تطوير قلعة صلاح الدين وتسجيل قطع أثرية باجتماع الأعلى للآثار
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
انعقد مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار برئاسة أحمد عيسي وزير السياحة والآثار، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث أشاد الوزير خلال الاجتماع بالإنجازات التي حققها المجلس الأعلى للآثار نحو الإصلاح المالي خلال العام المالي المنقضي واصفا إياه بالعام القياسي.
وأعرب عن آماله في تحقيق المزيد من الإصلاحات وأن تؤتي ثمارها خلال العام المالي الحالي 2023-2024، بما يساهم في التمكين وإعطاء المتاحف والمواقع الأثرية ما تستحقه من إنفاق لصيانتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، وفي الوقت ذاته توفير ما يستحقه الزائر من تجربة سياحية متميزة ومتفردة.
واستعرض الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنجازات مختلف قطاعات المجلس الأعلى للآثار خلال شهر سبتمبر الجاري، فعلى صعيد الآثار المصرية، تقوم البعثات الأثرية المصرية والأجنبية بأعمال الحفائر الأثرية لتزيح الستار عن أسرار جديدة من الحضارة المصرية القديمة بمختلف المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة كولورادو والعاملة بموقع الأشمونين بالمنيا، في الكشف عن تخطيط المعبد الموجود بالمركز الديني للمدينة، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال ترميم وإعادة تركيب أعمدة الجرانيت الضخمة بالجهة الشمالية من بازليكا الأشمونين، والتي كُرست للسيدة العذراء.
كما كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الأوروبي للآثار البحرية عن معبد للإلهة أفروديت من القرن الخامس قبل الميلاد، وعدد من اللقى الأثرية بمعبد آمون جريب، وذلك خلال أعمال التنقيب تحت الماء بمدينة تونيس هيراكليون الغارقة بخليج أبي قير بالإسكندرية.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى الإنجازات التي تمت في مجال الترميم بالمواقع الأثرية المختلفة والتي تساهم بشكل كبير في تحسين التجربة السياحية لزائريها حيث تم الانتهاء من ترميم الناحية الجنوبية من معابد الكرنك بمدينة الأقصر والتي تحتوي على 86 عمود من أصل 134 عمود وجاري العمل في باقي الأعمدة.
كما تم الانتهاء من ترميم 12 عمود من أصل 32 عمود بمعبد الأقصر، والانتهاء من ترميم حوالي 75% من الصالة الأولى من مقبرة 156 بذراع أبو النجا بالبر الغربي للأقصر، والانتهاء من ترميم مقصورتي المشغولات الذهبية والولادة المقدسة بمعبد دندرة بقنا، والانتهاء من تثبيت الكتل الجرانيتية لأعتاب الأعمدة من الممر الجنائزي الملحق بمعبد سيتي الأول (الأوزريون) بأبيدوس بسوهاج، والانتهاء من التنظيف الكيميائي بحجرة الماميزي بمعبد فيلة بأسوان بنسبة 90%.
وعلى صعيد قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار توالي إنجازات القطاع وما يشهده من طفرة كبيرة أثمرت عن العديد من الافتتاحات الأثرية فقد شهد الشهر الحالي افتتاح برج مأخذ سور مجري العيون ومعبد بن عزرا وحصن بابليون بعد الانتهاء من أعمال الترميم، افتتاح مسجد سليمان باشا الخادم بالقلعة بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره، وافتتاح المرحلة الثانية من أعمال ترميم أديرة نقادة بمحافظة قنا، وافتتاح مسجد أبو عياد بالأقصر، فضلا عن الانتهاء من عدد من مشروعات الترميم الجاهزة للافتتاح.
وفي قطاع المتاحف استعرض الدكتور مصطفى وزيري أهم الإنجازات التي تمت بالقطاع حيث تم الانتهاء من أعمال العرض المتحفي بالمتحف اليوناني الروماني في إطار الاستعدادات النهائية للافتتاح المرتقب لمشروع تطوير المتحف، وافتتاح المعرض الدائم المقام في المتحف المصري بالتحرير تحت عنوان "المناظر الملونة من معبد وادي السبوع "بالقاعة رقم 13 بالدور الأرضي، وجاري الانتهاء من التشطيبات النهائية بالحوائط والسلسبيل بالمتحف الخاص بمتحف قصر محمد على بالمنيل، وجاري إعداد القطع الأثرية المختارة للعرض في إطار متابعة أعمال سيناريو العرض المتحفي بالمتحف الخاص، وقُرب انتهاء أعمال العرض المتحفي ونقل القطع الأثرية المختارة لمتحف قناة السويس بالإسماعيلية، استعدادا للافتتاح.
