شفق نيوز/ يمتلك العراق أربعة مصانع نسيجية كبيرة موزّعة على محافظات بغداد والنجف والأنبار، بطاقة إنتاجية لا تقل عن 30 ألف متر مربع، بالإضافة إلى وجود مصانع أخرى صغيرة موزّعة على جميع المحافظات العراقية، وتصدر هذه المصانع منتجاتها إلى دول الخارج لجودتها، بعد إدخال الحداثة في الإنتاج وخصوصاً بعملية الطبع، وفق رئيس اتحاد الصناعات العراقية، عادل عكاب.

وأوضح عكاب لوكالة شفق نيوز، أن "المشاريع النسيجية تندرج ضمن المشاريع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، ومن ضمنها الحرفية، وهذه المشاريع شبه انعدمت بعد العام 2003، لكنها الآن عادت بطاقات إنتاجية كبيرة حققت الاكتفاء الذاتي المحلي، وبدأ التصدير إلى السعودية والأردن، وهناك تفاهات مع مصر".

وأضاف أن "هناك أربعة مصانع كبيرة اثنان منها في بغداد، واثنان في كل من النجف والفلوجة، أما المشاريع الصغيرة فهي موزّعة على كل محافظات العراق، وهناك طلبات لإنشاء مصانع في القرى والأرياف لمنع حصر الوظائف داخل المدن".

وبينما بيّن، أن هذه المصانع تابعة للقطاع خاص، أشار إلى وجود مصانع حكومية "لكنها شبه متوقفة، ما يستوجب انعاشها من خلال عرضها للاستثمار أو مشاركتها مع القطاع الخاص"، مؤكداً أن "السجاد العراقي مرغوب في داخل وخارج العراق".

 

مصنع نسيج الحلة

مصنع النسيج في الحلة، هو أحد تشكيلات الشركة العامة لصناعات النسيج والجلود، التابعة إلى وزارة الصناعة والمعادن، ويحتوي المصنع على خمسة معامل، (الأكياس البلاستيكية، المنتجات الطبية، نسيج الحلة، نسيج الأقمشة، قديفة بابل)، بالإضافة إلى مشروع الألياف الصناعية، بحسب مدير إعلام وعلاقات مصنع النسيجية في محافظة بابل، حسنين صالح.

وأضاف صالح، خلال حديثه للوكالة، أن "الشركة العامة لصناعات النسيج والجلود تتكون من 10 مصانع في عموم العراق، وجميعها عاملة، منها مصنع الجلدية في بغداد/ الكرادة، وهذا يعد من أرقى المصانع في البلدان العربية، ومصنع الألبسة الرجالية في النجف، و مصنع الألبسة في الموصل، ومصانع الصوفية والقطنية والسجاد اليدوي ببغداد/ الكاظمية، وهناك مصنع للسجاد اليدوي في الحلة أيضاً تابع للكاظمية".

وأكد أن "القيمة الإنتاجية لمصنع النسيجية في تصاعد، الا إن هناك إقبالاً ضعيفاً على المنتج الوطني بسبب عدم فرض الضرائب على المستورد، بعد أن كان سابقاً يفرض عليه ضريبة بنسبة 300 بالمائة".

 

اقتصاد معطل

من جهته، أشار الخبير الاقتصادي، عمر الحلبوسي، إلى أن "القطاع الصناعي العراقي شهد منذ عام 2003 تراجعاً كبيراً جرّاء الإهمال الحكومي المتعمد، وعدم التطوير، والاعتماد على الاستيراد الذي جعل من العراق بلداً مستهلكاً استغلته مجموعة دول، وحولته لسوق لتصريف بضائعها".

وذكر الحلبوسي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "العراق كان من الدول الرائدة في صناعة النسيج القطني والصوفي، وأصبح لهذه الصناعة تواجد كبير في السوق، إذ كانت المصانع العراقية تنافس في جودة الإنتاج وتنوعه المنتج الأجنبي، ولكن تلاشى وجود منتجات النسيج العراقية بسبب عجز الحكومات المتعاقبة، وإهمالها المتعمد لهذه الصناعة الحيوية وفتح السوق العراقية للمنتج المستورد".

ولفت إلى أن "صناعة الغزل والنسيج تعد من الصناعات المهمة التي ترتبط بتوفير احتياجات المواطنين الضرورية، كما أن هذا القطاع قادر على استيعاب الكثير من الأيدي العاملة ويمكنها تحريك عجلة الاقتصاد العراقي فيما لو تم تطويرها وتحديثها لتواكب التطور الصناعي والتكنولوجي في هذا القطاع".

لكن غياب الجدية من قبل الحكومات المتعاقبة أدى إلى تلاشي هذا القطاع، وخسارة العراق لمورد اقتصادي مهم لدعم الخزينة العامة للدولة، وحدوث التنوع الاقتصادي والخروج من مأزق الاقتصاد الريعي، وفق الحلبوسي.

وأضاف الخبير الاقتصادي: "كما يمكن استغلال مصانع النسيج العراقية لإنتاج الملابس العسكرية لوزارتي الدفاع والداخلية، والملابس الطبية لوزارة الصحة، فضلاً عن منتجات أخرى يمكنها أن تُحيي هذا القطاع وتسد حاجة البلد والتخلي عن الاستيراد وخلق فرص عمل إضافية وتحريك مجالات زراعية وصناعية أخرى مرتبطة بهذه الصناعة، وكل ذلك سوف يسهم في تحريك العجلة الصناعية".

