الوحدة نيوز:
2025-03-17@02:55:38 GMT

عاصم السادة: المدارس اﻷهلية.. تمييع للتعليم!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

عاصم السادة: المدارس اﻷهلية.. تمييع للتعليم!

لا يعني انتشار المدارس الأهلية بهذا الشكل الكبير أن التعليم على ما يرام، بل يكشف الهوة والاضمحلال الذي بلغ بأهم مؤسسات البلد في بناء اﻷجيال وتحصينها بالعلم والمعرفة واﻷخلاق والقيم الوطنية، لأن ما نشهده من استراتيجيات تعليمية في معظم هكذا مدارس ينبئ بمخرجات ضعيفة وهشة تفتقر لابسط قواعد التعليم القويم ما يستحيل عليها مواصلة التعليم الجامعي العام، ما لم يتدخل “ابن هادي” والمحسوبية والوساطات وغيرها من آليات تبادل المنفعة بين الهوامير، وهنا تكتمل دائرة الفشل والتجهيل وتعريض وطن وشعب للهلاك فوق ما هو عليه!! تتبنى العديد من المدارس الأهلية هدف أساسي في اجنداتها هو الاستثمار وجني المال واستقطاب كم هائل من الطلبة من خلال الترويج الإعلامي واستعراض امكانياتها الإدارية والفنية والتدريسية الخارقة التي لا وجود لها لا في اليابان ولا الصين الشعبية! ولطالما تمتلك بضع نقود فبإمكانك فتح مدرسة أهلية في مبنى نظام شقق للايجار يفتقر للمواصفات والمعايير الفنية التي تفرضها اللوائح وقوانين التعليم العام! ما يهم في اﻷمر هو أن “ترخي يدك” للجنة المكلفة لتقييم وضع المدرسة حتى ترفع تقريرها بأنها مؤهلة ومطابقة لكل ما اشترطته اللوائح والقوانين ومعايير الجودة التعليمية.

. وبدرجة ممتاز! من أسوأ ما تفرزه هذه المدارس هو عدم احترام المعلم واستقواء الطالب عليه وفرض ما يريد وتمرير اخطائه وتحمل سلوكه الرث والإساءات لأنه ينطلق من قاعدة “أدرس بزلطي”! واﻷدهى والأنكى من ذلك أن إدارة المدرسة تقف في صف الطالب/ة رغم فداحة ما يرتكبوه وتخطئ المعلم رغم صوابية ما يقوم به، وبالتالي إدارة المدارسة تنظر للطالب أهم من مكانة المدرس كونه يمثل رافد لها بالمال! تخيلوا، أن حالة رسوب الطلبة في المدارس الأهلية تفوق عدد من ينجحون في الامتحانات أكانت شهرية أو نصفية أو نهاية العام الدارسي، ومع ذلك لا تقبل إدارة المدرسة هذه النتائج على الإطلاق ﻷنها تعكس صورة سلبية عنها، وقد يسحب ولاة اﻷمر ابنائهم منها، فتنبري بوضع سؤال “تعويضي” لمن يرسبون لكي يتجاوزا حالة التعثر غير أنهم يخفقون مجددا، لكن المدرسة تصر على نجاحهم، وبالفعل ينجحون بجهود الإدارة!! شخصيا، لم أسمع أن طالب/ة رسب في مدرسة أهلية وأعاد المرحلة الدراسية مرة أخرى! إلا إذا هناك حالات شاذة.. فهي لا حكم لها! وهناك مشكلة تكمن في بعض ولاة أمر الطلبة، حينما يرفع المدرس تقريره بحالة الطالب/ة، بأنه ضعيف جدا، ومهمل، إذ لا يؤدي واجباته، ولا يشارك أثناء الحصة الدراسية، وسلوكه سلبي، وراسب في الاختبارات الشهرية، ومعظم الوقت نائم أو شارد خلال شرح الدرس، بيد أنهم لا يتفهمون ذلك اﻷمر بل يأتون مدافعين عن ذكاء أبنائهم حتى يكادون يمثلونهم “بانشتاين” و”الفراهيدي” و “الخوارزمي” و”ابن النفيس” و “اديسون”، ويرمون كل سلبيات إبنائهم على المدرس، ويتناسون دورهم كآباء وأمهات في متابعة ما أخذوه من دروس والزامهم على مذاكرتها وتأدية واجباتهم على أكمل وجه، فضلا عن مراقبة سلوكياتهم كونهم المنبع اﻷساسي للتربية ثم يأتي دور المدرسة في اتمامها تعليميا!! تصدقوا، أن مدارس أهلية كبيرة في عدة محافظات تسعى بطرق غير مشروعة لرفع درجات طلبة تم اختيارهم من قبلها لأعلانهم أوائل على مستوى الجمهورية أو المحافظة أو المديريات في الشهادتين اﻷساسية والثانوية، وكل هذا بهدف أن تكسب المدرسة شهرة وتجذب اﻵباء (الأغنياء) لدفع ابنائهم وتسجيلهم لديها! هذا ليس سوى غيض من فيض، وما خفي أعظم! وهنا لا أريد أن اتطرق إلى التعليم الحكومي ﻷن الطعن في الميت حرام!! وبالتالي، إذا بقي اﻷمر يسير بهذا الإتجاه، فنحن أمام أجيال مغلفة باﻷمية، ومستقبل البلاد يمضي نحو المجهول، ما لم يعاد النظر في التعليم ومناهجه وجودته وتصحيح الاختلالات العميقة التي أصابت المنظومة التعليمية خلال سنوات الحرب، وكبح جماح فكرة الاستثمار في التعليم دون التعلم، ولابد أن يعاد الاعتبار للتعليم الحكومي، وكذا المعلم وتمكينه من العصا، لممارسة دوره التربوي والتعليمي معا.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

