ليبيا – قال أستاذ الموارد المائية والبيئية، المهدي الشاوش، إن انهيار سدي وادي درنة، وما خلفه من أضرار بشرية ومادية، شكل ضغطاً كبيراً على السلطات، وأدى إلى اهتمامها بالسدود المنتشرة في البلاد.

الشاوش وفي تصريحات خاصة لموقع “العربي الجديد” ، وصف الخطوات التي تجريها الحكومتين في أودية جازا والقطارة والمجينين بأنها “مستعجلة”،موضحاً أن نتائج الكارثة في درنة، تجعل الاحتمالات خطيرة بشأن سدود الأودية الأخرى، لكن هناك مخاوف من كون التصريحات الرسمية غير دقيقة، فالأودية تشرف على أكبر مدن البلاد.

وأكد أن سدود البلاد لم تتوافر لها الصيانة الدورية منذ ما يزيد على ثلاثين سنة، وهناك جملة من الأخطاء بشأن متابعة أوضاعها، من بينها أن القدرات الاستيعابية للسدود تقديرية، وأنها لم تُنشأ على أسس سليمة، وبعضها بُنيَ من دون دراسة لنوع التربة، ولو حصل ذلك، لتم التأكد أن أغلبها بُني على صخور ترابية تزيد من احتمالات انجرافها، كذلك إن التصاميم الهندسية للسدود لم تشمل أية دراسات جيولوجية حول أنواع الأودية، فبعض الأودية مرتبطة بأودية أخرى التوائية أو انكسارية تراكمت انسدادات ترابية بينها وبين الأودية التي أقيمت عليها سدود، وتساقط كميات كبيرة من الأمطار سيزيل تلك الانسدادات الترابية، فتتحول تلك الأودية بشكل فجائي إلى مصبات إضافية، وترفع من مستوى تدفق المياه بقدر لا تحتمله السدود، وهذا ما حدث في سد وادي درنة.

وأضاف: “القدرة الاستيعابية لسدي وادي درنة صممت على أساس الوادي فقط، من دون أي اعتبار لروافد الأودية الأخرى التي تصل تشابكاتها وامتداداتها إلى 500 كيلومتر مربع، وتحولت تلك الروافد إلى مصبات مباشرة في وادي درنة بعد تساقط كميات كبيرة من الأمطار، لكن ذلك لا يعفي السلطات من المسؤولية المباشرة، فالأمر لا يعود فقط إلى التصميم، بل إلى عدم وجود نظام إنذار مبكر، كما كانت صمامات تفريغ السدين معطلة”.

وتابع الشاوش حديثه: “كمية الأمطار في وادي جازا لم تكن كبيرة بالحجم الذي يتجاوز قدرة السد، لكن الخطر كان محدقاً بالفعل، لولا تدارك الأمر عبر إصلاح الصمامات المتهالكة والمعطلة بشكل سريع لبدء عملية تفريغ حمولته”.

وفيما تتوجه عناية سلطات حكومتي البلاد إلى سدود مدينتي بنغازي وطرابلس،لفت الشاوش إلى أن الكثير من المدن تواجه خطراً حقيقياً، والإصلاحات التي تقوم بها السلطات في وادي المجينين غير كافية، ففي العام الماضي، كانت هناك تحذيرات من انهيار السد، لكن بلدية قصر بن غشير، وهي أقرب البلديات إليه، كانت تنفي ذلك، ومدينة سرت كمثال، تحيط بها أودية العريبات وجارف والحنيوة والزيد، وكل سدود هذه الأودية متهالكة، ولم تجرِ فيها أية صيانة دورية منذ سنوات.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: وادی درنة فی وادی

إقرأ أيضاً:

مجلس القضاء يعتمد مصفوفة الإصلاحات ويؤكد على حقوق السجناء

يمانيون../
استعرض مجلس القضاء الأعلى في اجتماعه الأسبوعي اليوم الاثنين، برئاسة القاضي الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين رئيس المجلس، تقرير وزير العدل حول مقترح أولويات الإصلاحات القضائية. وتهدف هذه الإصلاحات إلى تحقيق تحول نوعي في أداء أجهزة السلطة القضائية وتعزيز العدالة والحفاظ على الأموال والحقوق الخاصة والعامة.

وافق المجلس على مصفوفة الإصلاحات القضائية الواردة في التقرير، معربًا عن شكره لوزير العدل وحقوق الإنسان على الجهود المبذولة.

كما أقر المجلس تقرير أداء النيابة العامة للعام 1445هـ، مع توجيهاته بالأخذ بالملاحظات الواردة من الأمانة العامة للمجلس. واستعرض أيضًا التقرير الخاص بمتابعة أوضاع السجون ورعاية السجناء، مؤكدًا على ضرورة المتابعة المستمرة والتنسيق مع الجهات المعنية لمعالجة هذه الأوضاع باعتبارها من الأولويات العاجلة للقضاء.

وأوصى المجلس بتشكيل لجنة تضم وزارة العدل وحقوق الإنسان وهيئة التفتيش القضائي والنيابة العامة للنزول إلى السجون ومتابعة قضايا السجناء، ومعالجة أوضاعهم واقتراح الإفراج عن المستحقين، بالإضافة إلى إعداد تقرير متكامل وفقًا للمعايير القانونية المعمول بها.

كما ناقش المجلس تقرير اللجنة المكلفة بدراسة تظلمات القضاة وأعضاء النيابة العامة من تقديرات الكفاءة، واتخذ القرارات المناسبة في هذا الشأن. واستعرض مشروع الدليل الإجرائي للموثقين والأمناء، محيلًا إياه لأحد الأعضاء لمراجعته استعدادًا لتقديمه في الاجتماع القادم.

وأقر المجلس مشروع تعديل القرار الجمهوري رقم 13 لسنة 1994م بشأن الإجراءات الجزائية، وأحاله إلى وزير العدل وحقوق الإنسان لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

عقد المجلس أيضًا جلسة استماع لأحد القضاة بناءً على الدعوى التأديبية المرفوعة من هيئة التفتيش القضائي، وناقش عددًا من المواضيع المدرجة في جدول أعماله، متخذًا القرارات المناسبة وأقر محضره السابق بعد إجراء بعض التعديلات.

مقالات مشابهة

  • هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟
  • تمديد رعاية منتخب السلة
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • باحث مصري: من الصعب توجيه ضربات كافية لإنهاك الحوثيين في اليمن
  • عشرات القتلى بالسودان وكباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام
  • المصرف المتحد يقود أول طرح عام أولي في البورصة ضمن برنامج الإصلاحات
  • ضبط 3 أشخاص بحوزتهم مواد مخدرة في درنة
  • ختام قمة العشرين.. من «ريو» إلى «باكو»: مليارات الدولارات غير كافية
  • كاساس تحت المجهر: هل تغييرات التشكيلة كافية لعبور عمان؟
  • مجلس القضاء يعتمد مصفوفة الإصلاحات ويؤكد على حقوق السجناء