انعقد مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار برئاسة أحمد عيسي وزير السياحة والآثار، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

واستهل وزير السياحة والآثار الاجتماع بالترحيب بأعضاء مجلس الإدارة، مشيدا بالإنجازات التي حققها المجلس الأعلى للآثار نحو الإصلاح المالي خلال العام المالي المنقضي واصفا إياه بالعام القياسي، معربا عن آماله في تحقيق المزيد من الإصلاحات وأن تؤتي ثمارها خلال العام المالي الحالي 2023-2024، بما يساهم في التمكين من توفية المتاحف والمواقع الأثرية ما تستحقه من إنفاق لصيانتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة وفي الوقت ذاته توفير ما يستحقه الزائر من تجربة سياحية متميزة ومتفردة.

واستعرض الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إنجازات مختلف قطاعات المجلس الأعلى للآثار خلال شهر سبتمبر الجاري، فعلى صعيد الآثار المصرية، تقوم البعثات الأثرية المصرية والأجنبية بأعمال الحفائر الأثرية لتزيح الستار عن أسرار جديدة من الحضارة المصرية القديمة بمختلف المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة كولورادو والعاملة بموقع الأشمونين بالمنيا في الكشف عن تخطيط المعبد الموجود بالمركز الديني للمدينة، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال ترميم وإعادة تركيب أعمدة الجرانيت الضخمة بالجهة الشمالية من بازليكا الأشمونين والتي كُرست للسيدة العذراء. كما كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الأوروبي للآثار البحرية عن معبد للإلهة أفروديت من القرن الخامس قبل الميلاد، وعدد من اللقى الأثرية بمعبد آمون جريب، وذلك خلال أعمال التنقيب تحت الماء بمدينة تونيس هيراكليون الغارقة بخليج أبي قير بالإسكندرية.

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى الإنجازات التي تمت في مجال الترميم بالمواقع الأثرية المختلفة والتي تساهم بشكل كبير في تحسين التجربة السياحية لزائريها حيث تم الانتهاء من ترميم الناحية الجنوبية من معابد الكرنك بمدينة الأقصر والتي تحتوي على 86 عمود من أصل 134 عمود وجاري العمل في باقي الأعمدة،  كما تم الانتهاء من ترميم 12 عمود من أصل 32 عمود بمعبد الأقصر، والإنتهاء من ترميم حوالي 75% من الصالة الأولى من مقبرة 156 بذراع أبوالنجا بالبر الغربي للأقصر، والانتهاء من ترميم مقصورتي المشغولات الذهبية والولادة المقدسة بمعبد دندرة بقنا، والانتهاء من تثبيت الكتل الجرانتية لأعتاب الأعمدة من الممر الجنائزي الملحق بمعبد سيتي الأول (الأوزريون) بأبيدوس بسوهاج، والانتهاء من التنظيف الكيميائي بحجرة الماميزي بمعبد فيلة بأسوان بنسبة 90%.

وعلى صعيد قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار توالي إنجازات القطاع وما يشهده من طفرة كبيرة أثمرت عن العديد من الإفتتاحات الأثرية فقد شهد الشهر الحالي افتتاح برج مأخذ سور مجري العيون ومعبد بن عزرا وحصن بابليون بعد الانتهاء من أعمال الترميم، افتتاح مسجد سليمان باشا الخادم بالقلعة بعد الإنتهاء من مشروع ترميمه وتطويره، وافتتاح المرحلة الثانية من أعمال ترميم أديرة نقادة بمحافظة قنا، وافتتاح مسجد أبو عياد بالأقصر، فضلا عن الإنتهاء من عدد من مشروعات الترميم الجاهزة للإفتتاح.

وفي قطاع المتاحف استعرض الدكتور مصطفى وزيري أهم الإنجازات التي تمت بالقطاع حيث تم الانتهاء من أعمال العرض المتحفي بالمتحف اليوناني الروماني في إطار الاستعدادات النهائية للافتتاح المرتقب لمشروع تطوير المتحف، وافتتاح المعرض الدائم المقام في المتحف المصري بالتحرير  تحت عنوان "المناظر الملونة من معبد وادي السبوع "بالقاعة رقم 13 بالدور الأرضي، وجاري الانتهاء من التشطيبات النهائية بالحوائط والسلسبيل بالمتحف الخاص بمتحف قصر محمد على بالمنيل، وجاري إعداد القطع الأثرية المختارة للعرض في إطار متابعة أعمال سيناريو العرض المتحفى بالمتحف الخاص، وقُرب انتهاء أعمال العرض المتحفي ونقل القطع الأثرية المختارة لمتحف قناة السويس بالإسماعيلية، استعدادا للافتتاح.

