حسام عبدالنبي (أبوظبي)

أطلقت هيئة الأوراق المالية والسلع، برنامج «رواد الأسواق المالية» بالتعاون مع صندوق الوطن، وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي، بهدف تأهيل الكوادر الإماراتية وتمكينها في مجال صناعة الخدمات المالية، بما يحقق الأهداف الوطنية والتنمية المستدامة لرأس المال البشري في القطاع المالي بالدولة.

وشارك في مراسم إطلاق البرنامج الدكتورة مريم بطي السويدي، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع وياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، وعبدالله السويدي، عضو مجلس إدارة أكاديمية سوق أبوظبي العالمي ومدير إدارة الموارد البشرية في سوق أبوظبي العالمي، إلى جانب محمد خليفة الحضري نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة، وعدد من المدراء والمسؤولين لدى الجهات المشاركة.

وجرى على هامش إطلاق البرنامج توقيع مذكرتي تعاون بين هيئة الأوراق المالية والسلع وكل من صندوق الوطن وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي، تؤسس لشراكة استراتيجية للإسهام في بناء الكوادر العلمية المواطنة وتأسيسهم لمزاولة أعمال القطاع المالي بالدولة، بما فيها مجال أسواق الأوراق المالية، وتعريفهم بمبادئ الاستثمار فيها وإدارة المخاطر والتحديات المتوقعة في ظل التطور التكنولوجي، ووفقاً للأنظمة والقوانين المالية في دولة الإمارات.

مرحلة جديدة

واعتبرت الدكتورة مريم السويدي، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع، إطلاق البرنامج مرحلة جديدة من مراحل التعاون المثمر بين الهيئة وشركائها لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن، وخطوة هامة على صعيد تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، من خلال إطلاق المبادرات الهادفة، وتقديم برامج تدريبية ونوعية متخصصة وشهادات مهنية ذات جودة عالية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وبما يواكب التحديات والمستجدات في القطاع المالي، ويؤهل الموارد البشرية للخوض وبكل ثقة في غمار العمل بهذا القطاع الحيوي.

وتتمثل أهداف برنامج رواد الأسواق المالية في تعريف المشاركين بأهمية الأسواق المالية ودورها في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتزويد المنتسبين فيه بالمبادئ الأساسية في الاستثمار في الأوراق المالية وآليات إدارة المخاطر المتوقعة، والتعريف بالمشتقات وأهمية التمويل الإسلامي والتمويل المستدام، إلى جانب تسليط الضوء على الأنظمة والقوانين المالية في دولة الإمارات، واستعراض مستقبل صناعة الأوراق المالية في ظل التطور التكنولوجي.

ويستهدف البرنامج فئات مختلفة تشمل المستثمرين الجدد والعناصر المرشحة من قبل صندوق الوطن، وموظفي الشركات المساهمة العامة والشركات المرخصة من قبل الهيئة، والمرشحين من قبل الجهات النظيرة الاتحادية والمحلية، إلى جانب موظفي الهيئة حديثي التخرج والحاصلين على شهادة البكالوريوس ومرشحي مجلس شباب الهيئة، كما يلتزم ملتحق البرنامج بإنجاز 84 ساعة تدريبية، بواقع 3 أسابيع متواصلة.

أخبار ذات صلة «أبوظبي للاستثمار» تطلق أول شركة لإدارة الأصول الاستثمارية شراكة بين «الأوراق المالية» و«الوطني للمسؤولية المجتمعية»

ويتيح البرنامج للمنتسبين التأهل لمهنة «ممثل وسيط» بسوق العمل وفقاً للشروط والإجراءات المعمول بها لدى الهيئة، وكذلك التأهل لاختبارات الشهادات الدولية التي تعزز المسار الوظيفي في سوق العمل، وذلك في حال رغبة المتدرب الحصول عليها، والتي تتضمن «أساسيات الخدمات المالية من المعهد المعتمد للأوراق المالية والاستثمار، وأساسيات الاستثمار من معهد المحللين الماليين المعتمدين.

تأهيل الشباب

ومن جانبه، قال ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، إن توقيع مذكرة التفاهم مع هيئة الأوراق المالية والسلع لإطلاق برنامج «رواد الأسواق المالية» يعد خطوة مهمة لتأهيل شباب الإمارات لهذا المجال الحيوي، وتمكينهم من خلال التدريب والدعم والرعاية من القطاع الخاص، موضحاً أن صندوق الوطن سيظل داعماً لشباب الوطن في مختلف المجالات، وفق رؤيته الواضحة والتي تتمثل في تعزيز قدراتهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتدريبهم وتأهيلهم للعمل في القطاع الخاص، سواء داخل الدولة أو عبر التعاون مع شركات عالمية لتدريبهم بالخارج، إضافة إلى رعاية المبدعين والمبتكرين من شباب الوطن في كافة المجالات العلمية والبحثية والاقتصادية والفنية والأدبية.

