أعاد الحريق المأوساوي الذي تسببت بمقتل 87 شخصا حرقا، داخل قاعة أعراض في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى شمال العراق، تسليط الضوء على عدد من الحوادث المشابهة التي راح فيها مئات العراقيين نتيجة تردي إجراءات السلامة والحماية في المنشآت والمرافق العامة.

ونستعرض في التقرير التالي، عددا من أكثر تلك الحوادث مأساوية، والتي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية:

فاجعة عبارة الموصل:




وقعت حادثة عبارة الموصل في 21 آذار/مارس 2019، خلال رحلة سياحية لعشرات العراقيين، إلى جزيرة أم الربيعيين في غابات الموصل.



وكان العشرات استقلوا عبارة حديدية، مربوطة بكوابل على جانبي نهر دجلة في مدينة الموصل شمال العراق، للانتقال بين طرفين المكان، لكن المشغل للعبارة، قام بتحميلها بعدد يفوق طاقتها الاستيعابية، ما أدى إلى انقطاع أحد كوابل السحب وجرف الركاب إلى الماء وغرقهم في النهر ووفاة 120 عراقيا من كافة الأعمار.

وأثارت الحادثة غضبا في العراق، وأعلنت السلطات عن فتح تحقيق رسمي، كشفت فيه أن العبارة مخصصة لحمل 50 شخصا فقط، ونقلهم بين طرفي النهر، لكن مشغلها قام بتحميلها بثلاثة أضعاف قدرتها، وحمل في يوم المأساة أكثر من 287 شخصا، ما أدى إلى تعطلها وغرقها على الفور.



وكشفت السلطات أن دائرة الموارد المائية، أطلقت في اليوم السابق للحادث، تحذيرات من ارتفاع منسوب نهر دجلة، نتيجة فتح بوابات سد الموصل، وحدوث سرعة في الجريان، لكن الجهة المشغلة للعبارة السياحية، لم تستجب للتحذيرات وقامت بعمليات نقل عبر النهر رغم خطورة الوضع.

كما أشارت إلى أن المشغل للعبارة، لم يكن يمتلك رخصة عمل سياحي، ووجهت أوامر بإلقاء القبض على أصحابها، فضلا عن توقيف محافظ نينوى نوفل حمادي العاكوب ونائبيه، بتهمة الإهمال والتقصير في أداء الواجب وإهداء المال العام، ولاحقا صوت البرلمان العراقي على إقالتهم من مناصبهم.

حريق مستشفى ابن الخطيب:


وقعت مأساة حريق مستشفى ابن الخطيب، في 24 نيسان/أبريل 2021، في العاصمة العراقية بغداد، نتيجة انفجار إحدى اسطوانات غاز الأوكسجين، في مستشفى خصص لعزل المصابين بفيروس كورونا.

وتسبب الحريق الناجم عن الانفجار في وفاة 82 شخصا، وإصابة 110 آخرين بجروح مختلفة.

وكان مستشفى ابن الخطيب، أحد 3 مستشفيات خصصتها وزارة الصحة العراقية، في بغداد ، لعزل المصابين بفيروس كورونا، وكان يحتوي على كميات كبيرة من الأوكسجين، من أجل المرضى المصابين بالفيروس، ووفقا للتحقيقات التي أجرتها السلطات، فإن الحادثة وقعت في الطابق المخصص للإنعاش الرئوي في المستشفى.

كما كشفت التحقيقات وجود إهمال وعدم التزام بشروط السلامة العامة، تمثل في سوء تخزين اسطوانات الأوكسجين المخصصة لعلاج مرضى كورونا، إضافة إلى خلو المستشفى من منظومة استشعار حرائق وإطفاء أوتوماتيكية، ووجود أسقف ثانوية من مواد فلينية سريعة الاشتعال ساهمت في انتشار الحريق وارتفاع أعداد الضحايا بسرعة كبيرة.

مأساة حريق مستشفى الناصرية



وقعت حادثة حريق مستشفى الحسين في محافظة الناصرية جنوب العراق في 12 تموز/يوليو 2021، في قسم عزل مرضى فيروس كورونا، بعد انفجار 3 اسطوانات أوكسجين.

وكان المستشفى مخصصا لاستقبال الحالات الحرجة، المصابة بالفيروس، وبسبب الإهمال وسوء تخزين الكميات الكبيرة من الإسطوانات المملوءة بالغاز، انفجرت 3 منها، ما تسبب في اشتعال سريع للطابق المخصص للإنعاش الرئوي وامتداده إلى الأقسم المجاورة، ما رفع عدد الضحايا الذين بلغوا 60 قتيلا، و110 مصابين بحروق مختلفة.



وتسبب عدد الإسطوانات المتفجرة في صعوبة السيطرة على الحريق، الذي انتشر بصورة سريعة داخل المستشف، فيما اعتبرت لجنة التحقيق أن الإهمال هو السبب الرئيسي للمأساة التي وقعت في المستشفى، فيما قررت الحكومة إقالة كل من مدير صحة ذي قار ومدير المستشفى ومدير الدفاع المدني، وإخضاعهم للتحقيق لمسؤوليتهم عن الحادثة.

مأساة انفجار السليمانية



وقع انفجار السليمانية، نتيجة تسرب الغاز من خزان في 17 تشرين ثاني/نوفمبر 2022، في حي كازيوه وسط المحافظة الواقعة شمال العراق، مخلفا عددا كبيرا من الضحايا والخسائر المادية.