وفي ضوء ما شهدته مدينة القاهرة الكبري من إفتتاح مواقع أثرية بها خلال الآونة الأخيرة والتي من بينها افتتاح مسجد سليمان باشا الخادم بقلعة صلاح الدين الأيوبي وبرج مآخذ سور مجري العيون ومعبد بن عذرا اليهودي وحصن بابليون، فقد وجه السيد أحمد عيسي وزير السياحة والآثار خلال الإجتماع بضرورة بحث آليات جعل مدينة القاهرة مقصدا سياحياً قائماً بذاته وخاصة في إطار الترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد.

وأكد السيد الوزير على أن الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار تقوم على سبيل المثال لا الحصر بالعديد من أعمال التطوير بقلعة صلاح الدين الأيوبي منها ترميم المباني الأثرية الموجودة بها وتطوير منطقة خدمات الزائرين والتي تحتوي على عدد من البازارات والكافيتيريات وأماكن انتظار السيارات، بما يعمل على تحسين التجربة السياحية ويُثري من زيارة القلعة، وهو ما يأتي في ضوء أحد أهم محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر والمتمثل في رفع وتحسين التجربة السياحية في مصر ولا سيما في المتاحف والمواقع الأثرية بها.

مضيفا أنه يمكن للسائحين والزائرين ضمن برنامج زيارتهم للقاهرة الكبرى، زيارة منطقة القلعة وما تضمه من مباني أثرية هامة مثل جامع محمد علي وجامع سليمان باشا الخادم وجامع الناصر محمد بن قلاوون ومحكي القلعة والمتحف الحربي ومتحف الشرطة وبانوراما القلعة وغيرها من الأماكن الأثرية بها، بجانب زيارة مآخذ سور مجرى العيون ليستمتع الزائر السائح بالتجربة السياحية بهذه المنطقة كاملة، وذلك ضمن برنامج زيارة معالم القاهرة الكبرى المتنوعة بما يتيح للسائحين والزائرين اكتشاف سحر وتاريخ القاهرة العريق وآثارها الفرعونية والقبطية واليهودية والإسلامية ويعمل على زيادة عدد الليالي السياحية بمدينة القاهرة وخاصة ضمن رحلات اليوم الواحد التي يتم تنظيمها إليها.

وفي نهاية الاجتماع تم اعتماد عدة قرارات للجنة الدائمة للآثار المصرية بشأن الموافقة على تسجيل عدد من القطع الأثرية من نتاج أعمال الحفائر وأخرى متعلقة بعمل البعثات الأثرية في بعض المناطق الأثرية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير السياحة والاثار الاثار أحمد عيسى وزير السياحة والأثار الأعلى للأثار الحضارة المصرية القديمة الحضارة المصرية المجلس الأعلى للآثار وزیر السیاحة والآثار القطع الأثریة الانتهاء من من ترمیم من أعمال عدد من

إقرأ أيضاً:

سوهاج تبوح بأسرارها.. الكشف عن مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بأبيدوس

كشفت محافظة سوهاج النقاب عن المزيد من أسرارها الأثرية حيث عثرت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية من جامعة بنسلفانيا على مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بجبانة "جبل أنوبيس" بأبيدوس، كما عثرت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار على ورشة كاملة من العصر الروماني لصناعة الفخار بقرية بناويط.

وأكد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، على أن الإعلان عن هذين الكشفين الجديدين بمحافظة سوهاج سيعملان ليس فقط على الترويج للتنوع السياحي الذي ينعم به المقصد السياحي المصري وتعريف العالم بصورة أكبر عن الحضارة المصرية العريقة، بل أيضا مساعدة الدارسين في أعمالهم البحثية وإبراز أحد أدوار المجلس الأعلى للآثار كمؤسسة علمية.

الأعلى للآثار يكشف أهمية مقبرة تحتمس الثاني .. وأبرز ملوك الأسرة 18الأعلى للآثار يوضح تفاصيل اكتشاف مقبرة زوج الملكة حتشبسوت في الأقصرالمجلس الأعلى للآثار: كشف مقبرة تحتمس الثاني يضيف فصلاً جديدًا لتاريخ الفراعنةالأعلى للآثار: المعارض الخارجية جذبت أكثر من 2 مليون زائر

كما يعكس أيضاً ما توليه الوزارة من اهتمام للبعثات الأثرية الأجنبية والمصرية على حد سواء بمختلف المواقع الأثرية علي مستوى الجمهورية، في الكشف عن المزيد من خبايا وأسرار وتاريخ الحضارة المصرية القديمة.

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذين الكشفين حيث يقدم كشف المقبرة الملكية بأبيدوس أدلة علمية جديدة على تطور المقابر الملكية في جبانة "جبل أنوبيس"، والتي تعود إلى عصر "أسرة أبيدوس" التي تخص سلسلة من الملوك الذين حكموا في صعيد مصر بين 1700- 1600 ق.م.، كما أنه يضيف معلومات جديدة لملوك هذه الأسرة وفهم أعمق للتاريخ السياسي المعقد لعصر الانتقال الثاني في مصر.