وخلص الحلبوسي، إلى القول إن "الحقيقة هي أن قرار تدمير القطاع الصناعي العراقي بشكل كامل هو خاضع ليس لقرار محلي، بل لقرار خارجي استغل ضعف البلد السياسي وقوة تدخلات هذه الدول في العراق لتعطل صناعة الغزل والنسيج كما الصناعات الأخرى، من أجل أن يبقى العراق سوقاً استهلاكية لمنتجات هذه الدول التي ملأت السوق العراقية بوقت تلاشت فيه منتجات النسيج العراقية".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي شركة الجلود المعامل العراقية هذا القطاع

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب: المشروعات الصغيرة أصبحت ركيزة لبناء اقتصاد شامل

أكد الدكتور شريف فاروق – وزير التموين والتجارة الداخلية – أن قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لم يعد مجرد وسيلة لتوفير فرص العمل فقط، بل أصبح مكونًا استراتيجيًا في بناء اقتصاد أكثر شمولًا وعدالة، ورافدًا حيويًا في دعم الإنتاج المحلي، ودمج القطاع غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، وتقليص الفجوات التنموية بين المحافظات.

تراخيص البناء | حزمة تكليفات من وزير الإسكان للتيسير على المواطنينطرح 101 ألف وحدة سكنية لمنخفضي ومتوسطي الدخل بنظام التخصيص الإلكتروني

جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بمجلس النواب، برئاسة النائب محمد كمال مرعي، وبحضور السادة أعضاء اللجنة الموقرين، و باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر،  أحمد كمال – معاون الوزير لشؤون المشروعات والمتحدث الرسمي للوزارة، و أحمد عصام – معاون الوزير للاتصال السياسي والشؤون البرلمانية، وذلك لعرض جهود الوزارة في دعم وتمكين هذا القطاع الواعد.

وأوضح الوزير أن الدولة المصرية، في إطار اهتمامها بهذا القطاع الحيوي، أصدرت حزمة من التشريعات المهمة التي خلقت بيئة محفزة، وعلى رأسها: القانون رقم 152 لسنة 2020 بشأن تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والذي وفر حوافز ضريبية وغير ضريبية، ومظلة تمويلية متكاملة.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور شريف فاروق إلى أن الوزارة أصدرت القرار الوزاري رقم (131) لسنة 2023 بإنشاء وحدة متخصصة داخل ديوان عام الوزارة لإدارة هذا القطاع، ومتابعة تنفيذ السياسات والمبادرات، وضمان التنسيق مع الجهات المعنية بما يحقق فاعلية الأداء والأثر المرجو.

واستعرض الدكتور الوزير عددًا من المشروعات الناجحة التي تبنتها الوزارة لخدمة أهدافها التنموية، وأبرزها: مشروع “جمعيتي” الذي انطلق عام 2016 وأسفر عن إنشاء أكثر من 8500 منفذ تمويني في مختلف المحافظات، وفرّت أكثر من 25 ألف فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى فرص غير مباشرة، مع دمج هذه الوحدات ضمن المنظومة التموينية.

ومشروع السيارات والمنافذ المتنقلة، والذي وفّر 300 سيارة تسويقية للوصول إلى المناطق الأكثر احتياجًا، مما ساعد على خلق نحو 600 فرصة عمل مباشرة.

ومشروع شباب الخريجين لتوزيع أسطوانات البوتاجاز، الذي أسفر عن توفير 2414 سيارة، وخلق ما يقرب من 4824 فرصة عمل مباشرة، بخلاف الآلاف من فرص العمل غير المباشرة.

وأكد الوزير أن الوزارة تولي أهمية خاصة لتعزيز الشراكة مع لجنة المشروعات وكافة مؤسسات الدولة المعنية، والعمل على تذليل العقبات أمام الشباب، وتوفير التمكين الفعلي لهم، انطلاقًا من إيمان الدولة بأن تنمية هذا القطاع تمثل حجر زاوية في بناء اقتصاد مرن ومستدام.

ختامًا، شدد الوزير على التزام وزارة التموين والتجارة الداخلية بتطوير أدواتها وآلياتها بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتعزيز النمو الاقتصادي، وتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج الدعم والمشروعات الإنتاجية، وتمكين الشباب للمساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع.


 

مقالات مشابهة

  • الخارجية العراقية تستدعي السفير اللبناني
  • الخارجية العراقية تستدعي سفير لبنان احتجاجاً على تصريحات الرئيس اللبناني
  • هل تفتح حلبجة شهية القوى العراقية لاستحداث محافظات جديدة؟
  • قريبا.. مصنع لصناعة الكوابل الكهربائية الخاصة بالمركبات في الجزائر
  • تحرك برلماني بشأن انتشار مصانع بير السلم
  • الألعاب النارية.. تحرك برلماني بشأن انتشار مصانع بير السلم
  • مجلس النواب: المشروعات الصغيرة أصبحت ركيزة لبناء اقتصاد شامل
  • التسول الوافد.. تحدٍ يربك المدن العراقية
  • مدير تعليم بورسعيد يتفقد المصانع دعمًا للتعليم الفني والشراكة مع القطاع الخاص
  • هيئة الصناعة تكرم مصانع كويتية فائزة بالجائزة العربية للجودة