وفي ضوء ما شهدته مدينة القاهرة الكبرى من افتتاح مواقع أثرية بها خلال الآونة الأخيرة والتي من بينها افتتاح مسجد سليمان باشا الخادم بقلعة صلاح الدين الأيوبي وبرج مآخذ سور مجري العيون ومعبد بن عذرا اليهودي وحصن بابليون، وجه وزير السياحة والآثار خلال الاجتماع بضرورة بحث آليات جعل مدينة القاهرة مقصدا سياحياً قائماً بذاته وخاصة في إطار الترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد.
وأكد الوزير على أن الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار تقوم على سبيل المثال لا الحصر بالعديد من أعمال التطوير بقلعة صلاح الدين الأيوبي منها ترميم المباني الأثرية الموجودة بها وتطوير منطقة خدمات الزائرين والتي تحتوي على عدد من البازارات والكافيتيريات وأماكن انتظار السيارات، بما يعمل على تحسين التجربة السياحية ويُثري من زيارة القلعة، وهو ما يأتي في ضوء أحد أهم محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر والمتمثل في رفع وتحسين التجربة السياحية في مصر ولا سيما في المتاحف والمواقع الأثرية بها.
وأضاف أنه يمكن للسائحين والزائرين ضمن برنامج زيارتهم للقاهرة الكبرى، زيارة منطقة القلعة وما تضمه من مباني أثرية هامة مثل جامع محمد علي وجامع سليمان باشا الخادم وجامع الناصر محمد بن قلاوون ومحكى القلعة والمتحف الحربي ومتحف الشرطة وبانوراما القلعة وغيرها من الأماكن الأثرية بها، بجانب زيارة مآخذ سور مجرى العيون ليستمتع الزائر السائح بالتجربة السياحية بهذه المنطقة كاملة، وذلك ضمن برنامج زيارة معالم القاهرة الكبرى المتنوعة بما يتيح للسائحين والزائرين اكتشاف سحر وتاريخ القاهرة العريق وآثارها الفرعونية والقبطية واليهودية والإسلامية ويعمل على زيادة عدد الليالي السياحية بمدينة القاهرة وخاصة ضمن رحلات اليوم الواحد التي يتم تنظيمها إليها.
وفي نهاية الاجتماع تم اعتماد عدة قرارات للجنة الدائمة للآثار المصرية بشأن الموافقة على تسجيل عدد من القطع الأثرية من نتاج أعمال الحفائر وأخرى متعلقة بعمل البعثات الأثرية في بعض المناطق الأثرية.
اقرأ أيضاًوزير السياحة والآثار ومحافظ القاهرة يفتتحان جامع سليمان باشا الخادم بقلعة صلاح الدين الأيوبي بعد ترميمه
وزير السياحة والآثار ومحافظ قنا يفتتحان دير مارجرجس المجمع ودير الأنبا بسنتاؤس
وزير السياحة والآثار: مصر ترحب بكافة ضيوفها من مختلف دول العالم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: آثار اكتشافات أثرية اكتشافات أثرية جديدة الزائرين السياح العاصمة الإدارية تراث مصر متاحف محكى القلعة وزير السياحة المجلس الأعلى للآثار سلیمان باشا الخادم الانتهاء من ترمیم السیاحة والآثار والانتهاء من صلاح الدین من أعمال عدد من
إقرأ أيضاً:
اكتشافات أثرية جديدة بمعبد الرامسيوم بالأقصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، والمركز القومي الفرنسي للأبحاث وجامعة السوربون، عن مجموعة من المقابر من عصر الانتقال الثالث، ومخازن تخزين زيت الزيتون والعسل والدهون، بالإضافة إلى ورش للنسيج والأعمال الحجرية، ومطابخ ومخابز، وذلك أثناء أعمال البعثة في محيط معبد الرامسيوم بالبر الغربي بالأقصر.
وقد أسفرت أعمال الحفائر داخل المعبد في الكشف عن "بيت الحياة" مدرسة علمية ملحقة بالمعابد الكبري، وهو اكتشاف استثنائي لأنه لم يُظهر فقط التخطيط المعماري لهذه المؤسسة التعليمية، بل الكشف أيضاً عن مجموعة أثرية غنية شملت بقايا رسومات وألعاب مدرسية، مما يجعله أول دليل على وجود مدرسة داخل الرامسيوم المعروف أيضاً باسم “معبد ملايين السنين”.
وخلال أعمال الحفائر تم العثور على مجموعة أخرى من المباني في الجهة الشرقية للمعبد يُرجح أنها كانت تستخدم كمكاتب إدارية.
أما المباني والأقبية الموجودة في الجهة الشمالية، فقد أوضحت الدراسات التي تمت عليها أنها كانت تُستخدم كمخازن لحفظ زيت الزيتون والعسل والدهون، إلى جانب الأقبية التي استخدمت لتخزين النبيذ، حيث وُجدت فيها ملصقات جرار النبيذ بكثرة.