وأكد القرقاوي، لـ «الاتحاد» أن الصندوق سيظل داعماً لشباب الوطن في مختلف المجالات، وفق رؤيته الواضحة والتي تتمثل في تعزيز قدراتهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتدريبهم وتأهيلهم للعمل في القطاع الخاص.

وأشار إلى أن الصندوق يركز على تعزيز الهوية الوطنية والانتماء والولاء للوطن والقيادة لدى الأجيال القادمة، وهناك العديد من المبادرات والبرامج التي قدمها الصندوق خلال الفترة الماضية لتحقيق هذه الأهداف.

وذكر القرقاوي، أن صندوق الوطن يمثل مبادرة مجتمعية انطلقت من خلال مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين البارزين، وتسعى إلى تعزيز روح التماسك الاجتماعي في المجتمع الإماراتي، وتتكامل مع رؤية القيادة الإماراتية لمستقبل مستدام للدولة ومواطنيها، لافتاً إلى أن مبادرة رجال الأعمال الإماراتيين بالمساهمة والدعم والمشاركة في أعمال الصندوق يعكس التزام القطاع الخاص بالمسؤولية الاجتماعية والدور الإيجابي لرجال وسيدات الأعمال الإماراتيين في دعم مشاريع وخطط التنمية الاجتماعية.

وبين القرقاوي، أن مشاريع ومبادرات الصندوق تركز على تقديم الدعم لأربعة مجالات رئيسية هي رعاية الأفراد الموهوبين، وتقديم التوجيه المهني لتطوير المواهب المحلية الشابة، وتشجيع المشاريع التجارية الناشئة التي لها تأثير اجتماعي، ودعم البحوث التطبيقية والابتكارات، مؤكداً أن الصندوق في ظل رئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، قد حقق طفرة حقيقية في كافة المجالات التي يعمل بها.

ومن جهته، أفاد عبدالله السويدي، عضو مجلس إدارة أكاديمية سوق أبوظبي العالمي ومدير إدارة الموارد البشرية في سوق أبوظبي العالمي، بأن أكاديمية سوق أبوظبي العالمي ستتعاون مع شركائها هيئة الأوراق المالية والسلع وصندوق الوطن، عبر تقديم برنامج تدريبي متكامل يستهدف إعداد الكوادر البشرية الوطنية لتمكينهم بالمعارف والمهارات المطلوبة للممارسة الأنشطة الاستثمارية وأعمال الأوراق المالية، وتعزيز قدراتهم على مواكبة مستقبل الصناعة المالية وفق أسس علمية صحيحة، بما يتناسب مع الأنظمة والقوانين المالية المحلية، ويتوافق مع أفضل المعايير والممارسات الدولية، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي في إطار السعي الدائم لأكاديمية سوق أبوظبي العالمي إلى دعم جيل دولة الإمارات المقبل، وتعزيز ثقافة التعلُّم المستمر، وتقديم برامج تدريبية متخصِّصة بإشراف كادر مؤهل بأبرز الشهادات الدولية.
 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سوق أبوظبی العالمی الأسواق المالیة القطاع الخاص صندوق الوطن المالیة فی فی القطاع

إقرأ أيضاً:

سوق العقارات إلى أين؟!

محمد المسروري

في بداية سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، كان العقار في سلطنة عُمان، سوقًا رائجة، عُمانية الهوى والهوية، والرؤية الوطنية الحقة، بمفرداتها وتعاطيها مع مفهومها المادي والمعنوي في تلكم السنين.

