بغداد عاصمة العشوائيات
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..
إمتدت الفوضى إلى كل تفاصيل الحياة العراقية وعادت بالمدن والناس إلى 1000 عام إلى الوراء وفي مقدمة ذلك العاصمة بغداد التي تحولت إلى أكبر مجمع للعشوائيات بعد أن أختفت الأحياء الراقية وتحولت إلى أزقة مزدحمة بالسكان تشكو ضعف الخدمات وتعاني من الزحف السكاني والفوضى المعمارية .
كان الناس يأملون ويحلمون بأن تتحول عاصمتهم بعد عام 2003 إلى مدينة راقية تمتد فيها الساحات الخضر وترتفع فيها ناطحات السحاب وفي الحد الأدنى بأنها لا تشابه باريس أو لندن ولكن على الأقل أن تشابه مدنا صحراوية خليجية أصبحت مضرباً للأمثال مثل دبي وقطر ذات التجربة المتجددة ، ولكن غياب الوعي لدى البعض أدى بهم إلى التوسع بالعشوائيات ويتجاوزون على أراضي الدولة ويشيدون الخرائب في قلب مدينة بغداد رغم تعليمات وقوانين أمانة بغداد وأمانة مجلس الوزراء والرئاسات الثلاث وحتى إن مشاريع عملاقة مثل مشروع مجاري بغداد تم تحويل مساره لأن هناك متجاوزين شيدوا بيوتهم على أملاك الدولة وأجبرت الأمانة على تحويل مسار المشروع وإيقاف مشاريع أخرى .
كان هناك تخلف من إقامة مدن جديدة وحديثة لإحتواء هذه الزيادة السكانية فجعلت هذه المجاميع يتقدمهم البعض من سماسرة العقارات أن يزحفوا إلى المدن والأحياء التي كنا نسميها بالراقية وتجاهلوا قوانين الدولة وخاصة التصميم الأساسي للعاصمة وراحوا يقسمون الوحدات السكنية والأراضي إلى كانتونات لا تزيد مساحة الواحدة منها على 50 متراً حيث إن التعليمات كانت تمنع فرز الأراضي التي تقل مساحتها عن 150 أو 100 متراً حفاظاً على جمالية الأحياء السكنية والتخفيف من الكثافة السكانية ولكن تلك الأحياء التي كانت تتميز بالهدوء تعاني الآن من الضجيج لأن الزقاق الواحد الذي كان يضم 10 وحدات سكنية تحول إلى 50 وحدة سكنية بكثافة تشابه قطاع غزة ، وأمتد أصحاب هذه العشوائيات لإبتلاع الأرصفة .
وأخيراً نقول هل تستطيع كل مليارات النفط بعد الآن أن ترسم لنا ملامح عاصمة جديدة وهل يستطيع أحدهم وشركاته الأجنبية العاملة في العراق من إحداث تغيير جمالي في بغداد التي أصبحت موزائيك يضم العجائب والغرائب وأصبحت البنايات المتهالكة تغلف بحلة من الكوبون التركي المزركش منطبقا عليها المثل الشعبي ( من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله ) وأصبح منظر شوارعنا يثير الضحك والتندر بسبب الألوان المتضاربة حيث أصبح كل شارع يمثل نشازاً جمالياً وبصرياً دون ذوق أو هوية تدل على طبيعة المكان وبإختصار شديد فأن بغداد العاصمة التي تغنى وتغزل بها الشعراء والكتاب سابقاً يطلق عليها الآن ( بغداد عاصمة العشوائيات ) .
Fialhmdany19572021@gmail.com
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
سابقة تهدد قطاعات حيوية.. عاصمة اليمن المؤقتة تغرق في الظلام
تشهد العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، جنوبي البلاد، أزمة في توليد الطاقة الكهربائية منذ سنوات، إلا أنها تضاعفت مؤخرا، وباتت مهددة بانقطاع الكهرباء منتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء.
ووصلت ساعات انقطاع التيار الكهربائي في مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية المعترف بها، إلى ساعات عدة، وسط عجز رسمي لمعالجة هذا الأزمة التي أرقت سكان العاصمة المؤقتة.
"سابقة خطيرة في تاريخ عدن"
إلى ذلك، أعلنت مؤسسة كهرباء عدن، أن العاصمة المؤقتة للبلاد ستتشهد انطفاء كليا للكهرباء منتصف الليل بسبب نفاد الوقود، مؤكدة أن توقف الشبكة بالكامل سيؤثر على كافة القطاعات الحيوية ويضاعف معاناة المواطنين.
وقالت في بيان لها مساء الثلاثاء، : "ببالغ الأسف، تعلن المؤسسة العامة لكهرباء عدن أن الساعة الثانية عشرة منتصف الليل ستشهد العاصمة انطفاء كليا لمنظومة الكهرباء، بعد نفاد آخر كمية من الوقود المتوفرة لتشغيل محطة الرئيس، التي تُعد المصدر الرئيسي للطاقة في المدينة.
وأكد البيان على "عدم وجود مركز أحمال رئيسي كمحطة الرئيس أو محطة المنصورة يحول دون الاستفادة من توليد المحطة الشمسية"، ما يعني "أن الشبكة ستتوقف بالكامل، الأمر الذي سيؤثر على كافة القطاعات الحيوية".
وأضافت أن المستشفيات والمرافق الصحية ستتعطل وستتوقف حقول المياه، وتتعطل الأنشطة التجارية، ما سيضاعف من معاناة المواطنين، الذين يتحملون أعباء هذه الأزمة وسط ظروف معيشية صعبة.
وأشارت "لقد بذلت المؤسسة، كل ما بوسعها خلال الأيام الماضية لضمان استمرار الخدمة، في ظل شح الوقود، ورغم المناشدات والمخاطبات المتكررة لكافة الجهات المعنية، إلا أن الأزمة وصلت إلى ذروتها".
وتابعت مؤسسة كهرباء عدن بإن ما يحدث اليوم يعد سابقة خطيرة في تاريخ كهرباء عدن، التي كانت من أوائل المدن في الجزيرة العربية التي دخلت إليها خدمة الكهرباء، والتي عرفتها منذ عشرات السنين وكانت نموذجا متقدما في هذا المجال".
وأردفت: "لكن اليوم، ولأول مرة، تواجه المدينة انطفاء كليا غير مسبوق يهدد حياة سكانها ويشل مرافقها الحيوية".
وناشدت المؤسسة الحكومية "كافة الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية والعمل على تأمين الوقود بشكل عاجل، للحيلولة دون استمرار هذه الأزمة التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر".
وأدت أزمة شبكة الكهرباء إلى تزايد الغضب الشعبي والاحتجاجات المنددة بذلك، إذ شهدت مناطق مختلفة من عدن منتصف العام الماضي احتجاجات وخروج الناس إلى الشوارع تنديدا بتدهور الخدمات العامة ومنها الكهرباء.
وأضرم المحتجون حينئذ، النيران في إطارات السيارات، وأغلقوا عددا من الشوارع، احتجاجا على حالة التردي المتواصل للأوضاع المعيشية والخدمات العامة، في عجز حكومي عن حل هذه المعضلة.
وتنفق الحكومة اليمنية ما يعادل 1.200 مليار دولار سنويا بواقع 100 مليون دولار شهريا من أجل توفير الوقود واستئجار محطات توليد الكهرباء، فيما لا تصل الإيرادات إلى 50 مليون دولار سنويا، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز" الأمريكية.