام الأسد.. هل تتجاوز أنقرة حاجز الشروط المسبقة لدفع المسار؟
  • واشنطن تدعو نظام الأسد لعدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمخيم الركبان
  • رئيس وزراء الصين يحذر من انقسام العالم اقتصادياً
  • فيدان يدعو نظام الأسد لاستغلال حالة الهدوء لتحقيق السلام وإعادة اللاجئين
  • نظام الأسد ينفي عقد اجتماع مع أنقرة في سوريا.. هذه شروطه للتطبيع
  • النظام السوري ينفي عقد اجتماع مع أنقرة في سوريا.. هذه شروطه للتطبيع