الإفتاء توضح حكم الجمع بين نيتين في الصيام
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه عن أَبِي أَيُّوب الأَنْصَارِي رضي الله عَنْهُ أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وسلم قَال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» أخرجه مسلم في "صحيحه"، فيسن للمسلم صيام ست أيام من شوال بعد رمضان تحصيلًا لهذا الأجر العظيم.
أضافت "الإفتاء": أما عن الجمع بين نية صوم هذه الأيام الستة أو بعضها مع أيام القضاء في شهر شوال، فيجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيحصل المسلم بذلك على الأجرين.
وقال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى عند حديثه عن التشريك في النية: [صَامَ فِي يَوْمِ عَرَفَة مَثَلًا قَضَاء أَوْ نَذْرًا، أَوْ كَفَّارَة، وَنَوَى مَعَهُ الصَّوْم عَنْ عَرَفَة؛ فَأَفْتَى الْبَارِزِيُّ بِالصِّحَّةِ، وَالْحُصُولِ عَنْهُمَا، قَالَ: وَكَذَا إنْ أَطْلَقَ، فَأَلْحَقَهُ بِمَسْأَلَةِ التَّحِيَّةِ]، والمقصود بمسألة التحية ركعتي تحية المسجد؛ حيث قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في "فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب": [وتحصل بركعتين -فأكثر-]، أي: يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذا دخل أحدُكم المسجدَ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين»، ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس، وقد وُجِدَت.
جواز اندراج صوم النفل تحت صوم الفرضوتابعت الإفتاء: فاستدل العلماء بذلك على جواز اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس، أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.
وتابعت الإفتاء: "وبناء عليه: فيجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وتكتفي به عن صيام الست من شوال، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال".
واختتمت الإفتاء قائلة: "إلا أن الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم أو المسلمة القضاء أولًا، ثم الست من شوال، أو الست من شوال أولًا، ثم القضاء؛ لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني حصول كامل الثواب، وإنما يعني حصول أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة، وهو ما عبَّر عنه الإمام الرملي في قوله كما في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج": [وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ]، أي: المطلوب في الأمر النبوي بإتباع رمضان بستة من شوال".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الصيام دار الافتاء رسول الله
إقرأ أيضاً:
ما علامة نجاة العبد من العذاب يوم القيامة؟.. أحمد عمر هاشم يكشف
أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حديث يُدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقرره بذنوبه.
وتابع عمر هاشم خلال تقديم برنامج «كأنك تراه»، على قناة صدى البلد، أن روى الإمام البخاري عن صفوان بن محرز أنه قال: بينما هو يمشي، جاءه رجل وسأله: هل سمعت رسول الله ﷺ يقول شيئًا عن النجوى؟ فأجابه قائلًا: نعم، فقد قال رسول الله ﷺ: «يدنى العبد من ربه، ويضع عليه كنفه، ويقرره بذنوبه مرتين، فإذا أقر قال: سترتها عليك في الدنيا، فإني أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتابه بيمينه».
وتابع عمر هاشم: هذا الحديث الشريف يوضح لنا موقفًا عظيمًا من مواقف يوم القيامة، حيث يتجلى كرم الله ورحمته بعباده. فالنجوى هنا تعني حديثًا سريًا بين العبد وربه، بعيدًا عن أعين الخلائق، حيث يستر الله عبده، فلا يفضحه أمام الناس، بل يقرره بذنوبه بلطف ورحمة، معلقا: هذا الموقف يجسد رحمة الله التي وسعت كل شيء، فقد قال سبحانه: «ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون»، فالله تعالى يريد الخير لعباده، ويريد لهم النجاة والفوز برضوانه.
ونوه عمر هاشم: في وقت الأزمات الكبرى يوم القيامة، حين لا يملك أحدٌ لأحد شيئًا، وحين يكون الموقف عصيبًا، يفتح الله لعباده باب الأمل والنجاة، فمن رحمته أنه يستر العبد في الدنيا، ثم يغفر له في الآخرة، فيعطيه كتابه بيمينه، ليكون ذلك علامة على نجاته من العذاب.
اقرأ أيضاًدار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة
«دار الإفتاء»: من صام ولم يصلِّ فقد أدى فرض الصوم
بالتعاون مع الإفتاء.. «فضائل شهر رمضان المبارك» ندوة توعوية لتعليم الغربية