لقاء موسع لوزير التعليم مع 373 معلمًا ضمن "1000 مدير مدرسة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد  محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم لقاءً مع 373 معلمًا مرشحين للالتحاق بالدورة الثانية من المبادرة الرئاسية "1000 مدير مدرسة"، وذلك لمناقشة رؤاهم ومقترحاتهم حول التطوير المنتظر في النظام التعليمي.

بحضور الدكتور أيمن بهاء نائب الوزير، والدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي، ونادية عبدالله رئيس الإدارة المركزية لشئون المعلمين، أكد الوزير في كلمته أهمية دور المديرين في المدارس، مشيرًا إلى أن نجاح المدير يعتمد على قدرته في فرض الانضباط والعدالة بحزم، بما يعزز بيئة تعليمية مستقرة.

الوزير سلط الضوء على أهداف استراتيجية الوزارة في دعم الإدارة المدرسية بالكفاءات الشابة المبدعة، وأشاد بالمبادرة الرئاسية "1000 مدير مدرسة"، التي تواكب رؤية مصر 2030، وتشمل تدريب المديرين الجدد على القيادة التربوية والأمن القومي. وأضاف أن المدربين الذين يجتازون البرنامج سيحصلون على دبلومة تؤهلهم لإدارة المدارس.

كما تطرق الوزير إلى التحديات التي تواجه العملية التعليمية، مؤكداً أن الوزارة تعمل على مواجهة مشاكل مثل الكثافة الطلابية والعجز في المعلمين، مشيدًا بارتفاع نسبة الحضور في المدارس خلال العام الدراسي الحالي. وأشار إلى ضرورة الحفاظ على هيبة المعلم وحقوقه كأولوية للوزارة.

وناقش اللقاء عددًا من المواضيع المهمة مثل تطوير أداء المعلمين، تعزيز الأنشطة المدرسية، تحديث لائحة الانضباط المدرسي، وتحسين البنية التكنولوجية للمدارس، مؤكدًا على أهمية الاستماع المستمر للمعلمين ومديري المدارس لتحقيق التطوير الشامل في النظام التعليمي.

مقالات مشابهة

  • تطبق يوم 22 مارس .. قرارات عاجلة من التعليم لجميع المدارس
  • إشادة بوزير التعليم لإعادته دور المدرسة وتحقيق الانضباط خلال العام الدراسى
  • لقاء موسع لوزير التعليم مع 373 معلمًا ضمن "1000 مدير مدرسة"
  • وزير التعليم : مدير المدرسة الناجح يفرض القوانين لتحقيق العدالة والانضباط
  • وزير التعليم: الحفاظ على هيبة المعلم وحقوقه على رأس أولويات الوزارة
  • اعملها على نفسك.. وكيل التعليم بالغربية يفتح تحقيقًا في واقعة اعتداء على طالب.. القصة الكاملة
  • ننشر تفاصيل إقالة معلم واستبعاد مدير ومشرف مدرسة بعد ضرب طالب بالمحلة
  • القصة الكاملة لاعتداء مدير مدرسة على طالبتين بفناء المدرسة بالبحيرة.. آخر التطورات
  • هكذا تحارب إسرائيل التعليم في جنين وتمنع وصول آلاف الطلبة لمدارسهم
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “عندما يكون المعلم الأخ والصديق والسند”.. طلاب بإحدى المدارس الثانوية بالسودان يجهزون لأستاذهم مفاجأة كبيرة وغير متوقعة