وأسفرت أعمال الحفائر أيضا بالمنطقة الشمالية الشرقية عن وجود عدد كبير من المقابر التي تعود إلى عصر الانتقال الثالث، تحتوي معظمها على حجرات وآبار للدفن بها أواني كانوبية وأدوات جنائزية بحالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى توابيت موضوعة داخل بعضها البعض، و401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار ومجموعة من العظام المتناثرة.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذه الاكتشافات بمعبد الرامسيوم حيث إنها تُلقي الضوء على التاريخ الطويل والمعقد للمعبد، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم دوره في مصر القديمة، كما تُسهم في تعزيز معرفتنا بالـمعبد الذي يعود تاريخه إلى عصر الدولة الحديثة، وخاصة عصر الرعامسة، حيث كان المعبد بمثابة مؤسسات ملكية أُقيمت فيها الطقوس الدينية لتقديس الملك حتى أثناء حياته، كما لعبت دوراً إدارياً واقتصادياً هاماً.
وأضاف أن هذه الاكتشافات تشير إلى وجود نظام هرمي كامل للموظفين المدنيين داخل هذا المعبد، حيث لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان أيضًا مركز لإعادة توزيع المنتجات المخزنة أو المصنعة، والتي استفاد منها سكان المنطقة، بمن فيهم الحرفيون في دير المدينة، الذين كانوا يخضعون للسلطة الملكية ضمن نظام المقاطعات.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى ما أكدته الدراسات العلمية من أن الرامسيوم كان موقعاً مشغولاً قبل بناء رمسيس الثاني لمعبده، وقد أُعيد استخدامه في فترات لاحقة، حيث تحول إلى مقبرة كهنوتية ضخمة بعد تعرضه للنهب، قبل أن يستخدمه عمال المحاجر في العصرين البطلمي والروماني.
ومن جانبه قال الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الأثار بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري، إن البعثة استطاعت إعادة الكشف عن مقبرة "سحتب أيب رع" الواقعة في الجانب الشمالي الغربي من المعبد. والتي كان قد اكتشفها عالم الآثار الانجليزي كويبل عام 1896 وهي تعود لعصر الدولة الوسطى وتتميز جدرانها بمناظر جنازة صاحب المقبرة.
وأضاف أن البعثة مستمرة في أعمال حفائرها في محاولة للكشف عن المزيد خلال الفترة القادمة، موضحا أن البعثة قامت خلال الفترة الماضية من الانتهاء من ترميم الجهة الجنوبية بالكامل من قاعة الأعمدة إلى منطقة قدس الأقداس بالمعبد إلى جانب أعمال الترميم والتي جاء من بينها الفناء الأول للمعبد حيث تم تجميع كل القطع الأثرية لتمثال تويا، والدة الملك رمسيس الثاني، ونقلها إلى موقعها الأصلي جنوب تمثال الملك رمسيس الثاني، كما تم تجميع كل الأجزاء التي تم التعرف عليها من تمثال الملك رمسيس الثاني معًا على مصطبة. وترميم الأرجل وإعادتها إلى مكانها على القاعدة التي تم ترميمها أيضا، بالإضافة إلى إجراء دراسة على حالة التمثال نفسه.
ويدوره قال الدكتور كرسيتيان لوبلان رئيس البعثة من الجانب الفرنسي، أن البعثة قامت أيضاً بأعمال الترميم للقصر الملكي المجاور للفناء الأول للمعبد، وذلك للتعرف على تخطيطه الأصلي والذي بات واضحا اليوم بفضل أعمال البعثة حيث لم يتبق سوى عدد قليل من قواعد الأعمدة من تخطيطه المعماري القديم، حيث أثمرت أعمال البعثة عن الكشف على جميع الجدران المصنوعة من الطوب اللبن والتي شكلت في البداية تخطيطها المكون من قاعة استقبال وغرفة العرش، حيث كان الملك يلقي المقابلات أثناء وجوده في الرامسيوم.
وفي منطقة باب الصرح الثاني تم الكشف عن جزء من العتب الجرانيتي للباب يمثل الملك رمسيس الثاني متألهاً أمام المعبود آمون رع، وبقايا الكورنيش الذي كان يقف عليه في الأصل إفريز من القرود.
كما قامت البعثة برفع الرديم من طريق المواكب الشمالية والجنوبية والشمالية حيث تم العثور على العديد من الاكتشافات من عصر الانتقال الثالث، كما تم التعرف على أن هذا الجزء من المعبد كان عبارة عن طريق يصطف على جانبيه تماثيل حيوانية على صورة أنوبيس متكئًا على مقصورة صغيرة وقد تم جمع العديد من بقايا التماثيل وترميمها.
جدير بالذكر أن البعثة المصرية الفرنسية بدأت أعمالها في معبد الرامسيوم منذ 34 عام أي في عام 1991 حتى الآن، قامت البعثة بأعمال الحفائر والترميم في كافة أنحاء المعبد.
IMG-20250404-WA0008 IMG-20250404-WA0007 IMG-20250404-WA0004 IMG-20250404-WA0006 IMG-20250404-WA0005 IMG-20250404-WA0003 IMG-20250404-WA0002