أما كشف ورشة الفخار ببناويط، فيشير إلى أن هذه الورشة كانت واحدة من أكبر المصانع التي كانت تمد الإقليم التاسع بالفخار والزجاج، حيث يوجد بها مجموعة كبيرة من الأفران، والمخازن الواسعة لتخزين الأواني، ومجموعة من 32 اوستراكا بالخط الديموطيقي واللغة اليونانية توضح المعاملات التجارية في ذلك الوقت وطريقة دفع الضرائب.

من جانبه قال محمد عبد البديع رئيس قطاع الأثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الدراسات التي أجريت على المقبرة الملكية بأبيدوس تشير إلى أنها تنتمي إلى أحد الملوك السابقين للملك سنب كاي الذي تم اكتشاف مقبرته في أبيدوس بواسطة البعثة عام 2014، وإنها أكبر بكثير من المقابر الأخرى المعروفة سابقا والمنسوبة إلى "أسرة أبيدوس"، لافتا إلى أنه لم يتم التعرف على اسم صاحب المقبرة حتى الآن.

فيما أفاد د. جوزيف وجنر رئيس البعثة المصرية الأميركية العاملة بأبيدوس، أنه تم العثور على المقبرة الملكية على عمق يصل إلى حوالي 7 متر تحت سطع الأرض، وتتكون من غرفة للدفن من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن يصل ارتفاعها في الأصل إلى حوالي 5 متر، كما يوجد بها بقايا نقوش على جانبي المدخل المؤدي إلى غرفة الدفن للمعبودتين إيزيس ونفتيس، مع أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل ذات يوم اسم الملك بالهيروغليفية، ويشبه أسلوب الزخارف والنصوص في طرازه تلك التي تم اكتشافها سابقا في مقبرة الملك "سنب كاي".

وأضاف الدكتور جوزيف وجنر،  أن البعثة ستقوم خلال الفترة القادمة بمزيد من أعمال البحث والدراسة لتحديد تاريخ المقبرة على وجه الدقة.

وتعتبر جبانة جبل أنوبيس أحد أهم الجبانات في منطقة أبيدوس، فهي جبانه ملكية، والجبل عندها يتخذ شكل الهرم، لذا اختارها الملك "سنوسرت الثالث" (1874- 1855 قبل الميلاد) لعمل مقبرته الضخمة أسفل تلك القمة الهرمية الطبيعية في سابقة هي الأولي من نوعها في الحضارة المصرية، كما اختارها عدد من ملوك الأسرة الثالثة عشر، ومن بعدهم ملوك “أسرة أبيدوس” اللذين شيدوا مقابرهم في باطن الصحراء قرب الجبل، ومن أشهرها مقبرة الملك “سنب كاي” والتي تعد أقدم مقبرة ملكية مزينة في مصر القديمة.

وقال. محمد عبد البديع، أن الدراسات والدلائل الأولية التي أجريت بموقع ورشة الفخار بقرية بناويط تشير إلى أنه تم استخدام هذا الموقع خلال العصر البيزنطيّ كما أعيد استخدامه كجبانة في القرن السابع الميلادي وربما امتدت الي القرن الرابع عشر  الميلادي حيث عُثر بالموقع على مجموعة من الدفنات، والمقابر المشيدة بالطوب اللبن بها بعض الهياكل العظمية والمومياوات التي تمثل في الأرجح مقابر عائلية لرجال ونساء وغالبية هذه الدفنات من الأطفال.
ولعل أبرز هذه الدفنات هي مومياء لطفل في وضع النوم وعلى رأسه طاقيه من النسيج الملون، ورأس جمجمة لسيدة في العقد الثالث من العمر، فضلا عن الكشف عن بعض من جذور من نبات القمح وبقايا من بذور نباتات قديمة منها  نخيل الدوم  والشعير وغيرها.

مقالات مشابهة

  • السياحة: مد برنامج تحفيز الطيران الحالي لموسم الصيف المقبل مع إجراء بعض التعديلات
  • وزير السياحة يوافق على مد برنامج تحفيز الطيران الحالي لموسم الصيف المقبل
  • وزير السياحة : مد برنامج تحفيز الطيران حتى الصيف المقبل
  • «الأعلى للآثار»: المقبرة المكتشفة في سوهاج تعود إلى فترة «عصر الاضمحلال الثاني»
  • "الأعلى للآثار": المقبرة المكتشفة في سوهاج تعكس تراثًا فريدًا من عصر الانتقال الثاني
  • الأعلى للآثار: المقبرة المكتشفة في سوهاج تجسد تراثًا فريدًا من عصر الانتقال الثاني
  • المجلس الأعلى للآثار: اكتشاف مقبرة ملكية جديدة في أبيدوس
  • يوضح تطور العقيدة الدينية في مصر القديمة.. تفاصيل اكتشاف مقبرة ملكية بـ أبيدوس
  • العثور على مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني في أبيدوس بسوهاج
  • سوهاج تبوح بأسرارها.. الكشف عن مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بأبيدوس