ويرجع الحادث إلى اعتماد المحافظة على منظومات تدفئة بالغاز المضغوط بالخزانات، لمواجهة برد الشتاء في مناطق شمال العراق المرتفعة، ورغم تحذيرات السلطات إلا أن قسما كبيرا من الخزانات مخالف لمعايير السلامة، والتي تنفجر مع حدوث تسرب للغاز.

وتسبب خزان الغاز في انفجار دمر منزلا مكونا من 3 طوابق، كان بداخله 15 شخصا لقوا حتفهم، إضافة إلى إصابة 13 آخرين بجروح مختلفة، وكان غالبية الضحايا من النساء والأطفال، فضلا عن تضرر منزلين مجاورين نتيجة الانفجار العنيف.

مأساة حريق قاعة الحمدانية



وقعت مأساة حريق قاعة الحمدانية في محافظة الموصل شمال العراق، مساء 26 أيلول/سبتمبر، خلال حفل عرس، تسبب حتى الآن وفقا لما أعلنته السلطات العراقية، في وفاة قرابة 100 شخص حرقا وإصابة عدد مماثل بحروق وجروح.

وكشف شهود عيان من داخل القاعة، أن إشعال الألعاب النارية، داخل المكان، خلال الاحتفال بالعرس، ووجود مواد سريعة الاشتعال في سقفها، أدى إلى المأساة، بعد امتداد ألسنة اللهب إلى السقف وتساقط القطع المشتعلة على الحضور، ومحاصرتهم خلال التدافع للهروب من المكان.

وأمرت السلطات العراقية في إلقاء القبض على ملاك قاعة الأفراح، وأعلنت الحكومة العراقية الحداد لمدة 3 أيام، على الضحايا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراق الحوادث المأساة العراق وفيات حوادث مأساة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال العراق حریق مستشفى مأساة حریق

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية على الفصائل العراقية .. هل المواطن في مأمن؟

بغداد اليوم ـ بغداد

كشف المحلل السياسي، رعد المسعودي، اليوم الاثنين (10 آذار 2025)، عن تأثير العقوبات الأمريكية المفروضة على الفصائل في العراق، وهل سيمتد بشكل مباشر على الشعب.

وقال المسعودي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "العقوبات تستهدف قيادات وفصائل محددة، وهذه الفصائل ليست كبيرة من حيث بنيتها الاقتصادية أو تغلغلها في النظام المالي العراقي، وبالتالي فإن هذه العقوبات لا تشكل أي تأثير مباشر أو ثقل على المواطن، لأنها كانت موجهة ضد أسماء ومسارات محددة، ولم تشمل البنية الاقتصادية والمالية للدولة العراقية بشكل عام".

وأضاف أن "العقوبات المؤثرة فعليا على المواطن تتعلق بملفات عدة، أبرزها ملف الدولار وإمكانية تقليل تدفقه من الخزانة الأمريكية إلى بغداد، بالإضافة إلى ملفات أخرى تخص التسهيلات التي تقدمها الإدارة الأمريكية في مجالات متعددة".

وأكد أن "ما قد يضر المواطن بشكل مباشر هو حدوث صراع مفتوح بين الفصائل وواشنطن، إلا أن هناك حراكًا غير معلن بدأ قبل أربعة أشهر أسهم في التوصل إلى ما يشبه الهدنة، التي أوقفت عمليات استهداف الفصائل لأهداف أمريكية داخل العراق أو خارجه".

وأشار المسعودي إلى أن "العقوبات الأمريكية مفروضة أساسا على العديد من الفصائل المسلحة العراقية، وقد اتخذتها واشنطن خلال السنوات الماضية لأسباب متعددة، خصوصًا بعد حادثة ضرب المطار عام 2020".

ولفت المسعودي إلى أن "واشنطن، رغم ضغوطها الاقتصادية على العراق بهدف قطع سبل التعاون مع طهران، إلا أنها لا يمكنها الوصول إلى نقطة اللاعودة، وتسعى إلى خلق توازن بين مصالحها في العراق ومصالحها على مستوى الشرق الأوسط".

وأضاف أن "أوراق الضغط الأمريكية تهدف إلى دفع طهران للاتفاق على مسارات تتعلق ببرنامجها النووي وتدخلاتها في المنطقة، لكن بشكل عام، لا يبدو أن واشنطن تسعى إلى فرض ضغوط قد تؤدي إلى ارتدادات قاسية على الأسواق، لأن ذلك قد يشعل أزمة تمس مصالحها المباشرة، خصوصًا في قطاع الطاقة وغيره".


مقالات مشابهة

  • العقوبات الأمريكية على الفصائل العراقية .. هل المواطن في مأمن؟
  • حريق كبير بمنشآت روسية إثر هجوم أوكراني بالطائرات المسيرة (شاهد)
  • أمريكا تنهي أمل العراق بشأن استيراد الغاز من إيران.. وصيف لاهب بانتظار العراقيين
  • أمريكا تنهي أمل العراق بشأن استيراد الغاز من إيران.. وصيف لاهب بانتظار العراقيين- عاجل
  • بعد فقدانه لأيام.. نهاية مأساوية لصبي يعاني من التوحد جنوبي العراق
  • 15% نسبة الإنجاز بمشروع مستشفى النماء في شمال الشرقية
  • اشترك في “الحقيبة 3” مع محمد المحمدي.. شاهد مشارك يفوز الليلة بجائزة مئات آلاف الريالات
  • شاهد: غزة - حريق هائل في مخازن مواد تموينية بشارع النصر
  • نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب الاستاذ مؤيد اللامي : غيًرنا صورة العراق في الإعلام العربي من ” بلد القتل والطائفية” إلى “بلد السلام والأمان”
  • حدث فى الثامن من رمضان.. تعرف على أهم الأحداث التاريخة التى وقعت فيه