تتحاور الألسنة والرؤى والثقة بين المتعاملين والمتداخلين في هذا القطاع الحيوي المُهم في مجتمع تسوده الثقة بين أفراده المتعاملين وجماعات صغيرة تنشر الصدق والأمانة في التعامل والمعاملات، تكتفي، بالربح اليسير في لحظات التعامل المباشر بين البائع والمشتري تحضر جميع الأطراف أمام بعضها البعض، فيتحاور الجميع بكل الشفافية والأريحية يقبل أحدهم ويرفض البعض في حالة مكاشفة صريحة لا لبس فيها، تفاصيل العقار اسم وكنية البائع، اسم وكنية الراغب في الشراء إنما الوسيط من قرب بينهما بصورة مباشرة وتكون له حصة يتفق عليها بين الأطراف في حين تمام صفقة البيع، وسلطة همها نشر العمران والتعمير عبر ساحات الوطن، في مدنه وقراه مهما تقاربت أو تباعدت، كان العُمانيون وحدهم من يتعاطون هذه المهام أو لنقل الوظائف، فتدر عليهم كماً من الريالات تفي؛ بل وتفيض في حين عن ضرورات احتياجاتهم اليومية والشهرية، مما مكن جلهم من تكوين مؤسسات وشركات أضحت ذات صيت وسمعة حسنة، في جميع محافظات السلطنة، عمل بها شباب من أبناء الوطن العُماني، لم يذهبوا إلى البحث عن وظيفة ذات طاولة وتكييف لمكتب فاره، ولكنهم شقوا طريقا ألفوه وعلموا وسائله وكيفية ولوج سبله وتوجهاته في ذلكم العصر والحين، نعم كان عصرا ذهبيا لقطاع يعد بحق، من أكبر وأهم القطاعات في سلطنة عُمان بجميع ولاياتها ومحافظاتها.

هكذا كان يدار هذا القطاع الذي كان ومازال يلامس أحلام وآمال شباب الوطن العُماني، الذي يحلم في صحوه ومنامه، بعريشة تظله وليس بيتاً أو قصراً يعيش في عليائه، يطل على بحر أو حديقة غناء هذه لم تعد واردة في أحلامه، اليسير من العيش، كاف لإسعاد لحظات يومه.

يبحث عن قطعة أرض كانت تمنح لآبائه وحينا لأمهاته، عز عليه اليوم الحلم برؤية من يوصله إليها، رغب في الشراء من سوق تدعى "سوق عقار" فإذا به يصطدم بوافد لا يكاد يعلم صفة المكان وخصائصه ولأي فئة أعد ولا تسأل عن وسائل ولوج وناهيك عن سبل خدمات.

يعيش أبناؤنا غربة في وطنهم في قطاع العقار، انسحب العُماني من السوق الحيوي هذا، فاضحت المساحة وحدها في يد الوافد الذي يجني ثمار جهد أبناء الوطن العُماني، الوافد وحده من يُدير هذا القطاع الهام والحيوي في حياة الأمة، بينما يعاني الكثيرون من أبناء عُمان من الفاقة لعدم توفر الوظائف لهم، هناك شركات تتعاطى العمل في هذا القطاع، ولكن جل العاملين بها أجانب، برواتب عالية جدا تفوق آلاف الريالات، فأقول أما حان الوقت، بل وتجاوز زمانه، لتكون إدارة هذا القطاع بيد أبناء عُمان وحدهم، سواء أفرادا أو من خلال الشركات الصادقة منها وليست الوهمية، أحسب أنَّ هذه مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطن الصادق مع نفسه ووطنه.

وعلى الجميع أن يعيد حساباته وينظر الى مصالحه وكيفية إدارة قوت يومه دون وضع كفه على خد الانتظار وهناك من يكدح في سنامه وهو غاط في أحلام يقظته عل مرام له سيتحقق، ذات مساء لأنه في صباح خامل في المنام، فإن الأرزاق في البكور، وعلى الحكومة اتخاذ القرار بمنع الوافد بصورة نهائية من التعاطي مع هذا القاع الهام، سواء بشخصه المباشر أو من خلال المستثمر أو بأي مسميات أو تحت أي غلاف كان. أو بأي صورة من صور الاحتيال على القوانين، على العُماني ألا ينتظر من يوفر له وظيفة كيفما كانت؛ بل عليه أن ينهض لكسب رزقه، فالله هو الرزاق الكريم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «صندوق الوطن» يطلق أنشطة اليوم المفتوح في مجال الإبداع والابتكار في الهوية الوطنية
  • إطلاق النسخة الثامنة من برنامج "التوجيه" لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد مخزونه من الغذاء بغزة
  • جناح صندوق الوطن يعزز دور الهوية واللغة العربية لدى الشباب
  • إطلاق خدمة أجير الحج لتمكين العمل الموسمي في حج 1446هـ
  • لتمكين العمل الموسمي في حج 1446هـ .. إطلاق خدمة "أجير الحج"
  • فئة الـ25 ألف تستحوذ على النسبة الأكبر من أعداد الأوراق المالية في العراق
  • «الأغذية العالمي» يعلن نفاد مخزون الطعام في القطاع
  • سوق العقارات إلى أين؟!
  • برنامج الأغذية العالمي: مخزون الغذاء في غزة نفد بالكامل