أقدمت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، على إطلاق سراح المئات من السجناء والمحتجزين من داخل السجون التي يشرفون عليها في عدة محافظات خاضعة لسيطرتهم.

عملية الإفراج كانت ممنهجة ومنتظمة، وجرى الإعداد لها مسبقاً من خلال لجان حوثية مصغرة قامت بالنزول للسجون وإعداد قائمة بالمفرج عنهم خصوصاً ممن شاركوا في دورات ومحاضرات نفذتها الميليشيات الحوثية داخل السجون بهدف إقناعهم بالانخراط في صفوفهم.

خلال رصد أجراه "نيوزيمن" خلال يومي الأحد والاثنين (24 و25) سبتمبر الجاري، تم التأكد من عملية إفراج طالت 2564 سجيناً محتجزين في سجون مركزية والإصلاحيات والسجون الاحتياطية ومراكز التوقيف في إدارات الأمن وأقسام الشرطة.

واحتلت محافظة إب قائمة المفرج عنهم بواقع 542 سجيناً تلتها المحويت بـ322 سجينا، وذمار 312 سجيناً، وتعز 299 سجيناً، وصعدة بـ295 سجيناً، وصنعاء 206، وأمانة العاصمة 199 سجيناً، والحديدة 158 سجيناً، وحجة 133 سجيناً، والبيضاء بـ123 سجيناً، ومن محافظات الجوف وريمة ومأرب 45 سجيناً.

الإحصائيات المرصودة تناقلتها من قبل وسائل الإعلام الحوثية بينها وكالة سبأ الخاضعة لسيطرتهم، وبينت الميليشيات أن عملية إطلاق سراح السجناء كانت مشروطة جاء تحت يافطة "لبيك يا رسول الله" و"المولد النبوي" وفقاً لتصريحات القيادات الحوثية التي أشرفت على عملية الإفراج.

مصادر حقوقية يمنية في صنعاء كشفت عن مساومة تقوم بها الميليشيات الحوثية مع السجناء مقابل إطلاق سراحهم ونيل حريتهم، موضحة أن لجان الحوثي التي زارت السجون والمعتقلات عقدت محاضرات "جهادية" روجت لأفكار الميليشيات الطائفية والمتطرفة المستوحاة من النهج الإيراني.

وأشارت المصادر إلى أن بين الاشتراطات التي قدمت للسجناء خصوصا المعتقلين خلال حملات أمنية ونقاط تفتيشية تابعة للميليشيات في عدة محافظات خاضعة لسيطرتهم؛ الولاء والطاعة والمشاركة في جبهات القتال لفترة زمنية وأيضا إسناد ودعم أية حملات يجري تنفيذها في مناطق سكنهم وغيرها من الاشتراطات التي وقع عليها الذين شملهم الإفراج المشروط.

وعلى مدى سنوات شهدت السجون الخاضعة لسيطرة الحوثيين عمليات حشد وتجنيد صوب الجبهات وفقاً للمصادر الحقوقية. وأن من بين المفرج عنهم سجناء محكوما عليهم بقضايا جنائية وإرهابية.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

سقوط أكاذيب أمريكا من الحرية الإنسانية إلى الحرية الاقتصادية..!!

 

 

أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي دارت رحى حرب آيديولوجية بين النظامين، تباهت أمريكا والغرب من ورائها بالنظام السياسي الرأسمالي القائم على مبدأ الحرية في كافة نواحي الحياة، الحرية السياسية التي تحمي حرية الرأي والتعبير وتخلق بيئة التعدد والتنوع الفكري، والحرية الاقتصادية التي تقوم على السوق الحرة باعتبارها مضمار تنافس يولد إبداعات، والسوق الحرة توفر بيئة آمنة وجاذبة للاستثمارات.
وإثر سقوط الاتحاد السوفيتي واستفراد أمريكا بقيادة العالم، صار نظامها الاقتصادي القائم على حرية السوق مفروضاً على العالم، وألزمت دول العالم أن توقع على اتفاقية التجارة الدولية والانضمام إلى منظمة التجارة الدولية “الجات”، كما فرضت على العديد من الدول برامج الخصخصة وإلغاء أي قوانين حمائية، بموجبها تم تحرير الأسواق وفرض تعرفة ضريبية موحدة على مختلف السلع.
لقد وضعت ضوابط وقواعد وألزمت دول العالم على القبول بها، وعند صعود ترامب للرئاسة في الدورة الأولى أخذ يتنصل عن هذه الاتفاقيات ويفرض رسوماً ضريبية على كثير من السلع بالمخالفة لاتفاقية التجارة الدولية، كما أخذت أمريكا الترامبية تتنصل عن اتفاقية المناخ والعديد من الاتفاقيات الدولية، وحالياً يواصل ترامب نفس السياسات، لا بل أخذ يتوسع فيها.
ويمكن القول إن أمريكا التي وضعت ضوابط وقواعد ألزمت بموجبها العالم، العمل بمقتضاها باتت اليوم تقود انقلاباً عليها، لا بل أن الاقتصاد الذي كانت تتباهى به خلال الحرب الباردة القائم على فكرة الحرية الفردية وحرية السوق تنصلت عنه، وباتت تتخذ سياسات اقتصادية حمائية وتؤسس لنظام رأسمالي شمولي.
ومن المعروف أن الاستثمارات عبارة عن رؤوس أموال تنتقل طوعياً إلى هذه السوق أو تلك بناءً على توفر بيئة آمنة تشجع أصحابها على الاستثمار فيها.
ولقد سعت كثير من الدول ومن خلال حكوماتها أن تضع قوانين غايتها توفير بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية، ولأجل ذلك أنشأت هيئات للاستثمار تهتم بهذا الأمر.
وكانت رؤوس الأموال تذهب إلى هذه البيئة أو تلك بشكل طبيعي وفق تقديرات أصحابها أو من خلال الاستعانة بمراكز دراسات متخصصة تهتم بدراسة البيئات الاقتصادية، تقيس مخاطر الاستثمار فيها وتقدم نصائحها لرؤوس الأموال.
حاليا وفي مرحلة ترامب، فلم يعد استثمار رؤوس الأموال تحددها آليات السوق الحرة، بل يتم فرضها عبر الابتزاز والتنمر السياسي.
مؤخراً فرض ترامب على المملكة مثلاً أن تستثمر تريليون دولار خلال أربع سنوات داخل أمريكا بالأمر، لقد فقدت رؤوس الأموال حريتها في الانتقال، وصار الابتزاز والتنمر السياسي يتحكم بحركتها.
مع أن أمريكا التي أخذت توزع عقوباتها على دول العالم واحدة تلو الأخرى وتجمد أو تصادر أحيانا أرصدتها المالية، كما حدث مع إيران منذ عقود ومع روسيا أثناء الحرب مع أوكرانيا، حيث تم مصادرة أصول روسية داخل أمريكا، وما جرى حالياً مع الصين، إذ حكمت محكمة أمريكية بأن بكين أخفت الحقيقة بشأن كوفيد-19 وأمرت الحكومة الصينية بدفع 24 مليار دولار، وأنه سيجري انتزاعها من أرصدة الصين في البنوك الأمريكية.
بالإضافة إلى الوقائع السابقة، فإن التضخم والدين الأمريكي العام الذي بلغ مستويات قياسية ويتصاعد 36 تريليون دولار وتصاعد هذا الدين العام بوتيرة متسارعة.
وعليه فإن هذه الوقائع السابقة كلها تؤكد – بما لا يدع مجالاً للشك – أن لا بيئة استثمارية آمنة في أمريكا، والسوق الأمريكية في مثل هذه الأوضاع ينبغي أن تثير مخاوف المستثمرين.
بالمختصر.. أمريكا دولة مارقة لا تلتزم بعهود ولا مواثيق ولا تحترمها، فما الذي يضمن عدم مصادرة الاستثمارات الحالية مستقبلاً عند أبسط خلاف سياسي أو اقتصادي أو ذهاب الرئيس الحالي ومجيء رئيس آخر، وما الذي يضمن عدم تعرض أصحاب رؤوس الأموال لعقوبات من أي نوع تحت أي ذريعة، خصوصاً أن أمريكا لديها سوابق؟!.

مقالات مشابهة

  • غريك ستي تايمز: تمديد عملية إيريني لتعزيز استقرار ليبيا حتى مارس 2027
  • سقوط أكاذيب أمريكا من الحرية الإنسانية إلى الحرية الاقتصادية..!!
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • إطلاق سراح (٢٧) نزيل من سجون ولاية سنار بدعم من أمانة الزكاة
  • قضية نور زهير تحت المجهر.. تسليم الأموال مقابل الحرية
  • قضية نور زهير تحت المجهر.. تسليم الأموال مقابل الحرية - عاجل
  • الحكومة اليمنية تطالب بعقوبات صارمة على الميليشيات الحوثية
  • مصدر لـCNN: أمريكا قدمت لإسرائيل وحماس مقترحا جديدا لتمديد وقف إطلاق النار
  • أمير منطقة المدينة المنورة يطلق حملة “جسر الأمل”
  • الولاء والانتماء للوطن ندوة توعوية لخريجي الأزهر بكلية التربية الرياضية بطنطا